بركات معبد
الحوار المتمدن-العدد: 3028 - 2010 / 6 / 8 - 18:29
المحور:
الادب والفن
لم أكن هكذا
قبل مرور الفاتحين فى جوفى كالشياطين
كنت واحدا
من الذين حشرتهم الحياة بين أنيابها
وراحت تفكك عظامهم دون رحمة
لذا قررت أن أسافر للموت بإرادة حرة
تاركا ذكرياتى القديمة
ملفوفة ببعض جرائد المعارضة
ومعطفى البالى الذى كنت أحتمى به
من صفعات الزائرين
وصورة لعبد الناصر ببرواز خشبى
حطموا زجاجه وتركوه معرضا للرصوبة
والقوارض وأسراب النمل
فحين يكتمل الحقد حبيبتى
أذكرينى مع حكايات جدتنا
عن الشاطر حسن
عن " أيوب المصرى "
عن نوادر " جحا " وألاعيب " على الزيبق "
ربما لنا موعد بعد الموت
لا تنسج فيه العناكب أشباحها فى نحورنا
حين يكتمل الحقد حبيبتى
انزعى عباءتك السوداء
وجدلى ضفائرك من جديد
فالكل ماعداك نبت ضار
وبقايا من مخلفات حرب
أتَوْا مكللين بالنياشين الزائفة
الجميزة التى كانت تظلنا حبيبتى
ونلعب فوق أغصانها البارحة اقتلعوها
ترملت الأحلام المتدحرجة من عيوننا
واقتسمت معى رائحة الدخان القادمة
حيث يقف الجلادون بسجائر محشوة بعظامنا
الكل غير قادر على احتمال الظل
رطوبة المكان امتصت بقايا أوردتنا
الدود الذى يتقافز من أجسادنا
ملأ المكان بالصراخ
والجلود التى طلت الجدار باهت لونها
سأبدأ المسير من جديد
فى دروب اخترتها بعناية
حيث المرأة التى حفَّنت فى وجوهنا الرمل
حيث الفتاة التى ألقت بمعطفها الفاخر
ونحن متشبسين بخيباتنا
حيث البشارة بغد قابل للكسر
تسرق كل ما هو أقل من الحزن
#بركات_معبد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟