أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان عبد الرحمن علي - حمى عبادة الحاكم عند المصريين














المزيد.....

حمى عبادة الحاكم عند المصريين


رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 3038 - 2010 / 6 / 18 - 00:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حمى عبادة الحاكم عند المصريين
أن خضوع الشعب المصري بهذا الشكل منذ أكثر من نصف قرن من الزمان هذا ليس له تفسير أخر غير أن الشعب أدمن على حمى عبادة الحاكم مهما فعل بهم من ظلم وتعذيب وتجويع، ومن منظور الخالق أي الله هو الذي لا يسأل عما يفعل أما المخلوق أي الإنسان هو الذي سوف يسأل عن أفعاله من الله يوم الدين، ونحن ليس في يوم الدين نحن في الحياة الدنيا، فحين ينفرد شخص بحكم دولة أو أمة يحكم ويتحكم في كل شيء ويصبح هو المسيطر على الجيش والشرطة والمسيطر على اقتصاد الدولة والمسيطر على ماذا يقال وماذا لا يقال وتخضع أغلبية الشعب على هذا المنوال دون أن يسأله أحد عن أفعاله وعن سياسته، سواء كانت على خطأ أو على صواب لابد أن يسأل، أم يظل الشعب خاضع وخانع وساكت على الفقر والجوع والذل أكثر من نصف قرن منذ أن جاء الإله الأول جمال عبد الناصر ومن ثم السادات.

ونتمنى أن يكون أخر إله يعبد من أغلبية المصريين حسني مبارك، وقد يقول قائل هذا كلام غير صحيح أقول طالما أن النخبة على حد قولهم يقدمون الطاعة والولاء، يركعون ويسجدون دون جدل، وتختلف الطاعة والولاء من شخص إلى أخر، كل منهم على حسب مصلحته يسجد ويقترب من الحاكم، وليس هناك خلاف على طبيعة الأشخاص الذين يسجدون ويركعون سواء أكانوا من رجال الدين أو السياسيين، فلماذا ينظر العامة من المصريين إلى الحاكم على أنه إله يعبد، طالما لا يسأله أحد ولم يحاسبه أحد خربت الدولة أو عمرت، وهذا أمر مشكوك فيه أن تعمر الدولة طالما أن الحاكم خط أسود لا يجب الاقتراب منه، ومن يحاول من النخبة الحقيقيين الذين رفضوا السجود والركوع لغير الله داخل مصر وخارجها الذين رفضوا الطاعة والولاء وهم داخل مصر ويتعرضون للاعتقالات والاضطهاد، والذين هم خارج مصر يتهموا بالعمالة والخيانة على نقدهم الخط الأسود المتمثل في الحاكم المعبود من أغلبية المصريين مع الأسف وحتى لا نظلم هذا الحاكم الإنسان هو إنسان مثله مثل غيره من الناس بداخله الخير والشر، أي لا نحمله وحده الظلم، الشعب أيضا مشترك معه في الظلم، وخاصة النخبة التي جعلت من الرئيس خط أسود لا يحاسبه أحد وهو يحاسب كل أحد، أي أن الشعب هو الذي جعل الحاكم بهذه الصورة إلى أن أصبح الرئيس عند أغلبية المصريين إله لا يسأل، أي إذا أراد الشعب التغيير يتعامل مع الحاكم على أنه إنسان يخطئ ويصيب، يحاسب ويتحاسب إذا أخطأ، ثم من العار على شعب مثل الشعب المصري أو دولة مثل مصر غيرت وجه العالم في الحضارة في الماضي ولم تستطيع الآن أن تغير وجه الرئيس في هذا العصر، والغريب في وضع أغلبية المصريين أنهم اتفقوا على عبادة الحاكم واختلفوا على عبادة الله، وما يحدث على أرض الواقع ليس له تفسير آخر، المصريين يقتلون في بعض معتقلين ومضطهدين ومجوعين ومعذبين في بعضهم البعض من مسلمين ومسيحيين وعلى كل لون من أجل الحاكم، وضاعت حقوق أجيال بأكملها، وسوف تظل تضيع حقوق أجيال أخرى إذا لم يتخلصوا من هذا المرض المزمن المسمى الصراع الديني، والذي بسببه يموت المصريين جوعاً ومرضاً وقهراً.

وفي الحقيقة ليس في مصر صراع ديني بمعنى صراع ديني ولكن هو صراع من أجل المصالح، وان الحاكم وزبانيته هم من يؤججون الصراع بين أبناء المجتمع ليقتلوا بعضهم البعض، والحاكم عليهم من المتفرجين، هل هذا يليق بشعب مثل الشعب المصري أو يليق بدولة مثل مصر أن يكون الذي يتحكم في كل شيء شخص، ماذا نسمي هذا غير أنه عند الأغلبية من المصريين إله يعبد من دون الله، ولذلك خضعت الناس للجوع والفقر والتعذيب دون أن يسأله أحد، وأنا هنا لا أسخر من الحاكم ولا من الشعب ولكن أذكر الاثنين معا والله لو سأل الحاكم نفسه في يوم من الأيام عن السبب الذي يجعل المسؤولين لا يكسرون له أمراً لترك لهم الجمل بما حمل خوفاً على نفسه من يوم لن ينفع فيه سلطة ولا مال ولا أولاد وهو يوم القيمة، وعلى الجانب الآخر من الشعب أن يصحوا من غيبوبة حمى عبادة الحاكم ولا يستمعوا إلى وعظ السلاطين الذين يسعون إلى إلغاء عقول المصريين من أجل الحاكم، كما طالب بذلك أحد الوعاظ ويدعي خالد الجندي والذي أنشأ قناة من دم المصريين وقالها صراحة على قناة (أزفري الزفرة)، أي يريد هذا المأجور من الناس أن تصبح بلا عقل ليبقى الحال كما هو عليه، ومن المفترض على شخص مثل هذا يسعى إلي ثقافة القطيع عليه أولاً أن يكون قدوة للقطيع بما تحمله الكلمة.



#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجحت إسرائيل وفشلت مصر والعرب
- المحكمة الإدارية وزواج المسيحية
- الوطنيون والخونة
- يموت الإنسان ولا يموت فعله
- ضد القانون والحكومة والشعب
- هارب من التجنيد
- نظرة في تاريخ مصر
- القادة العرب هم العنوان
- المصري في جواز السفر والهوية
- كيلوباترا والنظام المصري والأنذال،
- واتخذ الله إبراهيم خليلاً
- يا شرفاء مصر إنتبهوا ..!
- فاقد الشيء لا يعطيه وخاصة في مصر
- نشأت القصاص يطالب بقتل المصريين
- أم القرى وليست السعودية
- وعظنا الأغنياء لم يستجيبوا
- الكفر بالطاغوت كان سبب الاضطهاد
- الي أصحاب القرارفي الدول التى تحارب الإرهاب
- آخر صيحة في عالم بناء المساجد
- البرادعي والإعلام المصري


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان عبد الرحمن علي - حمى عبادة الحاكم عند المصريين