|
مجالس صحوات ديالي بين مطرقة المالكي وسندان القاعدة
شذى الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 22:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تضاربت الأنباء حول اعلان الحكومة العراقية نزع سلاح عناصر مجالس الصحوات في محافظة ديالى على اثر اتهام بعضا منهم انهم كانوا وراء اغتيال رجال دين يعارضون تنظيم القاعدة و ارتكاب جرائم ضد المواطنين في المحافظة. وقد اطلق المسؤولون العراقيون تصريحات متباينة حول هذا القرار. فقد اصدرت محكمة ديالى قرار بنزع سلاح بعض من عناص الصحوة اللذين صدرت ضدهم تصريحات بالقاء القبض على خلفية اتهامهم ارتكاب اعمال عنف في المحافظة. بينما قال قائد قوات الصحوات في المحافظة خالد اللهيبي ان نحو 9837 عنصرا قد شملهم هذا القرار وهدد انه سيتم سحب جميع عناصر الصحوات من نقاطهم الامنية في المحافظة خلال ثلاثة ايام اذا لم تلغ القيادات الامنية القرار الصادر عنها بسحب الباجات الخاصة بعناصر الصحوات. وكانت عناصر قوات الصحوات تشتكي دائما من عدم صرف رواتبهم او تأخرها لشهور عديدة مما يدفعهم الى التهديد بالانسحاب من مواقعهم. وفي حال نفذوا تهديدهم فان ذلك سيؤدي بطبيعة الحال الى ثغرات أمنية خطيرة. ولكن الناطق باسم مجلس المحافظة قال ان عناصر الصحوة في المحافظة قد تم اعتبارهم مدنيين وليس من المنطقي ان يتم منحهم رخص حمل السلاح لهذا العدد الكبير والبالغ حوالي 10 الاف عنصر. وتعتبر محافظة ديالى من المحافظات الساخنة والتي يسكن فيها مواطنون من طوائف واعراق مختلفة وان مثل تلك التصريحات قد تكون لها عواقب خطيرة و تصعد من وتيرة العنف في المحافظة. فقد شهدت بعض المناطق ذات الاغلبية السنية مثل المقدادية و بهرز وحي التحرير اعمال عنف خلال السنوات الماضية وتطبيق مثل تلك القرارات قد يدفع البلاد الى عنف طائفي مرة اخرى. ويعود فضل خفض العنف في المناطق السنية الساخنة في السنوات الاخيرة الى مجالس الصحوات بعد ان حاربت تنظيم القاعدة في العراق واخذت على عاتقها مسؤولية حماية المواطنين بعد ان تم دمج بعضا منها مع القوات الامنية الحكومية. وقد تم استهدافها وقتل الكثير منها من قبل تلك الجماعات الارهابية ومنها المليشيات الشيعية المتهمة بارتباطها بايران. ان العلاقة بين الحكومة العراقية ومجالس الصحوات في ديالى كانت ومازالت متوترة منذ عام 2007. فبعد ان نجح الامريكان في اقناع اعداد كبيرة من المقاتلين بالانضمام الى مجالس الصحوات ومحاربة القاعدة حاول نوري المالكي كسر شوكتهم بانشاء مجالس الاسناد في المحافظة واقناعهم بالانظمام اليها بالاغراء عن طريق منحهم وظائف في حال تركوا عملهم في مجالس الصحوات او التهديد عن طريق اعتقال الكثير منهم واستهدافهم وعدم صرف رواتبهم. وقد هدد عناصرة الصحوة بالمحافظة بعدم الانصياع الى قرار نزع اسلحتهم اذا كان القرار جاد واعتبروه تصريح واضح من قبل الحكومة العراقية لحلهم مما يجعلهم عرضة الى الجماعات الارهابية التي يحاربونها خصوصا القاعدة التي اصدرت فتوى بقتلهم واستهدافهم واعتبروا ان تسليم أسلحتهم هو بمثابة انتحار لهم. واعربت الكثير من العائلات المهجرة والتي رجعت مؤخرا" الى مناطق سكناها في المحافظة عن تخوفها من الرجوع لعدم ثقتهم بقدرة القوات الامنية العراقية على حماية المواطنين بدون وجود قوات الصحوات ويفكر البعض منهم بمغادرة مناطق سكناهم مرة اخرى في حال تم تنفيذ القرار. وقد ذهب بعض المراقبين الى الاعتقاد الى ان مثل هذا القرار قد يدفع هذه العناصر الى تشكيل مجاميع مسلحة للمقاومة على غرار تلك كانت فاعلة خلال سنوات العنف التي شهدها العراق بعد الاحتلال الامريكي خصوصا ان تنظيم القاعدة يتحين الفرص لمهاجمة مجالس الصحوات. وقد ذهب بعضهم الى أبعد من ذلك وتوقعوا ان عناصر الصحوات المنحلة قد يرضخون الى ارهاب تنظيم القاعدة مما يدفعهم الى الانضمام الى هذا التنظيم في نهاية المطاف. واعتبر القيادي في مجالس الصحوات ابو عزام التميمي ان القرار بحل حوالى 10 الاف عنصرا من الصحوات في محافظة ديالى هو مؤشر خطير و غير مبرر وقد يؤدي الى تعريض حياتهم للخطر. وياتي هذا القرار في مرحلة سياسية عصيبة يمر بها العراق لعدم التوصل الى تشكيل حكومة لحد الان بعد مرور عدة شهور على الانتخابات البرلمانية مما ادى ذلك الى زيادة العنف في العراق واستغلال الجماعات الارهابية لهذا الوضع بزيادة هجماتها ضد القوات العراقية والامريكية وعناصر الصحوات والمدنيين بهدف اشعال العنف الطائفي في وقت تشرع القوات الامريكية لمغادرة العراق وابقاء حوالي 50 الف جندي امريكي حسب خطة ادارة اوباما. ولا يعرف اذا كان ذلك القرار صحيحا واذا كان كذلك فهل سيتم اصدار قرار مشابه لبقية الصحوات في كافة انحاء العراق؟ وما هو مصير الالاف من عناصر الصحوات الذين سيصبحون عاطلين عن العمل في حال تم تنفيذ مثل هكذا قرار؟ والسؤال الاهم هو هل الحكومة العراقية جادة في المضي الى تنفيذ مثل هذا القرار الذي وبدون شك سيؤدي الى انقلاب عناصر الصحوات ضد الحكومة وارجاع العراق الى دوامة عنف اخرى هي في غنى عنها؟
#شذى_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المالكي بين خيارين: رئيس وزراء شكلي او ترك رئاسة الورزاء
-
تأزم خلافات الكتل الكردية قد تعرقل تحقيق طموحات الاكراد
-
هل صحيح ان جيش المهدي كان وراء تفجيرات الاثنين الدامي؟
-
هل كان علاوي حصان طروادة ؟
-
ما هي اسباب تغير توجهات المجلس الاعلى الاسلامي العراقي تحت ز
...
-
ما هي المشاكل التي تواجه الاسلام السياسي في العراق واين تتجه
...
-
الاطباء العراقيون في بريطانيا والحرب على الارهاب
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|