|
ربع قرن على استشهاد النصير راضي محمد(ابو ايمان)
رياض مثنى
الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 23:06
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
تمر هذه الايام الذكرى الخامسة و العشرون على استشهاد النصير ابو ايمان....شاءت الظروف ان اكون اخر من التقاهم ابو ايمان قبل استشهاده في 30-6-1985اذ جمعني و اياه قاطع الاعدام في ابو غريب في الفترة انذاك .لم التقيه وجها لوجه و لكن تحدثنا كثيرا اذ كان الشهيد مع الشهداء محمد طارش و صلاح فرج في نفس الزنزانة (زنزانة رقم 4) وكنت مع الشهيد علي جبار سهر في الزنزانة رقم ثلاثة حيث تتعذر علينا الرؤية و لكنا استطعنا الحديث عبر طريقة ابتكرها من سبقونا في زنزانات الاعدام اذ عمدت ادارة القاطع على قطع الماء بعد الساعة العاشرة مساءا مما اتاح لنا الاتصال عبر رفع حنفية الماء من كل جانب و استخدام ما يعرف بطريقة الاتصال التلفوني...و هنا استمعت الى حديث راضي لحين ليلة استشهاده. وانا طالع ما كتبة العزيز فائز الحيدر في مذكراته عن رحلته توقفت كثيرا عن ما ذكره عن مفرزة الطريق و حصرا الشهيد ابو ايمان اذ اعادني الى ربع قرن لما ذكره من مواصفات لمستها لمس اليد لا ابالغ اذ ما اضفت الى ما اشار اليه العزيز الحيدر من حرص كبير على معرفة اخبار الاهل خاصة و ان مدينته القرنة وقتها قد تعرضت الى قصف عشوائي من قبل القوات الايرانية اثناء حرب المدن...كان يتشبث ببصيص امل لمعرفة ما جرى لاهله حقا كان الالم يعتصره على اهله و احبته في مدينته البصرة. حزنا كثيرا في 15-6-1985 يوم اسشهاد محمد و صلاح و كانوا بحق رفاق رائعيين و شجعان..و لكنا واصلنا الحديث و قد اسرني بوصية تداولها رفاقنا الذين توالوا على قاطع الاعدام.. و كانت عبارة عن مغلف ثمين جدا يحوي اسماء و رسوم و وصايا شهداء حزبنا الشيوعي العراقي من عام 1982 لحين 1985 (تخفيص حكمي الى المؤبد)..وثيقة مهمة كتبت على قطع قماش و خيط اخذت من ملابس الشهداء انفسهم استخدم بها مخيط (من عظم الدجاج)..اروع ما شاهدته بوستر للشهيد مهديلحمامتين تحملان غصن زيتون و منقوش عليها اسم الشهيدة البطلة سحر امين...و القائمة طويلة ما اثارني بها ايضا اسماء كنا نظنها قد نجت من قبضة االبعثيين القتلة....طلب مني ابو ايمان ان احفظها و اوصي من بعدي بها كونها وثيقة ادانة دامغة لسلطة البعث (و كانه مع من سبقوه على دراية بان يوم الحساب قادم لازلام النظام)...حرص على الا يتحدث مطلقا بقضيته حرصا منه على رفاقه حتى و هو في قاطع الموت ظنا منه بان عيون النظام تتربص به .حيث انكر التهمة الموجهة اليه بالرغم من انه اعتقل في مسرح العمليات و حكم بالمادة 157 (تنظيم مسلح لحساب الحزب الشيوعي العراقي) و قد تعرض الى تعذيب وحشي في شعبة استخبارات المنطقة الشمالية في كركوك(و هذا سمعته من كانوا معه في غرف التعذيب و ليس من راضي فقط)....كلانا كان متلهفا لسماع اخبار الحزب هو يسأل عن التنظيم في الداخل و انا اسأل عن رفاقنا الانصار ..في الليلة التي سبقت استشهاده طلبني بالحاح للحديث وقتها رجوته ان يؤجل الحديث الى اليوم التالي و لكنه اصر و قال بالحرف الواحد (رياض صدكني باجر يتم التنفيذ بي)..كنت على يقين باننا سنتحدث باليوم التالي كوننا بحكم الخبرة نعرف مظاهر التنفيذ..لا شيئ يدل على ان غدا سيتم التنفيذ و لكن حدس راضي كان اقوى.....تعذرت عن الحديث يومها لظروف خارجة عن ارادتي اذ وصلنا وقتها عدد كبير من المحكومين و كانوا بحالة انهيار تتطلب منا مداراتهم و لكني كم العن هذا النحس الذي رافقني ليلتها و حرمني من سماع اخر كلمات للشهيد ابو ايمان....يوم 30-6 الساعة العاشرة صباحا اذيع اسمة و كنت وقتها ماسك (غريزيا)بقضبان الزنزانة لحظتها شاهدت راضي الذي توقف امامي و الابتسامة تملا وجهة الوسيم(لن انسى هذه اللحظة ما حييت انه العمر بكاملة...لحظة تجسدت بها كل معاني الحب و الطيبة و الشجاعة ..لحظة ظللت ابحث عن كل ما قيل عن الشهيد الرائع ابو ايمان)..رفاقه فائز الحيدر ابو عليوي ابو خلود ابو افكار ملازم قصي استمعت اليهم و لحظة اللقاء الخاطف مع ابو ايمان لا يمكن ان تمحى من الذاكرة. لم تنتهي قصة الشهيد ابو ايمان عند هذا الحد بل حدث ما ارقني اكثر و اكثر اذ بعد 12 عام و نصف شاءت الصدف مرة اخرى ان التقي راضي و لكن هذه المرة بصورة جميلة تحملها حبيبته. في نهاية اوائل عام 1998 فوجئت (حين كنت شغيل في مكتب الشام) بامراة في نهاية الثلاثينيات من عمرها تطلب معلومات عن احد اقرباءها وقتها طلب مني العزيز حيدر فاضل* ان اتحدث بصراحة تامة عن الموضوع(كوننا في مرات عدة مداراة لمشاعر الاخرين نتعمد الجهل لحين الفرصة المناسبة) و لكن هذه المرة غير المرات السابقة اذ ما ان وضعت الصورة على المنضدة حتى اجبتها بدون تفكير بكل ما اعرفه كانت الصورة جميلة( بنفس ابتسامة يوم التنفيذ) اجبتها بالحقيقة و انا اتفحص الصورة بكل تفاصيلها لم انتبه الا الى شهقتها و بكاءها المر ..حتى حيدر لم يتمالك نفسة امام لحظة الالم تلك.تبين لاحقا انها حبيته التي اقسم لها بالا يخون قضيته و انه عائد ليكمل و اياها مشوار الحب الطاهر النقي..اوفى بوعده و لم يخذلها و لكن مهرها كان غالي جدا فقد فقدت الحبيب و ضاع الوطن.
المجد و الخلود لشهيد الغالي راضي محمد (ابو ايمان) و لكل شهداء حزبنا المقدام * حيدر فاضل عضو اللجنة المركزية للحزب في المؤتمر الوطني الخامس رياض مثنى
#رياض_مثنى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لقاء مع اشهر سجين سياسي في العراق الجزء الثاني
-
لقا مع اشهر سجين سياسي في العراق
-
ماذا لو....
-
قصة قصيرة
المزيد.....
-
النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و
...
-
الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا
...
-
-الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
-
تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال
...
-
المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف
...
-
أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا
...
-
لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك
...
-
بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف
...
-
اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|