حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 00:39
المحور:
الادب والفن
كم مرة التقطيني قبل أن أسقط على الأرض
كم مرة رممتي ثغراتي بروحك دون أن أدري
كم مرة كان عطائك مجاني ودون شروط
ودون أدنى العهود
كم مرة كانت قبلة الحياة منك هي طوق نجاتي الأخير
كم مرة احتواني حضنك بعد ضلالي في التيه .. وضياع بوصلتي
كم مرة شعرت أني معكِ لا أخاف من ضعفي .. من شيخوختي
حتى لو أصبحت بعض العظام منكمش في ركن غرفتي
أعرف إني لن أسقط من عرش قلبـِك
معكِ لا أخجل ولا أتجمل
ولا أختبيء خلف شجيرات الجنة من وجهك
معكِ كل كياني يعمل بجد ونشاط
وكل روافد إبداعي لا تنضب
وكل طفولتي تـُستحضر
معكِ أشعر أن للغد معنى
وأن الحياة رغم كل عبئها وآلامها تستحق النضال
وأن الوجود بلحظاته الممجدة يستحق المغامرة
وأن الموت ليس حائط صد للخلود الذي عرفته فيكِ
معكِ خيالي أكثر توهج وشراسة
وعطائي يصبح نهر لا يـُعبر
وسواقي أحلامي لا تكف عن التحقق
معكِ أعرفني جيداً .. فأتطور
أجادلني .. فأتضع
أصغي إليكِ فأعرف
كيف يخبيء الآخر سر الوجود
معك لا أخاف شيء وأخاف على كل شيء
كم مرة نقدتي قبحي بنسمة بحر فصرت كالطفل يحبو نحو جماله
كم مرة علمتيني إصغاء الحب الذي يمتص كل روحي كإسفنجة ملائكية
كم مرة أمسكتي بيدي لتعلميني السباحة في نهر لا يهاب أمواجه ولا دوامات التيه
كم مرة كنتِ ملاكي الحارس ودرعي غير المنظور
كم مرة كنتِ روح ترفرف على خرابي فأصير حضارة قبلتها الإنسان
كم مرة إنزلقت قدمي ونحن نرقص رقصتنا الأبدية
فكنتِ أنتِ إكتمال نصف كأسي المحترف الإفراغ
كم مرة كنت شجرة الحياة المحرمة لي في جنة لوسيفر المليئة بشجيرات المعرفة فأكلت منك فطردت من الهاوية للأبد
كم مرة كنت دهشة طفولتي وعلامة تعجب سؤالي السرمدي
كم مرة كنت اجابة كالنهر غير متكررة وطازجة الى الدرجة القصوى
كم مرة كنتِ حرف مـُلهم لم يكن من بين أبجدية قاموسي الحفري
كم مرة كنتِ تمثال مرىتي المنحوت بعناية فائقة
لأجل كل هذا وأكثر صرت أواجه كل شيء بصدر مفتوح
وببصيرة تعرف طريق الوجد
وبأنامل طفل تعرف كيف تنحت أحلامها
على كل موج غرق ..
وعلى كل إحباط سد
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟