محسن شحاتة
الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 19:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السياسة في بلدي لها أساليب تختلف عنها في الدول الأخرى. و بالتالي لا يمكن قياس ما يحدث في مصر على ما يحدث في الدول الأخرى و ما استقر في تلك الدول من مفاهيم لكلمات مثل القائد والزعيم والسياسي.
في بلاد إذن الله لها أن تنهض, يكون السياسي بارعا بمقدار ما له من قدرة على توصيل الأفكار و البرامج والسياسات للناس بالأسلوب الذي يمكن به أن تصل الرسالة. و الزعيم السياسي باعتباره موصلا ممتازا للأفكار يكون بالضرورة سريع البديهة و قادرا على الخطابة و الكتابة و التعامل مع أجهزة الإعلام والعاملين فيها, كما يجب ان قادرا على اكتشاف الاوقات الملائمة للحديث و التي يكون الناس في تلك الاوقات منتظرين لما يقوله و متهيئين لتقبل رسائله.
أما مصر الحزينة فقد ابتلى شعبها برئيس أبكم لا يتكلم وليست عنده رسائل يحتاج ان يوصلها للناس و هو أساسا ليس للناس عنده اعتبار.
عندما غرق أكثر من ألف مصري بالعبارة السلام, لم يخرج ليعزي الناس و يقول لهم إن أرواح المصريين غالية و أنه يعدهم أن تبذل حكومته كل ما تستطيع من أجل منع تكرار تلك الحادثة.
عندما يغرق الشباب المصريون اثناء محاولاتهم اليائسة لعبور البحر والهروب من جنة سيادته, لا يخرج ليقول للناس لماذا وصل الحال ببلدهم الى الحد الذي اصبح الموت مخاطرة يقبلون عليها في سبيل امكانية الهروب من بلدهم.
عندما يحترق المصريون في القطارات
و عندما يموتون على الطرقات و اثناء وقوفهم في طوابير العيش
وعندما تقع فوق رؤوسهم أحجار الجبال
و تغرق منازلهم بمياه السيول
و يموتون في المستشفيات او لنقص العلاج
أو يموتون كمدا واختناقا من رائحة الفساد غير المسبوق
و جوعا من الغلاء
و قهرا على يد جلادي وزارة الداخلية و ...
ليس هناك رئيس يخرج ليتكلم و يقول أنا احس بما تحسون واعلم ما تعانون و أعاهدكم على الإصلاح و إن لم أقدر سوف أسلم الأمانة فلست عليها إذن بقادر.
الرجل لا يتكلم الان ولا تكلم بالأمس و منذ ثلاثين عاما وهو أبكم.
أنا لا أعارض مضمون رسالة قد يريد أن يوصلها للناس
و لكني اعترض اساسا على على أنه ليست عنده رسالة لكي يوصلها للناس.
أعترض على أنه ليس في مصر زعيم سواءا اتفقنا معه ام اختلفنا.
أعترض على أن يحكمني رئيس أبكم.
أما آن للأبكم أن يرحل؟!!
#محسن_شحاتة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟