ياخسارة،-اثاري- الزواج من اجل النكاح وانا ما أدري

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3036 - 2010 / 6 / 16 - 10:16
المحور: كتابات ساخرة
    

ارسلت في طلب "ابو الطيب" على وجه السرعة،فهذا هو اليوم المشهود الذي افرغ فيه كل غضبي وصراخي بعد ان انهارت كل معنوياتي وبعض قيمي التي احتفظت بها لسنين طويلة.
وحين عرف انني في اوج غضبي من خلال المهاتفة السريعة ركض اليّ مستفسرا وكله شوق ولهفة ليعرف ماجرى.
صحت به: اش ولا كلمة ،الان جاء دوري بعد ان سمحت لك باسم الديمقراطية والعلمانية وايثار الغير وادب الاصغاء ان تتحدث طيلة هذه السنوات بدون رقيب ولا حسيب.. أتحسبني مغفل مثل حكامك العرب أم ؟ قلت لك اش ولاكلمة ، فانك رجل متخلف ومازلت تعيش في العصر الحجري ، لا في العصر الذي سبقه..لا..لا ليس العصر الجليدي بل العصر الذي سبق نزول ابونا آدم الى الارض ساحبا حواء من رقبتها صارخة مستغيثة.
نعم ياأبا الطيب انك قديم وسلفي ومخك ناشف ولايمكن لك ان تساير العصر ولهذا قررت قطع علاقتي معك والى الابد.. لاتحاول ارضائي فانا صعب المراس وعنيد مثل عناد الاطفال حين يشتهون الحلوى كما تعرف، ولا اميل الى الاستماع الى الكلمات الرنانة والخطب العتيدة التي اعتدت اسماعي اياها وكأنك من اصحاب المعلقات العشرة.
قلت لي .. أش ولا كلمة.. ان ابدع ماصنعه الانسان هو الارتباط العائلي، وقلت لاشيء اروع من الزواج، فالسعادة الحقيقية تكمن في حب المرأة للرجل وحبه اياها على سنة الله ورسوله.
وقلت ايضا ... أش ولاكلمة، ان ابانا آدم كان وحيدا في الجنة ولكنه كان يشعر بشيء ما ينقصه فخلق ربنا له من ضلعه حواء التي انارت له كل حارة وزقاق في حياته، ثم نزلا الى الارض وخلفوا صبيان وبنات وجئت انت وانا.
وقلت بعد ان قدمت لي الادلة القاطعة على الرجل لايمكن باي حال من الاحوال ان يعيش بدون نصفه الاخرحتى ولو كان ينوي تفخيخ نفسه في البنك المركزي العراقي ليلتقي بحوريته المنشودة هناك في السماء السابعة، وكعادتي وثقت بكلامك واخذته على محمل الجد واليقين حتى قبل ساعة من الان... لاتستعجل في طرح الاسئلة ، سأقول لك ماذا حدث وبالتفصيل الممل.
أنصت لي جيدا وانا اقرأ لك الفقرة الاولى من هذا الخبر:
(يترقب السعوديون تشريعات جديدة تحد من الزواج من قاصرات بعد انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير في المجتمع. وما يدعم هذا التوجه هو إصدار وزارة العدل السعودية لصكوك زواج جديدة سيبدأ العمل بها قريباً وتلزم مأذون الأنكحة بتحديد سن الزوجة). المصدر،جريدة الشرق الاوسط في عددها الصادر امس.
هل سمعت؟؟؟ لا.. لاتقل لي ان كاتب الخبر اجتهد في ادراج مصطلحات غريبة على البيئة السعودية فالزواج حسب القضاء الشرعي يتم هناك باصدار "صكوك" خاصة والقضاة مثل غيرهم من رجال الاعمال لايمكنهم الحديث الا من خلال اصدارالصكوك وليس الزواج ببعيد عن هذا المجال الاستثماري.
تخيل نفسك انك عراقي الجنسية ولاتريد ان تعقد قرانك في محكمة الكرخ الشرعية لان عليك ان تملأ استمارة مكتوب في اعلاها عبارة "عقد نكاح" وهي عبارة تشمئز منها نفسك وتقرر ان تعقد قرانك في السعودية وحين تصل هناك تسأل عن مكان القاضي الشرعي فيضحك عليك من يسمعك ويقول لك تقصد مأذون الانكحة .. ان مقره هناك عبر الشارع العام ، وتصيبك الغمة تلو الغمة فهل بخل العرب – خصوصا في مكة مقر شعراء المعلقات سابقا - وهم فطاحل اللغويات ليطلقوا على القضاة الشرعيين " مأذون الانكحة".
دقيقة يا أبا الطيب سأذكر لك بقية الخبر:
ويكشف الشيخ خالد الحميش مأذون الأنكحة المعتمد ومدير موقع (زواج) على الإنترنت أنهم تسلموا بالفعل وثائق الزواج الجديدة التي سيبدأ العمل بها قريباً، وهي تحتوي على خانة تحديد سن الزوجة وهو أمر لم يكن موجوداً في الوثائق القديمة.(نفس المصدر السابق).
هنا صحا ضمير كاتب الخبر وبدل كلمة الصكوك بالوثائق لكنه ظل يصر على ان استعمال مفردة مأذون الانكحة التي يتشرف الشيخ المذكور بادارة اعمالها اضافة الى وظيفته الرئيسية للزواج الانترنتي عبر موقعه المسمى "زواج".
ولك ياأبا الطيب كيف تريدني ما أزعل ومن واحد يشتغل مأذون نكاح، يعني بالعربي الفصيح هو الوحيد الذي يقول لك يارجل اذهب الى فراش النوم الان وانكح زوجتك.
أعرفت الان لماذا استدعيتك ايها الخطيب الهمام وصاحب اللسان المقدام الذي لا يشق لك غبارلا في الحلال ولا في الحرام..؟.
حسنا.. دعنا نكمل السهرة مع موقع"زواج" لنرى القاضي الحميش مأذون الانكحة كيف يوزع " صكوك نكاحاته" على طالبيها من الجنسين.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات