|
شباب المسلمين يشجعون ويفرحون لمن أساء للرسول
راوية رياض الصمادي
الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 20:35
المحور:
كتابات ساخرة
أن مبارات هولندا والأرغواي، إنعكاس واضح على ثقافة لا تتماشى مع طبيعة ما يحدث. والغريب أن الوطن العربي والإسلامي بقاصيه ودانيه والمسلمين بالخصوص قد نسوا ما كان قبل عهد غير بعيد عندما تكلمت الصحف الهولندية مقالات تسئ للرسول , حيث وجه مسلمون غاضبون انتقادات حادة عبر الإنترنت لمصممي برنامج "ساوث بارك" الكارتوني التلفزيوني بسبب الإساءة للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في إحدى الحلقات، وذكروهم بمصير المخرج الهولندي الذي قُتل بسبب فيلم تسجيلي اتهم فيه الإسلام بالعنف. وجاء في تعليقات على موقع إسلامي يدعى RevolutionMuslim.com وهو يعبر عن إحدى الجماعات المسلمة في أمريكا: "علينا أن نحذر مات (ستون) وتري (باركر) من أن ما يفعلانه أمر غبي، وربما ينتهي بهما الأمر كما انتهى بثيو فان جوخ بسبب إذاعتهما هذا البرنامج". بحسب رويترز. ووضع على الموقع صورة للمخرج الهولندي ثيو فان جوخ الذي قتل في عام 2004 على يد متطرف بسبب فيلم تسجيلي صممه، واتهم فيه الإسلام بالتسامح مع العنف في حق المرأة. ووضعت على الموقع ذاته مادة إخبارية فيها تفاصيل عن قصر في كولورادو يملكه باركر وستون، فيما يبدو أنه يعني أن الذين وضعوا هذا التعليق على الإنترنت يعرفون كيف يصلون إلى مصممي شخصيات ساوث بارك. وتعرض الموقع لعطل يوم الأربعاء، بسبب ما قال أحد مسؤوليه إنه زيادة في الإقبال عليه. ودافع المسؤول عن الموقع يونس عبد الله محمد -30 عاما- عن التعليق الموجود فيه، نافيا تهديد البرنامج. وقال محمد إن جماعته "لم تقل لأي شخص أن يذهب إلى منزلهما ويمارس العنف" وأشار إلى أنه ليس قلقا من أن يؤدي التعليق الموجود على الموقع إلى أعمال عنف ضد باركر أو ستون. كان المسلسل الكارتوني قد عرض الأسبوع الماضي الحلقة رقم 200 على محطة كوميدي سنترال من المسلسل، وتصور النبيّ محمد مرتديا زيّ دب. فيما أكد مسؤول أمريكي في مجال تنفيذ القانون أن الحكومة الاتحادية نادرا ما تتابع قضايا بسبب التهديد، ويمنح التعديل الأول للدستور الأمريكي حماية واسعة لحرية التعبير، وما يعتبر تهديدا غالبا ما يكون محل تأويل. وامتنعت محطة كوميدي سنترال التابعة لشركة فياكوم التي تذيع ساوث بارك عن التعليق. ودرجت ساوث بارك على السخرية من الساسة والمشاهير ووسائل الإعلام، وكثيرا ما أثارت حلقات المسلسل انتقادات. وسبق وأن منع مات وباركر من استخدام رسم للنبي عندما أرادا تضمين موقف على خلفية "أزمة الكاريكاتير" التي فجرتها ردود الفعل المستنكرة للرسم الكاريكاتوري الذي نشرته صحيفته "يولاند بوستن" الدنماركية عام 2006، بحسب شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية. وتضمنت الحلقة مشهدا يحوي رسما متحركا للنبي محمد؛ إلا أن القائمين على قناة "كوميدي سنترال" قاموا بحذفه عند البث.
ونقلاً عن العربية نت كتب مصطفى سليمان أثار إعلان مخرج أردني عن بدء تصوير فيلم عن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام تعتمد مرجعيته على القرآن الكريم والسنة النبوية، غضب زعامات الطوائف القبطية في مصر، فيما سيبحثه مجلس كنائس الشرق الأوسط في اجتماعه الاثنين القادم، الموافق 5-5-2008. وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية بالأزهر د. ابراهيم الفيومي، وهي الجهة التي يخول لها القانون المصري سلطة اعطاء تصاريح الأعمال الدرامية التي تحتوي على نصوص دينية، أن المجمع سيرفض السيناريو في حالة عرضه عليه، بسب قرار صدر عن الأزهر قبل عدة سنوات بعدم جواز ظهور شخصيات الأنبياء في الأفلام والأعمال الدرامية، وهذا يعني أن هذا العمل سيكون ممنوعا في مصر. وقال د. نجيب جبرائيل، مستشار البابا شنودة بطريرك الأرثوذكس الذين يشكلون غالبية المسيحيين المصريين، إنه تم تكليفه بارسال خطاب إلى الرئيس السوري بشار الأسد تحثه على التدخل شخصيا لوقف تصوير الفيلم، وارغام مخرجه على عرض السيناريو أولا على الكنيسة الأرثوذكسية المصرية لمراجعته وتصحيح الأخطاء العقائدية الواردة فيه. وأضاف لـ"العربية.نت" أنه سيرفع في الوقت نفسه دعوى قضائية باسم الكنيسة لوقف انتاج الفيلم أو تغيير السيناريو بما يتوافق مع العقيدة المسيحية التي تؤمن بحقيقة صلب المسيح.
وكانت صحيفة "ييلادنس بوستن" الدانماركية قد نشرت للمرة الأولى في سبتمبر 2005م، 12 رسمًا كاريكاتيريًا مسيئًا للرسول "صلى الله عليه وسلم"، أثار استنكارًا شديدًا وتظاهرات في العالم العربي والإسلامي في يناير وفبراير 2006 ضدّ الدنمارك. وأعلن سياسي هولندي عزمه عرض فيلم يسئ لأمهات المؤمنين، أزواج الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"، وذلك بعد عرض فيلم للبرلماني الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز يسئ للقرآن الكريم. وقال موقع الاسلام اليوم أن جامبي، ذو الأصول الإيرانية، أشار إلى إنه يسعى لعرض الفيلم خارج هولندا " قائلا: حان الوقت لكي تكون هناك قوانين توضح بكل جلاء الممكن وغير الممكن عرضه". إلا أن منظمة إسلامية هولندية تعهدت برفع دعوى عاجلة أمام القضاء لإيقاف مثل هذه الإساءات المتكررة، وبالتواصل مع الحكومة الهولندية لنزع فتيل الأزمة التي قد يثيرها فيلم جامبي.
وأقدم كاتبٌ في صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية على توجيه إساءاتٍ بالغةٍ للرسول- صلى الله عليه وسلم- متهمًا إياه بـ"شذوذ المزاج الجنسي". الكاتب هو شارلز مرور- المدير السابق لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية- زادَ من حالة الاحتقان التي تشهدها الأوساط الإسلامية في أوروبا بسبب تهجمه على الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وقال هذا الكاتب إنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة عائشة ولم تكد تكمل التاسعة من عمرها، مما يدل على أنَّ المرأة في هذا العصر لم تكن إلا شيئًا يتم امتلاكه، وتخضع لموروثات وتقاليد عائلية تختلف عن الوقت الحالي، مطالبًا بحماية المجتمعات الحالية والمسيحية من تغلغل هذه العادات!- على حد زعمه. ومقال شارلز مرور تعيد إلى الأذهان قضية التطاول والأكاذيب التي ساقها الكاتب سلمان رشدي ضد الإسلام.
هذا كله يجعلني أشعر بالألم، فبعد هذا تجد شوارع وضواحي عمان ومقاهيها تعج بالشباب الذين يحملون الأعلام الهولندية ويرسمون العلم الهولندي على وجوههم، بتشجيع وحب منقطع النظير للمنتخب الهولندي، هذا المنتخب الذي يمثل دولة أساءت لرسولنا الحبيب بالرسوم الكريكاتورية، والأفلام التي تعرض هنا وهناك، هذه الثورة التي خالجت قلوب المسلمين ما هي إلا حجر يرمى في ماء راكد، أو كما يقال زوبعة في فنجان، لم تحرك إلا بعض شباب المسلمين.
الآن بدأت أشك بأن هذه الثورة التي كانت قبل أشهر قليلة نابعة من قلب صادق لحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمثل يقول "بسمع كلامك أصدقه، أشوف تصرفاتك أسعجب" وهو مثل مصري ولكن العرب والمسلمون أستحقوه بجدارة، فبعد ما شاهدة هذه الوجوه الفرحة والمشجعة، والتي تجدها في كل مكان في الأردن وليس في عمان فقط، فهو يدل على غفلة المسلمين وضعف الوازع الديني لديهم وعدم الجدية في التعبير عن حب الرسول.
فلو كان هذا الحب صادقاً لما رأينا اليوم علماً واحداً لهولندا بل كان يوم مقاطعة رسمية، ولكن للأسف على هذا الجيل الذي يفرط برسوله ومبادئه من أجل كرة تتدحرج في الملاعب.
هذه الأفواج التي خرجت الآن في الشوارع والأزقة في كل أرجاء الوطن العربي قاطبة فرحة بفوز المنتخب الهولندي على أصدقائنا الأرغواي الذين لم يسؤا لرسولنا وللمسلمين يوماً، تجعلني أتعجب لمزاجية العرب ولشعراتهم التي لا تدل على شئ. فيا عجب كيف نشجع ونفرح لمن كانوا وما زالوا يسؤا لرسولنا الحبيب.
حتى الصحف والمجلات والقنوات الأرضية والفضائية التي تعنى بالرياضة تتغنى بالفريق الهولندي متناسية ما كان بالأمس من إساءة لرسولنا الحبيب.
فازت هولندا وفرح المسلمون، إلى متى سنبقى دون موقف ثابت مشرف؟
#راوية_رياض_الصمادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيث ليرر يؤرخ لقارتين مستثني أدب الأطفال في باقي القارات ...
...
-
ما هي المعايير التي إتبعتها نتائج الدورة الثالثة للجائزة الع
...
-
اعتقادات .... نسائية شائعة !! الدكتور جهاد سمور السيدات يلجأ
...
-
الغذاء المتكامل والتمرينات البدنية كفيلة لتقوية عضلات الجسم
...
-
مليار وخمس مئة مليون (2.2 مليار دولار) تقريباً ...... هارودز
...
-
أم أحمد
-
رواية النعيمات أم رواية الشرطة
-
محمد عابد الجابري في ذمة الله
-
بين سوريالية الأسلوب وواقعية الأحداث نهلة الجمزاوي في -الولد
...
-
الإعلامي الأردني عمر العزام
-
نصائح غذائية سلوكية تساعدك على خفض وزنك .......... للنساء فق
...
-
قافلة العطش رحلة على أوتار العاطفة المحمومة للدكتورة سناء ال
...
-
الخلايا الجذعية تفتح باب الامل بالعلاج حفظ دم الحبل السري لل
...
-
موضة اسمها الهوس بأستخدام المسكنات المخذرة !!!
-
الأمومة منتظرة تستحق الاهتمام !!! ..... سؤال وجواب مع المستش
...
-
الولادة .... طبيعية ام قيصرية ؟
-
ألم الظهر: بريء في قفص الأتهام من منا لم يشعر أبداً بألم في
...
-
التصرفات هي الدليل على سلوك الآخرين د. عدنان الطوباسي: الابا
...
-
حموريتنا أمانة .... قصة قصيرة جداً
-
في اليوم العالمي للمرأة 25 منظمة عضوة في آيفكس يناشدون الأمم
...
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|