|
سيناريوهات الوزارة المقبلة .. فجر العراق الحالك
صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 3035 - 2010 / 6 / 15 - 13:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد ثمة أمل للعراق سواء تسلم الحكم المالكي ام علاوي .. الجعفري ام السهيل .. العبادي ام عبد المهدي .. الهاشمي ام الزبيدي .. أم .. أم .. ليس ثمة امل للوطن والمواطن وسيظل كل شيء يخص حياة الناس ومعيشتهم على حاله بل وسينتقل من سيء الى أسوأ. لقد كان الجنرال الأميركي جيفرسون بورتون، مساعد القائد العام للحرس الوطني في ولاية يوتا غرب اميركا الذي خدم في العراق في بداية الحرب متفائلا جدا في تصريحه قبل ايام لصحيفة الشرق الاوسط من ان تغيير الأوضاع في العراق لن يأتي في سنة أو 10 سنوات، بل سيأخذ جيلا على حد قوله. وبالطبع فان الجيل في حساب السنين يبلغ نحو 30 عاماً، أما العراقيون فان كثيرا منهم غير متفائل حتى بهذه الأعوام الثلاثين إذا ظلت حال العراق على المنوال ذاته الذي نعيشه الآن في ظل حكومات لا تفكر إلا بنفسها وبمغانم أعضائها ولن تستطيع حل أي معضلة تواجه البلد ابتداء من رفع أكوام القمامة والأعمال البلدية وليس انتهاء بتوفير الكهرباء وتشغيل المصانع المعطلة و الأيدي العاطلة. أما السيناريوهات المحتملة لتطور الأحداث العراقية عقب التئام مجلس النواب وتشكيل الحكومة فإننا نتوقع ـ وأتمنى ان يخيب توقعي ـ هي كالتالي: مجلس النواب: سيسعى النواب الجدد في المجلس وبصورة أكثر إصرارا من سابقيهم الى الإسراع في سن القوانين المتعلقة بهم وبامتيازاتهم. وإذا كان النواب السابقون قد حصلوا على الرواتب المليونية وجوازات السفر الدبلوماسية وإذا كانوا قد حجروا على الناس وجعلوا من المنطقة الخضراء مأوى لهم وتركوا مناطق بغداد الأخرى نهبا للنفايات والتراب والمفخخات وإذا كانوا سعوا للاستيلاء على الأملاك العامة على ضفاف دجلة فان النواب الجدد سيسعون الى امتلاك النهر بكامله وسينشئون مزارع ومبانيَ لهم ولحاشيتهم. الوزارات: ستتضخم أكثر من السابق على قاعدة (تبويس اللحى) وإرضاء الجميع عن طريق المحاصصة او الشراكة (الوطنية وغيرها) وإذا كانت فرنسا التي يبلغ نفوسها نحو 70 مليونا فيها 15 وزارة والولايات المتحدة التي يربو عدد نفوسها على 300 مليون فيها 14 وزارة فقط، فإننا سنرفع عدد الوزارات العراقية من 35 وزارة الموجودة حاليا الى أربعين او خمسين وزارة وربما سنضاهي السودان الذي يحتل المرتبة الأولى في الفساد على مستوى العالم والذي يبلغ عدد وزاراته 56 وزارة وعلى سبيل المثال فان وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر قد وضع (خارطة طريق) كما أسماها قسّم فيها الوزارات على عدد الأحزاب العراقية على وفق ما دعاه بطريقة النقاط. الكهرباء: ستكون في خبر (كان) و لربما سنفقد أيضا الساعات القليلة التي نتزود عن طريقها بالكهرباء وطبعا ستبقى وزارة الكهرباء ـ إذا لم تلغَ وهو الإجراء المطلوب شعبياً ـ بعبعا يجثم على صدور الأطفال والمسنين والمرضى وصبايا العراق وستظل الوزارة تتسلم المليارات من الدولارات من دون ان تقدم شيئا يذكر وسيأخذ الوزير الجديد مليارات أخرى يبذرها في أماكن مجهولة ولن نلمس أي تقدم في الخدمة التي لن تستقيم الحياة من دونها وطبعا فإن أعذار شحة الكهرباء وحتى إلغائها بالكامل جاهزة دوما: عمليات التخريب التي لن تنقطع في عهد الحكومة المقبلة والعواصف الترابية التي تداهمنا كل صيف التي تطيح بالأعمدة وتؤدي الى القطع. امتيازات الوزراء: سيحصل الوزراء الجدد على امتيازات اكبر من الذين سبقوهم وستطلق أيديهم في التعيينات على مزاجهم وسيكون ضحية الوزراء الجدد الشباب العاملون بالعقود من الذين لم يجر تثبيتهم لعدم قربهم من الوزير والذين سيتم طردهم وستزداد الرواتب الوهمية في الوزارات أي وجود ملفات تعيين من دون أشخاص حقيقيين معينين وبالطبع فان ثمة من يتسلم تلك الأموال الحرام. وإذا كان كل من الوزراء السابقين ايهم السامرائي وحازم الشعلان وعدنان شلاش وعبد الفلاح السوداني قد نفذوا بجلدهم وأموالهم من المحاسبة فان الوزراء الجدد سيشرعون بأقوى من السابق الى التشبث بجنسيات البلدان الأخرى وفي تجميع اموالهم ولربما يضعون حقائبهم جنب أسرتهم خشية ان لا تكمل الوزارة المقبلة السنوات الاربع من عمرها حيئذ سيستفيدون من جنسياتهم المزدوجة في مسارعة السفر الى بلدهم الأول في كنف عائلاتهم. ولذلك سنجد إصرارا أقوى من ذي قبل على التمسك بالجنسية الثانية وعدم التنازل عنها برغم اشتغالهم بالسياسة التي تملي عليهم التخلي عن الجنسية الأخرى لتعزيز ولائهم الوطني، اما التمسك بالجنسية الثانية في ظل اصرارهم على العمل السياسي وعدم القبول بالتخلي عنها فيعني انهم خططوا ليكون وجودهم في العراق مؤقتا يكسبون عن طريقه الأموال والامتيازات و الرواتب التقاعدية العالية التي سيتسلمونها من سفارات العراق في بلدانهم الأخرى بعد ان يلجأوا اليها وليذهب الشعب العراقي الى الجحيم. وبالطبع فان كل وزير سينحي باللائمة على الوزير الذي سبقه محملا إياه مسؤولية الفشل في تنفيذ وعوده ولن ينسى الوزير الجديد ان يطلق الوعود الكبيرة غير الحقيقية عن المشاريع التي سينجزها في سنواته الاربع التي يظل فيها وزيراً. التفجيرات: سيغير المفجرون تكتيكاتهم ويحاولون إيقاع الخسائر البشرية بأكبر عدد من الضعفاء وفقراء العراق كي لا يبقى هناك من يفجع على الكهرباء او المعيشة، الجميع يجب ان يدخل في بوتقة حمام الدم الذي لن يوقفه احد، أما الأطباء وأساتذة الجامعات وكل انسان (تعبان على نفسه) كما يقول المثل العراقي فإن (كواتم الصوت) والعبوات اللاصقة ستتكفل بكسر عنجهيتهم وتعاليهم!. سنشهد في القادم من الأيام والشهور عودة العصابات المسلحة والميليشيات التي ترتدي زي الشرطة والجيش وتجوب الشوارع بملء حريتها قاطعة السير معيدة الى الأذهان ذروة الاختناقات المرورية. من النتائج الأخرى في السنوات الأربع المقبلة تضاعف أعداد العاطلين من دون شبكة حماية حقيقية وسنجد أكثر من فضيحة بحق الأطفال المعوقين مثلما حصل في فضيحة دار الحنان ، التي كُشف فيها بالمصادفة عن المعوقين المربوطين الى أسرتهم بطريقة وحشية في تلك الدار التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية. المشاريع الوهمية: ستتضخم بما يلحق اكبر الأذى بالأموال العراقية ويوصلها الى الحضيض وستتسارع المقاولات غير القانونية التي تبذر فيها الأموال التي يهرّب كثير منها الى خارج البلد ولاسيما الدول المجاورة بوساطة مقاولين وهميين يقوم المسؤولون بتكليفهم بتلك المقاولات وسيتم حفر وردم الشوارع وتبليطها ثم إعادة حفرها وردمها وتبليطها من دون الوصول الى مد شوارع سليمة وستبقى تجمعات سكنية كثيرة من دون ماء صالح للشرب او نظام لمجاري الصرف الصحي. الشوارع في ليل بغداد: ستبقى حكرا على المتنفذين الجدد في (الطبقة السياسية) يتمتعون بها أنى ومتى شاؤا في حين يتواصل حرمان المواطنين من التمتع بمساءات بغداد ويظل مرأى شارع ابي نؤاس (حسرة في قلوبهم) إذ سيلوذون ببيوتهم المخنوقة بانعدام الكهرباء ودخان المولدات مع أولى بوادر غروب الشمس. مشاريع عملاقة لا وجود لها: سيكتشف المواطن ان مشاريع كثيرة يكثر المسؤولون الحديث عنها ولاسيما في هذه الأيام بصورة مقرفة ليست سوى أوهام ومشاريع على الورق وستصرف الأموال لها من دون ان يباشر في تنفيذها ومنها مشروع الشقق السكنية مدينة الثورة ـ الصدر 10 × 10 ومشروع مترو بغداد وغيرها من المشاريع البائسة .. هذا غيض من فيض ما سيحدث بعد التئام مجلس النواب وتشكيل الحكومة المقبلة وهناك كثير كثير غيره لا تكفي هذه العجالة للحديث عنه وسأتركه لمقالات مقبلة ولأخوتي الكتاب الآخرين كي يفصّلوا فيه ...
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشاريع على ورق!
-
تقليص صلاحيات رئيس الوزراء تكريس للفوضى
-
اختلفوا على اللجان فهل يتفقون على الرئاسات؟
-
تأخير تشكيل الحكومة مظهرٌ للاخفاق
-
تشكيل الوزارة أم لجان الاختيار؟
-
الفشل في استغلال الزمن!
-
صحوة أبو الهوا / قصة
-
مخاوف من عودة المربع الطائفي العاجز
-
حاجتنا الى الأسواق
-
في ذكرى التاسع من نيسان
-
رموز الفساد تطل من جديد!
-
حكومة للكتلتين الفائزتين
-
وزارات لا حاجة لنا بها
-
افتحوا الخضراء
-
روح السياسة الرياضية
-
فرصة لعبور التخندقات
-
لا لحكومة الشراكة والتوافق
-
من اجل حكومة متقشفة
-
استحقاق ما بعد الانتخابات!
-
هل يظل الحِبرُ بنفسجياً؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|