أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نوري قادر - من النافذة














المزيد.....


من النافذة


محمد نوري قادر

الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 18:33
المحور: الادب والفن
    


عندما هبت العاصفة ,أصبحت السماء بلون الدم ممزوجة بالآهات والغبار والنذور للصنم ,تسير بخط متوازي للعويل والبكاء محطمة سلال وثقتهم بها يد البغاء , ومن تطاول على كل الموجودات بلا حياء, رؤيا الأشياء ,ومن يحيط بنا, معدومة في كل مكان إلا من كان يريد الرؤيا ومن يعنيه ما حل بهؤلاء الموتى الأحياء , الأشجار الباسقة تساقطت منها الأوراق ,لم يعد ضلها يحمي المتعبين من السفر ,لم يعد مثلما كنا صغارا نلعب,لقد استفحل الوباء ,تتصارع مع الأرض من اجل البقاء,جذورها ممتدة حتى قاع الكون, ريح وديدان عبثت في لحائها أكلت ثمارها قبل أن تثمر ,قبل أن تزهر ..فرح غامر يعلو وجوها مزقها الألم رمت بما كانت تحلم في بئر عميق مظلم تنتظر مصيرها المحتوم في عربات مصفحة يقودها الحمير إلى جهة حيث لا تعرف ولا تعلم ..لم يوجد هناك مصباح ينير الظلمة , لم يوجد من يحمل مشعل , لم يوجد من يحمل شمعة ,إلا من بصيص ضوء من قناني زجاجية متعددة الألوان منها من كان بالأمس من يسكن الألم ويزيح بعضا من هموم الزمن وضع فيها بعض الزيت رغما عنها , ربطت بعجينة من الخبز المنقوع بالماء ,وأحيانا كثيرة بالتمر ينبثق من فوهة في مقدمتها خيط سميك ,يبقى متوهجا بعض الوقت ,كما نحن ..تجلس إلى جواره أشباح متعبه هزيلة القوام لم تقوى على الوقوف على أقدامها يختلجها الرعب من كلاب سائبة تجوب في الشوارع تتصيد فرائسها بلذة لا متناهية ونهم ,مصحوبة بحماقات لا تحصى هي جزء من موروث تبنته منذ مولدها ,منذ إعلانها الطاعة بإرادتها , منذ أن وقعت بالدم ,تتبختر في ولائها ,تأتمر بالحجارة , بالعصا يهشها كما يهش الراعي الغنم ,تطيعه إلى أين يسير حتى لو لعن أباها حتى وان زلت به القدم , تنظر للعاصفة بيأس وما تصطحبه من وعود كاذبة مشئومة إلى نفس القدر ,يقودها للثأر قبل أن يحيق بها الخطر ,قبل أن تبزغ الشمس قبل السحر ,تنبح بأعلى أصواتها تمزق السكون ,تعلن الويل لمن يلوذ بالفرار من القدر ,ومن يحلم بالسفر ,للجالسين بصمت والندامى والحالمين بعد العاصفة يهطل المطر ..
سيدها المبجل يراقب الوضع عن كثب , يعلم كل شيء ,يسمع ما يدور من همس ,يعرف متى تأكل , وما يطربها وما تشرب وحتى عندما تثمل , والعاهرات ومن هي الأجمل يعرف متى تأوي فراشها ,متى تجامع أنثاها وبمن تحلم ,لكن العاصفة بدأت تزحف نحو الديار تتقدم ,تلتهم النعم ,ولم يعلن الإفلاس ,ولم يبدو عليه انه ندم ,أو مهتما بأمر العاصفة وما تلطخت يداه ,مستلقيا على أريكة تهتز طربا لكؤوس الخمر, تسيل لعاب من ينظر إليها من الخدم ,يكتب ما شاء له ,يضحك بصوت عال , يمارس السحر يسب ويشتم ,يمارس الجنس عندما يثمل ,يوزع الهدايا بالمجان في كل مكان ,أصيب بالهذيان ولم يفلح ,مختبئا في جحره خوفا من الريح العاتية ,من الوحل الذي به تلطخ ,خوفا من الضرب بالنعل إن جمحت بما كانت تحمل وتحلم ..عندها اهتزت النخلة من الطرب ومال السعف يعانق جذعها فسقط الرطب ,هربت مذعورة كلاب الصيد خوفا من الغضب ,تحتمي في الأزقة والديار ,في المساجد تستغفر الرب ومن دعاها لنفس السبب أن تمارس عهر الأمس بلا عتب , ولم تكتفي ,مدت يدها لمن جاء بعد صيام , إبله مشرد أن يسرق الذهب



#محمد_نوري_قادر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وصحرائي
- هلوسة
- احتراق
- حاكم
- بائع الطيور
- زيحوا الستائر
- إيماءة في كأس ثمل
- للوداع الأخير...
- لا شيء يقلقني أكثر
- الطيور تعشق احلامها
- هل أقبل الخريف
- نتيجة
- تائه
- إنعكاس للظل
- أحزان على قارعة الطريق
- أعلان
- المأساة
- سألت نفسي
- عندما النهر نعشق
- هاجس


المزيد.....




- مكسيم خليل يروي كيف اتهمه نظام الأسد بتهريب السلاح
- الإخبارية السورية تكشف تفاصيل خطيرة حول التطورات الدموية في ...
- عــرض مسلسل ليلى الحلقة 24 مترجمة قصة عشق
- نبض بغداد.. إعادة تأهيل أيقونة العاصمة العراقية شارع الرشيد ...
- فنانة شابة في علاقة حب مع نور خالد النبوي؟ .. يا ترى مين ضيف ...
- إيران.. 74 جلدة لنجم شهير حرض على خلع الحجاب!
- سلي أولادك بأفضل أفلام الكرتون.. اضبط أحدث تردد لقناة كرتون ...
- انتقادات واسعة للمسلسل العراقي -ابن الباشا-.. هل هو نسخة من ...
- فنان مصري مشهور يفقد حاسة النطق.. وتامر حسني يتدخل
- شاهد.. مغني راب يصفع مصارعا قبل نزالهما في الفنون القتالية


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نوري قادر - من النافذة