أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يونس حنون - عنترة.... في ادنبرة















المزيد.....

عنترة.... في ادنبرة


يونس حنون

الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 09:35
المحور: كتابات ساخرة
    


لدي قريب انهى دراسته الجامعية نهاية الثمانينيات….وقريبي هذا (واسمه فراس) كان يحب التمثيل بشكل جنوني خاصة المسرح الكوميدي …..وكان لايترك مناسبة احتفالية في الكلية الا ويشارك بفواصل ضاحكة حتى ان احد اساتذته في الكلية نصحه احد الايام ان يترك دراسته ويلتحق باكاديمية الفنون الجميلة …..تخرج فراس عام 1988….وفي بداية التحاقه بالخدمة العسكرية الالزامية تم سوقه الى احدى معسكرات التدريب ….وفي احد الايام قابل ضابط التوجيه السياسي المتدربين واخبرهم ان المعسكر سيقيم احتفالا كبيرا بمناسبة عيد الجيش…..وطلب ممن يمتلك اية فعالية ترفيهية ان يشارك في الاحتفال مع وعد باجازة لمدة اسبوع لكل صاحب فقرة ترضي الضباط و الحضور والذين سيكون من بينهم امر المعسكر و(كالعادة )المسؤول الحزبي.
وجد فراس الفرصة سانحة لعرض مواهبه امام اناس جدد…..فاعد مسرحية كوميدية عنوانها (عنترة في ادنبرة) تخيل فيها ان عنترة بن شداد قد ظهر بين البريطانيين في اسكوتلندة …..واعطى لنفسه الدور الرئيسي حيث يتكلم عنترة مرة بالعربية الفصحى ومرة بالعامية البغدادية ومرة بالانكليزية المكسرة ……وجاء يوم الاحتفال الذي اقيم في قاعة كبيرة تسع اكثر من الف كرسي….وبعد الفواصل المعتادة من الكلمات الحماسية و الاناشيد الوطنية والقصائد والهتافات و(ها خوتي ها ) جاء اخيرا دور الفقرات الترفيهية التي ينتظرها الجميع ….وبدات المسرحية …..وتمكن فراس منذ البداية من انتزاع ضحكات المتفرجين وبينهم أمر المعسكر …لكنه كان يلاحظ ان المسؤول الحزبي لم يكن يبتسم بل مدلغم بعكس الجميع…..حتى وصلت المسرحية الى مقطع يهتف فيه عنترة بوجه احد الاشخاص قائلا” بحماسة الفرسان
قف ياويلكا……اليوم انتف ريشكا
وانفجرت الحضور بالضحك …..لكن ما ان هدأت القاعة في انتظار باقي الحوار حتى فوجي الجميع بوقوف المسؤول الحزبي صارخا بغضب وبصوت جهوري : كما كنت
والذي لايعرف معنى هذا التعبير فهو امر عسكري على من يسمعه ان يتجمد في مكانه
وتجمد فراس وباقي الممثلين على المسرح وقد فوجئوا بهذه المقاطعة السمجة
وصرخ المسؤول الحزبي بهم …. يا ملاعين ،هذا تجني على الاسلام وابطال الاسلام
وفي مثل هذه المواقف ينصح من يتلقى تانيبا من صاحب سلطة ان يلوذ بالصمت لتمرير العاصفة وبلع الرزالة مادامت صادرة عن شخصية تحب الاذية كحال معظم المسؤولين الحزبيين …لكن فراس الغشيم تصور انه حقا” في ادنبرة ، فاجاب المسؤول الحزبي مدافعا عن نفسه ضد الاتهام الباطل : سيدي….بس عنترة شاعر جاهلي لاعلاقة له بالاسلام
نزلت كلمات فراس كانها دوش بارد على راس المسؤول الذي فوجي بمن يفضح جهله….. لينفجر الجمهور وغالبيته من المكلفين الحاقدين على الحزب والثورة وجلاوزتها بالضحك مع تطاير كلمات وتعليقات سمعها المسؤول الفشلان مثل اعور… و حلوة فراس …
وهنا صاح الرفيق المسؤول بغيظ قاتل بالمتفرجين لغرض اخافتهم : تستهزؤون بممثل الحزب ؟
هذه الجملة انذرت بالويل والثبور وعواقب الامور
لكن الجمهور قابل المسؤول بصراخات هووووووووو ………..ليس بسبب الشجاعة الفائقة لكن لاستحالة التعرف على مثيري الشغب بسبب العدد الغفير، ولان الانوار كانت مسلطة على المسرح …لذا ساد القاعة هرج ومرج ، والمسؤول الحزبي يرغي ويزبد في محاولة لانقاذ ماء وجهه بالترهيب… ولولا تدخل امر المعسكر الذي كان مستمتعا بالمسرحية لراح فراس بالرجلين …حيث اقنع المسؤول الحزبي بعدم تضخيم المسألة لانه لايصح ان يعرف الجميع ان المسؤول الحزبي لايعرف ابطال الاسلام من فرسان الجاهلية ….ومع ذلك لم تمر القضية سلامات تماما ، فكانت نتيجة الاحتفال عقوبات ضبطية بالجملة نال منها فراس عشرة ايام سجن وحلاقة نمرة صفر في وقت كانت فيه هذه العقوبة اسوأ مايمكن ان يتعرض له العسكري …..
اتذكر هذه القصة وجملة (هذا تجني على الاسلام ) كلما وصلتني رسالة او تعليق على مقالاتي تتهمني بمحاولة الاساءة الى الدين كان اخرها تعليق السيد رفيق احمد على مقالة ( هل سنخسر قادتنا قريبا) في الحوار المتمدن
ورغم اني رددت على الاتهام لكني مازلت استغرب اصرار البعض على عدم جواز فضح سلوكيات الدجل التي ترتكب باسم الدين لان في ذلك اساءة للاسلام والمسلمين
لقد كتبت في مناسبات عديدة ان علمانيتي تجعلني احترم معتقدات الناس حتى لو كانت عبادة البقرة….لكنها لا تلزمني بالصمت عندما اسمع هذاءات المتطاولين على الآخرين والذين يريدون ان يقاتلوا حروب الردة في القرن الواحد والعشرين …..
كما لا استطيع ان التزم الصمت عندما اقرا كيف يضيع الاف البشر اوقاتهم في البحث عن اجوبة على اسئلة تدور معظمها في المراحيض كهذه التشكيلة من الاسئلة الشرعية و الفتاوى التي تفقع المرارة والتي قراتها في مواقع على الانترنيت توضح بماذا يستغل البعض هذه النعمة المعرفية التي اهداها الينا العلم الحديث
فاحدهم يسأل
سيدي الشيخ:
هل يجوز الكلام في المرحاض؟

وياتيه الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة الكلام أثناء قضاء الحاجة وفي الخلاء، ولا يتكلّم إلا لضرورة.
والله تعالى أعلم.
جمهور فقهاء صرح بكراهة الكلام في الخلاء….ليش عود ؟ احد رح يزعل ويمشي؟
وماهي ياترى الضرورة في هذه الحالة ؟ هل مثلا اذا اراد السائل ان يصرخ شاتما زوجته وعشيرتها وساعة السودة لانها وضعت له ماء يغلي بالابريج فاشتعل دبره عند محاولته الاغتسال….هل يعتبر من حالات الضرورة؟
وأخر يسأل
هل يجوز اغتسال الزوج والزوجة من الجنابة معاً ؟
فتاتي الاجابة التى هزت اركان الجهل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من ذلك إن كانا في مكان مغلق لا يطلع عليهما غيرهما!!؟.
لك شنو هالعلم والفهم….يعني لولا الشيخ العبقري لقام هذا السائل المسكين بالاغتسال مع زوجته في الشارع العام والناس تتفرج ….لكن الفتوى المباركة انقذته وارشدته الى الطريق القويم
هل تعلمون الاعداد الهائلة للمواقع التي تتداول مثل هذه الاسئلة …..وهل اذا طالبنا الناس بعدم تضييع اوقاتهم بهذه الجزئيات التافهة نواجه بتهمة الاساءة للاسلام ؟
ما رايكم بشخص يسأل هذا السؤال:
حلاقة الرجل في المناطق الحساسة تكون في العانة وما حولها ، ولكن سمعت أنه يجب حلاقة الدبر ؟ فأين المنطقة التي في الدبر تحديدًا ؟!! أم بين القبل والدبر ؟
الاخ يريد ان يرسموا له خارطة الطريق الشرعي لحلاقة الدبر وتحديد الارض الحرام التي يجب تجنبها ….وبعد ذلك يتهموننا اننا نحن من يسيء الى الاسلام ؟
عيني فراس…..ياريت تألف مسرحية خصوصية لهذا البطل يكون عنوانها
عنترة…… وحلاقة الادبرة



#يونس_حنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سنخسر قادتنا قريبا؟
- كيف يتعامل كفار الدانمارك مع المهاجرين المؤمنين
- الصبر ....على الهبر
- ثالث اجمل نساء العالم
- البوس ...بين الاغاني والسياسة
- كيف نغيظ الكفار
- الشهيد سردشت..... وذكريات مقالة قديمة
- شكروعرفان للحوار المتمدن
- الحلم……سيد الاخلاق
- زلازل ....ومهازل
- النقاب....والكباب
- انتخبت مثال الالوسي، وتوقعت هزيمته
- الطريقة الصحيحة لضرب الزوجة
- الفرق بين المرأة المسلمة والكافرة2
- الفرق بين المرأة المسلمة والمرأة الكافرة!
- مقالة متنازع عليها
- كيف نحبب الكفار بالاسلام
- نحن لا ناكل الخبز
- ستار اكاديمي ..صنيعة الاستعمار
- من سأنتخب ؟


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يونس حنون - عنترة.... في ادنبرة