أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر شاهين - استخراج ملح الطعام وتخصيب اليورانيوم، قصة تحرر الشعوب














المزيد.....

استخراج ملح الطعام وتخصيب اليورانيوم، قصة تحرر الشعوب


عمر شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 07:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يتعرض الأردن إلى الابتزاز الأمريكي الإسرائيلي، الذي وضع نفسه بنفسه في دائرته، بفضل قراراته في إدارة برنامجه النووي. لقد نجم هذا المأزق نتيجة تفضيله التعامل مع عدد كبير من الشركات لتنفيذ حلقات مختلفة من المشروع، معظمها تابعة للاحتكارات الأمريكية، بديلا عن مشروع واحد متكامل.

لقد ازدادت احتياجات الأردن للطاقة، وارتفعت قيمة فاتورته النفطية وأصبحت عبئا ثقيلا على الاقتصاد الأردني، وتنامت كذلك احتياجاته المائية. وبالإمكان الاعتماد على الطاقة النووية لتوليد الكهرباء وتحلية مياه البحر في آن، أي تلبية الحاجتين معا بأكلاف معقولة في ظل توفر خام اليورانيوم.

النفط والغاز ثروات ناضبة، وتتجه معظم الدول نحو البدائل وخاصة الطاقة النووية. الولايات المتحدة تريد الهيمنة على سوق الطاقة بأكمله وخاصة النووية، في ظل الحاجات المتنامية والمستقبل الواعد لهذا البديل، وهي تهيمن الآن على سوق النفط والغاز.

القانون الدولي يسمح لأي دولة بالسيادة على أرضها وثرواتها بما فيها اليورانيوم، ويسمح باستخراجه وتصنيعه مرورا بالكعكة الصفراء، ومن ثم تخصيبه واستخدامه للأغراض السلمية، وإعادة تدويره والتخلص من نفاياته على أراضيها... أي بامتلاك التكنولوجيا النووية من الألف إلى الياء.
وأمام الأردن خيارات أخرى، بشروط أفضل تتناول مسألة الطاقة النووية بشكل شامل، وهي الأنسب له. فالعروض الفرنسية والروسية متكاملة تضمن المساعدة في كافة الحلقات: البناء وإنتاج الوقود... وصولا إلى المساعدة في التمويل والتدريب وإعداد الكوادر الوطنية. وهي إن كانت أفضل من الأمريكية فلأنها تحاول كسر الاحتكار والهيمنة الأمريكية والحصول على دور وحصة لها في السوق النووية.

الولايات المتحدة تستغل سطوتها العسكرية والأمنية، وتريد لشركاتها القيام بعمليات البناء والتخصيب واحتكار الوقود النووي مما يزيد كلفة أي مشروع، لضمان الأرباح للشركات الأمريكية. وهي دائما تختبئ خلف شعارات أمنية واهية. فالأردن، على العكس من إسرائيل، من الدول الموقعة على معاهدة الحد من الأسلحة النووية، وهو لم يمانع أبدا الرقابة على برنامجه النووي السلمي من قبل وكالة الطاقة الذرية. الشركات الأمريكية التي تتمتع بحظ أوفر تخفي خلفها النفوذ والأطماع الإسرائيلية بنهش اللحم الأردني، الرامية إلى أن تصبح مركزا دوليا مربحا لتخصيب وتجارة الوقود النووي الأردني.

فمن غير المعقول أن ينتج الأردن اليورانيوم ويصدره شبه خام، ليجني غيره، كإسرائيل مثلا، القيمة المضافة جراء تخصيبه واحتكاره، ويستورده مجددا، منها أو حتى من غيرها، كوقود مخصب، ومن ثم إرساله إلى الخارج مرة أخرى لتدويره وإعادته مجددا لدفنه والتخلص منه إلى الأبد. فمثل تلك العمليات ترفع الكلفة وتعيق النمو الاقتصادي وتساهم في المزيد من التبعية للخارج. وإن رفض الأردن لهذه الصيغة والإصرار على التخصيب في الأردن، وحق امتلاكنا لكافة ما يتعلق بالتكنولوجيا النووية السلمية، لهو من أعمال السيادة الوطنية ولا يجوز التفريط بها.

وإنه لمن المستغرب موقف الحكومة الأردنية الباهت عما يجري من المحاولات الأمريكية والإسرائيلية للانتهاك الفعلي للسيادة الأردنية في هذا المجال، بينما تنافح الحكومة يوميا عن سيادة مزعومة تتعلق بمنع منظمات المجتمع المدني الأجنبية من الرقابة على الانتخابات، رغم تقاليد المعاملة بالمثل، لضمان نزاهتها حيال سجل حكومي أردني حافل بتزوير إرادة الشعب الأردني السياسية والمطلبية، وحقه في حكم نفسه بنفسه.

لقد شكل إصرار الشعب الهندي على استخراج الملح من مياه المحيط، وتحدي منع الإمبراطورية البريطانية، التي احتكرت شركاتها إنتاجه وتجارته في منتصف القرن الماضي، إحدى أنصع صفحات النضال السلمي من أجل الاستقلال. واليوم فإن الشعب الأردني لقادر على الدفاع عن سيادته على أرضه وثرواته وحقه في تخصيب اليورانيوم وبناء وإدارة منشآته النووية السلمية. فمن حق الأردن أن يصبح مركزا إقليميا لاستخراج وتخصيب وإنتاج وتصدير ومعالجة الوقود النووي. ومن حق الشعب الأردني أن يدير شؤونه بنفسه.



#عمر_شاهين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات النيابية الأردنية: هل ستخرج البلاد من الأزمة؟
- دعاة الإقليمية وأنصار المحاصصة، وجهان لعملة واحدة
- هل تتعارض اتفاقية سيداو مع الإسلام؟
- من فشل لآخر!
- هل نواجه مؤامرة التوطين، بطعن الضحية؟
- بؤس السياسة
- تعطيل الإصلاح السياسي:- تحفيز للإقليمية
- هل هو حقا -كل الأردن- ؟
- القضية الفلسطينية: بين رفض قرار التقسيم والقبول بأقل من أوسل ...
- خطاب أوباما: دعوة للتصالح على قاعدة المصالح الأمريكية – الإس ...
- انتخابات نقابة الأطباء: من النقيب الشرعي؟
- ماذا يجري في نقابة الأطباء الأردنية؟
- المستأجر بين الإخلاء أو دفع الفدية!
- سر الأغنياء والفقراء
- هل حقا يريدون الإصلاح ؟
- الأوهام القومية, بين الركابي والبستاني
- معارضة في جيب الموالاة


المزيد.....




- قد تكون الأولى لرئيس أمريكي منذ 2009.. ترامب يدرس زيارة تركي ...
- ما فرص التوصل لاتفاق بشأن برنامج إيران النووي؟
- ترامب يعلق الرسوم الجمركية على الدول العربية ودول أخرى وزياد ...
- محادثات روسية-أمريكية في إسطنبول لتطبيع العلاقات الثنائية
- قائد فيلق القدس الإيراني: أمريكا وإسرائيل عاجزتان عن إدراك ا ...
- موسكو وواشنطن تتفقان على تسهيل حركة الدبلوماسيين وإجراءات ال ...
- حركة حماس: ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي إبادة وأسلوب نازي ...
- البنتاغون: تعزيز التعاون بين روسيا والصين وكوريا الشمالية يش ...
- مندوب الجزائر لدى مجلس الأمن: على الجميع احترام السيادة الوط ...
- هل يستغل زيلينسكي القبض على جنديين صينيين في أوكرانيا كورقة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر شاهين - استخراج ملح الطعام وتخصيب اليورانيوم، قصة تحرر الشعوب