أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العراق أفضل بدون حكومة














المزيد.....


العراق أفضل بدون حكومة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بدأ بعض الناس يعتقد إن الأزمة في العراق هي أزمة تشكيل حكومة وهذا بحد ذاته يعكس أزمة تفكير. الواقع إن أزمة تشكيل الحكومة لا تشكل سوى السطح الخارجي للأزمة, لكن تحت الجلد مباشرة تعكس أزمة تشكيل الحكومة أزمة بلد بكامله.
لا يظن أحد منكم إن الحكومة لن تتشكل آن آجلا أم عاجلا فذلك الظن يعكس بدوره أزمة تفكير.
آن عاجلا أو أجلا سوف تتم تقسيم الكعكة ولسوف يكون لمحتويات الكعكة أثر كبير في إعادة توزيع القوى من جديد. عندها سوف ترى إن الأزمة قد حلت بطريقة كعكية وسوف نكتشف إن ما لدينا لم يكن أزمة حكومة وإنما أزمة أخلاق.
قبل أن تكون لدينا أزمة تشكيل حكومة كانت لدينا أزمة عدم وجود حكومة. خلال الأربعة سنوات الأخيرة لم تكن لدينا حكومة, نعم كان لدينا وزراء ومستشارين ومدراء عاميين ولكن هؤلاء لم يشكلوا الحكومة وإنما الحكومة هي التي شكلتهم فصاروا جزء أساسيا من الأزمة الكبرى, وهكذا تفرخ كل أزمة أزمتها, فبدلا من أن يكون هؤلاء في خدمة الشعب صار الشعب في خدمتهم وهكذا صارت لدينا أزمة جديدة اسمها أزمة مفاهيم.
وفي كل أوقات الأزمة وتعاظم درجاتها لم نسمع بوزير استقال أو مدير اعتزل أو مستشار انتحر. وفي الوقت الذي الذي تخلق استقالة الوزير أزمة في البلدان الأخرى فإن أزمتنا مع جيش الوزراء والمدراء والمستشارين هو إن لديهم أزمة ضمير, ومن لديه أزمة ضمير لن تكون لديه أزمة حكومة, إذ ليس وراء عبادان قرية.
لو إن الحكومة لن تتشكل, وظل كل طرف مع قناعاته, فلربما كان ذلك أفضل للبلد من تشكيلها, إن الأزمة عندها سوف تبان على حقيقتها كأزمة وطن وليس أزمة حكومة وكأزمة إخلاق وليس أزمة سياسة.
وإن من يتصور إن حل الأزمة سوف يبدأ بتشكيل الحكومة هو واهم لأن الأزمة الأكبر سوف تتشكل بعد تشكيل الحكومة وليس قبلها وبالحكومة وليس بدونها.
لقد صرف السيد المالكي أربعة سنوات في رئاسة الوزارة لكي يكتشف إن أزمة الحكومة هي أزمة محاصصة, وضرب على ركبته وهو يقول قبل الانتخابات أن لا سبيل لحل أزمة العراق سوى الخروج من أزمة البرنامج الطائفي إلى رحاب البرنامج الوطني وأن لا سبيل لحل أزمة التبعثر الحكومي سوى بتكليف الفريق السياسي الفائز بأغلبية الأصوات لكي يتحمل المسؤولية دون أعذار يصبها على رؤوس الحلفاء والمعارضين, ولكنه عند المحك تراجع عن كل ما قاله وهرع إلى حلفاء الأمس الذين أفترق عنهم رغم إن تحالفه أو اقترابه من الآخرين كان مؤملا منه أن يكون خطوة على طريق الخروج من نفق الطائفية المظلم, ولست ادعي إن هؤلاء الآخرين لا يضمون أفرادا طائفيين ولكني اسمح لنفسي أن تعتقد إن طريق الألف ميل تبدأ بخطوة, وإن بإمكان مساحة التفاهم بينهما أن تخلق حالة عراقية أفضل من هذه الحالة الموبوءة.
لكني هنا بالذات سوف أنظر إلى نصف الكأس المليء, فلربما كان في العودة إلى أزمة المربع الطائفي حلا للأزمة الطائفية ذاتها.. إن عودة التجمعات الطائفية إلى ما كانت عليه هو سقوط حقيقي لكل الشعارات اللاطائفية الكاذبة التي رفعتها القوى السياسية في معرض التفافها على إصرار العراقيين على تجاوز المسالة الأزمة الطائفية, وكما أعتقد فإن أربعة سنوات طائفية أخرى ستكون كفيلة بإسقاط حيل الالتفاف والمراوغة والدجل السياسي, والمطلوب هو أن لا يتطوع الآخرون لتغطية ذلك بشعارات المشاركة الوطنية, لأن مشاركة من هذا النوع سوف تكون مشاركة على وطن وليس مشاركة لوطن.
أيها العراقيون .. إذا ما اعتقدتم إن لديكم أزمة تشكيل حكومة فانتظروا إلى ما بعد تشكيلها.
حينذاك ستكتشفون إن أزمة البلد بدون حكومة هي أفضل من أزمته بحكومة, و إن فاقد الشيء لا يعطيه.
وحينما سيكون هناك حل لأزمة الحكومة فإن هذا الحل سوف يأتي لصالح رجالات الحكومة وليس لصالحكم مطلقا, فهم لا يفكرون بالأزمة مثلما تفكرون بها.
بالنسبة لي إن استمرار أزمة تشكيل الحكومة هو في حقيقته حل وليس أزمة لأنه سينهي كل محاولة ترقيعية من شانها أن تحل أزمة الحكومة على حساب أزمة العراق.
عند ذاك سوف يكتشف العراقيون بشكل نهائي إن العراق بدون حكومة من هذه القوى هو حل أزمة وليس أزمة, وإن العراق بدون حكومة هو أفضل منه بحكومة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون والبعثيون.. وقضية الرحم الواحد
- مقالة بين مقالتين.. عن الشيوعيين والبعثيين وهل هم أبناء رحم ...
- الشيوعيون والبعثيون.. هل هم أبناء رحم أيديولوجي واحد
- محاولة نظرية لفهم تاريخية القتال البعثي الشيوعي وذلك الذي قد ...
- الحزب الأيديولوجي... نزول إلى الأعلى
- أمريكا.. هل هناك فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين
- بإمكان الوطنية العراقية أن تنتظر قليلا
- العلمانية.. إنقاذ الدين من رجالاته السياسيين
- من الذي يتدخل في شؤون الآخر... العراق أم جيرانه ؟!
- ثقافة اليشماغ... حول رسالة معد فياض إلى مام جلال..
- الديمقراطية وأخطار المثقفين
- الإسلام السياسي أقصر الطرق لتقسيم العراق
- هل تخلى المالكي عن ناخبيه
- الشعب على حق ولو كان على خطأ
- لو ظهر عبدا لكريم قاسم الآن لسانده ( السنة ) وقاتله ( الشيعة ...
- القلم.. قدس الله سره, والكاتب.. حفظه الله ورعاه
- ليس هناك حل للعراق سوى أن تديره شركة أجنبية
- عن تشكيل الحكومة .. أزمة دولة وليست أزمة حكومة
- العراق ... وفرصة الخروج من المأزق الجديد.
- الديمقراطية العراقية... صح ولكن في المكان الخطأ


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العراق أفضل بدون حكومة