أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -














المزيد.....

الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3040 - 2010 / 6 / 21 - 23:50
المحور: الادب والفن
    


بدأت العمل بالوكالة المتواضعة ( وكالة الأزهر) وخلال الأيام الأولى كان نادرا ما يأتي أحد للكتابة
ولكنني كنت قانعا بالنزر القليل الذي لا يجدي نفعا. في نفس الوقت أبرمت عقد الزواج مع سيدتي
لكي نخرس به نميمة بعض اللئام الذين لا شغل لهم سوى الخوض في سيرة غيرهم .
لازلت أتذكر يوم دخلت لأول مرة بيتها الأنيق الذي كان من أحسن البيوت بذلك الحي الفقير . أخطب
ودها من والديها الكريمين والطيبين. تم كل شيء بسهولة وكنت خجولا وأشعر بالفشل أيضا . وهي من كانت ترفع معنوياتي وتقول لي بأن أحدا لن يحرجني أو يستفسرني عن حالتي أو مهنتي .
وفعلا لم يكن هناك أي إحراج على الإطلاق حتى أنني والحاضرين من الأسرة لم نتطرق للموضوع
الذي نحن بصدده والذي جئت من أجله واكتفت السيدة المعنية بالأمر بالإشارة عند آخر الجلسة
بالإشارة فقط مشعرة والدها بموعد توثيق الزواج لكي يكون حاضرا يوم الغد أمام العدلين . كانت
هي قد رتبت كل شيء وأصبحنا زوجين على سنة الله ورسوله.
عندما كنت أذهب للعمل كل صباح وأدخل المفتاح في قفل الباب أشعر بالخجل والمهانة بسبب
نظرات الفضوليين المصوبة إلي من أبواب ونوافذ الزقاق . ومع مرور الأيام بدأت
أتعود على واقع الحال كما صار يتقاطر على مكتبي العمومي زبناء عديدون رفعوا من مستوى
الدخل المتواضع الذي كنت أقتسمه مع الأسرة المالكة للمحل .
كتاباتي كانت ملتهبة تنبض بالرفض للواقع والتمرد على على الأوضاع . ولم أكن أدري أن ذلك
سوف يجر علي مشاكل كنت في غنى عنها . كنت أتعاطف مع المشتكين وأغضب لأجلهم وليس من
أجلي . كل ذلك كان ملفتا وجعل مكتبي محجا لمن يعتبرون نفسهم مظلومين. كما أثثت جدران المحل
بمقولات مأثورة لكبار الفلاسفة والأدباء والشعراء العالميين كلهم من الغرب . وكان بعض الزبناء
ينتبهون لذلك وآخرون يناقشونها معي . كما كنت أيضا خلال موسم الإمتحانات يتقاطر على مكتبي
طلبة وطالبات كلية العلوم الإنسانية بمرتيل بضاحية تطوان لنسخ بحوثهم على الآلة الراقنة وكنت
أجد لذة كبيرة في مناقشة أفكار تلك البحوث مع أصحابها وأحيانا أساهم في إغنائها بإذن منهم
وتعرفت على شعراء شباب سألتقي بهم فيما بعد خلال ملتقيات وتظاهرات ثقافية بمدن أخرى
من المملكة. وانخرطت لأول مرة في الشأن الثقافي بكتاباتي الأدبية المتواضعة.
كنت مولعا حينئذ بالقراءة والتحصيل الحر ببيتي وبالمكتب عندما تسنح الفرصة . أقتني أمهات
الكتب لفلاسفة وشعراء ومفكرين وأدباء عالميين . وكانت تتوفر تلك الكتب القيمة والرائعة بجميع
المكاتب وبأثمان مناسبة في متناول كل القراء. كنت متأثرا بالفيلسوف الكبير - فريدريك نيتشه -
ومجنونا به . كذلك -الشاعر هولدرلن - كنت مأخوذا به وكذلك الشأن بالنسبة لشعراء إنجليز وفرنسيين
كذلك كنت معجبا بالمستر إليوت وقصيدته - الأرض الخراب - أو -الرجال الجوف - . وعلاقته الأدبية
ب - عزرا باوند. وآخرين كثيرين . كانت الأفكار تتلاطم في رأسي فتكاد تفجره . وكان يبدو لي
الواقع الذي نعيش فيه عبثيا ولا يطاق .
إعتقد بعض الكتاب العموميين المغفلين بأنني جئت لأمارس السياسة في هذه المهنة وأبحث عن الزعامة فبادروا بتحركات تم على إثرها استدعاء مجموعة معينة من أصحاب المهنة بالمدينة
وأجروا إنتخابات شكلية ومغرضة أسفرت عن إختيار نقيب يمثلهم . وقد فعلوا ذلك في سرية تامة
ولم أكن أنا من ضمن المدعويين لحضور التجمع الذي شيء له أن يجرى بمجمع الصناعة التقليدية
بالمدينة. داخل قاعة مغلقة حسب ما أخبرني به كاتب عمومي يطمع في الزعامة في تنافس
محسوس مع الفائز الذي صوتوا أو لم يصوتوا عليه . وقد طلب مني أن أوقع معه عريضة احتجاج
فرفضت . لم تكن تهمني مثل هذه التفاهات . فأنا بعيد كل البعد عن التجمعات السياسية أ و
غيرها ولا أقبل إلا بما هو ثقافي محض.
إنتقلت بزوجتي من بيتها إلى بيتي بعد أن عوضنا تلك العائلة التي كانت تشغل السكن الأسفل
من البيت بالإيجار . عوضناها بقدر من المال وقمنا بإصلاحات طفيفة وإدخال أثاث زوجتي إلى بيت
الزوجية . كما قامت هي بنقل زبوناتها إلى البيت الجديد الذي اصبح يعج بالنساء طوال النهار
منهن المتزوجات ومنهن من يشغل مناصب مهمة في المدينة ومنها القضاء وكثيرا ما صادفت
ببيتي قاضية معروفة لدى أهالي تطوان . كانت زوجتي تتقن مهنتها بشكل يبعث على الإعجاب
كانت تملك أنامل ذهبية . مصممة أزياء بارعة وتحسن معاملة زبوناتها بتواضع كبير.
هذه السيدة كتبت عنها الكثير وعن تلك المرحلة التي للأسف لم تدوم طويلا . وسأدرج سيرتي
على لسانها خلال الحلقات المقبلة .

- يتبع -



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روح الشرق
- تناقض مدير جريدة المساء المغربية
- قصة إبني أمين مع مدرسيه
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا- 1 -
- لا أحد
- إرهاب الحانات والنوادي الليلية
- لفحات
- هزار وقمر
- الجنرال عطوان في تطوان
- صحافة - المعيور - بجريدة المساء المغربية
- طفولة
- النسيان المبتدل
- مجرد رأي في جريدة المساء المغربية
- لاشعور الكينونة
- اللعبة
- الهدوء المحتضر
- المجدلية - مهداة إلى المبدعة فاطمة سالم
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 27-
- العقل الباطن والدعم الفني
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 26 -


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -