|
قمة الخمسة... واشلون خمسة?
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 12:01
المحور:
كتابات ساخرة
رغم اختلاف الحكومات العراقية المتعاقبة على سدة الرئاسة في سياساتها واطماعها وطرقها الابداعية المبتكرة في كيفية الاجابة على سؤال " من اين تؤكل الكتف" الا انها توحدت في عقوبة الموظف المهمل بنقله الى منطقة حدودية ليقدم "خدماته" للمسافرين جيئة وذهابا عبر المنافذ الحدودية ولهذا لاتجد من بين موظفي الكمارك ووزارة الداخلية من العاملين هناك من يعرف كيف يبتسم او يداعب طفلا حملته امه وهي تنتظر دورها لاكمال اوراق خروجها او عودتها للبلاد .. ولهذا ايضا كان شعار هؤلاء العاملين هو "العبوس القمطرير" بوجه الجميع كيف لا وهذه الحكومات اعتقدت انهم شيوعيوا آخر زمن فنفتهم الى المراكز الحدودية بدلا من سجن الحلة او نقرة السلمان. وتضم هذه الجماعة فئتين في مجموعها، الاولى يحسب افرادها ماتبقى لهم من مدة العقوبة وهم بذلك يعملون تيمنا بالمثل المصري "امشي الحيط الحيط" او المثل العراقي "ماخذ الريكان" اما المجموعة الثانية فافرادها اكثر طموحا فهم يبذلون جهدا وحماسا لانظير لهما في تنفيذ الواجبات عسى ولعل ان يرضى عليهم المسوؤل في يوم ما ويعيدهم الى مكانهم الاصلي. ولكن حكومة صاحبنا المالكي شذت عن هذه القاعدة – ولها في ذلك مايبرره – فقد نفت وزارة العدل احد موظفي السجون امس الى محافظة نينوى بعد ان وجهت اليه تهمة الاهمال التي ادت الى مقتل 7 سجناء خنقا اثناء نقل عدد من الموقوفين من سجن التاجي الى سجن التسفيرات.( ديروا بالكم هؤلاء موقوفون وليسوا محكومين) لاتستغربوا ولا تندهشوا فالدهشة من فعل الشيطان فوزارة العدل العراقية ليس لها فروع في المناطق الحدودية ولكن رأس وزيرها اينع فكرة النفي الجديدة ليتخلص من عقوبة الضمير بعدما مات سبعة سجناء وتعرض للاختناق الشديد 15 آخرين ربما يكون بعضهم ابرياء. لا اريد ان احدثكم عن مواصفات وزير العدل في الحكومات البالية او الجديدة فانتم اعرف مني بذلك ولكني اريد ان انقل لكم ماقاله الناطق الرسمي باسم هذه الوزارة وفي قوله شماتة مابعدها شماتة بهذا الموظف المهمل. قال الناطق وياليته لم ينطق، ولكنه نطق وللاسف عن الهوى: قررت وزارة العدل العراقية معاقبة الموظف المسؤول عن وفاة سبعة موقوفين اختناقاً أثناء نقلهم من سجن التاجي إلى سجن التسفيرات، بنقله من مكان عمله ببغداد، الى سجن بادوش في محافظة نينوى شمال العراق، متهمة إياه بـ"الإهمال".
ولقي سبعة موقوفين حتفهم وأصيب 15 موقوفاً آخر بحالات اختناق وإعياء شديد ، أثناء حشرهم في سيارات تقلهم من سجن التاجي في بغداد إلى سجن التسفيرات. وقال مصدر مسؤول في وزارة العدل إن "وزيرالعدل دارا نور الدين قرر، معاقبة معاون المديرالعام للشؤون الامنية في دائرة الاصلاح العراقية التابعة للوزارة، محمد مجهول الزيدي، بنقل مكان عمله من بغداد، الى سجن بادوش في محافظة نينوى". اترون مدى عبقرية هؤلاء الحكام في بلادنا فعقوبة المتسبب في موت الناس هي النقل من مكان الى اخر. وهنا يعترض هذا الناطق الذي نطق عن الهوى ويرفع اصبعه ذو المحبس الاخضر في وجهي قائلا: اسمع ياهذا انك لم تكمل كتابة الخبر وللامانة الصحفية ان تنقل التفاصيل كما وردت على لساني. ونقلت على لسانه التالي: وذكر المسؤول في وزارة العدل ان "التهمة التي وجهها الوزير الى الزيدي هي الاهمال، والعقوبة هي النقل من مكان عمله ببغداد، الى سجن بادوش في محافظة الموصل شمال العراق"، مبينا ان "الزيدي من سكنة محافظة ذي قار"، في اشارة الى بعد المسافة بين ذي قار ومركزها الناصرية (نحو 375 كم جنوب بغداد) ومحافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل، نحو 405 كم شمال بغداد. ولكم الف هلهولة لهذا العبقري الذي حسب المسافة بالكيلومترات بين ذي قار ونينوى وقرر وزيره اتخاذ قراره بنفي محمد مجهول الزيدي. وقد اعترض العديد من مدرسي مادة الجغرافيا ورسم الخرائط على هذه "الحسبة، واصدروا بيانا موجزا قالوا فيه ان وزير العدل لم يعترف بعد بان العالم اصبح قرية صغيرة وربما مايزال يعتقد ان الكرة الارضية مستطيلة تيمنا باسلافه كهنة المعابد في العصر الثليجي. ولكن محمد الزيدي رد عليهم ببيان مقتضب قال فيه : ليس سرا اقول لكم اني تعمدت ان افعل مافعلت لاني بصراحة لم اعد اتحمل حر بغداد اللاهب في هذه الايام وجاء قرار نقلي الى نينوى تلبية لدعائي في العيش ماتبقى لي من العمر بمدينة من مدن الشمال لاتستعمل المكيفات ولا اجهزة التبريد الاخرى وهواءها يشفي العليل، وهي بالتالي فرصة لي ان ازور شمال العراق فالعيب كل العيب ان اصل الى وظيفة مدير عام ولم ازر مدن الشمال الكردستاني. فاصل لابد منه. جاءنا الان مايلي: اختتم روؤساء خمسة دول عربية اجتماعاتهم في طرابلس امس وصدر عن مكتب عمرو موسى البيان التالي: انطلاقا من غيرتنا الشديدة على شعوبنا العربية التي هي امانة في اعناقنا – الله ياخذ عنقك انشاء الله – وردا على قمة العشرين الاخيرة فقد اجتمع خمسة من القادة العرب في طرابلس للتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك وتبادل الاحاديث الودية والتعرف على آخر ماتوصل اليه المؤرخ الليبي في بحوثه المتعلقة بالوحدة العربية الغراء. ارجوكم اقرأوا خبر هذا الاجتماع في كل الصحف العربية تقريبا وستجدون المضحك المبكي في فقرة تقول ان الرئيس المصري طرح خلال الاجتماع اضافة- ارجوكم ضعوا خط تحت كلمة اضافة – كلمة اتحاد الى الجامعة العربية لتصبح التسمية الرسمية " اتحاد الجامعة العربية" ولكن القادة الاربعة الباقين قرروا احالة هذا المقترح الى اجتماع القمة المقبل. والله العظيم انها ليست نكتة.. اقسم لكم ان رئيس اكبر دولة عربية بعدد السكان وهو القائد السابق للقوات المسلحة والرئيس الحالي لمصر ام الدنيا قدم هذا الاقتراح. ترى اللي يأكل فول كل شي يكول.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هلهولة.. شلتاغ ابن عبود يحصل على عصا موسى
-
مؤخرات مغلقة لكن مستديرة
-
لماذا يحدث هذا ،هل من مجيب??
-
ابو الطيب خطيبا بجامع القرية
-
ممنوع مسك الاماكن الحساسة
-
أشد على يدك ياكريم يا وحيد
-
فاحت الريحة يا ناس
-
انكم والله لاتستحقون حتى الشتيمة
-
المذنبون والمذنبات في نكاح القاصرات
-
قرقوش يزور بغداد صفقوا له رجاء
-
ياخسارة،-اثاري- الزواج من اجل النكاح وانا ما أدري
-
مبروك على تعييني امير الجبايش
-
اجاثا كريستي والعراق والمالكي
-
ولكم انكشف المستور
-
اخزاكم الله يوم امس ايها السادة
-
يااصحاب اللحى.. انكم سارقون في وضح النهار
-
حلاوة – صلح – بين القمتين مبارك وبوتفليقة
-
من خمس جدي يفتحون الفضائيات
-
ظاهرة شديدة اللهجة ضد وزير الكهرباء العراقي
-
من هالمال حمل جمال
المزيد.....
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|