أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟














المزيد.....

هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 3040 - 2010 / 6 / 21 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس غريبا أن يحظى سمير جعجع باستقبال حار من الرئيس المصري حسني مبارك بطريقة تشير إلى إصرار النظام المصري على تثبيت نتائج اتفاقية كامب ديفد وتجديدها عبر التحالف مع الرموز التي وجدت فيها نصرا لأهدافه وتطلعاته في المنطقة. ومن هذا المنطلق يصر سمير جعجع على أن حزب الله يعمل بشكل يتعارض مع الدولة اللبنانية كلها، ومن خارجها. وكأن رؤساء لبنان الثلاثة، أي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة لا يمثلون لبنان حين يقر الثلاثة أن لبنان قوي بجيشه وشعبه ومقاومته ، ولا يحق لهم التحدث باسمه. وحده جعجع الذي يحق له التحدث باسم لبنان وهو الذي يبدو حريصا دائما على إشعال حرب أهلية تعيد له أمجاد القتل والاغتيالات بتنسيق وتدريب ودعم إسرائيلي كما كان حاله وحال أمثاله في الحرب الأهلية اللبنانية.
ليس غريبا أن يكون جعجع ضيفا على رئيس جمهورية مصر وهو لا يحمل أية صفة رسمية لبنانية سوى أنه حامل أهم تاريخ في التعامل مع إسرائيل بعد أنطوان لحد وأنه مجرم خرج من السجن بصفقة سياسية في فترة يمكن وصفها بالفراغ والاستفراد السياسي في لبنان.
فما الذي يجمعهما؟ هل هي الخيبة بعد ما شهدناه من تغير المزاج الشعبي في المنطقة وكثير من بلدان العالم وظهور الكثير من الدلائل على عزوف كثير من دول العالم عن تبني موقف المدافع، من دون تحفظ، عن كل ما تقوم به إسرائيل في وقت نرى أدلة أكثر على بداية اندحار المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة. في مثل هذه الظروف ما الذي يجعل رئيس مصر العربية يستقبل من لم يتميز إلا بعمالته لإسرائيل ومن لا يجمعه به إلا كراهية المقاومة اللبنانية وكل من يقف في وجه إسرائيل؟
ليس من الصعب استنتاج من يمكن أن يستفيد من تأجيج العداء ضد المقاومة اللبنانية. وليس من المستبعد أن نكون مرة أخرى أمام مرحلة منتصف السبعينات، وبعد اتفاقية كامب ديفد. ففي تلك الفترة كان مطلوبا إشعال الحرب الأهلية في لبنان بدفع من إسرائيل وأطراف كامب ديفد، ومنها أنور السادات لتمرير ما تم تمريره على حساب المنطقة وإشغال كل من يقف في طريق تلك الاتفاقيات وراء دخان تلك الحرب. وفي الوقت ذاته كان مطلوبا القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية بوجهها المقاوم كحركة تحرر وطني، وتحويلها إلى سلطة مدجّنة تساهم في تمرير المشروع الصهيوني وتشهد على تهويد فلسطين كما يحدث حاليا.
فهل نحن الآن أمام منعطف جديد في المنطقة يقتضي إشعال حروب أخرى لتمرير نقلة جديدة في المنطقة بعدما بدأ العالم يتساءل عن شرعية إسرائيل ويعي حقيقة ما تقوم به في المنطقة؟ وهل بوسع جعجع أن يكون الحصان المطلوب في هذا السباق؟ من الواضح أن المراهنين على إعادة خلط الأوراق في المنطقة ممن راهنوا على المشروع الأمريكي بحاجة إلى خضّة كبيرة قد تساعدهم على التذكير بأدوارهم وإعادة الحياة إليها في مرحلة تبدو فيها صحوة شعوب المنطقة والعالم قد تجاوزتهم وبدأت تطرح حلولا وأهدافا تجاوزت هؤلاء الحكام وجعلتهم يلهثون راكضين للحاق بالأحداث التي تشهدها المنطقة، ومنها الحديث القوي عن رفع الحصار عن غزة التي كانوا يعتقدون أنها ستكون رهينة بأيديهم ويد إسرائيل إلى أن يفرضوا خيار نتنياهو عبر سلطة محمود عباس، ويثبتوا أن مشيئتهم هي الغالبة. وأنهم القادرون على تحقيق ما تريده الولايات المتحدة وإسرائيل.
قد يفهم من هذا الطرح أن هناك مبالغة في دور غزة وأهميتها. لكن هؤلاء يدركون أن السيل حين يفتح فجوة صغيرة في جسم السد سرعان ما يستطيع نسف السد بكامله. فما بالك إن كان جسم السد يعاني الآن من عدة فجوات وفتحات بدأت بالنتائج التي حصل عليها الأمريكي في العراق وتزايدت حين تحول ما أسموه" المغامرة غير المحسوبة" في حرب تموز2006 إلى انتصار عسكري غيّر كثيرا من حسابات المنطقة ومشاعر أبنائها، وقلب حكمتهم الوقورة إلى كلمات سخيفة أيقنوا أنهم تسرعوا حين قالوها. والآن تزداد هذه الفجوات بدخول دول إقليمية على الخط ومشاركة واسعة من شعوب العالم لتحرير الرهينة من قبضتهم.
هل المطلوب الآن تجهيز الأرض لحرب مقبلة تخفف الأعباء عن إسرائيل التي تستعد لتوجيه ضربة إلى لبنان وشن حرب على إيران؟ إسرائيل بحاجة إلى مثل هذه الحرب إن عاجلا أو آجلا لإعادة خلط الأوراق وتغيير اتجاه المسارات التي بدأت بالتكوّن . فهذا يعيد الثقة إلى جبهتها الداخلية مثلما يمكّنها من إعادة توجيه الاهتمام إلى ذاتها عالميا باعتبارها ضحية وسط بحر من العداء.
فهل بوسع جعجع أن يكون عود الثقاب الذي يعطي الشرارة الأولى عند الحاجة؟ وما معنى تزامن رحلته إلى أوروبا مع وجود فؤاد السنيورة هناك، وتصريحات البطيرك صفير، من هناك أيضا، بأن زيارة الرئيس اللبناني إلى سورية ليست مفيدة في حين تعلو نبرة الأصوات التي كانت تشد لبنان إلى الجهة الإسرائيلية قبل وخلال الحرب الأهلية اللبنانية ؟



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي بداية تآكل النظرية الصهيونية؟ما معنى أن يقول إسرائيلي- ...
- ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي
- ويسألون لماذا نكرههم
- الغرائزية الدينية في خطاب القنوات الفضائية
- وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب
- ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز
- حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام
- ماذا تنتظرون من ميتشل والشهور الأربعة؟
- لم يعد الطغاة طغاة بعد انضمام بوش إليهم
- إرهاب الديمقراطية إغلاق القنوات الفضائية نموذجا
- مشايخ الأزهر وفتوى- الحق في خنق الخلق-
- التسامح...القيمة المنسية في قراءة - عزازيل-
- عباس نموذج لعقم النظام العربي
- يكاد عباس يقول خدوني
- نأمل أن ترتفع منارة التسامح السعودية
- يكذبون وعلينا أن نصدقهم
- البناء مقابل البناء وأحلام الأطفال
- وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب
- مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم
- ليت أوباما يصدق


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟