|
قراءات سابقة في دفاتر قديمة 2
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 14:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
استبعد – ديكارت - من منهجه , الدين الرسمي والكتب المقدسة والكنيسة والعقائد وتاريخ بني إسرائيل .. إلا أن - سبينوزا - هو الوحيد الذي استطاع أن يطبق منهج – ديكارت – تطبيقاً جذرياً في المجالات التي استبعدها – ديكارت - .. كان – ديكارت – مهادناً لرجال الدين ولذلك أيدوه في منهجه واعتبروه دعامة للدين وكذلك نصرة للعقائد .. على العكس من ذلك – سبينوزا – الذي تعرض لمحاولة اغتيال – طبعاً السبب التحرر من الدين والسياسة .. ( وهذا هو السائد في مجتمعاتنا فالخوض في الدين حرام وفي السياسة خيانة ويحق لبعض الناس فقط أن يتكلموا أما الآخرين فالسكوت من قهر وليس من ذهب ) .. درس – سبينوزا – أنظمة الحكم وقارن بينها – نقد النظام التسلطي الذي يقوم على حكم الفرد المطلق وقال بأن النظام الديمقراطي " هو أكثر الأنظمة السياسية اتفاقا مع العقل ومع الطبيعة الإنسانية " كذلك قام – سبينوزا – بدراسة الصلة بين الدين والدولة أو ما يسمى الفكر والواقع . يقال أن الفيلسوف لا يتعامل مع النظريات والأفكار فقط بل يستنتج منها أنظمة للواقع .. استطاع - سبينوزا - القضاء على ثنائية – ديكارت – النفس والبدن – الله والعالم – فجعل النفس فكرة البدن وصفات الله قوانين الطبيعة . في تأملات – ديكارت – ليس هناك ما يعارض الدين بل أن تأملاته تحتوي على تأييد لأهم قضاياه – وجود الله – خلود النفس – خلق العالم – ديكارت لم يأت بشيء جديد بالنسبة لمفكري العصر الوسيط . سبينوزا – يقارع الحجة بالحجة .. ديكارت يصالح رجال الدين – سبينوزا يريد المصالحة العامة ضد رجال الدين وضد الأنظمة الحاكمة .. ديكارت محافظ – سبينوزا تقدمي . ديكارت يرى أن العقل هو اعدل قسمة بين الناس .. سبينوزا يرى أن العقل هو أفضل شيء في وجودنا .. وأقصى الخير في كمال العقل . أخرج – سبينوزا – النبوءة من نطاق الأفكار إلى نطاق الخيال .. ورفض كذلك المعجزات . أراد – ديكارت – إقامة العلم وإرساء قواعد اليقين للمعرفة – الإنسانية – فوجدها في وجود الله .. أراد – سبينوزا – إقامة العلم وإرساء قواعد اليقين للمعرفة – الإلهية – فوجدها في حتمية قوانين الطبيعة وفي التوحد بينها وبين الله .. في رسالته الشهيرة في اللاهوت يكشف عن الغرض من الرسالة وهو إثبات أن حرية الفكر لا تعارض الإيمان الصحيح .. أو بمعنى أخر البرهنة على أن حرية التفلسف لا تمثل قط على التقوى الصحيحة ؟ إيمان يقوم على البحث الحر خير من إيمان يقوم على العادات والتقاليد الموروثة . حرية الفكر هي السبيل إلى تطهير ما يتعلق بالإيمان مما يضاده من مصلحة طبقية , يؤدي القضاء على حرية الفكر إلى ضياع التقوى وتحويل الإيمان إلى وثنية أو طاغوت . سبينوزا يطبق منهج العقل ضد الخرافات . أو بمعنى أخر يطبق منهج العلم على ما يعتري الناس من مخاوف وأوهام . غاية رسالته تحرير الشعور الديني بعد أن وقع فريسة للخرافة خاصة وأن التصور الديني يميل بطبيعته إلى التصديق السريع بتذبذبه بين الخوف والرجاء .. إذا اعترى الشعور الديني شك يصبح ريشة في مهب الريح وإذا حصل على اليقين أمتلئ بالغرور. إذا هو يصف الشعور الديني المبني على الخرافة . ومن جراء ذلك يصبح أعجز الناس أكثرهم حكمة وأولهم إطاعة للنصائح حتى لو كانت خاطئة وهذه كارثة موجودة في مجتمعاتنا .. المتدين يرى في الحوادث الحسنة فالا طيباً ويتشاءم بالحوادث التي لا تقع وفق هواه . إذا أدهشه شيء ظنه معجزة من عند الله .. مع العلم بأنه ليس هناك معجزات وسبينوزا يرفضها .. المتدين يتحاشى ضربات القدر بالشعائر والنذور .. كلما أشتد خوفه غرق في الخرافات فإذا وقع في مأزق أبتهل إلى الله . وطلب العون منه وهذا هو العجز بعينه .. تنشأ الخرافة من الخوف .. الخوف ضعف في الإرادة ونقص في الشجاعة والخرافة أفضل الوسائل لتسيير العامة .. تحتفل السلطات العليا بالموالد وبأتقياء الله وعباده الصالحين لتسير العامة وراءها ثم يزينون الدين بالشعائر ويتم استخدام الدين للسيطرة على الجماهير ( هل سوف تبقى الجماهير على هذه الحالة ؟ أليست هي المعول عليها في أن تقارع من اجل خلاصها فلماذا لا تفعل ؟ والأدهى أن هناك من ينتظر أن هذه الجماهير سوف تكون هي العامل الرئيسي في عملية التغيير ) ؟ يُكثر الحاكم من بناء دور العبادة حتى يخضع الشعب لله وللحاكم في نفس الوقت وكما يقسو الحاكم على الشعب يقسو المؤمنون على غيرهم .. المؤمنون أكثر الناس قدرة على القسوة وعلى الكراهية وأكثرهم تعصباً حتى ليعرف قوة الإيمان بمقدار غضبهم له وحقدهم على البشر . المؤمن قاسِ بطبعه لأنه يشعر بأن الله معه في فعله وأنه يفعل باسمه .. يظن الجمهور أن الدين هو المناصب للارتزاق .. أصبح الكهنوت إغراء للجميع واشتاقت إليه أشد القلوب قسوة . تحولت دور العبادة إلى مسارح ورجال الدين إلى خطباء محترفين لا يرمون تعليم الشعب بل التكسب منه . كما يفعل حكامنا الطغاة ومن هنا جاء التواطؤ بين رجال الدين وأصحاب السلطة .. بين دور العبادة وأقسام الشرطة . أصبح الإيمان هو التصديق بالأحكام السابقة خاصة أحكام من يجعلون البشر في منزلة الحيوانات بمنعهم إياهم من حرية الحكم والتمييز بين الخطأ والصواب . أصبح الدين مجموعة من الخرافات والأساطير والخزعبلات . الدين احتقاراً للعقل الذي أعتبره رجال الدين فاسداً بالطبع .. ولو اهتدوا إلى النور الفطري لما اضطهدوا مخالفيهم في الرأي ؟ ولحرصوا على سلامتهم .. حرية التفكير شرط لتحقيق الأمن الداخلي في الدولة . حرية الفكر دعامة للرأي العام .. إذا قُضي على حرية الفكر قُضي على الرأي العام . لا يجب أن تتدخل السلطات العامة في الحريات الفردية ؟ الحرية هي الحق الطبيعي للفرد وكل فرد حر بطبيعته وكل فرد هو الضامن لحريته . الدولة تضع التشريع للأفعال لا للأقوال أو الأفكار . للمواطن أن يعبد الله كما يشاء وله الحرية في أن يتصوره كما يريد ؟ ( هل يوافق المسلمين على ذلك حكاماً ورجال دين ومتدينين ) ؟ لا تُقطع الرقاب لمجرد أقوال أو تصورات ظنية ؟ ( كم من الرقاب قد قُطعت من خالد بن الوليد " سيف الله المسلول " إلى حد الآن ) ؟ لم يكن الأنبياء أكمل عقلاً بل أخصب خيالاً . الكتب المقدسة لا تحتوي على معرفة عقلية ( القرآن ليس فيه إعجاز كما يدعون بل فيه كثير من المغالطات إذا ما قارنها بالعلم ) ؟ الكتب المقدسة لا تحتوي كذلك على معرفة طبيعية بل على خيال خصب . لم يعقد الله ميثاقاً مع احد ولم يصطفي أمة على العالمين ( ونحن لم نكن خير أمة ؟ بل العكس هو الصحيح ومنذ اليوم الأول لوجودنا والدليل ........ ) .. السعادة الحق ليست في حصول البعض على الأفضلية وحرمان الآخرين منها . لا يكون الناس أكثر سعادة إذا حصلوا على غنائم أكثر ؟ الفرح بالسعادة التي تفوق سعادة الآخرين فرح صبياني منشأه الحسد .. السعادة هي الحكمة وطلب الحق ؟ ( فأين نحنُ من كل هذا ؟ وهل يعرف المسلمين معنى هذا الكلام ؟ نحنُ لا نعرف إلا التشفي إذا ما حصل للمخالف أي مكروه ) .. لا تفيد الشعائر الدينية في الحصول على السعادة ولو جعلنا من مساجدنا غرفاً لنومنا .. كذلك لا تفيد الروايات التاريخية في الحصول على المعرفة الإلهية .. لسبب بسيط أعزائي لأن التاريخ لا يستطيع أن يعطي معرفة واضحة كما يعطي العقل . فهل لدينا عقول ؟ انظروا إلى الوقائع والأحداث على الأرض وسوف ترون أين نحنُ من العالم ؟ / ألقاكم على خير / ..
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يصنع الطاغية ؟
-
لا علم ولا علوم في القرآن !!
-
الفضل للكفار في الترجمة ؟
-
التلقين أم التفكير ؟
-
هل في عالمنا نيوتن أو هوكنغ ؟
-
لماذا فشلت - الحركات الإصلاحية - في عالمنا 2 - 2 ؟
-
لماذا فشلت - الحركات الإصلاحية - في عالمنا ؟ 1 - 2
-
أيهما الحل .. الإسلام أم العَلمانية ؟
-
معرفة العرب ؟
-
المهدي المنتظر عند المسلمين والشيوعيين ؟
-
للأسف الشديد ... هذه هي ثقافتنا ؟
-
نظرية الاستبداد ..
-
الدين والحزبية - سبب البلاء في الشرق -
-
الأقباط والمسيحيين في الإسلام ؟
-
الإسلام والاستبداد ..
-
ما هي قيمة الدساتير العربية ؟
-
رجل وامرأة ؟
-
قراءات سابقة في دفاتر قديمة 1
-
أمتنا العجيبة ؟
-
أسئلة بسيطة حول الانتخابات العراقية ؟
المزيد.....
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|