|
مسرحية(ماما..عمو..بابا..ميت)القسم الثاني..الأخير
تحسين كرمياني
الحوار المتمدن-العدد: 3031 - 2010 / 6 / 11 - 23:57
المحور:
الادب والفن
بلاسم: الحر قاتل،الصيف في بلادنا طويل جداً،لكن يا(بلاسم)الصيف بيد الحكومة،أي نعم، بوسع الحكومة أن تمط الصيف،وبوسعها إلغاؤه كلياً من ذاكرة الناس،فقط لو أعادوا لنا الكهرباء إلى وضعه الطبيعي،لو كانت الكهرباء موجودة،لما شعرنا بقوة الحرارة،ما العمل كل شيء ضاع مع موجة الحرية التي غربلت الدنيا،أية حرية،ها أنا من زنزانة لزنزانة، حياتي عبارة عن زنازين متصلة،عشت ردحاً من الزمن في زنازين الأسر،في متر مربع، آه..يا(بلاسم)لا تقلب ظهر المجن،لا تثير مواجعك الكثيرة،ها أنت مرة أخرى في الحمّام،لا ولن تعرف متى تأتي ساعة الخلاص،ساعة الفرج،آه..يا أم(بروين)بدأت أموت،أموووو..!! [ ضحكة(بروين)تخرس ـ بلاسم ـ ترتفع ضحكات أخرى،تنتقل الإضاءة إلى المكان1] روناك : يا أخوات تمنيت لو بقيت في مدينة(بعقوبة)لما جرت لي كل هذه المتاعب المتواصلة. بروين: ومن قال أنهم يتركونا،أبي كاتب معروف في(بعقوبة)وهو(شيعي)المذهب رغم عدم إيمانه بكل القيم السماوية،وأنت(كوردية) من(خانقين)،والله لنحرونا كما ينحرون البقر. شيرين: يا أختي لا تهتمي،سمعت أن المرحلين والمبعدين والمهجرين سيرجعون إلى مناطقهم. روناك: حتى لو فرغت البلدة،هل يعقل أن نبق مؤجرين. بروين: (إلى أمّها)..ألم يقل بابا نبيع أملاكنا هناك ونشتري بيتاً هنا. روناك: أبوك غير مرغوب فيه في البلدة،لولا الوساطة لما قبلوا نقل وظيفته إلى هنا. بروين: تلك الوساطة كانت سببها الكتابة،تدخل أصحابه الأدباء وأجبروا إدارة البلدة على عدم التعرض له،بعدما لاحقوه وأجبروه على ترك البلدة. دنيا: توجد بيوت للبيع هنا،بإمكانكم شراء بيتاً ملائماً. شيرين: توجد قطع أراضي قرب المتنزه،أشتروا قطعة وأبنوها كما ترغبون. سميرة: تلك القطع تجاوزات،أنها أرض زراعية غير مفروزة. دنيا: كل شيء في البلاد هو خارج القانون،لا أظن الحكومة تتدخل في حياة الناس إلى هذه الدرجة،أنها تحتاج إلى عشرين سنة كي تقف على أقدامها وتفكر بتطبيق القوانين. بروين: الحكومة ليس لها دخل في بلدتنا،ليس بوسعها الوصول إلينا. روناك: البيوت نار،وقطع الأراضي ملتهبة بسبب الأمان الموجود في البلدة. بروين: أبي يمتلك بعد نظر،اكتوى بنار الحياة،لا يستعجل في اتخاذ القرارات،لا يخطو خطوة من غير تفكير ومدارسة ما يعزم عليه. [يحدث صمت،تنتقل الإضاءة إلى المكان2،(بلاسم)يتمدد على ظهره] بلاسم: على ما يبدو هذه القضية ستطول،لا يبدو على أم(بروين)إنهاء جلستها،كيف يا(بلاسم) نسيت ما عزمت عليه،لم لم تحسب حسابك،لم دخلت الحمّام،لم أنت ضعيف في مثل هذه المواقف،آه..دائماً تضع نفسك في مواقف خانقة،وضعت نفسك في قفص الأسر بمحض إرادتك،لم لم تفر كما فرّ زملاؤك،كانت الفرصة مؤاتية للهروب خارج البلاد،لكنت الآن في وضع تحسد عليه،ربما كنت الآن مخرجاً كبيراً،شاعراً معروفاً،أو ناقداً حداثياً،أضعت أحلامك ومشاريعك الأدبية،واليوم تضع نفسك في قفص خانق،أنت السبب،لم وافقت على السكن في غرفة وحمّام،كان يجب أن تواصل التضحية براتبك وعدم ترك المنزل الذي تركته هناك في(بعقوبة)في حي(التحرير)..آآآآآآه..لم الدنيا بدأت في عيني تغيم،النفس بدأ ينقطع، أريد هواء..أريد ماء..هواااااااااااااااااااااااااء..ماااااااااااااااااااااااااااا..!! [ أصوات النساء ترتفع..تنتقل الإضاءة إلى المكان1] روناك: أنا نادمة لأننا تركنا ذلك المنزل الكبير. بروين: (بشيء من الحسرة)..أكلت رأس(بابا)بسبب إيجاره المرتفع. روناك: يا أخوات هل يجوز في يومنا هذا،ندفع راتبينا إيجار بيت لأنه كبير وجميل. دنيا: وماذا تأكلووووووووووووون وكيف تعيشووووووووووووووون. سميرة: حرام والله أن يكون في بلادنا ناس تسكن بالإيجار،أرضنا متروكة وخيراتنا لا تحصى. روناك: وزير الإسكان فلق رؤوسنا يوم دخول(الأمريكان)،قال أنه سيقوم ببناء مجمعات سكنية (خمس نجوم)لا توجد مثلها في البلدان الراقية ولا في الخيال. دنيا: ما زلت أتذكر أنه قال سنوزع أربعة أسطوانات غاز لكل عائلة. شيرين: ما زلتن تصدقون كلام السياسيين. سميرة: ومن نصدق،كل حكومة تأتي ومعها وعود وأحلام والفقراء ينتظرون. روناك: (بلاسم)..فلق رأسي بأنه سيستلم راتب الأدباء وإكرامية سنوية كبيرة. شيرين: يا أم(بروين)..جارتي قتل أبنها الشرطي ومنذ فترة تراجع ولم تحصل على راتب تقاعدي له،وأنت تريدين من الحكومة أن توزع رواتب على صعاليك فارغين. بروين: لا..لن أسمح لك بهذا،أبي ليس فارغاً،ليس صعلوكاً،أبي مشرف تربوي وأديب معروف. دنيا: ومن يقرأ الأدب في يومنا هذا،فقط الأدباء يكتبون لأنفسهم ويقرؤون لبعضهم. شيرين: أنا زوجي يحب القراءة بصورة منتظمة. بروين: وهل يمارس الكتابة. شيرين: كلا يقول الكتابة مهنة العاطلين. روناك: يوم كان(بلاسم)في الأسر،جعلت من كتبه(ألواح)ورقية تحت الأثاث،ما أن عاد من الأسر،تصوروا أوّل سؤال طرحه علي: أين كتبي يا أم(بروين). دنيا: لو كنت مكانك لقلت له أرجع إلى أسرك حتى تفيق من مخدراتك. بروين: ولم يا ست. دنيا: لم أسمع في حياتي رجلاً يفضل كتبه على زوجته. بروين: أمي تفهمه،وهو يفهمها. روناك: في كل يوم أمزق له كتباً وصحفاً لن ينفعل أو يبدي ضجره،يبتسم ويزيد ذلك من غضبي،قبل أن يستعمل عسل كلماته لتخديري. سميرة: كل غريب يصبر على العلقم. دنيا: يا أم(بروين)..الرجال معدنهم واحد. بروين (تطلق ضحكة)..وما هو معدن النساء،ذهب قيراط(21)أليس هذا رأيك. [ طرقات على الباب الخارجي،صمت،تنتقل الإضاءة إلى المكان2،(بلاسم)يحاول النهوض] بلاسم: هل حقاً سمعت طرقات الباب،أم أن قلبي بدأ يضرب طبل الموت،لأصغي جيداً،حقاً.. [يتواصل الضرب] ..نعم أنّه الباب..الباب الرئيس،لابد أنه جاء،أخيراً جاء منقذي وطبيبي الدكتور(حميد)،أين أنت،أين كنت،لم تأخرت يا دكتور،لم أعد أحتمل هذا الوهن المتوغل في عروقي،أرجوك يا دكتور،أرجوك لا تطيل الحوار معهن،أنا أموت،لا أحد يشعر بي،عجل وهيأ أمصال حياتي، تعال،أنا ههنا،ههنا في الحمّام،لا تستغرب،مكان غير لائق بي طبعاً،ما العمل،البيت صغير جداً، غرفة واحدة وحمّام ومراحيض،قلبت أحشاء البلدة،لم أجد بيتاً ملائماً،هيّا يا دكتور،لم توقفت ،أين صرت،وأنت يا أم(بروين)لا تؤخري الدكتور(حميد)عن إسعافي،آه..أنا..أموووووووو.. [ضحكة ـ بروين ـ تنتقل الإضاءة إلى المكان1] بروين: (تطلق ضحكة طويلة)..تصوروا،امرأة غريبة تبحث عن غرفة للإيجار. دنيا: وماذا قلت لها. بروين: قلت لها بيتنا غرفة واحدة،أتقبلين أن تسكني معنا،هزت رأسها وراحت تلعن العالم. شيرين : العالم مخبول،الكل هجر بلدته. روناك: طالما سيف الجهل مرفوعاً،على الفقراء تهيئة رقابهم للقطع. سميرة: آه لو تأتين إلى منطقتنا،لم تبق أشبار أرض،المهجرون خربوا خارطة الشوارع،سدّوا منافذ مياه المجاري،حتى أماكن رمي القاذورات حولوها إلى مساكن عشوائية. دنيا: هل نسيتم ما فعلوا بنا،أيّام الترحيل والتعريب. شيرين: كنت بصدد أن أتكلم عن هذا الموضوع. دنيا: كنت صغيرة يوم قامت الحكومة بترحيلنا إلى الصحاري القاحلة،لعنة الله عليهم. شيرين: الحكومة أرادت تعريب البلدة،لم تعرف أنها كانت تنهش نفسها. روناك: كانت أيّام سود،الحكومة دفعت ثمن جرائمها. بروين: لو أصبحت أوّل(رئيسة للجمهورية)،أوّل قرار أتخذه،تجميع الناس حسب اللغة. دنيا: هذا هو الحل الوحيد لتهدئة الأمور على الأقل في هذه المرحلة الغامضة. روناك: ومن قال الحكومة تريد من الأمور أن تهدأ. سميرة: هم يحاربون الإرهاب قولاً وفعلاً. شيرين: لا تصدقي بكل ما ترينه. بروين: ألا تعلمين أنّ الهدوء ليس من صالح الحكومة. دنيا: قلت الصدق يا(بروين). سميرة: (إلى روناك)..أبنتك لها نفس أفكار والده. شيرين: زوجي يقول هذا أيضاً. روناك: (بلاسم)..يقول لو هدأت الأمور،على الحكومة أن تعمّر البلاد،وهذا هو المستحيل. شيرين: كنّا نتصور هذا. روناك: لكن من أين تأتي الحكومة بمليارات الدولارات كي تعمّر البلاد. بروين: أليس لنا نفط. دنيا: نفطنا ليس لنا يا شاطرة. سميرة: دعونا من السياسة والمشاكل العويصة. بروين: وهل لديك كلام جديد خارج نطاق الواقع. [صمت..الإضاءة تنتقل إلى المكان2] بلاسم: يا لحظي العاثر،خلته جاء،ما الذي أخرك يا دكتور،كنت تأتي دائماً وفق الموعد المضبوط، ما الذي عرقل مجيئك،أنا أموت يا دكتور،السكّر صعد إلى حد الخطورة،لساني أصبح مثل قطعة خشب،أين أنت،وأنت يا أم(بروين)في المرة السابقة نسيتني،تعاهدنا على أن نتذكر بعضنا،ألم أقل لك لا تنسيني،وأنت يا(بروين)أين عقلك،أخذك الضحك والحديث،تذكري أباك،تعرفين وضعي،آه..يا(بلاسم)لم لا تغامر وتخرج من هذا المكان،هيّا تجرأ مرة واحدة لا يبدو عليهن الانسحاب المبكر،نساء البلدة يعشقن التجمعات،لا يملكن اليوم شيئاً غير الضحك والحديث عن أوساخ الدنيا،هيّا ألبس قميصك وغادر هذا الجحيم..آه..أكاد أن أفقد توازني،آآآآآآآآآآآآ..!! [ صوت النساء،الإضاءة تنتقل إلى المكان1] روناك: قررنا أن نقضي العطلة في سوريا ولبنان. دنيا: (بتعجب)..هاااااااااااااااااااا..تقولين ظروفنا صعبة. روناك: صعبة جداً،لكن أولاد عم(بلاسم)هناك في(دمشق)أمورهم(توب). بروين: لمن تجمعون الأموال وتكنزون الذهب،سافروا وشاهدوا العالم. شيرين: أنا وزوجي قررنا أن نعيش لمدة شهر في الشمال. دنيا: لم الشمال، يقولون الغلاء الموجود في الشمال ليس موجوداً في الخارج. شيرين: هذه العطلة سنقضيها في الشمال،في العطلة القادمة سنسافر إلى(إيران). سميرة: لو ملكوني(إيران)كلها لرفضت السكن فيها. بروين: طبعاً لأنهم قتلوا أبوك وأخوك في الحرب. سميرة: ليس هذا فقط،كل الناس تقول أن(إيران)سبب تدهور بلادنا. روناك: جاءتهم الفرصة لينتقموا منّا،لأن حكومتنا دمرتهم أيام الحرب. شيرين: حكومتنا جعلت كل العالم يكرهنا. سميرة: كان العالم يحبوننا،كانوا يرون(العراقي)برميل نفط يمشي في شوارعهم. روناك: يحبوننا لأننا أصحاب نفط لا ينتهي. دنيا: دائماً لدي رغبة السكن في بلدان الخليج. روناك: الخليج اليوم عروس العالم،بالأمس كانوا بدو يمشون حفاة. سميرة: تطوروا وصار العالم يزحف إليهم،لأن رجالهم صاروا يمتلكون عقول مدينية متحضرة. شيرين: وما بال رجالنا،أليسوا أهل الحضارات العريقة. دنيا: رجالنا لم يخلقوا للحياة،خلقوا للحروب والدمار والثرثرة. بروين: كان شمالنا فردوس،الحكومة محت تلك الغابات الطبيعية يوم(الأنفال). شيرين: لا تذكريني(بالأنفال)رجاء. [ صمت..الإضاءة تنتقل إلى المكان2،(بلاسم)متمدداً..] بلاسم: لم تداهمني الأفكار الكبيرة كلّما أكون في زنزانة،ليت(اللابتوب)معي،حتى لو هنا،داخل هذا الجحيم،لم يا(بلاسم)لا تفكر بهذا الجانب،قبل يومين ألم تقرر أن تنقل جهازك معك حين يتكرر عليك هذا المشهد،مرة أخرى نسيت ما عزمت عليه،قبل يومين باغتتك فكرة كتابة رواية،رواية قصيرة جداً،لا تستغرق كتابتها سوى خمس إلى ست جلسات،ألم تقرر أن تكتبها داخل الحمّام،وجدت الحمّام خير مكان لكتابة رواية حارة جداً،عن سخونة أحداث مرت بحياتك،مرة أخرى تضيع فرصة،أنت تعرف نفسك جيداً،ذاكرتك بطيئة،لا تحتفظ بالأشياء المهمة،تلك هي ضريبة(وطنيتك)العالية جداً،الأسر أكل مخك،تعرضت إلى عقوبات كثيرة،أرادوا منك أن تغدو(تكفيرياً)مقابل إطلاق سراحك،وأن تتجول بكل حرية داخل(بلادهم)وتتزوج إن شئت زواج(متعة)وتسكن حياة طبيعية بينهم،بعيداً عن أوجاع الغربة وقسوة الحياة في معتقلاتهم،لكنك يا(بلاسم)رفضت كل إغراءاتهم،فضلت الأسر على تلك الحرية الدموية الموعودة،أرادوا منك أن تعذب زملاؤك،أن تقوم بقطع ألسنتهم بالمقص،وتقتلع أعينهم بمفل البراغي،لكنك صمدت يا(بلاسم)صمود الصخور العملاقة بوجه السيول الجارفة،تحملت العذاب،قبلت أن يفعلوا بك ما يشتهون،قبلت أن يحشروا كل ما هو جارح في(.....)،آه..يا(بلاسم)هل تذكر يوم جيء بصحون مليئة بالبراز،تقلبت أحشاؤك،بقيت تقيء،قبل أن يسحلوك ويرموك في زنزانة مترية،في ظلام دامس،وماء سيان ينزل بالتقطير المدمر عليك،البعض تناول(البراز)راضياً مرضياً،لأنهم لم يحتملوا آلام تلك الزجاجات التي أجبروهم الجلوس عليها،آه يا(بلاسم)،ألم تكتب قصيدة بالمناسبة،ألم تضع في بالك تلك الفكرة التي صممت على تحويلها إلى مسرحية حين تعود، ،كنت قد خططت أن تجعل مشاهدي مسرحيتك(يوم البراز العالمي)يحملون بعد الانتهاء من العرض صحون فيها(براز)ويخرجون إلى العالم،يسيرون مواكب صامتة احتجاجا على ما يجري داخل السجون والزنازين في(الشرق)،ها أنت من جديد في زنزانة،والماء يهبط عليك بتنقيط مدمر للأعصاب،ستموت حتماً،طالما العالم كلّه مشغول بالحروب،طالما النساء يواصلن الثرثرة،طالما أنت هنا..طالما الدكتور(حميد)لم يجئ بعد،آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ..!! [ ترتفع الأصوات النسائية،الإضاءة تنتقل إلى المكان1،النساء واقفات] روناك: لم لا تبقون على العشاء يا زميلات،الحديث معكن مؤنس ومبدد الوحشة. شيرين: زوجي سيأتي بعد صلاة المغرب جائعاً. بروين: من متى بدأ يخاف الله،كان ليل نهار سكران. شيرين: يوم رأى تلك الرؤوس المقطوعة الملقاة قرب دكانه،تاب توبة نصوحة. دنيا: ليت زوجي يرى ما رآه زوجك عسى أن يصلي مثل الآخرين. روناك: لو قطعوا رؤوس البلاد كلّها أمام ـ بلاسم ـ لن يركع ركعة واحدة. سميرة: زوجك عاص،متمرد على الدين،يتبع الغاوون. بروين: أبي يؤمن بالفلسفة والأدب والجمال. دنيا: الوقت أدركنا،سنزورك كل يوم يا أم(بروين)،نتمنى لك الشفاء العاجل. سميرة: حقيقة يا أم(بروين)جئنا من المدرسة،هديتك موجودة يوم غد سنجلبها. روناك: تكفي زيارتكن لي. شيرين: حقيقة قررنا أن نهيأ هدية ملائمة تليق بمعزتك لدينا،لم نجد في دربنا محلات مفتوحة. روناك: أرجوكن يا صديقات،تكفي زيارتكن،لا تفكروا بهذا الموضوع. [تبدأ(سميرة)بمعانقة ـ روناك وبروين ـ تتبعها(دنيا)،ثم(شيرين)،يخرجن إلى خارج الغرفة، تنتقل الإضاءة إلى المكان2،(بلاسم)نائم،الماء يهبط من الدش بتنقيط،تعود الإضاءة إلى المكان1] بروين: (إلى أمّها)..نجاحي سيكون مضموناً طالما صديقاتك لا ينقطعن عنك. روناك: أشعر براحة معهن،أبوك عشق الكومبيوتر،يعيش في عالم آخر. بروين: ألم أقل لك أبي لا يقبل التبرع بصحفه. روناك: وما نفعها،غير تجميع الغبار وتحجيم مساحة حريتنا في هذه الخربة. [ طرقات على الباب..تركض ـ بروين ـ وهي تصيح] بروين: يبدو أن أبي قد عاد. [يدخل الدكتور ـ حميد ـ يضع حقيبته على الأرض] الدكتور حميد: أرجو المعذرة يا ست،جلبوا لنا مفرزة شرطة داست سيارتهم على لغم أرضي. روناك: وهل هم أحياء. الدكتور حميد: (منفعلاً)..نعم كلهم أحياء ولكن عند ربهم يرزقون. بروين: متى نتخلص من هذه الشرور المتواصلة. الدكتور حميد: كل شيء أختلط،لا أحد بوسعه تمييز الأشياء. روناك: المهم حمداً على سلامتك. الدكتور حميد: سلامتك أنت يا أم(بروين). روناك: لكن يا ماما،أين أبي. روناك: (تضع يدها على فمها)..صحيييييييييييييييييح أنيّ نسيته،أين هو يا ترى. بروين: ربما خرج إلى زملاؤه الفارغين. روناك: ألا يعلم بموعد علاجه. بروين: (تنتبه إلى ملابسه على الحائط)..لكنه لم يخرج،هذه ملابسه. روناك: وهل يجوز فعلها مرة أخرى. بروين : (باستغراب)..ولم لا يا جماعة،لا مكان بديل لدينا في هذا القمقم. [ بروين تدخل ترافقها الإضاءة،تقف أمام باب الحمّام،تفتح الباب،يتم تسليط الضوء على(بلاسم)ممدداً،تحاول(بروين)أن تنهضه،تند صرخة طويلة منها] بروين : (تجهش)مااااااااااماااااااااااااا..عمووووووو..بااااااااابااااااااااا..ميييييييييييييييييييييت..!! [يهرع الدكتور(حميد)إلى الداخل،وراءه(روناك)ترافقهما الإضاءة مع موسيقى جنائزية..ٍ]
[ستارة] ***
#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماما..عمو..بابا..ميّت(مسرحية)القسم الأوّل
-
حديث مقاهينا(مسرحية)المشهد الثالث/الأخير
-
حديث مقاهينا(مسرحية)المشهد الثاني
-
حديث مقاهينا(مسرحية)المشهد الأوّل
-
قصة قصيرة(الذبيحة)مهداة إلى/سعد محمد رحيم
-
رواية(قفل قلبي)القسم الأخير
-
قفل قلبي(رواية)16 الديوان الملحق بالرواية2
-
قفل قلبي(رواية)16
-
قفل قلبي(15)
-
قفل قلبي(رواية)14
-
قفل قلبي(رواية)13
-
قفل قلبي(رواية)12
-
قفل قلبي(رواية)11
-
قفل قلبي(رواية)10
-
قفل قلبي(رواية)9
-
قفل قلبي(رواية)8
-
قفل قلبي(رواية)6
-
قفل قلبي(رواية)7
-
قفل قلبي(رواية)5
-
قفل قلبي(رواية)4
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|