|
حركة لكل الديمقراطيين بالمغرب:الطرقية السياسية والكوميديا المخزنية!!!
عبدالحق فيكري الكوش
الحوار المتمدن-العدد: 3050 - 2010 / 7 / 1 - 23:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على غرار القرن السادس عشر الهجري حيث كانت السواحل المغربية تسقط في أيدي الاستعمار البرتغالي، سيظهر رجل له كاريزما خاصة في استنهاض همم المغاربة نحو الوثبة الكبرى معركة وادي المخازن التي مرغت البرتغاليين والاسبانيين في وحل هزيمة تاريخية مازال كالغصة في حلقهم الى يومنا هذا، ورفعت من هامات المغاربة بين الأمم العظيمة، التي سيحسب لها في القادم من الأيام ألف حساب، وأعادت الهيبة المفقودة للأمة المغربية، اسم هذا الرجل ليس غريبا عن المغاربة، وهو محمد بن سليمان الجزولي، الذي ننحني إجلالا لروحه العظيمة، والرجال يستحقون هاته الانحناءة، وقد أدت وصفته الى تغيير عميق في ذهنيات المغاربة في عصره ومعهم العلماء والفقهاء وعموم الشعب، وفي تفكيك ألوية الهزيمة النفسية التي استوطنت أعماق المغاربة، في خضم فراغ سياسي قاهر تميز بالفراغ وبوجود أسرة حاكمة هي دولة الوطاسيين تعاني من الضعف وتتسم تصرفاتها وردود فعلها بالتخاذل، جو كان مصحوبا بعاصفة هوجاء هي تلك عاصفة ضياع الأندلس، ومصحوبا بقسوة طبيعية وبتوالي سنوات الجفاف العجاف ومجاعات وأوبئة، وكانت للرجل ووصفته قدرة عجيبة على بعث روح المقاومة في نفسية المغاربة بعد هذا الضياع، الشيء الذي أدى فيما بعد الى هزم أقوى الإمبراطوريات في عصرها اسبانيا والبرتغال، بغد واقعة وادي المخازن بجلالجها التاريخية المؤثرة، رجل عنه قال عنه التاريخ الكثير ومازال مداد الأقلام لم يجف حوله، وكان له الفضل في تكريس مفهوم التضامن والتكافل الاجتماعي الذي جسدته الزوايا لمواجهة الطبيعة وسنوات الجفاف إذ شرعت في تقديم العلم والطعام لعموم الشعب المغربي.. التاريخ يعيد نفسه، وان كان بعض الأحيان يستنسخ نفسه في أفلس حالته، فيعود إلينا في ثياب رثة وشاحب الوجه.. ظهور حركة لكل الديمقراطيين، في مغرب العشرية الأولى من سنة ألفين أو بداية القرن الواحد والعشرين، كان حدثا سياسيا استأثر باهتمام الإعلام المغربي، خاصة وانه سرق مسودة الملكية الفكرية للزاوية بالمفهوم المغربي وأسقطها من حيث يدري أو لايدري على الحزب الذي يختلف شكلا ومضمونا عنها، و لن يستطيع القيام بجزء بسيط من المهمة التاريخية التي اضطلعت بها الزوايا في عصرها، وهكذا شرعت الحركة في جمع الأتباع والخدام بنفس الطريقة التي لا تخلو من مرح، والطريقة كانت جاهزة وهي الديمقراطية والورد كان هو تلاوة الأصالة مئة مرة والمعاصرة مئة مرة ودلائل الخيرات كان هو المشروع الحداثي، وهكذا تم توزيع بطاقات الدعوة الى المغاربة بغاية ممارسة الجذبة السياسية في حضرة فؤاد الرجل الخارق صاحب الكرامات العجيبة، الشيخ الذي تظهر عليه صفات الولاية والصلاح، مصحوبا بعشرة من المبشرين بالديمقراطية، أو أصحابه من أهل الإطعام السياسي ومريديه وخدامه الأقربين، أو مشاريع شيوخ الطريقة فيما بعد، وتم اختيار رجل من الصحراء فيما توالى من الأيام، ليقوم ا بمهمة الرباط في زاوية الديمقراطية المعاصراتية-الأصالاتية. بعد جمع حزمة الحطب الضرورية أو الوقود اللازم لإنضاج الطبخة، وصناعة الآنية التي سيتم فيها خلط هاته الوصفة، التي لم تكن متجانسة، لأن الطباخ من دار المخزن، ومعروف عن هذا الأخير أنه لن يتردد خلسة في إضافة كمية من البارود اللازمة لنسفها، الى هاته الآنية بعد أدائها لوظيفتها ،... ظهور فؤاد عالي الهمة، أو فؤاد خاوي الوفاض، هو ظهور مرحلي لاغير، فالرجل ليس من المفكرين الكبار ولا العلماء الكبار ولا من الفلاسفة، بل هو رجل يرتدي البرقع المخزني، والبخور من دار المخزن، وظهير التوقير صادر مختوم من دار المخزن، والرجل مخزني سابق، له تجربة في حمل العصا وليست له تجربة في حمل القلم، و اعتمد في إحداث هاته الجعحعة انطلاقا من قربه من مصدر القرار، أي أن السبحة التي يتوفر عليها هي هدية مخزنية، وقد يشنقه بها فيما بعد، اسمها "الصداقة للملك" واستعار القنديل والزيت والفتيلة من هاته " الصداقة لرئيس البلاد"، وهنا تتحول الصداقة الى عرف دستوري غير مكتوب أي صديق للفصل التاسع عشر من الدستور المغربي، ولسنا هنا نلمح لسلطات الملك، نحن ننأى بأنفسنا عن مناقشة السلطات الواسعة للملك، لان وضع المغرب استثنائي ولأنه لا يوجد ساسي يمكنك أن تسلمه جزء من سلطة رئيس الدولة ولا يستثمرها في تقسيم المغرب مباشرة وشطره الى مجموعات، ولكن صداقة شخص للملك تتحول الى سلطة موازية ومؤثرة في اللعبة السياسية وفي حالة شخص له طموحات سياسية فالأكيد انه سيستثمرها لصالحه، وبالنسبة لهؤلاء الديمقراطية، فالأمر جدير بالتأمل بغاية الحصول على اكبر قدر من التسلية والمتعة في المغرب 2010. ثمة فرق وبون شاسع بين فؤاد عالي الهمة ومحمد الجزولي أحد رجالات مراكش السبعة وأحد رجالات المغرب العظماء، الذين كان لهم الفضل في حدوث الفورة الصوفية في القرن السادس عشر، الجزولي ومن معه من تلامذته وأتباعه ومريده حملوا الدولة السعدية على أكتافهم ووضعوها في الحكم وفي مسار الأسر العظيمة التي ستحكم المغرب عظيم والتي ستقفز الى الحكم من خلال توظيف إيديولوجيا النسب الشريف أي الانقلاب على نظرية ابن خلدون صاحب نظرية العصبية، فهل يحمل رجل قدم من رفوف المخزن بلدا اسمه "المغرب" على أكتافه و يهرول به الى مصاف الدول المتقدمة والى وضع طبيعي يستحقه؟ فما هي طريقة فؤاد عالي الهمة (أو فؤاد خاوي الوفاض) السياسية؟ وما هي أوراده ودلائل خيراته التي يمكنه هز المغرب السياسي وإحداث الفورة السياسية فيه؟ غير تلك العموميات والشعارات وغير توظيف أسلوب الحلقة المشوق و تصميم الزاوية؟ وما هي كرامات هذا الرجل الخارق في تطوير العمل السياسي في بلد فقير سياسيا و يفتقد الى رجالات دولة لهم رؤية سياسية جادة وحقيقية؟ لقد تم التقديم الرجل إعلاميا في نفس صورة رجل الصخيرات الدجال الذي يشفي باللمس وتم تسويقه على انه تصدر عنه أفعال وتصرفات خارقة، وانه لمس التراب في مدينته بن جرير وحولها الى ذهب، وكل ما أشاهده هو استغلال للنفوذ والقرب من مصدر القرار لتنمية منطقة فقيرة ومحرومة هي أجدر مثلما غيرها بضخ بعض الحياة في شرايينها؟ الكرامة الوحيدة التي صدرت عن رجل "حركة لكل الديمقراطيين" هو انه غادر السلطة واتجه الى العمل السياسي، لكن في يد سبحه اسمها "الصداقة للملك"؟ بين عشية وضحاها، تأسس حزب يحمل اسمها لأصالة والمعاصرة، أي – ولنتعمد تبسيط الشرح- أن تتصوف وتتلو الأوراد وأنت ترتدي ربطة عنق ثم تركب سيارة فارهة من آخر صيحات الموضة العالمية؟ لا علاقة لكل هاته الجلبة بمشروع سياسي من خلفه إيديولوجيا واضحة، وقد جاءت الانتخابات وظهر لنا نوع المناضلين الذين سيحملون مشعل حمل فلسفة الحزب. الجذبة نفسها التي تقام قرب الأضرحة، اشترك فيها اليساري التقدمي واللبرالي الحداثي والإسلامي المحافظ،..، الجميع في لحظة انتشاء في حضرة الشيخ وإظهارا لبراعته وولائه لشيخه في التلقين وشيخه في السياسة لم يتردد في التهام لحم الماعز نيئا، والمشي فوق الزجاج والرمي بنفسه وسط نبات الصبار الشوكي دون أن يتألم، مع شرب الماء ساخنا... حركة لكل الديمقراطيين، لو شارك فيها مفكر من حجم عابد الجابري، أو أي مفكر مغربي رصين يمكنها أن تنجح، ولو انطلقت من الشعب ولو من خلال مناورة تبعدها عن شبهة القصر، يمكنها أن تنجح، لكن وبما أنها حركة مرحلية، فأيضا هي ناجحة في تبديد الكثير من الوقت الثمين...
#عبدالحق_فيكري_الكوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإسلام أية علاقة؟
-
مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس- الوثيقة الرابعة-
-
اعترفات على صدر ابنة توسيوس-3-
-
مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس-2-
-
مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس
-
حوار فلسفي مع حورية: أحلم بامرأة تتقلد إمارة المؤمنين!!
-
الدلالة الاسمية لكوش في جميع دول العالم : لبنان و المغرب خصو
...
-
المسرح العالمي و مساهمته في بناء الإنسان
-
إلى مواطنة لبنانية تخليدا لذكرى 26 مايو وانسحاب إسرائيل من ا
...
-
تركيا أو - جحا- الشرق الأوسط
-
الثورة الناعمة : محاولات قزحية لبناء وفهم الإنسان العربي-2-
-
الثورة الناعمة : محاولات قزحية لبناء وفهم الإنسان العربي-1-
-
رسالة 8 مارس من كاتب مغربي الى مواطنة جزائرية - تخليدا للحصا
...
-
غياب الحرية السياسية مشكلة العالم العربي
-
الأضرحة و القبور والسلطة و الإنسان المقهور
-
المثقف و الحداثة ومؤسة الزاوية
-
بعد تنظيفه لخطايا سيده الأبيض - أوباما يكافئ بجائزة نوبل-
المزيد.....
-
-الشامي- يغني شارة مسلسل -تحت سابع أرض- في رمضان
-
وزير داخلية فرنسا يحذر من -تسونامي الكوكايين-
-
الجيش السوداني يهاجم القصر الجمهوري لحسم معركة السيطرة على ا
...
-
ليبيا تقتاد مهاجرين إلى سجونها وتحذيرات من كارثة قرب مالطا
-
كتاب عبري يكشف ممارسات الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة
-
مصراتة الليبية تستعد لإطلاق سفينة إغاثية ثانية إلى قطاع غزة
...
-
إسرائيل.. كاتس يجري مشاورات أمنية حول خيارات تهجير سكان قطاع
...
-
وزير الكهرباء السوري يبحث مع وفد إماراتي مشاريع توليد الكهرب
...
-
السفير الروسي لدى هلسنكي: السلطات الفنلندية تحث مواطنيها على
...
-
مصر.. حبس راقصة متهمة بالتحريض على الفسق من خلال فيديوهاتها
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|