|
مقتل -إسرائيل- في قطع حبلها السري مع الغرب
محمد عبعوب
الحوار المتمدن-العدد: 3035 - 2010 / 6 / 15 - 19:21
المحور:
القضية الفلسطينية
تأسفت كثيرا لخبر مهاجمة دورية شرطة "اسرائيلية" في الخليل يوم امس الأول ومقتل شرطي وإصابة ثلاثة آخرين، أسفي لم يكن من اجل ضحايا الهجوم، فهؤلاء يستحقون القتل لأنهم غاصبون عدوانيون لا يعترفون لغيرهم بحق الوجود على الارض ، ولكن مبعث أسفي هو عدم نجاعة هكذا عمليات في تقريب ساعة استئصال هذا السرطان الخبيث، بل إن هذه العملية جاءت كهدية من السماء لإنقاذه من بداية التآكل الذي بدا يدب في حبله السري الذي يربطه بالغرب. فـ "اسرائيل" قطعا هي مشروع عنصري قائم على العدوان، يعتاش على الشرور، يرى المؤمنون به من الصهاينة ان العالم يفيض بالكراهية لهم، وانه لا أمان لهم إلا بإذلال كل شعوب الارض ووضعها تحت الجزمة "الاسرائيلية" سواء بقوة الحديد والنار، كما في فلسطين المحتلة ودول الجوار، او بالهيمنة الاقتصادية، او ارهاب أجهزة التجسس والتخريب التي تجوب كوادرها العالم.. ولكن استئصاله لا يكون بهكذا عمليات مرتجلة وغير محسوبة بدقة، ولا تراعي ما انجزته عمليات نوعية ومحسوبة كعملية اسطول "الحرية لغزة" وقبلها الانتفاضة الاسطورية التي اربكت هذا السرطان ودمرت ما بناه خلال عقود من الاحتلال .
و العرب اليوم لا قبل لهم بمواجهة هذا الكيان المتغول، وهم على ما هم فيه من تخلف وفرقة وأنظمة دكتاتورية متخلفة وجهل وحالة استلاب حضاري مريعة.. فهل يعقل ان تكسب هذه الدويلات العربية مجتمعة التي تعامل مواطنيها كأقنان او اقل من ذلك في بعض الدول، أي مواجهة مع هذا الكيان المتوحش.!!
هكذا تكون مسألة كسب اية مواجهة عسكرية مع هذا السرطان الخبيث "اسرائيل" مؤجلة الى ان يتحقق التحول الجذري في حياة العرب، ذلك التحول الذي سينقلهم من حالة التخلف والجهل الى التقدم ونور المعرفة والديمقراطية واحترام الانسان وبناء الوحدة الحقيقية التي تخدم المواطن وتربطه بارضه وتجذر فيه روح الانتماء الى هذه الأمة بكل اقتناع ودونما اكراه او إقصاء ..
والى ان يتحقق هذا الحلم الذي أراه بعيدا اليوم، لدينا طريقا آخر يمكن ان يقرب نهاية سرطان "اسرائيل"، ويخلصنا والعالم أجمع من شره، وهو قطع الاكسجين الذي ياتيه من امريكا وأوربا عنه.. فكما هو معروف أن "اسرائيل" لا تستطيع الصمود شهرا واحدا إذا ما أفلح العرب والقوى المناهضة للصهيونية في العالم في قطع الحبل السري الذي يربطها بأمريكا وأوروبا، هذا الحبل الذي يمدها بكل انواع الدعم ، من سياسي و العسكري (سلاح وعتاد) الى بشري خبراء وكوادر عالية التدريب، الى اقتصادي ومالي واعلامي، كل هذا الدعم الذي ينهال بسخاء باذخ على هذا السرطان تؤمنه "اسرائيل" بقدرتها الفائقة على كسب عقول وقلوب المواطنين الاوربيين والامريكيين وقياداتهم بالدعاية المضللة ، وذلك من خلال الدعاية وفن إدارة الأزمات والاعلام العلمي القائم على مفاهيم علمية دقيقة..
و لا تعتمد " اسرائيل" على دعم الغرب فقط، بل انها تعتمد على دعم قوي تصنعه سياستها الناجعة في استثمار أخطاء العرب حكومات وشعوب، فمنذ قيام هذا الكيان عام 48 وقعقة الحرب الفارغة لم تتوقف في الجانب العربي حتى اليوم دون ان تفلح حتى في حفظ امن حكوماتها وانظمتها من لعب أجهزة المخابرات الصهيونية المختلفة.. بالمقابل تقدم "اسرائيل" ومنذ قيامها نفسها للعالم على انها ضحية لقطعان من الذئاب التي تريد افتراسها، وانها بؤرة مستنيرة وواحة سلام وديمقراطية في غابة من الظلام والتخلف والهمجية، ومن خلال هذه الصورة تحصل على تعاطف شعوب الغرب وساسته.
واذا لابد لنا من تغيير هذه الصورة في وعي الانسان الغربي (مصدر قوة اسرائيل) وتوصيل صورة صحيحة وواضحة له عن حقيقة وأبعاد الصراع العربي الصهيوني. وذلك حتما لا يتم بافتعال معارك وهمية غير محسوبة هنا وهناك تكون نتائجها وبالا على مواطنينا في غزة والضفة وكل فلسطين المحتلة، بل بكسر هذه الصورة المزيفة "لإسرائيل" وكشف حقيقتها ، واقرب مثال لهذا العمل الفعال هو مجزرة اسطول "الحرية لغزة"، دون ان ننسى الانتفاضة الاولى والثانية التي أعادت القضية الفلسطينية الى الصدارة بعد أن كادت تغيبها آلاعيب اوسلو وتبعاتها..
فما جرى لاسطول "الحرية لغزة " وما تبعه من حراك سياسي واعلامي عالمي الحق خسائر مؤلمة وفادحة بهذا الكيان العنصري تفوق في تاثيرها واضرارها كل ما أنتجته الحروب التي شهدها هذا الكيان.. فما أحوج اخوتنا في الارض المحتلة ، ونحن العرب واحرار العالم المناهضين للصهيونية اليوم لخوض البحر والبر في جماعات بشرية سلمية تخترق كل الحدود والاسيجة الأمنية التي يتحصن داخلها هذا السرطان الخبيث ، لإخراجه من جحره القذر وكشف حقيقته للعالم، وقد برهن عليها بكل بشاعة وجرأة عندما هاجم مرمرة وقتل ابرياء عزل جأوا لنجدة المحاصرين من اهل غزة.. إن هذا السرطان الخبيث لن يستطيع ولن يتحمل رؤية امواج الباحثين عن السلام والامن لأهل فلسطين وسيزرع طريقهم بالموت، وعندها فقط سيتساءل الإنسان الغربي الذي يدفع بسخاء لهذا السرطان، سيتساءل عما اذا كان تعاطفه مع "اسرائيل" خطيئة وجريمة ضد الانسانية ام لاء، وهذا ما لن يستطيع الصهاينة أمام امواج الزحوف السلمية، الصمود أمامه دون ان تتحرك غرائزهم العدوانية المشحونة بالكراهية لكل العالم والتي ستدفعهم حتما الى ارتكاب مجازر دموية، ستقنع المواطن الغربي بخطيئته الكبري في دعم ورعاية هذا السرطان وتدفعه لقطع الأكسجين عنه واجتثاثه من الارض لتخليص العالم من شروره..
#محمد_عبعوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعلن: أنا معاد للسامية
-
العلاقات الأمريكية الصينية .. الصدام حتمي
-
الحوار المتمدن.. الأرقام تغني عن الكلام
-
-اسرئيل- تغلق كل المخارج.. هل يعود الحكام العرب الى شعوبهم؟!
...
-
محاولة لقراءة مقطوعة -حدث في العامرية- للفنان نصير شمه
-
-اسرئيل- عضو فاعل في حلف الناتو!! أيها العرب ماذا انتم فاعلو
...
-
نصير شمة يحلق في سماء طرابلس
-
هجمات 11 سبتمبر لا تزال تؤثر على صحة الأمريكيين، فكيف هي صحة
...
-
وجرحك لن يندمل إلا بمثولك أمام محكمة جرائم الحرب
-
بعد أوروبا وأمريكا..المسلمون يخسرون الصين كساحة وحليف..
-
لتكون تقدميا، هل يجب عليك التخلي عن ثوابتك ؟!!
-
دعم التطرف ووأد الاعتدال.. حوادث يفرن نموذجا
-
الدومن .. الى متى تبقى أسيرة اللعبة الأمريكية؟
-
البحر الاحمر .. من المسؤول على تدويله
-
انهيار الاقتصاد الأمريكي يؤذن بنهاية الرأسمالية، ويؤكد حاجة
...
-
الصمود الاستراتيجي في وجه الشر الاستراتيجي
-
حتى لا يتحول الأمازيغ الى حصان طروادة
-
وما هي مصلحة العراق في مصافحة الإرهابي باراك؟!!
-
الاتفاقية الامريكية الامريكية
-
إسرائيل تتحصن داخل الاتحاد الأوروبي.. ماذا يفعل العرب؟!
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|