أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد كعيد الجبوري - عبد الكريم قاسم ، ذاكرة لا تنساه / 1














المزيد.....

عبد الكريم قاسم ، ذاكرة لا تنساه / 1


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 19:12
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لا أدري لماذا نسيت أن أدون هذه المشاهدة العينية عن الزعيم الخالد الشهيد عبد الكريم قاسم ، عام 1959 م كنت في الصف الثاني ابتدائي وكنت من المتفوقين الأوائل دراسيا بصفي ، أصبت حينذاك بالتهاب رئوي حاد ، خاف والدي كثيرا علي سيما وان لعابي تخرج معه قطرات دم ناصعة ، رفضت والدتي حينها الذهاب الى أطباء الحلة مقترحة الذهاب الى العاصمة بغداد ، استجاب والدي رحمه الله لطلبها وصحبنا أنا وأمي الى بغداد الى محلة الشواكة حيث سكن خالتي فيها ، بعد أن علموا حالتي نصحوه بأخذي الى الدكتور فرحان باقر أو باقر فرحان أخصائي الباطنية ، والدكتور فرحان باقر تقع عيادته بداية شارع الرشيد من مدخل ساحة التحرير ، وصلنا لعيادة الدكتور الساعة الثالثة بعد الظهر ووجدنا العيادة مكتظة بالمراجعين المرضى ، نصح سكرتير الطبيب أن يأخذ لي أشعة للصدر في عيادة أخرى قريبة لهم ، ونفذ والدي المطلوب ، ونحن خارجان من عيادة الأشعة وجدنا الكثير من الناس واقفون على جانبي شارع الرشيد منتظرون لمقدم الزعيم عبد الكريم قاسم حيث يذهب لدوامه المسائي بوزارة الدفاع ، طلبت من والدي أن ننتظر مقدمه مع الناس ، أجابني بأننا على موعد مع الدكتور وعلينا أن ننهي تلك الزيارة لكي نعود لمدينتنا مبكرا ، استجبت مرغما لما أراد والدي وما هي إلا لحظات وإذا بي أفلت يدي من يد والدي وأنطلق مسرعا صوب شارع الرشيد لأن سيارة الزعيم قد أصبحت على مرمى خطوات مني ، اخترقت لا إراديا صفوف الناس المتجمهرة على جانبي الطريق ملوحا بيدي لسيارة الزعيم رحمه الله والسيارة تسير بسرعة متأنية جدا ، وقفت سيارة الزعيم – ببريك مسموع - التي وقفت قبالتها وترجل الرمز العراقي الأبي وتحرك نحوي ، وتحركت بلا شعور نحوه ووالدتي تطلق عنان صوتها خائفة علي من شرفة عيادة الدكتور فرحان باقر ، احتضنني الزعيم – ومن ذلك اليوم أصابني الرجل بعدوى حب العراق وأهله - دون أن يلومني عن فعل صبيانيي قد يودي بحياتي دون قصد من سائقه ، قلت له أني أحبك ، أجابني وأنا أحبك كذلك ، وأقسم بكل مقدس لدي أن عيناي الآن تغرورقان بالدموع لذلك الأب الذي خسرناه وخسره العراق بمسلميه ومسيحييه وصابئته وبكافة أديانه وأعراقه وقومياته ، قلت له أني مع أبي وأمي جلبانني من الحلة الى الدكتور لأني مريض ، قال لي بعد أن أحاطت بنا الناس من كل الجهات وبدون حماية إلا من انضباط عسكري معه ، كادت سيارتي أن تدهسك ؟ ، لم أعي سؤاله وقلت له أن والدي مع الناس ، حدق بعينيه صوب المتجمهرين وإذا بوالدي يتقدم ليلومني على فعلتي التي أربكت الشارع برمته ، قاطعه الزعيم الراحل وقال له أنه صديقي الحلي وأنا أحبه كحبه لي ، فما كان من أبي إلا أن يأخذ الزعيم بأحضانه ويقبله قبلات الحب الحقيقي على كل مسامات وجهه ، غادرت سيارة الزعيم الشهيد البطل متوجهة لمقر عمله ، وصعدنا صوب العيادة التي وقفت على ساقيها لأجد المرضى يصفقون لي ولفعلتي مع الزعيم الخالد ، دخلنا لعيادة الدكتور الذي عرف بمجريات الأمور وشاهد الأشعة التي أخذوها لصدري ليعلن لوالدي أن صدري نظيف وأن ما شاهده من دماء ما هي إلا إلتهاب بسيط في القصبات الهوائية ، أو التهاب حاد في البلعوم .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُخلِّص الأمريكي
- ابيت اللعن
- ( أثياب حيه )
- ( إشكال بقو )
- مفيد الجزائري والثقافة العراقية
- نسمات حليه
- ضحى يحيى برتو وأحادية التوثيق
- الومضة الشعرية والبراعة في سباكتها
- الرحيل المبرمج
- الخرسان وقوة البيان
- أركب عالصعاب
- الاتفاقية الأمنية وأهدافها غير المخفية
- وعلى هذه وقس ما سواها
- وطن وهموم
- ( يمه بشري )
- موالات
- ( تيتي تيتي ، مثل ما رحتي إجيتي )
- (تجيك الحمه من الرجلين)
- الغناء فسق وفجور !!!
- الحداثة ذوق رفيع أرسى قواعدها اليسار العراقي


المزيد.....




- مساواة “السما?” (SMAG) و”السمي?” (SMIG) لا تزال حبراً على ور ...
- الدعارة [في معجم النسوية النقدي [*]
- نضال مستمر من أجل تحقيق التغيير المنشود
- مسيرة احتجاجية باتجاه منزل نتنياهو للمطالبة بوقف الحرب وعودة ...
- اعادة الاسلاميين الى جحورهم هو الرد على اغتيال الشيوعيين وال ...
- نصب تذكاري في كاراكاس تخليدا لانتصار الجيش الأحمر السوفييتي ...
- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد كعيد الجبوري - عبد الكريم قاسم ، ذاكرة لا تنساه / 1