|
توما توماس ومبادئه الراسخة ، تجاه القوميات (1)
ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 17:02
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
توما توماس ومبادئه الراسخة تجاه القوميات (1) ولد المناضل الغيور الشهيد توما صادق توماس في مدينة القوش الشمالية لمحافظة نينوى عام 1925 ، مسيحي كاثوليكي ، وطني كلداني القومية ، غيور على شعبه العراقي ، بكافة قومياته المختلفة والمتآخية ، ضمن الوطنية الحقة والنظرة الانسانية الامميية المحقة والنقية ، خدمة للانسانية جمعاء ، اينما وجدت في الكون. كان له حضوره المتميز ومواقفه المبدأية النقية الخالصة ، في خدمة بلدته العريقة بخصالها وتميزها الجغرافي وتاريخها العتيد ، ونضال شعبها المتميز ، عبر العصور الغابرة قديما وحديثا ، مما جعل البلدة تتميز حقا عن بقية البلدات ، بمواقفها المبدأية الراسخة وبرجالاتها الفريدون ، كما التضحيات الجسيمة ، التي رخصها الشعب من اجل القضية الوطنية والقومية ، بثبات ورسوخ بما يميزها عن البلدات الأخرى لموقعها الجغرافي من جهة وتاريخها العتيد العنيد من جهة اخرى. كل ما قيل ويقال بحق المناضل توما توماس ، هو قليل قياسا بتضحياته ومواقفه الفريدة ، تجاه شعبه ووطنه وقوميته وديمومة حياته وسعادته وحريته وتقدمه ، نحو الافضل والاحسن دائما. كان شعلة وهاجة ينير الطريق للجميع ، ومدرسة من طراز خاص ، وقائد ميداني متمكن مضحي ، سياسيا واجتماعيا وعسكريا فذا ، تميز بخصال الادب والثقافة والمعرفة ودهاء ونبل وقدرة التحكم ومعالجة المواقف الصعبة عمليا ، قليل الكلام كثير الفعل ، لايقبل المساومة ولا المراوغة ، ثابت بعزيمة لا تلين ، لا تهمه قشور الدنيا كلها ، بل الثبات بعزيمة وصبر خارق من اجل المباديء الحية التي نشأ وترعرع عليها وفيها ولها. عاش مثالا امميا وقوميا ، معتزا بامميته وقوميته ومحترما القوميات الاخرى صغيرها وكبيرها ، مقارعا التعريب ورافضا التكريد كما الاشورة والكلدنة والسرينة ، يؤمن بالحوار والاعتراف بآخر ، كما التصدي لكل ما يفرق ولا يجمع ، ومع الاعتراف بالآخر حقا وحقوقا ، دون التمييز على الآخر ومحاولة الغائه ، وقف ضد سياسة وفكر البعث ، في أوجه قوته لحملات التعريب القذرة ، كما السيطرة ومحاولة تمييع القوميات الصغيرة من الكلدان والآشوريين والسريان ، وجعلهم طوائف مسيحية ضمن القومية العربية ، عندما منح الحقوق الثقافية والادارية للناطقين بالسريانية في عام 1972 ، دون تثبيت الاعتراف بالقوميات (الكلدانية ، التركمانية ، السريانية ، الآشورية ، الارمنية) متجاهلا ومتعمدا ، لمحاولة قذرة من البعث لتمييعها ضمن العربية ، وخصوصا التي ينتمي اليها شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والاشوريين والارمن ، في الاحصاء السكاني للعراق المقترح تنفيذه والملغي ، في تثبيت القوميات العراقية باقتصاره على القوميتين الرئيستين العربية والكردية دون سواهما ، على حساب شعبنا بكل قومياته. اليكم الرابط ادناه حلقة 14 من اوراق توما توماس المنشورة في موقع الينابيع والناس والمواقع الاخرى ، للوقوف على ثبات المواقف الصلبة ، لرجال نذروا حياتهم من اجل حرية وطنهم وسعادة شعبهم . دون التعصب القومي الاعمى ، الذي يحاول الغاء القوميات الاخرى والتوسع على حسابها. نقول (التاريخ لا يرحم ان عاجلا ام آجلا) . هذه الدروس يجب الاهتمام بها ومراعاتها ، لمنعنا من الوقوع بالاخطاء المميتة والقاتلة تاريخيا، علينا تجاوزها للاحتفاظ بتاريخ ناصع البياض. مقتبس مهم من المقالة ادناه:
ولجأ البعث الى سياسة التعريب، وبدأ بالضغط على القوميات الاخرى لتسجيلها ضمن القومية العربية مع ابقاء الاختلاف على الديانة فقط ، كأن يجري تسجيل للكلدان والآشوريين كعرب مسيحيين !! . وفي نفس الوقت حاول الاكراد بدورهم اتباع نفس الاسلوب ونفس السياسة وإعتبار الكلدان والاشوريين اكراداً مسيحيين!!. الا اننا وقفنا بأصرار ضد المحاولتين بلا تمييز. استدعاني البارزاني لمقابلته في حاج عمران، ليفاتحني قائلا : " لماذا تقفون ضد الحركة الكردية بجانب البعث عند تسجيل الاهالي كلداناً واشوريين وليس اكرادا؟ ". قلت له : " تماما كما تقول ، نحن نسجل كما يجب ان نكون. إننا كلدان واشوريون ولسنا عرباً او كرداً". وإستطردت قائلاً " من غير الصحيح ان ننكر انتمائنا القومي، فقد كنا وسنبقى الى جانب الحركة الكردية اثناء الاستفتاء ، ولكن لا يمكن ان يكون ذلك على حساب قوميتنا ". ومن المؤكد ان البارزاني قد تفهّم وجهة نظري وايدها، لانه كان قد اوعز الى المسؤولين الاكراد بالكف عن التدخل في شؤوننا.
نستنتج اعلاه بان المرحوم توماس وضع النقاط على الحروف ، ليس اجتهادا منه فحسب ، بل من المبدأ الاممي الشيوعي المحق الذي تفانى من اجل أحقاق الحق وانتزاع الحقوق ، بصلابة لا تلين متحديا الظروف الصعبة والقاهرة ، التي رادفته والحزب الشيوعي للوقوف بعدالة وحق لشعبنا بلا مساومة ومن غير تقاعس ، مستندا الى المباديء الراسخة ، لتوحيد شعبنا في الاتجاه الذي يخدم الانسان العراقي ، مستوعبا مآسيه ، مطالبا بانتزاع الحقوق كاملة قوميا وطبقيا ، واضعا الواو بين القوميتين الكلدانية والاشورية ، والسريانية منذ بداية السبعينات من القرن الماضي ، رافضا التعريب والتكريد معا ، والنظرة القومية الضيقة لألغاء ألآخرين . كان دوما الى جانب كل القوميات المتآخية ، بكل تنوعاتها واثنياتها ، احقاقا لحقوق شعبنا القومية المحقة ، وفي خدمة الوطنية الانسانية العراقية. في الوقت نفسه ان معتزا بقوميته الكلدانية ، محترما الآشورية والسريانية ، جامعا فصائل عديدة متفانية من أجل الجمييع ، والذي يجمعهم الوطن والانسان معا ، يناضلون من اجل أنهاء الاستبداد ، ومقارعة الظلم والدكتاتوريات المتعاقبة الجاثمة على صدور العراقيين جميعا ، بكل ثقلها وجبروتها لأركاع واذلال شعبنا العراقي بل قومياته المتآخية. يؤكد القائد توماس ، بان القائد التاريخي البرزاني الخالد ، كان دائما مع شعبنا القومي (كلداني وسرياني وآشوري) أحقاقا للحقوق وتنفيذا للواجبات ، مع المظلومين والمستضعفين ، وناصر من ناصره ووقف الى جانب من وقف معه ومع شعبه ، وهذا الموقف يحسب للبرزاني الخالد ايجابا. لان الكلدان والسريان والآشوريين وقفوا الى جانب اخوتهم الكرد والى جانب قضيتهم بالذات ، معتبرين انتصار الكرد ، هو انتصار لهم ، تحقيقا لحقوقهم المغلوبة والمغيبة ، وفعلا كانوا ضمن القضية الكبرى للانسان معا كردا وتركمانا وكلدانا وآشورا وسريانا. كثيرون من المتطفلين القوميين السياسيين من آخر زمان ، معتبرين انفسهم مناضلين وحيدين لشعبنا الكلداني والسرياني والآشوري دون سواهم ، ناسين او متناسين عن عمد او غير عمد ، كما يعتزون بشهدائم دون غيرهم ، وكانهم هم الوحيدين الذين قدموا الدماء من ابناء شعبنا ، وغيرهم لم يقدم قطرة دم للوطن باستثنائهم ، تراهم يعدون الفقداء من ضمن الشهداء ، وحتى من الذين كان لهم مواقف مخالفة لتوجهاتهم ، كما قال احدهم في احدى مقالاته ، كاتب متمكن ، فارق الحياة عن قريب حينما عنون احدى مقالاته ( من فمك ادينك يا يونادم كنا) . بالوقت الذي نحترم التضحيات لشعبنا جميعها ونقدسها ، من كل الحركات السياسية مهما كانت توجهاتها ، ومواقفها الوطنية ، ومهما اختلفنا بالآراء مع الآخرين ، لا نقبل المزايدة على الآخرين ، لان للكلدان شهداء وطنيين لايمكن عدهم ولا حصرهم ، من داخل القوى الوطنية العراقية كما القومية سواء في الحركة الكردية التحررية ، ام في النضال العسكري الانصاري للحزب الشيوعي العراقي ، والفكري والسياسي في السجون والمعتقلات والمقابر الجماعية ، تلك الدماء التي اريقت في مختلف الاوقات والاماكن من العراق ، التي امتزجت مع كل القوميات المختلفة عربية وكردية وتركمانية وكلدانية وآشورية وسريانية وأرمنية ، كان لها حضورها في خدمة الوطن والقومية ، رغم تنوعها المنصب في نضال وطني انساني ، من اجل حياة فضلى متقدمة ومتطورة منشودة ضمن الاهداف الوطنية. للكلدان تحديدا ، شهداء قوميون وطنيين ، غير مبالين بالقومية بقدر حبهم لوطنيم وتقدمه وأستقراره ، معتبرين هم جزء لا يتجزأ من الوطن العراقي ، وهم قومية تاريخية لا يمكن لاحد المزايدة عليها والانقاص منها ، ومن نضالها المتميز ، في الدرس القومي والوطني ، هؤلاء بحق لهم نضالين توأمين مترابطيين ملتحمين ، لايمكن فصل أحدهما عن الآخر وطنيا وقوميا . الكلدان فيهم مسيحيين ومسلمين وصابئة مندائيين ، متواجدين على الساحة السياسية والفكرية ، لهم حضورهم التاريخي الدائم ، عبر المراحل المختلفة والمتطورة لحياة البشر , وهم في الاردن ولبنان وسوريا أضافة الى العراق وبقية انحاء العالم ، على الجميع احترام وجودهم ونضالهم الدائم في السابق والآن ، ثابتين راسخين معتزين بقوميتهم ووطنيتهم رغما عن الحاقدين المأجورين. الكلدان اياديهم ممدودة للسلام مع اخوتهم من القوميات المتعددة ، منفتحين اليهم يتمنون لهم ما لغيرهم ، معترفين بالجميع متحابين للكل ، وفي خلاف ذلك ، الكلدان لهم طريقهم ومسيرتهم مقتنعين بها ، كشعب يتطلع الى الامام ، حقوقهم مع القانون والدستور ، واجباتهم ينفذونها على أحسن وجه ، خدمة لشعبهم ووطنهم. http://www.yanabeealiraq.com/politic_folder/toma-thomas14.htm (لاحقوق قومية ولا انسانية في غياب العدالة والديمقراطية)
يتبع
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الامة الكلدانية ، تنهض من جديد ، بقوة لا تلين ولا تقهر!!
-
مسلسل قتل الشعب العراقي ، وصراع الكتل السياسية في أزدياد
-
الاول من أيار في أستراليا - ملبورن
-
الاعتداءات الهمجية على قساوسة تللسقف متكررة
-
في ذكرى 76 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
-
الحزب الشيوعي العراقي والدرس الانتخابي
-
انا واحد .. بصوتين لأتحاد الشعب نينوى مرشح رقم 2
-
ناصر عجمايا بين مطارق عديدة .. ومواقف صلبة!!
-
نحن معكم .. يا شعبنا
-
363 قائمة الشعب ,أنتخبوا (363 قائمة اتحاد الشعب)
-
الاخوة الاعزاء في لجنة الشؤون المسيحية من باب انساني
-
القوميات المختلفة والواقع المطلوب لشعبنا.. كلمة لابد منها!!
-
الشعب الاصيل مضطهد بمطارق عديدة
-
الفساد الاداري والمالي في كردستان..عنكاوة , نموذجا..
-
أوراق المجلس الشعبي محترقة..عليه أطفائها
-
المطلوب من الحكومة المؤقرة ورد فعل الشعب العراقي
-
أحلام السيد سركيس اغاجان يا ترى!! بين الحقيقة والأوهام؟!
-
المواطن يسال رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة .. هم متهمين بال
...
-
القضية العراقية في خطر!
-
في ذكرى الاربعين لصوريا البطلة..شهداؤنا خالدون
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|