أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمادي بلخشين - عن تمجيد الذكر واحتقار الأنثى(قصة بالمناسبة)














المزيد.....

عن تمجيد الذكر واحتقار الأنثى(قصة بالمناسبة)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 15:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


خلط!


حالما دخلت بيت عمّي محرز وجدت نجله محمد يبكي بحرقة.
حين سالته عن السبب استمر يبكي وهو يقدم لي استدعاء وزارة الدفاع الوطني تدعوه فيه للإسراع بالقيام بواجبه العسكري.
قلت مهوّنا عليه الأمر:
ــ و ما وجه جزعك يا بطل؟!
قال لي بين شهقتين:
ــ منذ أشهر فقط بلغت السادسة عشر!
كان بنيان ابن عمي يكذّب قوله، رغم ذلك قلت له مواسيا:
ــ لا بدّ أنّ في الأمر خطأ
استمر محمد يبكي ثم قال:
بل في الأمر جريمة متعمدة .

حين اضطر محمد الي مغادرة البيت بعد مكالمة هاتفية اخبرني إثرها ان والدته تستحق مساعدته في حمل بضائع اشترتها من المركب التجاري القريب، بقيت انتظر في الصالون غير انني سمعت شهيقا يصلني من غرفة آسية بنت عمي.. حين طرقت عليها الباب وجدتها ملقاة على فراشها و هي تجهش بالبكاء:
هتفت بها متأثرا:
ــ ما خطبك يا ابنة العم!
قالت لي بين شهقتين:
ــ خسرت الرجل الذي بنيت عليه آمالي!
ـــ هل تزوج غيرك؟
ـــ لا.. بل رفضت البلدية مطلب الترخيص بالزواج نظرا لصغر سني!
كان بنيان ابنة عمي الشاهق يكذّب قولها رغم ذلك قلت لها مواسيا:
ــ لا بد أن في الأمر خطأ
استمرت ابنة عمي آسية تبكي ثم قالت:
ــ بل في الأمر جريمة متعمدة... لأنني سابلغ العشرين بعد يومين فقط!!

حين اضطرت بنت عمي آسية الي مغادرة البيت بعد مجيء جارة شابة قالت انها تحتاج الى معونتها لإنزال حماتها البدينة المقعدة من فراشها من أجل تغيير اللحاف، ظللت لوحدي( أو هكذا كنت أعتقد) قبل ان أفاجأ بنشيج مرير يصلني من غرفة عمي محرز!!
حين دخلت غرفة عمي وجدته ينوح كإمرأة!
هتفت به متأثرا:
ـــ ما خطبك يا عمّاه؟!
قال لي بين شهقتين:
ــ عمّك مهدد بين جدع وخصاء!
ــ كيف ذلك؟
ـــ أما أن أظلم ولدي و أحرم ابنتي أو ادخل السجن لحولين كاملين على أقل تقدير كما اخبرني المحامي منذ قليل.
كان سلوك عمي يكذّب كلامه فما عهدته مجرما أو محتالا، رغم ذلك قلت له مواسيا:
ـــ لعل في الأمر خطأ فلم اعرفك غير أب عطوف و مواطن صالح.
مسح عمي دمعة ثم قال :
ــ بل في الأمر جريمة متعمدة!

حين اضطر عمي الي الخروج بعد وصول شاحنة الأشغال العمومية كي تقله الى مقر عمله، و فيما كنت اتساءل عن سر ما يحدث امامي، رنّ الهاتف رفعت السماعة كانت والدتي على الخط:
ـــ أنا هنا في بيت عمي... اخبريني بالله عليك عما يحدث امامي..
ــــ ....
ــــ اعني حكاية محمد و آسية و عمي محرز
ـــ ....
ــــ مش معقول !
ـــ .....
ــــ أمر لا يصدق!
ـــ ...
ـــ هل يمكن ان يحدث هذا!؟
ــــ ....
ـــ ... مع السلامة... هل سيحضر رفيق بن خالتي .. اذن نلتقي بعد ساعة


ما حدثني به والدتي كان يفوق التصوّر... القضية ببساطة شديدة تتلخّص في كون عمي محرز بسبب كرهه جنس البنات.. قد طار صوابه و اسودت الحياة في ناظريه يوم " بشر " بابنته البكر آسية، فسجلها تحت اسم محمد في انتظار قدوم محمد الذي سجله تحت اسم آسية بعد أربع سنوات كاملة من مولد شقيقته!

كان من المتوقع ان تكتشف مسألة التزييف هذه حين يتبين ان محمد الذي دعي الى دخول المدرسة (على أساس انه قد بلغ السادسة ) لم يفطم بعد!! لانه لم يتجاوز في حقيقة الأمر العامين! كما كان من المتوقع أن تكتشف مسألة التزييف هذه ، حين تدخل آسية المدرسة ( خصوصا و أن نضجها كان سابقا لأوانه) " بقدّ يقد و نهد يهدّ"لكن لا أمر محمد اكتشف، و لا أمر آسية تفطن إليه، لسبب بسيط وهو كون تونس الخضراء (التي تحولت اليوم الي حمراء بسبب دموية الجنرال بن علي و عصابة السابع من نوفمبر) كانت وقت دخول محمد ( و ان شئنا التدقيق آسية) المدرسة واقعة تحت الاستعمار الفرنسي، لأجل ذلك اعفي عمي محرز من التتبع القضائي. بعد اعفاء الصغير محمد من دخول المدرسة لأن التعليم لم يكن وقتئذ إجباريا!

و لئن لم يثر تمدرس محمد و آسية أي إشكال نظرا للأسباب السالف ذكرها. فان دعوة محمد لدخول الجيش و عزم آسية دخول القفص الذهبي شكّل مأساة حقيقية لمحمد و آسية و لعمي محرز أيضا!


بعد نصف ساعة من رجوعي الي البيت و حين دخل علي رفيق ابن خالتي كي يحيطني علما بان الأكل قد أصبح جاهزا وجدني ابكي بحرارة:
حين سالني عن السبب.
قلت له بين زفرين:
ـــ ابكي أمة ما زال معظمها في جهلهم يعمهون.
ـــ ...
ــأمة تقيّم الآدمي لا على أساس ما اظهره من فضل و علم وأدب وفنون بل
على أساس ما أخفى وراء الفستان و خبّأ تحت الكلسون!
أوسلو 17 جوان 2010



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما كان سيّد قطب إخوانيّا قطّ ( قصة بالمناسبة)
- على هامش ظهور القائم في العراق( قصة بالمناسبة)
- عن النصير الإيراني !( قصة بالمناسبة)
- لا مكان للمثليين في مجتمعاتنا( قصة بالمناسبة)
- مراودة ! ( قصة قصيرة)
- حول سقوط حماس الوهابية (قصة)
- العرب يتفرجون و الجزائر تواجه امريكا و بريطانيا منفردة
- أردوغان عدوّ الحريّة يسيّر سفينة الحريّة!
- فساد ( قصة قصيرة)
- انقلاب ( قصة قصيرة)
- رد على مقال زوبعة د. طارق حجي
- نجاسة ( قصة قصيرة)
- غباء ! ( قصة قصيرة)
- نقاب !( ومضة ادبية على هامش حظر النقاب في بلجيكا)
- كفى عملا بقاعدة يا ابن الكلب تعال أنوّرك!(على هامش مقال ادبي ...
- هجوم القرضاوي على سيد قطب أوقراءة متأنية في رسالة عشق إخواني ...
- هجوم القرضاوي على سيد قطب أوقراءة متأنية في رسالة عشق إخواني ...
- هجوم القرضاوي على سيد قطب أوقراءة متأنية في رسالة عشق إخواني ...
- هجوم القرضاوي على سيد قطب أوقراءة متأنية في رسالة عشق إخواني ...
- هجوم القرضاوي على سيد قطب أوقراءة متأنية في رسالة عشق إخواني ...


المزيد.....




- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمادي بلخشين - عن تمجيد الذكر واحتقار الأنثى(قصة بالمناسبة)