أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - انتظار جماهير العراق لتحقيق مطالبهم جراء تشكيل الحكومة وهم خطير!















المزيد.....

انتظار جماهير العراق لتحقيق مطالبهم جراء تشكيل الحكومة وهم خطير!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3060 - 2010 / 7 / 11 - 17:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ 7من اذار يوم الانتخابات في العراق لحد اللحظة مضى أكثر من اربعة اشهر، لم تتوضح ملامح الحكومة الجديدة. انها لعبة قذرة بين مختلف اتجاهات البرجوازية من الاسلام السياسي الشيعي الى الحركات القومية العربية والكردية واحزابهما المختلفة. لم تتمكن تلك القوى من توحيد صفوفها وتشكيل حكومتها. انه صراع الاضداد حول اخذ حصة اكبر، صراع بين سياسات واتجاهات مختلفة.انها نتيجة، اي ان عدم تمكنهم من تشكيل الحكومة، والتدخلات الدولية والاقليمية وخصوصا الايرانية والامريكية، وعدم الأخذ بالدستور المكتوب من قبلهم، هي نتجية مباشرة للعملية السياسية الراهنة بدورتها وقانونها الانتخاباتي. قلنا ومنذ خروجنا من لعبة الإنتخابات انها مهزلة ولاتمت بصلة ما للانتخابات. الجماهير تثور ضد انعدام الخدمات والكهرباء والفساد، والقوى السياسية البرجوازية بمختلف تلاوينها تتصارع وتتنافس حول حصة اكبر في تشكيل ما يسمى بالحكومة.
ان الحكومة التي ستتشكل كنتيجة لهذه اللعبة القذرة، هي ليست بحكومة العراقيين، بل هي اتفاق بين مجموعة من القوى في سبيل تسيير سياساتهم حسب التوافقات، انها حكومتهم وليست حكومتنا. تولد حكومتهم في خضم صراعات سياسية ليس بين مختلف القوى المحلية فحسب بل اساسا بين إيران وأمريكا، بين إيران والمحور العربي التركي.
كل القوى السياسية تؤكد تشكيل حكومة شراكة وطنية، ما معنى ذلك؟ وكلهم يؤكدون تشكيل حكومة وطنية دون تدخلات خارجية مامعنى ذلك؟! ولكن الصراع ضاري حول رئاسة الوزراء لماذا؟!

حكومة الشراكة الوطنية!
مشاركة جميع القوى التي شاركت في الانتخابات وحصلت على المقاعد البرلمانية في الحكومة تعني عدم تشكيل الحكومة بالمعنى الحرفي والمالوف للحكومة، وتبين في الوقت نفسه بطلان دستورهم وقوانينهم وادعاءتهم ايضا. إذا تشكلت الحكومة من جميع القوى لم كانت الانتخابات؟ ولم دفع الناس نحو صناديق الاقتراع؟ اذا لا تقروا بنتائج الانتخابات ولاتحسبوا لها حساب. لماذا كل هذه المهزلة واللعبة والتضليل بحق الجماهير وتحميقهم؟! اذا هي تحميق الجماهير وغسل عقولهم.
ان حكومة الشراكة الوطنية هي فارغة المعنى والمحتوى، انها ادارة لازمة سياسية وحكومية في العراق بعدما توصلت كافة السبل الاخرى الى طريق مسدود. انها اتفاق بين مختلف القوى ليتيسر لها ادارة البلاد لمدة اخرى حتى ينتصر احداها على الاخرى. انه اتفاق ضمني مباشر او غير مباشر بين ايران وامريكا لمدة زمنية قادمة!! هذا اذا تشكلت الحكومة حسب هذه اللعبة السياسية القذرة.
ان حكومة شراكة وطنية تعني اخذ كل سلبيات المرحلة الماضية بكاملها ونقلها عبر نقالات الشراكة الوطنية الى المرحلة القادمة لكي تأخذ عنوانا جديدا في ظل مرحلة سياسية جديدة. المرحلة التي انسحبت فيها القوات الامريكية، وتنفرد فيها ايران بسلطة أقوى.
حكومة الشراكة الوطنية تعني اتفاق حول التناقضات والنقاط الخلافية الموجودة والتي لاتحصى بصورة مؤقتة، لكي تنفجر وتؤجج في مرحلة قادمة.
هذه هي العملية السياسية الراهنة بقيادة امريكية-إيرانية مباشرة. إذا تشكلت الحكومة وفق هذه المبدأ وسيتم هذا على الارجح فهذه لن تبشر بالخير بل ستبشر بتفاقم الصراعات وتفجيرها في اي وقت وخصوصا ان المظلة التي تجمعهم تنسحب من العراق بعد فترة قليلة.
أكذوبة تشكيل الحكومة بدون تدخلات خارجية!!
ان مفهوم" عدم التدخل في الشؤون الداخلية" وهو موجود ايضا في قوانين وديباجات دولية ايضا هو اكذوبة تاريخية كبرى. ان هذا المفهوم ومنذ ظهوره هو اكذوبة على الصعيد العالمي. ان الحكومات تتدخل في شؤون بعضهم البعض بصورة مباشرة وخصوصا في القضايا الاقتصادية والأمنية، وهذا يعني تدخل في الشؤون السياسية ايضا. ان البنك وصندوق النقد الدوليين يتدخلان في شؤون الدول بصورة مباشرة من خلال هيكلة الاقتصاد. هذا المفهوم هو مفهوم :" اوريلى" المراد منها صياغة مفاهيم " وطنية واستقلال" على البلدان لغرض غطاء السيادة ليس الا.
لكن نحن امام واقع اخر وامام دولة العراق، قضيتها هي اساسا مدولة منذ 1991 وخصوصا بعد الاحتلال الامريكي للعراق هي مدولة وجيشت الجيوش من وراء البحار اليه، ولحد اللحظة هناك اكثر من 70 الفا من القوات الأمريكية، هذا من جانب ومن جانب اخر ان العملية السياسية الراهنة برمتها هي صنيعة امريكية بمشاركة قوى الاسلام السياسيى وقوى الحركة القومية الكردية في البداية وبعدها بمشاركة قوى الحركة القومية العربية... ان من نصبهم على هذه المناصب هي امريكا ومندوبهم السامي بريمر وخصوصا في البداية... ومن زاوية اخرى هناك جولات مكوكية لمختلف الكتل السياسية صوب الدول الاقليمية بدءا من إيران الى مصر وتركيا والأردن وسوريا والبحرين ... اذا هي قضية مدولة وتدخلت فيها امريكا كممثل عن الغرب ربما، وتركيا والسعودية كممثل عن دول الخليج ومصر والأردن وسوريا ايضا ...
أن بناء هذا الاتفاق لتشكيل حكومة اتفاقية هي اتفاق بين ايران وامريكا قبل ان تكون اتفاقا بين القوى المحلية في العراق.
منذ يوم 7 من اذار تحاول ايران توحيد صفوف الاسلام السياسي الشيعي لكي يتسنى لها تشكيل حكومة الاتفاق بقيادتها، مما ادى الى تقريب وجهات النظر بين دولة القانون والائتلاف الوطني بقيادة الحكيم الذي ادى الى اعلان تحالفهما الوطنية التي تعثرت لحد اللحظة جراء عدم قناعتهم بقيادة المالكي للمرحلة المقبلة... هذه ربما انتكاسة صغيرة ومؤقتة للدور إيراني. ان إيران تميل الى الائتلاف الوطني قبل المالكي ولكن حين تدق ساعة الخطر حينذاك هي ترضى بالمالكي ايضا كي تبقى اللعبة وقيادة الحكومة بيدها... عليه هي تراجعت وتحاول لم شمل قوى الاسلام السياسي مرة اخرى حول المالكي وخصوصا بعد الإجتماعات بين دولة القانون والعراقية...ايران تحاول ارضاء جميع اطراف الاسلام السياسي الشيعي بقيادة المالكي، ومن جانب اخر تحاول تاجيل تشكيل الحكومة الاتفاقية الى ما بعد شهر اب حين تنتهي جميع المهمات القتالية للقوات الامريكية وتبدأ عملية انسحابها بصورة نهائية لغاية نهاية السنة القادمة.
اما امريكا تحاول دمج مصالح كتلتي العراقية ودولة القانون مع بعضهما البعض بزج التحالف الكردستاني معهما... وترسخت هذه الرؤية بشكل كبير خصوصا بعد مجئ بايدن الى العراق.
كل هذه الامور تجري امام انظار الجميع، ولكن يقولوا لنا صناع مسخرة السياسية انهم لا يقبلوا بتدخل الدول في شؤونهم الداخلية.

انتظار جماهير العراق لتحقيق مطالبهم جراء تشكيل الحكومة وهم خطير!
الواضح والمعلوم، ان عملية تشكيل الحكومة هي استمرار للعملية السياسية الراهنة. تعثرت العملية السياسية وتعثر تشكيل الحكومة من جراءها. ليس في برنامج هذه القوى الخدمات ولا الأمن من اولوياتها بل الأولوية القصوى لهذه القوى هي كيف تمرغ وجوه بعضهم البعض في التراب، كيف تضرب بعضهم البعض بضربات قاضية وهذا ما شاهدناه في خضم الحملة الانتخابية وبعدها في عملية فرز النتائج وبعدها في تشكيل الحكومة والحوارات بين الكتل... نتيجة لأعمالهم وسياساتهم هذه تذمرت الجماهير واحتجت وتظاهرت في سبيل توفير الخدمات العامة وخصوصا الكهرباء في الصيف اللاهب. تظاهرت في اكثرية المدن والاقضية العراقية من البصرة الى الكوفة وواسط وبعقوبة وكربلاء والنجف والناصرية والقرنة ...
نتجية لتجربتنا السابقة وتجربة الجماهير للـ 7 سنوات المنصرمة مع هذه القوى، نؤكد انهم ليسوا مؤهلين لادارة البلد، انها القوى التي جربنا طاقاتها وسياساتها وممارساتها التي ادت الى القتل على الهوية والصراعات الطائفية والقومية وتضييق الحريات السياسية والمدنية، وسلب ثروات العراق وفرض الفقر والمجاعة على العراقيين... إذن والحال كهذا ان اي انتظار لتحقيق اي حق من حقوق المواطنين وراء تشكيل حكومتهم هو وهم خطير ويؤدي الى تراكم وتفاقم الويلات والمآسي على رؤوس العراقيين. ليس فقط اننا جربناها بل الأهم من ذلك برنامجهم وسياساتهم خالية من تطلعات ومطالب العراقيين. انهم يمثلون الاقوام والطوائف والاديان لا يمثلون الانسان. بل يمثلون القومية العربية و"ليس الانسان الناطق باللغة العربية" ويمثلون الطائفة الشيعية " وليس الانسان الذي يؤمن بالمذهب الشعي" ويمثلون القومية الكردية" وليس الانسان الذي ينطق باللغة الكردية" .. هذا هو محتوى العملية السياسية الراهنة ومحتوى تشكيل حكومتهم باية صيغة، والتي من الممكن ان يتفقوا حولها. فلا تتوهموا.
ان الحكومة الوحيدة التي بامكانها ان تشمل العراقيين كلهم هي حكومة تؤمن بفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم وبفصل القومية عن الدولة والتربية والتعليم ... إذا تبتغي الجماهير ان تحصل على مطالبها وتحقيق امنياتها عليه يبدا بممارساتها النضالية بصورة مباشرة سواء كان في محلاتهم او في مؤسساتهم الصناعية والخدمية. 8تموز2010



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من السجل الاسود للإتحاد الوطني الكردستاني و قيادته جميعاً
- نَظموا انفسكم حولَ إعادة النور الى العراق!
- الحكومة الاسلامية في إيران تهاجم العراق في ظل حكومة عراقية م ...
- الاحتجاجات العمالية
- إلى سكرتير اتحاد المعادن والانشاءات والغابات والطاقة (CFME)
- من قاتم، سياسة فاشلة، حكومة فاشلة ! توفير الأمن والأمان من ص ...
- حوار سايت الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول نت ...
- ما بعد الإنتخابات! لا للعنف
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي و يوم المراة العالمي
- بمناسبة يوم المرأة العالمي على النساء في العراق ان تقاطع الا ...
- الأوضاع السياسية في العراق في خضم الصراعات السياسية العميقة ...
- حزب الطالباني في السليمانية، يقمع حرية التعبير عن الرأي
- حكم الاعدام، قتل قانوني، ودفن للحقيقة!
- تغطية خاصة حول العملية المهزلة الانتخابية في العراق - حوار م ...
- تكتيكان لسياسة واحدة!حول مشاركة الحزب و مقاطعته للعملية الان ...
- بصدد الدفاع عن الوطن- على هامش الهجمة الايرانية على الفكة
- لا تنتظروا مهزلة الانقلاب العسكري ولا تتوهموا به، هي توأم لم ...
- -بعثوفوبيا-الحكومة العراقية ومدلولاتها السياسية !
- حوار سايت الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول ال ...
- انهيار جسر عبور المشاة في سوق الشيوخ


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - انتظار جماهير العراق لتحقيق مطالبهم جراء تشكيل الحكومة وهم خطير!