أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي –11 -














المزيد.....

هل رأيتِ موت ظلي –11 -


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3055 - 2010 / 7 / 6 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


هل رأيتِ موت ظلي –11 -

حكاية شرقية

عبرت الريح من ثقوب الوقت فكان النغمُ قبل أنْ يكونَ الكلام.. وقيل أنّ جنيّة أصابتها الغيرة من عاشقين يتبادلان النجوى, فسحرتهما حبلا ووترا وعلقتهما على جذع شجرة.. وأن عازفا مر بالشجرة, فسمعَ نغما لم ينفخه في الناي من قبلُ, لملم العازف النغم وأودعه صندوقَ الحكايات, وشدَّ الحبلَ على القوس, وشدَّ طرفي الوتر على جلد الصندوق, فكانت الربابة.. وكانت الحكاية..
فمَنْ منا يا صاحبتي حبل القوس؟ ومَن منا الوتر؟
أم ترانا الأسيرين بينَ أنامل العازف, ينزفنا نغما بحَزّ القوس على وجهِ الوتر!! وهل يدرك العازفُ أننا نسكن صندوق الربابة قبل مولد الأصوات على ألسنة البشر..
اسألي العازفَ عني؟
أم تراه مثلنا يشربُ من ماء السراب.. يغذّ الخطى.. يقطعُ المسافاتِ لهاثا, والعتمة مخملٌ, يغري بالمسير نحو وميض مستحيل..
هل تومض في مخمل العتمة قناديل الصور؟؟
وعلى أي المرايا تنبض في حناياك عذابات الوتر..
جلدي تقرّحَ من حز حبل القوس.. هل يطلق العازفُ أنغامَه من جلدي, أم من وجه الوتر!!
لا تعذليني, فالذي بيننا أبعدُ من بوح الكلام.. أنّ نزفَ البوح فينا سكن الآه قبل الآه.. قبل انتشار أوجاع الشجن في ثنايا البدن.
فهل ما زلتْ وحدي الساكن في صدركِ.. وهل ما زلتِ في طقس الذهول تترنمين..
هل يشيخ الوقتُ؟ ويفرغ العازفُ صندوقَ الربابة من مواويل الانتظار.. ويتركنا للريح تبعثرنا مع نوّات الأعاصير, لا ندري إلى أين المسير, وإلى أين المصير..
لا عسقلان متاحة للبحر, ولا أنتِ جالسة على ضفة النهر تنتظرين..
هل وصلتِ إلى يقين؟؟ من منا حبل القوس, ومن منا الوتر؟؟
إن تميزنا يفقد الشوق مداه والحقيقة أننا نرتدي زيّ الفصول أهات بعد آهات للوصول إلى فصلنا الخامس.. أنتِ في دمي إكسير حياة, وأنا في دمك نبيذ الروح.. هل تعلمين أنني ذات عيد كنت قد تناسخت في روح فرخ نورس نثر من حولك غبار الذاكرة, حتى أفقت من غيبوبة الفقد.. لا أدري إن كنتِ نحتِ عليَّ أو صدحتِ بي!!
ها نحن نعيشُ خارجَ الوقت على أمل اللقاء.. ندخلُ صَدفة اللوعة نشعلُ بقايا قبلتنا الأخيرة قنديل ضياء, نقتلُ العتمة على نغم بعيد يخرج من صندوق الحكاية, لحظة تماسّ حبل القوس معَ جلد الوتر, يخرجُ من مفصل الموت موالٌ يقدح في حنايانا شرر الحنين
لا تخذليني يا صاحبتي فأنا علقتك قنديلا على عين فؤادي..
لا تطفئيه.. حتى يزهر بياضَ العمر, ويبعث إعصارك في روحي السكون, وأعيش طعمَ الهدوء في أتون العاصفة!! ويحملنا طائر سحريُّ إلى خمائلنا..ندخلُ بلورة الوجد, ونعيشُ الهيام..
لا تطفئي قنديلَ صدري.. إنه وقتُ الهزائم, الغانمون فيها أشباه الرجال, والغانمات شظايا من نساء غافلات, وانتظريني في الوقت المحايد حين يطل وجه الله بينَ وهج الشمس وأسراب العتمة,, يفصل السواد عن البياض.. ويفسح الوقت لميلاد قزح جديد نكون فيه طيفا ثامنا يحمل لون الروح وبهاء النغم

***
وقيل إنه ذات وقت افترش الأفق قزح بثمانية أطياف, وأن الجنية ندمت لكثرة تناسل العشاق, وأن عشيقها انشغل عنها بنساء الإنس العاشقات, ولم تستطع تحرير العاشقين من السحر لأنها نسيت من منهم سحرته حبل قوس ومن منهم سحرته وتر, وأن الأمر لا زال سرا في صندوق الربابة!!
ولا زال النغم..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل رأيتِ موت ظلي –10-
- هل رأيتِ موت ظلي –9-
- هل رأيتِ موت ظلي –8-
- هل رأيتِ موت ظلي – 7 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 6 -
- هل رأيتِ موت ظلي -5-
- على حافة الحقائق
- هل رأيتِ موت ظلي -4-
- هل رأيتِ موت ظلي -3 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 2 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 1 –
- حنان الهوني ونزف الأرق الجميل
- أحلام عصفورة صغيرة
- حصان أشهب بغرة بيضاء
- رواية جفاف الحلق – 17 - والأخيرة
- رواية جفاف الحلق – 16 -
- رواية جفاف الحلق – 15 -
- رواية جفاف الحلق – 14-
- شهادات محمد أيوب في الجبهة الموازية
- رواية جفاف الحلق – 13 –


المزيد.....




- ياسمين عبدالعزيز تعود للسينما بفيلم -زوجة رجل مش مهم- مع أكر ...
- قصص سينمائية حقيقية.. كيف تتطاير أجساد أهالي غزة بصواريخ الا ...
- خطوات تثبيت تردد قناة cn بالعربية الجديد على نايل سات 2025 “ ...
- عروض الأفلام الخاصة مهرجان للأزياء والترف، وليس للتقييم
- رحيل الفنان جواد محسن صاحب -قطار العمر-
- رحيل الفنانة الأردنية رناد ثلجي عن 36 عاما بعد صراع مع السرط ...
- -دحول الصمان-.. هيئة التراث السعودية تعلن عن اكتشاف عالي الأ ...
- قيعان المحيطات تختزن تراثا ثقافيا تهدده الأنشطة التعدينية
- هل اللغة العربية في خطر؟
- قبل دقائق من عرضه.. منع فيلم -استنساخ- يثير الجدل


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي –11 -