|
تخيلات عاشق المجنون
هيمان الكرسافي
الحوار المتمدن-العدد: 3066 - 2010 / 7 / 17 - 21:52
المحور:
الادب والفن
تخيلات عاشق المجنون
ــ 1 ــ
ها أنا ها أنا وفي حياة المجانين أستنكر على من ذهب من دون علمي الذين كانوا في قلبي ساكنين هل من احببته يرحل هل من كان لي مات فكيف لا تجرح المشاعر بسكاكين الجزارة كيف لا ... وأنها كانت تشعر بهم ...(( المشاعر )) فهل يعقل أن أسكر في شبابي هل يعقل أن أمحو في الحياة ووجودها هل يعقل أن أجن في شبابي أرى هذا من عيني وأني هكذا أرى الحب زاح ورحل مني أرى الصدق تلاشى في قلبي كيف... كيف قبلت ِ هذا يا سيدتي أنت ِ من كنت ِ تنظمين لي الحياة أنت ِ من كانت لي سير الحياة أنت ِ من كانت لي الشرايين والاوردة سيدتي ... سماء قلبي كانت زرقاء متزمردة كانت شفتاي مأواك ِ ومسكنك ِ وتتذوقينها متى شئت ِ وكانت قد أمنتها بين اسنانك ِ ...؟! فما هذه مفردات الخيانة والغرور وكلمات الطعن والغدر لست أدري بما يجري في هذا الزمان لست أدري اين مكاني فأصبحت عن وطني غائب أنا ... أنا أريد لقبا ً لك ِ وأطلقه عليك . . . (( الذئبة )) .. .. لقبك الجديد . . يا أيهت الذئبة كنت ِ تحبينني كثيرا وأعرف ذلك لكن حين كنت ُ في البعاد تحبيني كما تحبين وتطعمين لأطفالك لحمي تحبين أن تكسرين نوافذ قلبي وتحطمين ألف باب وباب تقتليني وترميني امام الأنياب يا الذئبة أنت ِ ألفت ِ لي قصصا او كتبا ً أنت رسمتي لي لوحات فيها الظلام أنت ِ ذئبة شرسة أنانية وهذه هي أطباع الذئاب تحبين أن تأكلين الارانب وتلهين معهم وكأنهم ألعاب فها أنا بين يديك صرت أرنبا ً مسكينا ً يهرب من أنياب الذئبة الشرسة التي تريد أكلي وها أنا اركض من البداية لا أعرف أين ستنتهي ركضتي وأين سيكون النهاية
ــ 2 ــ
هروب الارنب
جائع ولا اعرف طرق فمي جائع ولا اعرف كيف يتم بملاحقتي أين اخواني واخواتي اين والداي ضعت انا في الغابة أشعر بالخوف أشعر بالملل البؤس صار ممكلتي من بعد حبيبتي التي صارت ذئبة متنقل صرت ولا اعرف المصير ضاع مصيري اصبحت أبكي بلا توقف في كل وقت ومكان صرت كالطفل لا يرضع من امه واخبط بأنواع الألوان فأنا أتخيل وأني طفلا ً وبين حنان امي التي هي ترضعني وتطعمني فأنام بين أماكن المظلمة وهذا مصيري. . . ــ 3 ــ
في المنام وصرت طفلا ً
تحولت الى طفلا له الألعاب تحولت الى طفلا له والدين تحولت الى طفلا يعرف ما هو طعم الحياة لي غرفة أنام فيها لي مكان ألعب فيه لي ابوين أضحك لهم لي اخوان واخوات أتعبهم وأزعجهم وأضحكهم لي دبدوبا ً صغير وسيارة صغيرة العب بيهم أصبحت ابدا ً لا أسهر أنام في الاحضان أسرق من أمي وأبي حنينا ً أسرق خارطة الازمان لكي لا اضيعه في هذا الزمان وحين مرت سنين وكبرت أنا وصرت في عز شبابي . . .ــ 4 ــ
في عز شبابي في عز شبابي ويوم من الايام رأيتها ثانية ً ... هذه .. هي لكنها ليست في جسدها انها في أنسانا اخر وفي جسدا اخر فتاة جميلة شعرها الاسود والطويل وعيناها الكاحلتين الجاحظتين أنها نائمة في عيونها وقلبها يداها وأصبعتها شفتاها وخديها كم أنها جميلة أصبحت اعشقها أصبحت أنسى كل شيء لانها أسحرتني وتعرف كيف تسحرني جننت بها ومن اول مرة شفتاها بساتين و ورود أصبحت أرسم اللوحات أصبحت أنظم الكلمات حاربت أمما ً وجنود لكن ... لكن طريقي مائل مملؤ بالحفر وسدود جربت كل الطرقات وطريقي ... مسدود كرهت دمعتي كرهت بسمتي كرهت كل شيء لعدم وصول أليها كرهت حتى الكتابات واللوحات والاشعار والكلمات أصبحت أعشق وأعشق وأني في الظللام لا اعرف أي احدا ً لا حنان أمي وابي ولا حب اخي واختي ولا صداقة صديقي ولا اي شيء فكانوا يتكلمون عني في كل مكان في بيتي ومدرستي وقريتي ومدينتي أصبحت مجنونا ً لانها غدرتني على أن أفارق حبي وأفارق أهلي وأصدقائي أنهم ذهبوا ذهبوا لاني كرهتهم وانا في جنوني طعنت فيهم كلمات عميقة ازداد تمردي للظلام وأحببت دمدمة الكلام يا سيدتي كل هذا من فعلتك ِ يا سيدتي أرجعي لي كل شيء مني ضاع سيدتي كل هذا من فعلتك ِ وأنا في حياة المجانين فهل تقبلين أن أجن في حبي هل تقبلين أن أكون أحدا مجنونا ً فمن سيكتب لك ِ الكلمات ومن سيحبك بهذا الجنون سيدتي انا لوحدي في الظلام أنا لوحدي وليس لي الكلام أنا لوحدي ولا اعرف ما هي المنام لوحدي في بحر الاحلام لوحدي في هواء عشق وغرام لوحدي بين جيل الاوهام لوحدي في حياة المجانين
ولا احد يفهمني ... لا احدا ..
..
و
ينادوني بالمجنون
#هيمان_الكرسافي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|