أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسين القطبي - هكذا تنكر الحزب الشيوعي لفاتحة الرفيق زهير ابراهيم














المزيد.....

هكذا تنكر الحزب الشيوعي لفاتحة الرفيق زهير ابراهيم


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 20:35
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



رغم ان احدا من رفاقه لم يكن يواسيه، الا انه لم يشعر بغربة، فقد كان القاسيون بقامته يطل من النافذه، واريج مزارعه التي يستفزها القيض تعطر غرفته حين استسلم لاغفائته الاخيرة، ففي لحظات التوديع العصيبة، كهذه، تكون الطبيعة اكثر رأفة من رفاق السلاح.
كرس الراحل حياته للحزب الشيوعي العراقي، مطاردا في ازقة بغداد، محاربا في سفوح كردستان، وصل الى عضوية اللجنة المركزية، ورشح للمكتب السياسي، الا انه حين ترجل ليستريح، من عناء الحياة، لم يجد بجانبه من الحزب، ومن الرفاق من يلتفت اليه ولو بتلويحة استحياء.
في مأتمه الذي اقيم في دمشق حضرت قناة العربية، التي كانت تعيله في سني حياته الاخيرة، باعتباره مراسلها في العاصمة السورية، حضر نقيب الصحفيين السوريين، شارك في التأبين وفد من الحزب الشيوعي السوري، وفد من دروز السويداء، احيى المأتم كل الاصدقاء والجيران من عوائل مسلمة ومسيحية، ولم يحضر من العراقيين سوى ثلاثة.
ابنة المناضل الراحل فاضل عباس المهداوي، اذ كانت في زيارة الى الشام، الكاتب عامر بدر حسون، والشاعر رياض النعماني، وهم اقرب اصدقاء عائلته فقط.
صحيح ان مقاطعة الحزب لتأبين مناضل يتوفاه الاجل في الغربة، لا تقلل من اهمية الفقيد، لكن اخلاق النضال يجب ان لا تتردى لاخلاق السياسة، فكان الاجدر بالرفيق ابوداود، السكرتير العام للحزب ان لا يتنكر لرفقة النضال، فقد كان الراحل مسؤوله التنظيمي المباشر ذات يوم.
وكان الاجدر بطريق الشعب، تلك التي امتزح حبرها بعرقه حين كان يخبئها تحت القميص، في ظهيرات بغداد المريبة، ان لا تشيح عنه، وتستكثر عليه حتى كلمة عزاء، بسبب اراء سياسية، او شللية حزبية، فهل هذا صد، ام جحود، ام انها السياسة، حين تستحوذ على اخلاقيات النضال؟
جورج صليبا، يارا عشي، همام، عائلة ام فادي، واخرين من اصدقاءه وجيرانه الذين عرفوه عن كثب، هم الذين عطروا جثمانه بدفئ مشاعرهم الانسانية، ونثروا عليه دموعا من نرجس حين رافقوه الى مقبرة الغرباء في حي السيدة زينب.
ورفاقه الذين جمعته بهم مساءات الخنادق، السهر على الشعر وتزييت البنادق، والحزب الذي اعتبره يوما حزبه، صدوا وجوههم، كلهم، وتنكروا لعشرة طويلة، في اليوم الوحيد الذي احتاجهم فيه، يوم تأبينه، اذ تركوا جثمانه، امام انظارهم، يحمل على اكتاف غيرهم، من شقة الغربة، الى مقبرة الغرباء.
هنا، لسنا في معرض تقييم اداء الحزب، في معاملة رفاقة القدامى، اذا ما حدث ان اختلفت الاراء، ولسنا في صدد توجيه النقد، او اللوم، او حتى العتاب، الا ان مناسبات العزاء تجمع الاعداء والاصدقاء، لأن اكثر ما يفرح الروح، وهي تودع العالم في رحلتها الابدية، هو رؤية الاصدقاء القدامى، وابسط ما يمكن ان يقدمه الاصدقاء، هؤلاء، في يوم كهذا هو الحضور في مجلس التأبين، وقد شحوا به.
وهكذا حضر السوريون، وحضر القاسيون، باريج بساتينه الفواحه، وتنكر الحزب الشيوعي، للاسف، في تابين من قضى وطرا من حياته، فيه، الراحل عضو اللجنة المركزية زهير ابراهيم.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل تركي جديد قبالة شواطئ غزة
- هل العراقي انسان أولا؟
- التزوير الحقيقي بدأ قبل الانتخابات
- ثلاثة انتهازيين لقيادة العراق الديمقراطي
- اجتثاث البعث ام اجتثاث البعثيين؟
- سمفونية جديدة للمالكي
- بئر الفكة النفطي ... من المستفيد ومن الخاسر من الازمة؟
- هل الاسلام يشجع على الجريمة ام الاسلامي السياسي متوحش?
- الحوثيون خونة ام ضحايا ام مجرد ظاهرة؟
- محارب لله ورسوله لانه كردي.. فاعدم
- المشكلة الكردية خنجر في خاصرة العراق
- كيف سيوظف المالكي التفجيرات الاخيرة في حملته الانتخابية
- كردستان لقمة اكبر من فم العراق
- التجربة الفاشلة لضم اليمن الجنوبي، هل ستنتهي قريبا؟
- مذابح التاميل مرت بصمت
- شعب التاميل هل يستحق الحياة؟
- اية قرانية تدعو لقتل الاكراد
- امريكا، الشيطان والرحمن في جسد واحد
- عبد المحي البصام لم يتغير
- عراق يبحث عن مشاكل، مع العمال الكردستاني هذه المرة


المزيد.....




- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسين القطبي - هكذا تنكر الحزب الشيوعي لفاتحة الرفيق زهير ابراهيم