|
إنفضاح صفقة المقرحي !؟
سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 14:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كما توقعنا وتوقع الجميع فإن ضابط مخابرات القذافي المدعو"عبد الباسط المقرحي" الذي أطلقت السلطات البريطانية سراحه منذ عدة شهور بدعوى الأسباب ألإنسانية والدواعي الصحية لم يكن يحتضر ولا هم يحزنون! .. فالمقرحي بصحة جيدة وبعكس ما ذكره وإدعاه البيان "الإسكوتلندي" يوم تم إطلاق سراحه وإعادته لليبيا!!.. هل تذكرون ذلك البيان!؟.... فكل الأخبار من داخل البلد تؤكد أن "المقرحي" في صحة تامة ويعيش حاليا ً في قصر منيف أهداه له العقيد القذافي!..... وهاهو الطبيب البريطاني نفسه الذي أصدر ذلك التقرير الطبي "المشبوه" يعود اليوم ليقول لنا وللعالم أن "المقراحي" يمكن أن يعيش لعشرة سنوات أخرى(؟؟؟) بعد أن كان هذا الطبيب نفسه قد قال وقرر وأعلن في وقت لا حق بأن "المقراحي" يحتضر وأنه لن يعيش أكثر من تسعة أشهر على أبعد تقدير !؟. فهل تشمون رائحة النفط في كل هذه العملية !؟.. هل تشمون رائحة الصفقات التجارية والمخابراتية القذرة في هذه اللعبة المريبه!؟.. هل تشمون رائحة البترودلار الليبي يا عقلاء العالم!؟.
إن الإعتقاد السائد في الشارع السياسي البريطاني الآن - كما في الشارع العربي والليبي – هو أن الحكومة البريطانية في عهد "بلير" متورطة بصورة ما في قضية إطلاق سراح "المقرحي" لإسباب وصفقات (إقتصادية/تجاريه/أمنية) [1] .... وفي وقت سابق – أيام إطلاق سراح المقرحي - أشارت صحيفة (الديلي تلجراف) الى أن شركة النفط البريطانية العملاقة (BP برتش بتروليوم) – والتي تتجرع الآن مرارة الخسارة في خليج المكسيك بسبب كارثة تسرب النفط - كانت قد وقعت عقدا ً بقيمة 15 مليار جنيه استرليني للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية الليبية (!!!) بعد ستة اسابيع فقط من توقيع "اتفاقية تبادل السجناء" التي جرت منذ عدة سنوات بين بريطانيا ونظام القذافي!.. حيث كانت تلك الإتفاقية هي الخطوة التحضيرية والتكتيكية الأولى يومها نحو إتمام صفقة "إطلاق المقرحي" (!؟) .. وذكرت الصحيفة يومها أن وزير العدل البريطاني أكد على ضرورة "مكافأة ليبيا" جراء تخليها عن برنامجها وطموحاتها في إمتلاك أسلحة الدمار الشامل!. والحقيقة ليس إنبطاح القذافي وتسليمه لمعلومات ومعدات برنامجه النووي في توقيت حرج ومهم بالنسبة للحكومتين الإمريكية والبريطانية إبان غزو العراق[2] هو السبب الوحيد لرغبة "البريطانيين"[3] في مكافأة القذافي من خلال تلبية طلبه الملح والمستمر بضرورة إطلاق سراح "المقرحي" بل هناك أسباب ودوافع أخرى بعضها يمكن معرفته من خلال المعلومات والتصريحات أو حتى التحليلات وبعضها الآخر من الصعب إدراكه ومعرفته لأنه يجري وراء "الكواليس" بعيدا ً عن الأنظار ووسائل الإعلام في أغوار ودهاليز صناع السياسة والإقتصاد والأمن القومي!؟. فمن الأسباب والدوافع التي حفزت البريطانيين على ضرورة مكافأة العقيد القذافي هو هذا التعاون الإستخباراتي الكبير ومنقطع النظير الذي أبداه القذافي مع المخابرات البريطانية – منذ عام 1990 على أقل تقدير- والذي تمثل في مد هذه المخابرات بمعلومات كبيرة وكثيرة وخطيرة عن حليفه السابق "الجيش الجمهوري الإيرلندي" [4] فضلا ً عن إيقاف القذافي للدعم المالي و"اللوجستي" لذاك الحليف مما أدى بالنهاية إلى إنهاء عملياته الإرهابية بالفعل التي كان يمارسها في بريطانيا ومن ثم تحجيمه وإرغامه على تسليم أسلحته وإنهاء أمره!!.. ولكن ليس هذا التعاون مع المخابرات البريطانية في القضاء على الجيش الجمهوري هو السبب الوحيد لرغبة البريطانيين في تقديم "مكافأة" للقذافي فهناك أيضا ً المعلومات المخابراتية الثمينة الأخرى التي قدمها القذافي لهم عن الكثير من حلفاء وأصدقاء الأمس من المنظمات "الثورية" المعادية للغرب التي كان القذافي منذ السبعينات يدعمها ويتحالف معها ويجمع عنها المعلومات المخابراتية الدقيقة!.. فقد باع "صقر العرب الأوحد؟" رفاق وأصدقاء الأمس في لحظة غادرة في سبيل البقاء! .. وهناك كذلك المعلومات الكثيرة والكبيرة عن "القاعده" وعن "الحركات الإسلامية" في شمال إفريقيا التي قدمها القذافي للغرب[5] .. وهناك أيضا ً"المصالح الإقتصادية" الكبرى لبريطانيا وأمريكا في ليبيا والمغريات الكبيرة التي لوح بها القذافي لهم في حال إطلاق سراح "المقرحي"! .. وهناك بالطبع "العدو المشترك" للطرفين وهو "الإسلام السياسي" و"الأصوليون الإسلاميون" الذين يطلق عليهم القذافي إسم "الزنادقه"! .. فكل هذه "المصالح المشتركة" بين الطرفين وكل هذه "الخدمات القذرة" التي قدمها القذافي سرا ً وعلنا ً للبريطانيين بلا شك شكلت الدافع المشجع وراء مكافأة القذافي من خلال تلبية طلبه الملح بإطلاق سراح المقرحي!.. كما يجب أن لا ننسى هنا رغبة الغربيين بشكل عام في تسكين الأوضاع في شمال إفريقيا والعالم العربي عموما ً والحيلولة دون حدوث تغيير جذري وجوهري يطيح بالنظم "الحليفة" القائمة ويضع المنطقة في مهب ريح المجهول ويجعلها تخرج من نطاق السيطرة والتحكم!.. فهذه "الرغبة الغربية" في تسكين الأوضاع القائمة ساهمت بلا شك في تقديم بريطانيا لهذه "المكافأة السياسية" للقذافي من أجل مساعدته في تحسين وضعه الداخلي وتلميع صورته أمام شعبه بعد أن شوهتها وهزتها كثرة الإنبطاحات والتنازلات المرة التي إضطر إلى تقديمها للغربيين خصوصا ً بعد غزو العراق من أجل نيل رضاهم!.. كالتعويضات المليارية عن قضية لكوربي وعن ضحايا تفجيرات الجيش الجمهوري في بريطانيا[6] وتسليم برنامجه النووي وإطلاق سراح الممرضات البلغاريات فضلا ً عن التخلي عن "جبهة الصمود والتصدي؟" وعن دعم الكفاح المسلح في فلسطين والإكتفاء بالإختباء وراء مشروع إسراطين!. كل هذه المعلومات والمستجدات والتصريحات المتناقضة وكل هذه القرائن والشبهات تدفعنا اليوم إلى الشك في صحة خبر إصابة المقرحي بمرض سرطان "البروستات" أصلا ً وفصلا ً! .. وتدفعنا إلى الإعتقاد بأن العملية كلها ليست سوى عملية مخابراتية "مفبركة" معدة سلفا ً في مطابخ رجال المخابرات (البريطانية /الليبية) لتكون الغطاء القانوني والإعلامي لتمرير صفقة إعادة "المقرحي" لليبيا بعد أن تم تطويع وتأديب "القذافي" وحلب "ليبيا" من خلال لعبة ملف "لكوربي" حتى الثماله !!.. ونحن اليوم نذهب إلى هذا الرأي لأننا بتتبع سير هذه القضية نلحظ ومنذ البداية أن نية إطلاق سراح المقرحي كانت مبيتة وذلك من خلال عقد "إتفاقية تبادل السجناء" بين البلدين حتى من قبل إظهار خبر مرضه العضال المزعوم!!! .. وهاهو الطبيب البريطاني الذي أصدر ذلك التقرير الطبي "المشبوه" والذي بموجبه تم إطلاق سراح المقرحي بدعوى أن هذا الأخير يحتضر (!!؟؟) يتراجع اليوم بشكل مفاجئ ووقح وسافر عن كل ما ذكره في ذلك التقرير الطبي السابق ليقول لنا وللعالم أن "المقرحي" قد يعيش لمدة عشر سنوات (؟؟؟) أخرى بعد كل ذاك الإحتضار المزعوم !!! .... هل تذكرون صور المقرحي التي تم تسريبها للصحف ووسائل الإعلام وهو يتظاهر بالفعل أنه يحتضر؟.. هل تذكرون!!!؟.. وهل تشمون – مثلي - رائحة النفط الليبي في كل هذه العمليه الملعونة!؟.. هل تشمون رائحة الصفقات التجارية والمخابراتية القذرة!؟.. هل تشمون رائحة البترودولار الليبي الذي ينفق معمر القذافي المليارات منه بلا حسيب ولا رقيب في سبيل إرضاء السادة الغربيين ولأجل تثبيت ديكتاتوريته في ليبيا وتوريثها لأولاده من بعده !؟..هل تشمون هذه الرائحة القذرة!؟؟؟.. وهل أنت منتبهون لكل هذه اللعبة المخابراتية الملطخة بدماء الأبرياء وببقع الزيت الليبي الملعون!؟.. هل أنتم منتبهون لما يجري حولكم أم انكم مشغولون جدا ً؟ .. مشغولون بحضور مباريات كأس العالم !؟.. وبالبكاء على أطلال "البرازيل" أو أطلال "الأرجنين"!؟. سليم نصر الرقعي كاتب ليبي يكتب من المنفى الإضطراري(بريطانيا) [1] هذا ماذكره "سيف الإسلام" بنفسه في تصريح عقب إطلاق سراح المقرحي حيث قال أن ملف قضية المقرحي كانت حاضرة فوق الطاولة في كل الإتفاقات التجارية التي جرت بين ليبيا وبريطانيا !!. [2] كلنا نعرف أن إعلان القذافي عن تخليه "الطوعي" عن برنامجه النووي جاء في وقت كانت الحكومتان الإمريكية والبريطانية فيه تعانيان من حرج وضغط كبير بسبب فشلهما في إيجاد الدليل على ما قيل عن أسلحة للدمار الشامل في العراق والدليل عن ماقيل وجود علاقة لصدام بالقاعدة!.. فكانت الحكومتان يومها في أشد حالات الحرج أمام الرأي العام الغربي والدولي فجاء إعلان القذافي في تلك اللحظة الحرجة والوقت العصيب ليكون بمثابة "الدش" البارد الذي يذهب حرارة ذلك الحرج وينعش تلك الحكومتان بل وليعطيهما بما يشبه النصر الإعلامي الكبير !. [3] عندما أقول هنا "البريطانيين" فلا أقصد هنا عموم البريطانيين الذين أدخل أنا شخصيا ً قانونيا ً ضمن هذا المصطلح والمفهوم العام بحكم أنني أحمل الجنسية البريطانية ولكني أقصد بالبريطانيين هنا "الحكومة الخفية" في بريطانيا والتي تتمثل في "راسمي الإستراتيجية العليا والدائمة للدولة" وكبار رجال المال والأعمال وكبار رجال المخابرات والأمن القومي البريطاني .... فهؤلاء يتمتعون في الواقع الفعلي ومن وراء كواليس اللعبة الديموقراطية بنفوذ وتأثير كبير على توجهات وقرارات "الحكومة البريطانية الظاهرة" والرسميه!. [4] في تعليقه على كارثة سقوط وتحطم طائرة الخطوط الليبية القادمة من بنغازي عام 1992 إعترف القذافي بأن نظامه كان قد سلم المخابرات البريطانية معلومات عن الجيش الجمهوري الإيرلندي [5] هذا ما إعترف به نجل القذافي "سيف الإسلام" في خطاب موجه للشعب الليبي منذ سنوات ذكر فيه أن العلاقة مع أمريكا وبريطانيا أصبحت ممتازة وقال في تهكم "بل إنها وصلت إلى حد التعاون المخابراتي" !!. [6] كما قدم القذافي مايقارب 3 مليارات دولار كتعويضات لضحايا لكوربي فقد تحدث صحف بريطانية عن أن القذافي سيقدم أو قدم 3 مليارات دولار كتعويضات لضحايا التفجيرات الإرهابية التي قام بها الجيش الجمهوري الإيرلندي في بريطانيا بدعم من القذافي في حقبة الثمانينات من القرن المنصرم!.
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجامعة العربية أم الإتحاد العربي ماذا سيختلف !؟
-
هل نحن عنصريون!؟
-
يبدلون دينهم من أجل لقمة العيش !؟
-
الإناركية .. في ميزان العقل والدين!؟
-
الأناركية .. محاولة للفهم !؟
-
من هو المثقف وماهو دوره ؟ وماهي الثقافة!؟
-
زمن العجز العربي وغياب الديموقراطية !؟
-
نحو دولة إسلامية -ليبراليه- لا شموليه -توتاليتاريه-!؟
-
في السياسة .. أرباب متفرقون خيرٌ من رب واحد قهار!؟
-
ماهو سر تضارب الأنباء حول صحة المقرحي!؟
-
أكشن!..القذافي والسيناريو القادم لثاني مره!؟
-
لمه وليست قمه !!؟؟
-
ماهي مفاجآت القذافي في قمة سرت!؟
-
العقيد .. وقمة الفشل العربي الأكيد !؟
-
المقرحي .. هل هو مريض بالسرطان بالفعل!؟
-
المحاصصة الطائفية والقبلية أفضل من الشموليه!؟
-
أمريكا تعتذر للناقة الليبية الحلوب !؟
-
لو مات -مبارك- غدا ً فجأة ً ماذا سيحصل!؟
-
ليبيا هي الدولة الديموقراطية الوحيدة في العالم !!؟
-
الفكر وأثره في السلوك الديكتاتوري !؟
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|