أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق الدويري - - روبي وماهية الجميل والقبيح














المزيد.....

- روبي وماهية الجميل والقبيح


طارق الدويري

الحوار المتمدن-العدد: 921 - 2004 / 8 / 10 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


في برنامج لقناة دريم- ماما نجوى
وبطريقة حديثه مع بؤلظ
أعلنت قرار وزارة الأعلام
للمشاهدين بمنع أغاني روبي
من التلفزيون الأرضي والفضائي..
وذلك استجابة لطلبات المشاهدين وخوفاً علي القيم الشرقية الفريدة!
د.يحي الرخاوي والذي كان مستضافاً في البرنامج رأي قرار المنع
ليس حلاً للمجتمعات وتطوره، وكان مع فكرة عرض وتقديم كل التجارب،
وأنه دائما وفي النهاية الجميل يطرد القبيح مع الوقت والتطور، مع تأكيد إن المطلوب ليس
المنع، ولكن ترسيخ القيم الجمالية ومفهومها عند المجتمعات وتدعيمها حتى يدرك
المجتمع.. ماهية الجميل والقبيح.


" روبي وماهية الجميل والقبيح"
ما زال التلفزيون المصري المجيد بكل قنواته (وقواته) الأرضية والفضائية
والهوائية والأخلاقية وكل ما هو.. ..ئية .. يعلن حربه الضروس الناجحة والفالحة بقيادة وزارة الأعلام المسلحة علي العدو الأخلاقي الأوحد..روبي.. ومنع أغنياتها الشيطانية الفاضحة.. ومازالت القوة 17 بمجلس الشعب حاملة لواء السلف " والذي هو بلا تلف في كل الأكوان والعصور والأزمان". تطالب في مجلس شعبنا الموقر (النائم) بما هو في صالح فقراء هذا الشعب الخيبان، وتبحث جاهدة في منع خيالات روبي عن أفئدة الشباب الجوعان التلفان الكبتان. فلماذا؟
لأن الروبي تجعلنا ننظر إلي جسدها العورة (من تحت لتحت) ونحن بالطبع نسُبها لحركاتها الملتهبة.. وبتالي تلهبنا وتسقطنا وتردينا في الخطيئة الوحيدة والتي بدونها " لكنا أبراراً ومن رواد الجنة بسهولة ويسر.. وكأن الروبي ليست تجسيداً لأفكار قلوبنا وشهواتنا المستترة وأحلامنا المكبوتة. لماذا هي روبي؟ ولماذا وجدت هكذا مطابقة لكل ما هو خفي فينا ويردينا؟ ولماذا نحن نضعف أمام حركات جسدها الثعباني، والذي يحرك فينا ويكشف كل الشغف الذي بداخلنا لكل ما هو مبتذل ورخيص وساقط وجسداني ؟ هل العيب فيها ؟ أم في نظراتنا المكشوفة والتي تهوي وتعبد الجسد دونما الشخص الروح، لماذا لا نحزن من هذا الرخص؟ لماذا لا نكتئب عليها ونبكي علي حالها ومهانتها لنفسها. ولماذا نفضل رفع الحجارة لرجمها ودفنها..!؟
قديماً قيل " من منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر"
فهل منكم يا سادة من هو بلا خطيئة..؟
هل فيكم من لم يشارك في صنعها قبل قرار رجمها؟
هل منكم من لم يحلم بها؟.. من لم يراودها ويساومها في أحلامه..؟ ،
هل منكم من لم يسقطها ويفضحها في خيالاته؟
حتى قبل أن تظهر الروبي في تلفزيوننا الشريف القيم.. النظيف بأفكاره العالية الغالية.. وقيمه الفكرية الاستهلاكية الفاتنة..
من لم يطاردها؟ لم يتحرش بها في أوهامه.. بل من لم يلعنها في سره وينعتها بالعورة.. لأنها تفضح شهوات قلبه.. هي ابنة هذا المجتمع.. هي خليقته..
شهوة قلبه وصنيعة خيالاته. هي نتاج أمراضه ومكبوتات نفسه وازدواجيته..
المجتمع الذي يكفرها ويتمناها.. هي نتاج فقر الروح فينا، وعشقنا للقبح والابتذال.. هي مَخْبرنا يا سادة.
هي خلاصة جهلنا بالجمال والعفة..هي الوجه الأخر لمفهوم الجسد العورة.
الجسد ذلك المركز والذي نتعبد له..
يا سادة الروبي تغني وتعزف علي أوتار قبحنا ومبتذلات أفكارنا.
هي نحن أنفسنا دون حجاب أو أردية التقوى..دون أقنعة أخلاق المسوخ فارغة المحتوي.. هي نفسها ذلك الذي كنا نئده قديما خوفا منه ورعباً من اشتهائه. يا سادة هي نتاج ثقافة الرعي والبداوة والذي كانت فيه المرأة فريسة تقتنص بجسدها اللحمي وهي متاعاً لنا.. فلما نجزع ونرفع سيوف الحرب وطبوله علي كل خيالاتنا المتردية، المصنوعة بحسب أرادتنا المستترة لفتاة الاحتلام والأفعال السرية، هي نفسها المرأة التي نريد أن نستهلكها ونستعملها ونتمتع بها.. ولكن علي شرطية أن تكون في خيمتنا نحن وغرفنا السرية دون الغير وللعنة علي كل الغير..
فاقنصوها..
هي قنصاً وصيداً لنا وحدنا.. أو أرجموها. أو أئد وها.
فهل هذا هو مخبرنا !!؟
هل هذا هو عيشنا !!؟



#طارق_الدويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخبز والحرية
- ساعات أنشودة الصباح البعيد
- بنحب السيما
- خانة الخيانة-علي فين يامصر


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق الدويري - - روبي وماهية الجميل والقبيح