|
سردشت عثمان وحيدر البصري ورصاص الغدر/ما العمل من اجل اعادة الطمأنينة للشعب العراقي؟
سلام ابراهيم عطوف كبة
الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 14:26
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
يوم 5/5/2010 وجد الصحفي الكردستاني سردشت عثمان الطالب في الصف الرابع لغة انكليزية كلية الاداب في جامعة صلاح الدين في اربيل،بعد ان اختطف من امام مبنى الجامعة،مقتولا على طريق اربيل- الموصل وعليه اثار تعذيب!وفي اواسط حزيران 2010 سقط العامل الخباز وابن البصرة البار حيدر البصري صريعا بنيران الديمقراطية الجديدة المسلحة في انتفاضة الكهرباء المعبرة عن عدم الرضا والسخط،والمطالبة بالخدمات وتحسين الظروف المعيشية!وهذان الحدثان يؤشران لمنحى خطير في تاريخ عراق ما بعد التاسع من نيسان!بعد ان تجاوز اللاعبون الخطوط المرسومة لهم وفق منطق ملعب الكبار المحظور،ليتلقوا رصاص القتل العبثي المجاني البربري المتوحش الغادر.هل تجاوز الشهداء في بلادنا حقا حدود اللعب؟! ان استشراء الفساد الاداري والمالي والرشوة والمحسوبية والتمييز على الاسس المذهبية والعقيدة والاعتداء على المواطنين من قبل الميليشيات والتدخلات الحكومية الفظة في شؤون الحركة الاجتماعية كانت صفة مميزة لحكومات الطائفية السياسية التي فشلت في توفير ابسط اوليات المستلزمات المعيشية للمواطن.وعلى الرغم من ان العنف في مناطق العراق تراجع خلال الاشهر الماضية،فقد ثبت قصور الهيئات التشريعية والقضائية والتنفيذية في احتواء الازمات السياسية الطارئة والحرجة بسبب عجزها،وبفعل الاحتلال الاميركي المباشر على الارض وسياسة المحاصصات الطائفية سيئة الصيت وهزال القوى السياسية المؤلفة للعملية السياسية الجارية!اي حكم ديني في العراق لا يخلق للبلاد مشاكل لا نهاية لها فحسب،بل ستنتشر وتعم المعارك والحركات السرية والفوضى المنطقة كلها.واذا لم يتحرك الحريصون على العراق باتجاه ردم هذا المطب فان البلاد ستواجه نكبة أشد وطأة من نكبة انقلاب شباط الاسود في عام 1963 وسيمتد مسلسل الدمار الى كل شعوب المنطقة. الديمقراطية لا يمنحها حاكم،فما بالك اذا كان الحاكم هو الطائفية السياسية مهما كانت مسوغات ادعاءاتها؟!كما لا يمكن أن تفرضها أو تحققها،قوى خارجية مهما كانت قدرتها وقوة بأسها،انما الحرية والمساواة بين المواطنين،ومساواة المرأة بالرجل،وعموم الحقوق الديمقراطية،يتم انتزاعها عبر النضال السياسي والمطلبي الدؤوب.وليست الحرية هبة وهدية تهبط من الاعلى بضربة ساحر او مائدة تهبط من السماء على طالبيها.انها فعل انساني تتأسس فيه شرائع العدالة والحقوق. تبيح الطائفية السياسية الحاكمة لنفسها نهج تصعيد التوتر والاحتقان والعنف وممارسة المراسيم الدينية بشكل عنفي ونزف الدماء في الشوارع باللطم والتطبير وشحن مشاعر الانتقام،بينما تتصدى بالهراوات وخراطيم المياه ورصاص الغدر لانتفاضات الشعب وتظاهراته الحاشدة المطالبة بتحسين الكهرباء!هذه الطائفية السياسية التي تجهز اتباعها ومرتزقتها بالخدمات المجانية من كهرباء ذهبي وماء وسلع غذائية مجانية..الخ على حساب عامة الشعب،ولازالت روائح سجونها ومعتقلاتها السرية وفضائحها تزكم الانوف،وهي صاحبة مشاريع تقسيم العراق عبر صيغ فيدرالية الجنوب سيئة الصيت،ومشاريع تسويق الاقتصاديات الكومبرادورية والطفيلية. يشتد ضغط ابناء الشعب وكادحيه باتجاه التخلص من الشلل الذي يلف البلد ويعطل حركته وبمعالجة المعضلات المعيشية والخدمية والاجتماعية التي تطحن الوطن،وبوضع البلاد على سكة الاعمار والاستقرار والتنمية الحقة وباتخاذ اجراءات اقتصادية واجتماعية سريعة وفعالة تقدم رسالة مشجعة تبعث الامل لدى سكنة المناطق الشعبية المسحوقة.ان اي تحسن في الاوضاع الامنية يبقى هشا متواضعا يسهل الانقلاب عليه اذا لم يستند الى تحسن في الميادين السياسية والاجتمااقتصادية للبلاد،وفي المقدمة صيانة ثروات البلاد الوطنية،والنفطية على وجه الخصوص!ولم تعد ذرائع المسؤولين وتبريراتهم حول نقص الخدمات تنطلي على احد،كما ان وعودهم فقدت مصداقيتها،وأصبحت مصدر استهزاء المواطنين وتندرهم. التطلع والوعي يشقان طريقهما الى قطاعات متنامية من الشعب،في سائر ارجاء الوطن،نحو اعادة بناء الدولة على اسس ديمقراطية اتحادية ومدنية عصرية.فالحرية وحدها تحاصر فساد القدوة السيئة التي يضربها الحكام،واهتزاز نظم القيم،ونقص مستويات الوعي والمعرفة،والفقر والحاجة،والجشع والجهل وفساد الانظمة وقصورها وتخلفها! العراقيون تنوء بهم الايام من شكليات الطائفية السياسية الحاكمة،ومصابون بالكدر ويعانون من سقم اليأس في حلهم وترحالهم،لكنهم كباقي خلق الكون،ملمون بواقعهم وكما في الريف والمدن،يتداولون السياسة مع الشاي والخبز،لذلك فان قضايا مهمة كالاحتلال الامريكي وعمل مجلس النواب والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والخدمية والقضية النفطية تهمهم،ولان الذين يهددون ويتوعدون،ما كانوا يفعلون واحدا من المليون مما يفعلونه الآن،عندما كان يجرهم"الرئيس القائد"لشوارع المبايعة من آذانهم ليبصموا على اوراق مبايعاته المطبوعة بـالـ "نعم"الوحيدة!(لا) والف (لا) كبيرة لزج المرجعيات الدينية في القضايا السياسية!(لا) والف (لا) كبيرة للارهاب والتكفير والموت والعصابات الصدامية وفلول النظام البائد وقوى الاسلام السياسي والطائفية السياسية ومهازل الاستخبارات الايرانية والسورية!(لا) والف (لا) كبيرة لجماعات فلاح السوداني وخضير الخزاعي وحسين الشهرستاني وكريم وحيد ورعد الحارس وعبد الجبار الجزائري وحرامية المصارف والخزائن العراقية!؟ونعم فقط لارادة الشعب العراقي. الحذر،كل الحذر من أحكام بعض النخب السياسية العراقية والكردستانية بالمزج بين العرف القبلي والعشائري وبين احدث النظريات في سيادة الدولة ومن جعل مرافقها موالية طيعة لتأمين سلامة المجموع وحريته وسعادته كما تدعي!فقطع الماء والكهرباء والمشتقات النفطية والحصص التموينية وتجويع الناس والضغط عليهم تعمدا إجراءا عقابيا هو درس الديمقراطية الأمثل والأسلوب المتجدد في فهم واجبات الدولة والسلطات الكومبرادورية وتوجيهها يستمد أصوله من التقاليد العشائرية والأخذ بأسوأ ما في مظاهر الحضارة العصرية.وهو يضعف الروح الوطنية والقومية والثورية ويخلق الحاجة الى الاحتماء المتخلف المصطنع في هذا العصر بالعشيرة.ان إدراك النخب السياسية الكردستانية لجوهرية السلطات القائمة والوحدة الاجتماعية والحفاظ على الاستقرار يتجلى في إشاعة ثقافة المجتمع المدني واللاعنف والحوار والرأي والرأي الآخر مع تكثيف الحياة السياسية بالتقاليد الديمقراطية،والابتعاد عن ضغط التجارب،والإدراك المشترك لضرورة الأولويات في مرحلة إرساء السلطات وتعزيزها وإمكانيات نهوضها في ظل التداخل والتأثير الآني لنوازع المناطقية والطائفية والقومية الضيقة والشوفينية وضيق الافق القومي والدينية .وبالطبع القبلية والأبوية والأبوية الجديدة التي ترافق التعشير والتي تتحجج بالمقام المقدس ليتعذر محاسبتها تحت ذريعة الاقتران بقوى عليانية آلهية والأختلاف معها يعني الكفر بعينه! وعلى القوى الكردستانية تصحيح أوضاعها الداخلية بالتعامل الحازم العقلاني وتنوير الرأي العام العراقي بالأسباب التي ساعدت على بقاء العناصر التي خانت أحزابها الوطنية وعملت لصالح الدكتاتورية المنهارة حتى سقوطها داخل الأحزاب نفسها وفي المؤسسات المدنية والأهلية الكردستانية والعراقية وفي مؤسسات الدولة الكردستانية رغم تمتع إقليم كردستان بالملاذ الآمن منذ عام 1991 الأمر الذي خلق الارباكات أمام القوى السياسية العراقية الفاعلة المكافحة لإسقاط النظام المقبور.وفي خلاف ذلك يمكن لوسائل الابتزاز المتجددة دوما توظيف هؤلاء لأغراض تجسسية وارهابية تتناسب مع المصالح المتنامية للرأسمال الأجنبي والاستثمارات الخاصة والمؤسسات العصبوية وبالاخص القبلية والطائفية. كما يتوجب العمل الفوري على ابطال نتائج التوزيع غير الدستوري للمقاعد الشاغرة على القوائم الفائزة في انتخابات آذار 2010،واعادة توزيعها على المرشحين الذين سلبت منهم،وفقا لعدد أصوات الناخبين التي نالها كل منهم.لقد بلغ السيل الزبى وانفجر بحر غضب الشعب العراقي بوجه الاهمال والفساد والوعود الكاذبة ورصاص الغدر،ولتسير قافلة الشهداء المناضلين في سبيل حقوقهم المشروعة في العيش الكريم والأمان والعمل والخدمات الصحية والتعليمية والثقافية ومن ابسطها الكهرباء والماء،قدما الى الامام!
بغداد 25/6/2010
#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول خيار الكتلة التاريخية/الى الاستاذ فارس كمال نظمي
-
حول انتخابات نقابة المهندسين العراقية مرة اخرى!
-
الانتصار على الفاشية عام 1945 وثورة اكتوبر الاشتراكية وجهان
...
-
المجد للطبقة العاملة العراقية وسائر كادحي شعبنا
-
ابراهيم كبة وتحديات الكفاح في سبيل المستقبل الافضل للانسانية
-
اذهب واشتكي اينما تشاء..هذا باب المدير العام..وذاك باب الوزي
...
-
اذهب واشتكي اينما تشاء..هذا باب المدير العام..وذاك باب الوزي
...
-
اذهب واشتكي اينما تشاء..هذا باب المدير العام..وذاك باب الوزي
...
-
هادي الحسيني والشيوعيون والكوردايتي
-
الدستور العراقي كفل لاتحاد الطلبة العام حقوقه المشروعة
-
المفوضية والفساد الانتخابي والميليشيات الانتخابية!
-
الارهاب يطال اكبر واجمل مترو انفاق في العالم
-
وفيق السامرائي و الشيوعيون
-
الأزمة المستفحلة لشركات الاتصالات في العراق
-
هل تعيد انتخابات آذار 2010 انتاج الطائفية السياسية في بلادنا
...
-
الحزب الشيوعي العراقي والعربنجية
-
اللعنة على عروس المنحرفين
-
خليل مصطفي مهدي وصمت الرحيل القاسي
-
حول انتخابات نقابة المهندسين العراقية القادمة
-
على الدباغ وبراقش والتبعات الكارثية
المزيد.....
-
النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و
...
-
الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا
...
-
-الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
-
تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال
...
-
المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف
...
-
أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا
...
-
لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك
...
-
بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف
...
-
اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|