أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - نصف ضوء .. عزة رشاد














المزيد.....

نصف ضوء .. عزة رشاد


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 16:24
المحور: الادب والفن
    


" نصف ضوء " مجموعة قصصية جديدة لعزة رشاد صدرت مؤخرا عن دار " هفن " للنشر والترجمة ، بعد مجموعتها " أحب نورا أكره نورهان " الصادرة عن شرقيات في 2005، وروايتها " ذاكرة التيه" عام 2003 عن دار ميريت. ولعنوان المجموعة " نصف ضوء" دلالة عميقة على منهج عزة رشاد في التعامل مع مادتها الأدبية من دون أن تلقي"الضوء كاملا" على شخصياتها ومواضيعها ، لأن مقدار السماحة الفكرية والنفسية لدي الكاتبة لا يبيح لها فرض ما تراه أو شحن القارئ في اتجاه أو آخر ، مع اعتقادها بأن ما تراه هو الحقيقة! هكذا فعلت عزة رشاد في روايتها " ذاكرة التيه " حين تركت في نسيج العمل سؤالها مفتوحا عما اختطف إرادة وسعادة بطلتها ؟ هل هي التقاليد التي اعتدت على قدراتها لمجرد أنها امرأة ؟ أم أنه العدوان الخارجي الذي أجبر البطلة مع أسرتها على الهجرة من بورسعيد فحرمها من " البحر الذي كان لي "؟ أم هو العجز الذاتي عن التصدي الشجاع للمجتمع ؟. وفي قصة " في الليل لما خلي " من مجموعة " أحب نورا أكره نورهان " تحدث الشخصية الرئيسية نفسها " لست الحمل الذي يظنه الرجال وليسوا الذئاب التي أظنها ". هكذا تظل الحقيقة في عالم عزة رشاد عند الحد الفاصل بين نصفي الضوء ، ما بين" نعم" و"لا " ، ما بين " المحتمل " و " المؤكد "، ومن ثم تمتد أمام القارئ آفاق مفتوحة للتأمل والتردد والاختياروحب العمل الأدبي والتعاطف مع الحقيقة بما يشبه ملء إرادته !
في مجموعة " نصف ضوء " تقدم عزة رشاد إحدى عشرة قصة قصيرة مكتوبة بذات النفس الهادئ المتروي الذي يشبه أنفاس من يغرس شتلة ورد في يوم صاف. وبينما تغلب على بعض قصص المجموعة القدرة الروائية للكاتبة فتمد خيوطا ومسارات عدة لترجع إلي جمعها في بؤرة العمل ، فإن بناء القصة القصيرة
الذي يصب طاقته وتوتره في لحظة واحدة يتضح بقوة في قصص أخرى مثل قصة " الرابحة " التي نرى فيها أربع بنات يدرسن معا من سن الطفولة ، إحداهن تريد أن تصبح طبيبة ، والثانية معلمة، والثالثة داعية لدين الحق ، أما الأخيرة فإنها تمثل حالة خاصة لا تعبأ بالتقاليد بكل صورها بل وتبلغ بها الجرأة – وهي من عائلة ريفية – أن تدرج اسمها في فرقة الرقص بالمدرسة ، وحين يشتد عودها تمضي سافرة الوجه بل وتصادق صبيا من عمرها ، وهي في كل ذلك تريد أن تغدو " عروس النيل " ، شيئا أكبر من كل الأمنيات الصغيرة ، لكن الموت يختطفها بسقوطها في النهر سواء لأنها ترنحت وفقدت اتزانها أو لأنها ضاقت بالقيود فانتحرت . وبينما تكبر زميلاتها في السن وتأكلهن الكهولة والتجاعيد فإنها ، هي وحدها ، تظل شابة وصبية لا تشيخ ، وتبقى " جميلة ومحبوبة إلي الأبد " لأنها إشارة للحرية والفن والحب والتمرد .
ولعل قصة " نصف ضوء " من أجمل قصص المجموعة أن تكون نموذجا للقصة القصيرة الطويلة ، إذ تقوم القصة على مفارقة وجود موهوم لشخصية " سارة " حتى يتضح لنا في نهاية العمل أنها ليست كائنا حيا لكنها مجرد " عروس من القش " اختلقها في ليل الريف خيال طفلة وحيدة . ولكن عزة رشاد داخل إطار حبكة القصة القصيرة تقدم لوحات روائية مدهشة لنساء الريف أو البنادر والعلاقات التي تحكم تلك المناطق النائية من صراع على الأرض قد يؤدي لقتل الأخ لأخيه إلي التصورات المحيطة بوضع المرأة ، إلي الأحلام الرقيقة المجهضة بين الخرافات والحقائق ، وموت الأشياء الوليدة الذي يهبط بجناحيه على كل شيء .
كل ما يسعني قوله أنني منذ زمن بعيد لم أقرأ عملا جميلا مثل " نصف ضوء "، تضافرت فيه القدرة على السرد بكل أساليبه مع تلك الروح الشاعرية التي تنير بخفوت تلك القصص العذبة وتأسى لأحوال العالم والبشر بعطف .



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاروق عبد القادر .. وداعا لروح التحدي !
- المتهم - خالد - .. والقضاة عابرون
- ماالخطر الذي تمثله الكمانجة على دولة إسرائيل ؟
- غزة تبحر إلي العالم
- الاستقواء بالخارج في السياسة والأدب
- سلطان كازاخستاني .. الزعيم الأبدي
- - واجب - قصة قصيرة
- عن ذلك النور
- بلدنا - قصة قصيرة
- الطبيعة لا تجد من تراسله !
- مقدمة في الفولكلور القبطي - ثقافة الوحدة الوطنية
- اعتراف جوركي .. الباحث عن الإيمان
- سيد درويش .. عبقري الشعب طريد الدولة
- خرج المنطق من حياتنا .. من يجده يتصل بنا
- من وراء سحابة
- لماذا لا يقرأ المصريون ؟
- لماذا يعشق المثقفون هذه - الديمقراطية - ؟
- زهور للمرأة العراقية
- الفن وزملاء المهنة
- الاستشراق الأمريكي .. طلعت الشايب


المزيد.....




- دول عربية تحظر فيلما بطلته إسرائيلية
- دول عربية تحظر فيلما بطلته الإسرائيلية
- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - نصف ضوء .. عزة رشاد