أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند صلاحات - في يومك الخامس والثلاثين ... يا شهيدا يحيى حلم الفقراء والمساكين















المزيد.....

في يومك الخامس والثلاثين ... يا شهيدا يحيى حلم الفقراء والمساكين


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 924 - 2004 / 8 / 13 - 09:55
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ولأني أريد أن اكسر فيك كل قواعد الأشياء ... ولأني ارفض أن تكون كباقي الناس ... لك أربعون يوما من الحداد ... وأعلن فيك تمرد الأشياء المتحجرة والصامتة منذ بدء التاريخ بحتميته ... أسير معك في أيام الاستشهاد .. من السادس تموز يوم إعلانك صرخة الميلاد على ارض نابلس ... أرض التحدي وجبال النار وعودة الأجداد ... أكسر فيك أنظمة السير ... أقطع الإشارة الحمراء ...

أكسر أنظمة العرف والعادة ... وألغي التملق والتردد والبلادة ... أخيط ثوبي كفنا في المواجهة ... حين نشهرك سيفا في وجه غضب الصحراء ... باسم الشعب نبدأ فيك النزال ...
أسير نحوك .... أجتاز كل الخطوط الحمراء والصفراء والزرقاء والسوداء وكل خطوط الأسماء التي ليس لها لون...

ولاني أريد أن اصل إليك ... لا بد يا أمجد أن أمزق كل قصائدي وحروفي الأليمة ... واختصر الحواري القديمة ... أن استلم منك السلاح في مكان لم يصل إليه ناس ....
لأنك أهديتنا بموتك ما لا يهديه الأحياء ...

نسجت بصوتك نشيدا لكل الفقراء .... فهل من حقي اليوم أن اكسر كل أعراف الحداد ؟؟؟
لأنك كسرت كل قواعد الأيام ... ونشرت مع أم الشهيد ثوب أبنائها على حبال الغسيل ...
واخترعت أسلوبا جديدا في القتال ... ووضعت خطة أخرى لسير المعركة لم يكن بها خطة للانسحاب ....
هل لي أن أخترع لك ذكرى جديدة عبر الأربعين .... تختص بك وحدك دون كل هؤلاء الشهداء الملايين من الجزائر إلى فيتنام ... ومن كوبا إلى ثورة الجياع في السودان .... مرورا بمن ماتوا على جسر العودة فوق فلسطين .....
هل لي أن أضيف لك في العرف الثوري .... شيئا جديدا يختص بأبي وطن ؟
يختص بك وحدك , ويبعدك من ذكريات الباقين ....
هل تسمح أن أجعل لك يوما أسميه باسمك ... أهديك خطبة الأسماء ... وتوجع الياسمين في العناقيد والأكاليل على سيارات الخطاب ... ودبابات الاجتياح ... وأنين وردة النرجس في الجبل الذي أوى دوما قلوب المطاردين...
أهديك يوما ... أسميه باسمك ... أبا وطن ... أبا نابلس ... أبا لفلسطين ... أبا القادمين من بعد جيل أقسموا (إما فلسطين وإما النار جيلا بعد جيل .....
أعطني لبرهة دور جبريل في التنزيل .... فأهبط عليك وأنت تهبط عليهم طيرا أبابيل....

أمجد .... أيها الثائر العابق الشابق .... الذي لم أعد أميز سوى خلجات وجهه من بين آلاف الثائرين .....
هل تمنحنا طلقة أخرى ... كي لا نظل قطيع لاجئين ....
يا من اسميك بما أحببت ... وكفى بالثورة يقين ....
ربما كنا نحتاج أن تموت كي ننشد فيك صمتك ..
حين نادت يداك ... هربنا بعيدا حيث لا لقاء ...
يا من تذكر الأحياء ... علمتنا و أسمعتنا صوت الشهداء

( يما مواويل الهوا يما مواويليا
ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيا )

اسمع بنشرة أخبار كانت دوما تكذب .... أراك في أحاديث الناس عن معركة مخيم عين الماء ...
يتحدث الناس عن شابان أحدهما أنت والأخر يامن ...
استرقت من حناجرهم اسمك .... حتى أستطيع صياغة ذاكرتي نحوك ... اسمع اسمك .... وأسماء تشابه أسمك ... حتى أستطيع أن الملم بقايا ذاكرتي ... بأيام عشتها معك ...

كم كنت أمجد ... ويسموك أبا للوطن .... يا أبا وطن ...
هل سأستطيع اليوم أن أخط الذاكرة ... وأنقذك منها ... ومن بعيد الأميال أحاول انتشالك من نشرة الأخبار ومن بين شفاه مذيع النشرة عن استشهادك بطلا ... كيف استطاد حروف اسمك ... أ ... م ... ج ... د ....
من أسفل الشاشة ... من الشريط الأخباري الذي يمشي كالزمن الذي حرمني منك ... وأنا أقرأ عن مقتل بطلين ... وإذاعة أخرى ... مقتل مجاهدين ... وأخرى مقاتلين ... ورابعة مخربين .... وأخرى إرهابيين .. وأخرى وأخرى ...
لكن لم تكتب واحدة عن ثورة لأمجد ويامن ماتا واقفين فيها بعد معركة الستة ساعات.....
هكذا كانوا ... لا يستسلمون أبدا ... فإما أن ننتصر أو أن نستسلم ... لم يعد مجالا للخيارات الأخرى ... ولا للحلول السلمية ... ولا لغصن الزيتون ... ولا لشرب أنخاب السلام وعصير الليمون ... هذا النصر خيارنا الاستراتيجي ... والموت خيارنا الوحيد..

يغتالنا صمتنا ... تخوننا الذاكرة في التعرف عليك بين شتات الأفكار الكثيرة من الوطن ... فيذكرنا موتك بأنك لا زلت هنا .. كما لو كنت صفحات في كل كتاب اقرأه .....
في بطل من هذا الزمان ليرمنتوف ... واراك سحابة في قصائد بوشكين ... وعبارة ليست بعابرة في كلمات دستويفسكي...

نتسلق الضوء المنعكس من المرايا لنرى وجوهنا الشاحبة .... فلا نجد سوى صدى الأشياء العابرة ....
هل نحن بحاجة لموتك كي نعرف أنك كنت بيننا ... ولم نكن لنلحظ وجودك إلا بدخول معركة ؟؟؟

أنا أفتقد لشيء آخر غير موتك ... وغير صوت الطائرات تغتال المدينة وحيزك في كل أرجاء المخيم ....
ربما إلي وشوشتك عن عابر , قلت لي أنه يحلم بأن يسافر ... لأن البعض لا يفهمه ... والحقيقة أنه غبي لا يفهم الكل ولم يستطع بعد أن يفهم وشوشات النرجس ونسمات المخابز ولم يفقه معنى رائحة الخبز في الوطن ... لأنه لم يفهم الوطن ...

ربما ضحكة كسرت هدوء جدران بيوت حارات المخيم .... ربما تأملك في طفل ... ربما شيء لم اعرفه فيك حين كنت أمامي كأهرامات مصر الشامخة .... تزداد جمالا وسحرا حقيقيا كلما زدت تأملا فيها وفيك ......
وكلما تعرفت أكثر فيه اكتشفت كنوزا أخفاها السكان القدماء ... في أبار الألغاز ....

لست بحاجة لأن تكرر موتك ... كي يتكرر مرورك بالذاكرة
ولست حالة تتكرر ... ولا يمكن ربطك في ذاكرة تاريخ كالأحزان والهزائم ونصر الحلفاء وميلاد العظماء وصدور كتاب من دار النشر
أنت كما القصيدة دوما تأتي دون ميعاد ... وكعصفور على الشباك يغادر أيضا دون ميعاد

لم يكن لموتك ميعاد ... ولن يكون لحدادك ميعاد يمكن ربطه بالأيام ... وإعلان للحداد ونصب المأتم ... ومجيء الناس لتناول الوضائم .. ولا جنازة لتباكي الباكين .. ومحطة لإنشاد الرثاء والخطاب ...

موتك ... حالة لا يصفها شاعر .. ولا خطاب .... حالة أشبه ما تكون بالبحث عن معشوقة أثناء حصار بيروت ...
عبوة متفجرة في لحظات حصار نابلس ... قذيفة دبابة على مخيم جنين ... سقوط طائرة معادية على خط الدفاع ...

يا أبا وطن .... أعلن وصيتك علينا منذ هذا الفجر ... قبل ميلاد النهار
فربما غدا يأتي الانتصار ... بعد سنين الانتظار
وتكن عنوان للمرحلة



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بين سطور القادة الأحرار .... فيدل كاسترو في المقدمة
- بقعة ضوء
- حين يأتي عيد العشاق... سأغتاله و لن أذكرك
- مقالات للإيجار
- سباق التسلح وسباق التشلح
- نظرات في المشروع الأمريكي لصياغة الإسلام الليبرالي
- جنود في خدمة امريكا
- القوات الأردنية تقتل ثلاثة مسلحين حاولوا دخول الأراضي الفلسط ...
- ترجمة قرار محكمة العدل الدولية ضد الجدار العنصري الى العربية ...
- النص الكامل لوثيقة التحقيق الخاصة بالمجلس التشريعي الفلسطيني ...
- أنقذوا الشعب الفلسطيني ..نداء الى كل أنصار الإنسانية في العا ...
- المافيا الفلسطينية تعبث بارواح الناس/ مقالة كادت ان تودي بصا ...
- ويمضي الرفاق أيضا برحلة الشهداء في جبل النار / نابلس
- لماذا قتلوا ناجي العلي
- تشي به الأشياء التي لم يعشها معها ... حتى الشمس
- صدام و أحد عشر لصا في ضيافة العراقيين
- شهداء الحرية والثورة والاشتراكية الرفيق / محمد الأسود ... ثو ...
- شهداء الحرية الماركسية /الرفيق وديع حداد .. صانع الثورة الحم ...
- شهداء الاشتراكية والتحرر... الرفيق إبراهيم الراعي شهيد الحرك ...
- شهداء الاشتراكية والتحرر... الرفيق إبراهيم الراعي شهيد الحرك ...


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند صلاحات - في يومك الخامس والثلاثين ... يا شهيدا يحيى حلم الفقراء والمساكين