أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - --كيّات- وحكايات المنبر الديمقراطي-














المزيد.....


--كيّات- وحكايات المنبر الديمقراطي-


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3051 - 2010 / 7 / 2 - 22:37
المحور: كتابات ساخرة
    



برلماننا العتيد! المنتهية ولا يته بصخبه المخجل وصراخ أمييه وعويل غربانه السود وصولا لصمت من لا حول ولا قوة لهم في ألاعيب ودهاليز السياسة المظلمة. ذكرني بمنتدياتنا الجوالة المتحركة التي تجوب شوارع بغداد وضواحيها وتمليها هرجاً، يحكي لنا بلسان ناسها الطيبون حد الشفقة، همومهم وألم فقرهم الاسود.هذيان ما له غير افراغ سموم بؤسه أمام للوحيد الذي يسمع شكواه دون ملل: منتدى الفقراء الـ"كيّات"!!.
والكية، كنية "المِني" باص. انتشر استعمالها بعد سقوط النظام حين تحررت! هي الأخرى من رسوم الاستيراد والكمارك. وأصبح بإمكان أي اثنين من كبار الموظفين( بعد زيادة رواتبهم) شراء واحدة منها بالتقسيط المريح. وايداع محروستهم بيد سائق أجير للعمل بها وتقاسم المردود.
عالم الكية غريب وصاخب وسلوكها ومخالفاتها في الشارع يرتبط بسلوك سائقيها. فمعظم السواق لا يملك سند ملكيتها. فهم بالغالب، "نواب"، ممثلي مالكيها الشرعيين في شوارعنا المضطربة دوماً. من غير المساكين يجازف بالتواجد واجتياز حواجز الموت. فتيان شباب فقراء بعمر الورود، يحملون حياتهم بأكفهم، اضطروا ترك مدارسهم والهرب من خدمة حروب النظام السابق الخائبة، كي يشطبوا يومهم ويعيلوا عائلاتهم. ثقافتهم المتواضعة لوثت سمعة عالم الكيات. وشاع صيتها السيئ في الشارع. سلامة وصولك بأمان عبر مطبات وتردي الطرق وحواجز الاسمنت المقرفة و الاسلاك الامنية الشائكة والطرق الخاصة المقفلة كلها، تجعلك تستسلم لمشيئة سائقك دون التيه في قواعد السلوك والاخلاق.
عندما يحسم الوضع بايدي الرعاع، سيقودك حتما لبر الامان من يمتلك ثقافة الوضع السائد. من غير أبطالنا السواق!. فسلمنا أمرنا لله وتهورهم المنجي في اغلب الأحيان. فهم أدرى بمتاهات شوارعنا، وحواجز الموت ذات القمصان السود المنتشرة في شعاب مكة! القرن الهجري الأول بغداد.
لكن الأغرب في عالم الكيات الواسع، سحر الثرثرة. منبر ديمقراطي حر، متجو، ممتع، متنوع الثقافات، يمثل بالتمام لما تدعوه الصحافة اليوم ب "نبض الشارع". لكنه منفلت في بعض الأحيان!. برأي الشخصي ومن تجربة متعتي في سماع نبض البائسين. اعتبره المنجز الايجابي الوحيد لاحتلال 9 نيسان 2003. نعم وحده يمكننا التباهي فيه. فقد حرر!! الجميع من عقدة الخرس!. وهذا منجز كبير جدا بعد أربعة عقود من الخرس القاتل المطبق.
الكيّات، برلمانات مصغرة من أحد عشر "نائباً" غير منتخبين. معاصرون للحدث اليومي، يفرغون ما بجعبتهم من هم. يختزلون بكلمات بسيطة صادقة ساخطة المشهد السياسي، تعليقات تضع إصبعا على الجرح لتعري وتكشف عهر ما يجري في الخفاء من فساد اقتصادي ومالي بدقائقة. فهم كالنساء، مولعون بكشف الإسرار، لذتهم الفضائح السياسية . ثرثرة تجتر بلا ملل بؤسها دون خوف من رقيب. يعرفون جيدا ان اضعف مفصل في حياتنا اليوم هي الدولة. فرصة انتظروها عقود. لم لا يفضحون؟؟. إنه برلمان مصغر لنسخة لا تختلف عن ما رأيناه في برلماننا البائس. لا في شتائمه ولا في صخبه ولا في عريه. لكنه أكثر ألفة وطيبة. صراحتهم من القلب واضحة دون لبس. يجمعهم تنازلات اخوية. يسبق كل حديث مفردة تؤكد عراقيتهم الجميلة ترطب تقاطع الاعصاب الثائرة:عيني، خوية، عمو، وفدوة الحلكك. ودعاء متواصل كي يحفظ الله الجميع . حس مرهف فطري جميل ورؤية وفهم سياسي متقد مشبع بوطنية تنزف كلماتها سخرية وألما مر لبشاعة ما يحدث امام أعينهم من فساد وجريمة بحق آمالهم المشروعة بحياة حرة كريمة. شيوخ ونساء وطلبة وشغيلة وكسبة الكل مهموم بفقره وبؤس لهاثه المرير وراء لقمة يتقاسمها معه بلا حياء، حيتان الغلاء وفساد الحصة والدولة وحواجزالارهاب والميليشيات المسلحة. الكل ينزف زفرته وقرفه وهمومه. وانا ادون في ذاكرتي ألم الحكاية وأسلوبها الشعبي الزاخر بالسخرية و"الحسجة".
تحت نفس العنوان كتبت في 2006 مجموعة من حكاياتي. ووافق الصديق سلام الحيدري على نشرها في جريدة (المواطن). حينها، جاءتني معاملة لم شمل شتات هروباتنا الجماعية الوطنية!. تركت حكاياتي هناك وهربت بجلدي. همّي الأول إكمال حكايتي الأهم، رؤية عائلتي الحبيبة.
وانا في الغربة، سمعت بألم وأسى نبأ وفاة العزيز سلام "ابو كوثر" في حادث مؤسف مبهم. وتذكرت صوته الجهوري وهو يقرأ لنا اشعار جواهرنا العظيم. تغمده الله فسيح جنانه.
ساعود لتذكر وكتابة بعض حكايات نبض بسطاء شارعنا الدامي. في "كيّات وحكايات المنبر الديمقراطي"..



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوافذ- .للحب. للذكرى. .للغربة -
- يوميات هولندية 13 - حكايتي مع -هُبل العظيم- -
- يوميات هولندية 12- آداب الحمام بين السياسة والدين_
- يوميات هولندية11 -حذاري من البصرة!.السبب ليس الكهرباء!!
- يوميات هولندية 10 -تعزية!!.. أم تهنئة؟؟-
- يوميات هولندية -9 -أيها العراقيين: هلهلوا، تفوقت -يُوويَهْ--
- يوميات هولندية (3)*- في الطريق الى أمستردام-
- - رحمة الله الواسعة من الجهل والجاهلية!!-_
- يوميات هولندية-8 - سوبرانو الحي الذي لا يطرب -
- الى أخي..- شيخ العارفين -
- يوميات هولندية-7
- قصة قصيرة- اعتداد -
- نوافذ الفنار
- يوميات هولندية -5: - نحيب من الجنة -
- يوميات هولندية- 6 - دون كيخوت وطواحين الدم -
- يوميات هولندية -4 : - حديث في السياسة والنار -
- - هُبَليات -
- - حلم -
- يوميات هولندية 2 (آنزهايمر )
- يوميات هولندية- 1 (إرثٌ وحقيبة )


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - --كيّات- وحكايات المنبر الديمقراطي-