رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 18:42
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
لن أعدد محاسن ومساؤي موقع الحوار المتمدن , فقد فعل العديد من الزملاء والأصدقاء وكانوا غالباً رائعين ومنصفين .
لكنّي أحبّ أن أضيف , ليس طبعاً بطريقة عادل إمام / هي رقاصة وبترقص .
شخصياً نشرتُ بضعة مقالات قصيرة فقط قبل بدايتي الحقيقية هنا , في هذا الموقع المتمدن
نعم إنّه رائع في العديد من الأشياء , ويكاد يُصبح مدرسة لتخريخ الكتّاب الجُدد وربّما سيمنح في يوم إسمه , كشهادة نقابية ليتم الإعتراف بكاتبٍ ما .
المواقع الإلكترونية المماثلة له , وبعضها أكبر عُمراً , لكنّها لم تشهد هذا الصعود والإنتشار السريع , كما حدث هنا
الفضل حتماً من أيّ منصف , هي لسياسة الموقع عموماً , في إتاحة الفرصة والخدمة لقول الرأي وإيصالهِ .
ثمّ وبالتأكيد لقيمة الكتّاب وإنتاجهم في هذا المصنع الثقافي والمنبر الحرّ .
فأسماء كبيرة من قبيل وفاء سلطان وسيد قمني وطارق حجي وعبد الخالق حسين وصلاح محسن ونضال نعيسة وشاكر النابلسي وكمال غبريال وفاطمة ناعوت وبلقيس حميد وغيرهم كثير وآخرين بصف ثاني وثالث وعاشر , لاينجمعون معاً إلاً هنا في هذهِ المدرسة الفكرية
***
لم يسبق لي التعرف على أيّ من أعضاء إدارة الموقع , عن قُرب , لكنّي أفترض أفكارهم اليسارية والعلمانية حسب شعارات الموقع على الأقل .
أهمّ إيجابيات الموقع , هي مساحة الحرية للجميع , ومن كل الإتجاهات , لقول كلمتهم .
صحيح أنّ هذا لا يُطابق الشعار المُعلن , لكن , معليش , ماشي الحال .
دهشتي بدأت عندما وجدتُ , مقالات شاتمة للعلمانيين وبألفاظ صريحة ضد ناس بأسمائهم
وصفاتهم وليس ضدّ أفكارهم فقط .
عجبي الثاني جاء مع منع بعض التعليقات لكتّاب ومعلقين علمانيين متقيدين بشروط النشر
لكن مع ذلك لا أنكر مرور بعض التعليقات الشاتمة من العلمانيين وأنا لستُ معها .
أمّا من المتدينيين , فقد مرّت تعليقات صعبة وألفاظ نابية , لا بل أحياناً عبرت مقالات كاملة لا تحوي سوى المسبّة والشتيمة لكتّاب كبار وصغار وما بينهم .
هل يوجد شيء كامل في الحياة ؟ بالطبع لا
هل أنا ممتن لموقع الحوار ؟ بالطبع نعم , بل هو يأخذ نصف يومي أحياناً .
هل هناك منغصات في الموقع ؟ طبعاً يوجد , ومنها مايلي :
أولاً / إعلان بريد الكاتب الحقيقي , يوصل إليه رسائل تهديد من معارضيه , رغم تفاهة تأثيرها , لكن لا يُنكر إزعاجها , ( اليوم وصلتني ثلاثة منها ) , مع أنّي أوصف من بعض أحبتي وأصدقائي , بأنّي عقلاني الى حدّ التوفيقي ,, أو النفاق ربّما
لكنّي أبرر طريقتي لهم, بالنسبية والهدوء وتجنّب جرح الأحبّة , مع محاولة إيصال فكرتي ذاتها , لأنّنا نستطيع أن نغيّر إتجاهنا أحياناً .. دون تغيير غايتنا النهائية .
تقول الدكتورة وفاء في مقالتها الأخيرة , مايلي :
(( مواجهة المألوف وتغييره هي عملية في غاية الفظاظة والقسوة، ولا يستطيع أن يقوم بها من لا يملك القدرة على أن يقسو ويكون فظا )) .
وكتبتُ لها تعليقاً على ذلك :
ما أشجعكِ يا دكتورة , أعترف أنّي شخصياً لا أملك تلك الفظاظة والقسوة اللازمتين ,وأخشى كثيراً أن أجرح بكلماتي أهلي وأحبتي , ولن أفاجأ يوماً لو أكتشفتُ أن لا تأثير لكلماتي على أحد , ومع ذلك سأبقى أحاول بطريقتي النسبية .
ثانياً / حجب بعض التعليقات وحتى المقالات العقلانية , دون ذكر السبب , حسب قوانين الموقع , وغالباً عدم الردّ على رسائل الإستفسار ,ربّما يمارسون فضيلة الصمت ؟ مايُشعر المتلقي أنّه أمام روبوت أو إنسان آلي , وأحياناً من النوع الروسي , الموسكفيج الذي يحمى فجأةً فيبدأ بإلغاء التعليقات المتتابعة , كما حصل في مقالة الأستاذ نادر قريط الأخيرة , ثم تمّ تدارك الأمر , لكن طبعاً جميعنا يشعر بلوعة الكاتب أو المعلّق في مثل تلك الحالات .
أمّا قصة حجب مقالتي / مسطرة الفكر البشري فأغرب من الخيال
حيث نٌشرت قبلها وبعدها عشرات المقالات تحوي نفس الفكرة , عن موضوع مقالة د. طارق حجي ونقدهِ لإسلوب البعض
وميزة مقالتي الوحيدة هي أيضاً النسبية والتوفيقية (تهمتي في الأونة الأخيرة ) , ومع ذلك لم تُنشر , قد لايرغب البعض بإخماد الفتنة بين العلمانيين ؟ لستُ متيقناً .
ثالثاً / أحياناً يتّم نشر مقالات , لاترتقي لمستوى الإنشاء المتوسط , ولن أطيل في الشرح هنا , لكن كلّ كاتب يعلم مسبقاً , أنّ من متطلبات كتابة المقالات خصوصاً , الإلمام بسياسة التحرير وشروط النشر .
فأنا مثلاً لايمكنني نشر مقالاتي في موقع إسلامي , كوني أنقد بعض مظاهرهِ ومشايخهِ وسوف يزعج القوم ذلك ويمتنعوا عن النشر .
لكن لماذا يحصل العكس هنا ؟ أقصد لماذا نجد في سياسة وشروط النشر شيء , بينما تُنشر مقالات عكس ذلك بالتمام ؟
أنا هنا لستُ ضد بعض الأصدقاء مثل طلعت خيري وداليا علي وغيرهم , لكن هناك البعض الآخر الذي يصبّ من الشتائم ما لايمكن سماعه في مقهى شعبي .
حتى الشتائم نفسها ليست المشكلة
في ظنّي , لا ينال من ثقتنا في أنفسنا , سوى تصديقنا لشاتمينا .
مع ذلك فنحنُ بشر وليس للجميع قدرة التجاوز والتغاضي والتسامح .
...
أخيراً أوّد التركيز على إمكانية الإختلاف دون .. الإختناق والخناقات
وكمثال بسيط , صديقي الأستاذ نادر قريط مختلف كثيراً عنّي , لكن إحترامنا لبعضنا قائم دوماً .
لماذا أقول ذلك ؟ لأنّ عدم حرق الجسور وطرق العودة ضرورية غالباً في الحياة
مثال طارق بن زياد ( وهو الفاتح عند البعض والغازي المُحتل عند الآخر ) , وحرقه المراكب وقولهِ ((العدومن أمامكم والبحر من ورائكم )), لم يعُد يصلح لزماننا .
كل يوم نكتشف حقيقة جديدة تغيير قناعاتنا السابقة .
العلم في تقدم مستمر ولن يتوقف أبداً , بينما توقف تطوّر الدين بإنقطاع الوحي .
وكل إضافة للدين سيكون بدعة تقود الى الضلالة ثم الى النار والعياذ بالله .
لاحظوا معي المثالين التاليين لتغير قناعاتنا
كنّا نسمع , أنّ سعادة الإنسان تقّل تدريجياً كلّما تقدم في العمر
تبيّن العكس , حسب خبر أمس من ال بي بي سي , الإحصائية تقول
تزداد سعادة الإنسان كلّما تقدّم بالعمر , نتيجة زيادة ثقته بنفسه وخبرته المتراكمة وقناعاتهِ الواسعة وتجاربهِ الطويلة ,
كل ذلك سيدفعهُ للتفكير الإيجابي ومن ثمّ الشعور بالسعادة لما هو موجود فعلاً ومتوفر للشخص .
طبعاً هذا لعموم البشر وستبقى الإستثناءات موجودة .
المثال الثاني / عن تركيا وكيف كانت مارقة بعيون المسلمين عندما إنضمت الى حلف الأطلسي/ الناتو ,بحيث كانت هناك فتاوي أخرجت تركيا من الملّة
اليوم يعتبر البعض إنضمامها لذلك الحلف الكافر , ضربة معلم من دولة مُسلمة
وهي في نظرهم أمل المستضعفين , كتعويض عن الحكام العرب بظاهرتهم الصوتية المزعجة , كالقذافي الوسيم , والبشير , الراقص بالعصا , وهنية الصارخ دوماً
نعم أحبتي كل شيء له وجهين حتى الحقيقة نفسها .
تحياتي لكم
4 يونيو 2010
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟