أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل مصطفى مهدي - حركات التحررالوطني في العالم بين خياري منطق القوة وقوة المنطق















المزيد.....

حركات التحررالوطني في العالم بين خياري منطق القوة وقوة المنطق


خليل مصطفى مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 927 - 2004 / 8 / 16 - 08:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حدث تغيير جوهري في أساليب الكفاح الوطني والتحرر القومي على الساحة العالمية. فلم تعد وسائل العنف مشروعة ومستساغة –وإن كانت سابقاً- هى الحل الأخير أمام الشعوب لتحقيق أمانيها القومية.
وفي العقود السابقة كانت حركات التحرر الوطني والقومي تلجأ إلى أساليب الكفاح المتعددة وتضطر في نهاية المطاف الى رفع السلاح لتحقيق غايتها التي تعبر عن المصالح القومية المشروعة.
لقد حملت السلاح بوجه السيطرة الاستعمارية العشرات من الحركات الطامحة للتحرر، لا سيما في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وقدمت مئات الالوف بل الملايين من الضحايا على طريق الكفاح الوطني لتأكيد هويتها القومية وفي سبيل تحقيق ذاتها والتمتع بحق تقرير المصير وتكوين كياناتها القومية التي تلائمها.
فطوال عقود القرن الماضي، ولا تزال هنا وهناك، اندلعت وتندلع حركات عنفية كانت على الغالب مفروضة على الشعوب المغلوبة على أمرها لنفض ركام السيطرة الأجنبية، بعد أن باءت بالفشل الوسائل السلمية في النضال (المذكرات، الوفود، المسيرات،…الخ) وأجبرت على الخيار الأصعب ( الكفاح المسلّح) لتحقيق مطامحها القومية، كما حصل في كوردستان العراق والتي وقفت الأنظمة المتعاقبة موقف الإهمال والتصدي لتطلعات طموحات شعبنا.


( الشعوب كانت مضطرة لاختيار الطريق الثوري)
إن ولوج طريق العنف والكفاح المسلّح ليس الخيار المفضّل بالنسبة للشعوب التواقة الى تحرير بلدانها وتأكيد ذاتها أسوة بالشعوب الأخرى،ولكنه الخيار الأصعب بالنسبة لحركات التحرر الوطني التي تضع في حساباتها ما يتطلبه ولوج هذا الميدان ( الكفاح المسلّح) من ضحايا على طرفي الصراع وتهديم للبنى التحتية، وإعاقة السير الملائم للتطور والنمو والازدهار.
وحدثت انتقاله نوعية في العقد الأخير في موازين القوى على الساحة العالمية، فلم تعد حركات التحرر القومي ((تُوصم)) بأنها عميلة للشيوعية بعد انتفاء السبب. كما وطورت حركات الشعوب وسائل نضالها وشرعت على تضاريس خارطة مترامية الأطراف في ابتكار وسائل الكفاح المشروعة والتي تحظى بقبول وتأييد شعوب نفس الدول التي تناوئ طموحاتها، وتجد في مؤسسات المجتمع المدني خير وسيلة دعم وضغط لتحقيق غاياتها المشروعة والتي أقرتها المواثيق والقوانين الدولية والمثال الذي يرد…على البال، ما حدث مؤخراً في أورقة محكمة العدل الدولية في لاهاي عندما صوّتت بما يشبه الإجماع على عدم شرعية قيام




إسرائيل بإنشاء ((الجدار العازل)) واعتبرته إجراءً يتجاوز على الأرض الفلسطينية ويتناقض مع القوانين والقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة. فقد صوت (14) قاضياً من قضاة المحكمة الخمسة عشر لصالح قرار الإدانة.وعارضه ممثل الولايات المتحدة فقط.
( التخبط المنعزل)
اننا أمام لوحة فريدة تتشكل على المسرح الدولي، اذ تجد اسرئيل ذات التوجه العنصري الاستيطاني والمدعومة بصورة أساسية من قبل الولايات المتحدة، تجدان نفسيهما منعزلتين أمام أنظار الرأي العام وفي المحافل القانونية والمؤسسات الدولية . وتأتي في هذا السياق فكرة التوجه الى حركات التحرر الوطني ومنها حركة الشعب الفلسطيني بأطيافها وتياراتها الاسلامية، للتفكير جدياً في تنويع أساليب عملها والجنوح الى تجربة خيار الكفاح السلمي لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني ومنظمات الرأي العام وعدد كبير من الدول في الساحة الدولية.
ولا يعني ذلك الدعوة الى إلقاء السلاح والخضوع أمام غطرسة اسرائيل العنصرية والتي تتنكر الى سائر القرارات الدولية التي صدرت عن الأمم المتحدة منذ عام 1947 ولحد اليوم :( 194،242،338،425) والقاضية


بالانسحاب من كافة الأراضي التي احتلتها اسرائيل وإنشاء الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين وحل قضيتهم أو تعويضهم. ومن المتوقع أن تصدر الجمعية العمومية قراراً بالأغلبية الساحقة لدعم قرار محكمة لاهاي في رفض إقامة ((الجدار العازل)). والشيء نفسه يصح على مجلس الامن لولا الفيتو الأمريكي الجاهز لمثل هذا الحالات. ومن أجل تكريس هذا النصر المعنوي ذي التأثير الهائل على مؤسسات المجتمع المدني، يتطلب من قوى وتيارات الشعب الفلسطيني على امتداد توجهاتها أن تضع في الحسبان هذا الرصيد من الدعم العالمي وتحويله الى تيار ضاغط داخل إسرائيل نفسها والتعاون مع بعض الفصائل للشعب الإسرائيلي التي تتفهم تطلعات الفلسطينين، ومحاولة توسيع دائرة التأييد والتفهم من قبل أوساط اخرى تحاول تجنيب إسرائيل والمنطقة مخاطر حروب جديدة والضغط لجعل المنطقة ( الشرق الأوسط ) منزوعة من


أسلحة الدمار الشامل، وتنمية الاتصالات والفعاليات المشتركة بين تيارات الرأي العام لكلا الجانبين والابتعاد عن أساليب العنف غير المبرر _لاسيما_ ضد المدنيين الابرياء، وإدانة وشجب تعريض الشعبين والمنطقة الى احتمالات التفجير الذي لا يستطيع أحد التكهن بمداه التدميري،
( الفلسطينيون كانوا أبطالاً في المعارك الكفاحية..ولا بأس في تجربة الأساليب السلمية)
لقد جرّب الفلسطينيون أساليب الكفاح المتعددة والمتنوعة، من التظاهر والمسيرات والاعتصامات، الى جانب العمليات الفدائية ، ومنها خطف الطائرات والسفن وتعريض مئات المدنيين للخطر الفادح، وآخرها العمليات الانتحارية، وآن لهم أن يركزوا على الأساليب والوسائل التي تقرّب حركتهم ومطاليبهم الى قلوب الرأي العام العالمي وتجد طريقها الى داخل إسرائيل نفسها بتنمية التيار الواقعي والمؤمن بالحل السلمي للقضية الفلسطينية وفقاً للشرعية الدولية والقوانين الانسانية.
وستجد الحركات المتطرفة صعوبة في التأقلم لسلوك هذا السبيل، كونها قد بنت إستراتيجيتها على مفاهيم ( الكفاح المسلّح) وسحق العدو وإلقاء شذاذ الآفاق في البحر‍‍‍‍?‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍. وهي بحاجة من أجل مصلحة الشعب الفسطيني نفسه الى تجربة النهج السلمي وكسب الرأي العام العالمي واليسار الاسرائيلى وتكوين جبهة ضاغطة سلمية لتعديل مسار النهج الاسرائيلي المتطرف وإلحاق الهزيمة به، والتهيوء لفتح صفحة جديدة يكون فيها القول الفصل:
لقوة..المنطق بعد توديع غطرسة (( منطق القوة)). ‍ ‍‍



#خليل_مصطفى_مهدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زيارة مفاجئة فجرا للرئيس التونسي إلى المزونة والهدوء يعود إل ...
- البنتاغون يعلن تخفيض وجوده العسكري بسوريا إلى ألف جندي
- قاضية تمنع إدارة ترامب من إجراء تغييرات على جوازات سفر -الأم ...
- إعلام: المسودة الأمريكية لصفقة أوكرانيا لا تتضمن ضمانات أمني ...
- خبير عسكري: الجيش الروسي يقطع شريان حياة المقاتلين الأوكراني ...
- الرئيس الكونغولي السابق كابيلا يعود من منفاه إلى غوما الواقع ...
- -تبت إلى الله-.. تفاصيل التحقيق مع مدرس استدرج طالبة إلى منز ...
- رئيس أركان البنتاغون يغادر منصبه قريبا بعد فضيحة تسريب معلوم ...
- ماكرون يدعو الباحثين من جميع أنحاء العالم إلى اختيار فرنسا و ...
- مجلس الشورى الإيراني: يجب أن يعود الاتفاق مع الولايات المتحد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل مصطفى مهدي - حركات التحررالوطني في العالم بين خياري منطق القوة وقوة المنطق