أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الحسين أخدوش - تركة الجابري














المزيد.....

تركة الجابري


الحسين أخدوش

الحوار المتمدن-العدد: 3038 - 2010 / 6 / 18 - 15:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



ماهي القيمة المضافة التي أضافها المفكر المغربي عابد الجابري للفكر الفلسفي العربي؟
لن نذهب بعيدا للجواب عن هذا السؤال المحير والمهم في آن واحد. فالفلاسفة الحقيقيون هم الذين يتركون وراءهم الأسئلة أكثر من الأجوبة، ومن المؤكد أن الجابري واحد من هؤلاء الكبار.
لقد قام الرجل بخلخلة حقيقية لنظام التراث (العقل العربي)، وبيّن كيف أنه ينقسم إلى ثلاثة أنظمة: البيان، والعرفان، والبرهان. وكان من السهل الإعتراض على هذا التقسيم التفاضلي بين مكونات التراث، وهذا ما دفع المفكر طه عبد الرحمان في كتابه (تجديد النظر في فهم التراث) إلى رفض هذه النظرة التجزيئية والتفاضلية التي تحكم المشروع النقدي للجابري.
ولكن بالرغم من ذلك، فإن ما يهمنا عند الجابري ليس هو البحث عن الحقائق أو الأجوبة الشافية لإشكالية التراث، بل هو النقد في حد ذاته. ذلك أن نقده ليس فقط ما إنتهى إلى إنجازه وتحقيقه، بل هو هذا الدرب الطويل والشاق الذي يتوجب اليوم على الفكر العربي إتمامه وتعبيده.
لئن استطاع هذا الجابري فتح طريق النقد، فإنه اليوم من اللازم على الأجيال الصاعدة إستكماله، وهي التي ستباشر لا محالة عقد أنماط الحوارات الشاقة مع التركة الجابرية.
إن أول المهمات الصعبة التي ستواجه قارئ هذا الفيلسوف، هي قوة ذلك السجال الخفي والمتواري خلف كتبه، والذي عقده في صمت مع الرؤى التقدمية والليبرالية، وخاصة المنظور التاريخاني للمفكر عبد الله العروي الذي يدعو صراحة إلى القطيعة مع التراث.
لقد كان الجابري يرفض الدعوة إلى القطيعة مع التراث بحدة، فكان تمسكه به بنفس القدر الذي حارب به النموذج السلفي غير العقلاني ـالميت في هذا التراث.
إنه يحاول تأصيل الحداثة من داخل التراث مستفيدا من الجوانب المشرقة فيه، بينما كان يلحّ العروي، في مقابل ذلك، على تخطي وتجاوز التراث ثم الشروع في الإنخراط الكامل في الحداثة الغربية بدون عقدة ولا نقصان.
وإذا كنا اليوم نتساءل بصدد تركة الجابري، فلأننا نفضل نهج طريق النقد الذي كرس له الراحل كل حياته. ولهذا، فمن الضروري اليوم أن نفهم الحوارات النقدية التي عقدها المرحوم مع التراث و مع رواد الإصلاح والنهضة العربية.
إن الوصية الأخيرة التي أراد الجابري تركها لنا، هي نفسها تلك التي كتبها كانط في (نقد العقل الخالص): " وحده طريق النقد لا يزال مفتوحا".
أعتقد أن أعظم تكريم يمكن أن نقدمه لهذا الفيلسوف، هو أن نواصل المسير على درب النقد، فالنقد والمساءلة هما أعظم ما يخلفه الفيلسوف.



#الحسين_أخدوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو يُظهر لحظة انهيار سقف في ملهى ليلي يضم أكثر من 300 شخص ...
- رأي.. تيم سباستيان ورنا الصباغ يكتبان عن سياسات ترامب: ما ال ...
- نجمة يوتيوب السيدة راشيل تستقبل مولودتها عبر أم بديلة
- حلول طبيعية لمواجهة أضرار البلاستيك الدقيق في الجسم
- كارثة في نادٍ ليلي بالدومينيكان: عشرات القتلى والمصابين
- جنوب لبنان.. آمال منسية على شواطئ بحر من الدمار
- ذئاب منقرضة تعود للحياة .. هل تعود الديناصورات أيضا؟
- الأندر والأغلى في العالم.. جوهرة البحر الأبيض المتوسط في أبو ...
- السفارة الأمريكية في سوريا ترحب بالإعلان الدستوري
- الدفاع الروسية: إسقاط 158 مسيرة أوكرانية فوق مناطق متفرقة خل ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الحسين أخدوش - تركة الجابري