أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - ألم أم وغائبون.. قصتان قصيرتان














المزيد.....


ألم أم وغائبون.. قصتان قصيرتان


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3035 - 2010 / 6 / 15 - 10:38
المحور: الادب والفن
    


ألم أم

رافقها مرض سرطان الدم قبل ان ترى النور ، ولدت لتعاني المرض وتزرع الألم في سماء أمها الحنون التي كانت تشحذ الدم من المتبرعين بتوسل وخضوع وإذلال وعوز.. حتى تؤجل موت ابنتها المؤكد إلى إشعار آخر.
كانت كثيراً ما تشرد في خيالها وهي تنظر محدقةً بعيون جفت فيهل الدموع إلى طفلتها التي يفترسها المرض بكل شراسة حتى اعتادت الألم وأصبحت لا تشعر بوخزات الإبر وبات جسمها الطفولي الناعم، جسماً مشوهاً بالزرقة جراء عمليات تبديل الدم.
كان الفجر يؤن صباح كل يوم.. كان يمزق ذلك الشرود الذي تعيش به الام والذي كان يعيدها إلى واقع أكثر قسوة من الخيال.. فيما تكتفي بكلمات الدعاء والتمني بدموع حارقة.
تواصلت معاناة الأم وطفلتها أكثر من عشر سنوات، حسبت الأم أيامها اليوم تلو الآخر.. كانت تخاف تقدم الوقت لانها تعده وحشاً كاسحاً يأكل حياة ابنتها.
حسرات الأم بدأت تكبر مع مرور الوقت ومع قلة عدد المتبرعين بالدم.. لم تجد سبيلاً للخلاص من معاناة ابنتها فعملت على إقناع أحد أهم الأطباء في المدينة على استبدال ما تبقى من دمها بدم ابنتها الفاسد.. من أجل ان تعيش ساعات الألم والمرض معها.
لم تكن موافقة الطبيب سهلة المنال ولكن قلب الأم الذي تكسر أمام أنظار الطبيب ألزمه بالقبول.
وبعد مرور ساعات من عملية تبديل الدم.. استفاقت الأم ونظرت إلى طفلتها وقد عاشت الابتسامة البريئة في وجهها الطفولي..
شعرت الأم بسعادة غامرة كان يصعب وصفها مع ألم قاتل في داخلها .. ركزت نظرتها على الطفلة وكانت تلك هي النظرة الأخيرة.

غائبون

اجتمع أربعة من العلماء والمفكرين من أجل بحث أهمية وجودهم بعد ان غيبتهم السلطة الحاكمة وحولت وجودهم إلى العدم.
قال العالم الأول: أنا أول من اكتشف القمر، فان كنت غائباً أو مجهولاً يعني غياب القمر ونوره إلى يومنا هذا..
أجاب المفكر الثاني: أنا من وضع قواعد اللغة وأسسها وأنقذ البلاد من الجهل والضياع وغيابي يدل على أمية وجهالة المجتمع بكامله.
رد العالم الثالث: لقد نجحت في تشخيص الأمراض ووضع علاجات فعالة لها ولولا وجودي لهلك العالم بأسره.
قاطع كلامه رابع: نحن موجودون في سجلات الإبداعات والاكتشافات، لكن السلطة عملت على إخفائنا من أرض الواقع.
دخل أحد العابرين مقاطعاً الاجتماع قائلاً:
-لقد تحولتم إلى مجهول.. إلى عدم.. إلى اللاوجود.. حاولوا الظهور مرة أخرى في ظل سلطة جديدة تكونوا أنتم أبواقاً لها.. حتى يشهد ويفتخر بكم العالم بأسره.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل وقانون السكوت.. قصتان قصيرتان
- قصتان قصيرتان جداً
- قرارات.. قصرة قصيرة
- 5 قصص قصيرة جداً
- 3 قصص قصيرة
- سبع قصص قصرة جداً
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- الساعات .. قصص قصيرة جدا
- قصص الدقيقة الواحدة
- ثمانية قصص قصيرة جداً
- 14 قصص قصيرة جداً
- قصة قصيرة: البراءة
- قصة قصيرة: يوسف.. كان هنا
- رؤية سريعة لآخر تطورات العالم.. بحثاً عن عراق جديد
- قصص قصيرة جداً
- قانون العفو العام.. متى يحسم ويصبح حقيقة ملموسة ؟
- العائلة العراقية ما بين الشعوذة والدجل والطب النفسي


المزيد.....




- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - ألم أم وغائبون.. قصتان قصيرتان