أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - المتأسلمون وتحالفاتهم














المزيد.....

المتأسلمون وتحالفاتهم


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 10:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في غمار الدعوات للتغيير والتوقيعات والتوكيلات‏,‏ وإذ وجد ذلك كله صدي أو بعض صدي‏,‏ نشطت الجماعة المحظورة لتعرض تحالفاتها مع هذه الأطراف أو تلك‏,‏ وربما تقبل منها البعض ذلك دون أن يدركوا مدي الخديعة التي تلتف حولهم‏.

وأن أصحاب هذه الأيدي التي تمتد بدعوي التحالف مخادعون بل أكثر من مخادعين لكن البعض وربما أحب أن يخدع‏,‏ إذ يخيل إليه أنهم شركاء كما وصفهم‏,‏ ويتصور أنه قادر علي تغييرهم وإقناعهم بما يخالف تاريخهم وفكرهم وطموحاتهم‏.‏
ومايجري الآن يذكرني بواقعة في التاريخ القديم حول دعوة للتحالف توجه بها متأسلمون إلي عناصر صدقت قولهم فأوشكت أن تقع في براثنهم‏,‏ ودعونا نستعيد هذه الواقعة لنتذكر ما كان ولنتأمل ما يجري حولنا ونتلقن الدرس إن كانت ثمة رغبة في التعلم‏.‏
وتبدأ الحكاية عام‏65‏ هجرية إذ كان الصراع محتدما حول السلطة‏,‏ وهو صراع اتخذ منذ البداية رداء دينيا‏,‏ كل طرف يلتمس من الدين الحنيف غطاء يخفي مطامعه في السلطة والتسلط‏.‏ ونهض في هذا العام أفاق يرتدي ثيابا شيعية يدعي المختار الثقفي خرج من المدينة حيث يقيم بقايا أبناء علي بن أبي طالب وربما كان آخرهم محمد بن علي بن أبي طالب وهو ابن لعلي من زوجة غير السيدة فاطمة وسمي أبن الحنفية نسبة إليها‏,‏ وذهب الأفاق مختار الثقفي إلي الكوفة مدعيا أنه محمل برسالة دينية تفرض إعادة حكم المسلمين إلي أصحابه الأصليين أبناء علي‏,‏ ولم يكن اختياره للكوفة محض مصادفة‏,‏ ففي عنق أهل الكوفة إثم يمثل جرحا عميقا في نفوسهم‏,‏ إذ خانوا عليا وأسالوا دماء ابنائه ورجاله وكل من وقف مع حقه في الخلافة‏.‏ وفي مساجد الكوفة وجد المختار الثقفي ساحة ينشر فيها دعوته لمحمد بن الحنفية داعيا لخلافته وتوليته الامامة ليعود الحق لأصحابه وتعالت صيحات المختار الثقفي بالدعوة لمحمد بن الحنفية والمناداة به خليفة وإماما للمسلمين‏.‏ واستثار الأفاق الجرح الكامن في قلوب سكان الكوفة وإحساسهم بالإثم إزاء علي وأبنائه وآل البيت عموما فالتفت حوله آلاف مؤلفة من السذج ونجح في أن يسلحهم بمشاعر دينية دافقة وتحولت الدعوة إلي ثورة عارمة علي الدولة الزبيرية والدولة الأموية معا‏.‏ وتوالت انتصارات هذه الجموع تحت قيادة المختار الثقفي الذي تحول في وقت وجيز إلي زعيم ديني وجماهيري ينادي بحقوق آل البيت وشيعة علي ويدعو لولاية آخر الأحياء من أبنائه‏.‏
وأصبح اسم محمد بن الحنفية بالنسبة لجيوش السذج هو مفتاح الجنة وتكاثرت جيوش من الداعين لابن الحنفية حتي وصل الوهم إلي الرجل بينما كان متواريا في المدينة‏.‏ الرجل المسكين وجد من يبايعه خليفة ويمنحه الحق في حكم البلاد والعباد‏.‏ فصدق اليد الممدودة إليه‏,‏ وصدق صاحبها ولم يكتشف أن الثقفي إنما يتخذه مجرد وسيلة كي يحكم هو‏,‏ ويتحكم هو‏.‏ المهم تجمع بعض الأقارب حول محمد بن الحنفية وأقنعوه بأن ثورة جارفة تموج في البلاد وأن مقرها الكوفة وان جيشها مكون من ألوف مؤلفة وأنهم جميعا وعلي رأسهم المختار الثقفي إنما يحلمون بالعثور علي محمد بن الحنفية كي يحملوه حملا إلي موقع الخلافة وينصبوه أميرا للمؤمنين‏.‏ صدق المسكين وحمل متاعه واصطحب حريمه ومضي في نفر قليل من أهله إلي الكوفة معلنا أنه محمد بن الحنفية أي ابن علي بن أبي طالب وانه أتي ليلبي دعوة الثوار وقائدهم‏,‏ مستعدا لتولي الخلافة‏,‏ وهللت الجماهير المخدوعة بنجاحها في البدء بتولية الخليفة الجديد وإعادة الحق إلي أصحابه أي إلي آل بيت علي‏.‏ لكن الجماهير المخدوعة ومحمد بن الحنفية المخدوع هو أيضا لم يكونوا يعلمون أن اليد التي امتدت إلي محمد بن الحنفية هي مجرد وسيلة وحيلة يحتال بها المختار الثقفي كي يتولي السلطة‏.‏
لكن الأفاق المتأسلم لم يعدم وسيلة للانقضاض علي فريسته وما أن شعر بأن محمد ابن الحنفية يهدد طموحه إلي السلطة والتسلط حتي جمع جنوده ومؤيديه وألقي فيهم خطابا ملتهبا مرحبا بالخليفة الجديد آخر سلالة علي وممثل بقية آل البيت الكرام‏,‏ مؤكدا أن محمد بن الحنفية هو صاحب الحق وصاحب الولاية وأنه أمير المؤمنين‏.‏ ثم أردف بعد ذلك بأن البعض من أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء آل البيت يشككون في أن القادم الذي يعلن أنه بن الحنفية هو مجرد مدع وأنه لا علاقة له بآل البيت‏.‏
وشن المختار الثقفي هجوما عنيفا علي هؤلاء المدعين والمنكرين لصفة الرجل ونسبه وحسبه وبعد أن أكد تمسكه بصحة نسب الرجل وصحة بنوته لعلي بن أبي طالب ومن ثم صحة استحقاقه للخلافة قدم دليلا قويا فقال‏:‏ إن هناك علامة لا تنكر للإمام المهدي محمد بن الحنفية أمير المؤمنين وخليفتهم وهي أنه إذ يضرب عنقه بالسيف فإن عنقه لا يقطع بل إن السيف ينكسر ووعدهم بأن يدحض دعاوي المنكرين لحق الرجل وحقيقته بأن يجمع المسلمين في الغد ليجري أمامهم التجربة التي تثبت أن الرجل هو بالفعل محمد بن الحنفية‏.‏
وتفرق المسلمون إلي غد وعاد محمد بن الحنفية إلي مسكنه وقد اكتشف الخدعة الكبري فما كانت الدعوة إليه والادعاء بالانتماء لرهطه وحقه سوي خدعة كبري وأيقن أنه سيلقي حتفه في الغد وسوف تطيح السيوف فيه وفي رجاله‏..‏ فجمع رجاله وتسلل هاربا‏.‏
وإلي كل من يتلقون بترحاب يدا ممدودة من هذه الجماعة أن يتذكروا المختار الثقفي ومحمد بن الحنفية‏,‏ وأن يتلقنوا الدرس هذا إن أرادوا‏.‏



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ صفوان أبوالفتح
- فلماذا أسميناهم متأسلمين؟
- عن تجديد الفكر الديني
- ومهما كان الثمن.. وكانت التضحيات سنمضي إلى الأمام
- حول تعديل الدستور - جحا الاخر
- حول تعديلات الدستور : جحا .. والجمل .. والحمار ... هل أصبح ا ...
- حول تعديل الدستور:حكاية جحا .. ولجنة الدكتورة أمال
- كائن لامحل له من الإعراب.. يتخطي القواعد ويستولي علي مقاليد ...


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - المتأسلمون وتحالفاتهم