أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - ازدواجية الفكر الاسلامي1















المزيد.....

ازدواجية الفكر الاسلامي1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 09:14
المحور: المجتمع المدني
    


يصبح الإنسان مزدوج التفكير حين يعجز عن امتلاك المعرفة التي تُفسر الظواهر, فمثلاً لم يكن يعرف الإنسان القديم لماذا يرزقُ الله الكافر ويرزق المؤمن لذلك قال الإسلاميون : أن الله يعطي الدنيا لمن يحبُ ولمن لا يحب ولكنه لا يُعطي الآخرة إلا لمن أحب ,والصحيح أن المعرفة سُلطة , ومن يملك المعرفة يملك السلطة , وتعتبر الصحافة سلطة رابعة لأنها تملك المعرفة , وتسجن الدولة المثقف وتطارده لأنها تعتقد أنه يملك المعرفة وينتجها وبهذا يكون المثقف سلطة منافسة لسلطة الدولة التي تنتج المعرفة والتي هي حكر عليها لوحدها لأنها تريد أن تمتلك الثروة لوحدها عن طريق المعرفة,والمعرفة والسلطة ثروة أو العلم ثروة وهذه النظرية أشتهر بها الفلاسفة الغربيون الذين بدءوا يعرفون أو يمتلكون الخبرات لتأهلهم من شق الأرض واستغلال ثرواتها بالعلم وبالمعرفة , ونشأ الإسلام قديما في مجتمعات بدوية لا تملك المعرفة ولا تنتجها لذلك كانت تحيل الرزق وامتلاك الثروة إلى قدرة الله , فحين كان الكافر لديه ثروة فهذا معناه إرادة الله وحين يمتلك المؤمن بالدين الإسلامي الثروة فهذا معناه أيضاً إرادة الله وليس بسبب امتلاك المؤمن والكافر معاً للمعرفة , ولتقريب وجهات النظر والنظرية أكثر أقول أن المستثمر الذي يملك المعرفة يعرف أين يقيم مشروعه بنجاح أما الذي لا يعرف أو لا يمتلك المعرفة فإنه من المستحيل عليه أن يمتلك الثروة , لذلك تلجأ السلطة لاحتكار العلم والمعرفة وحجبها عن الغالبية العظمى من الناس وحين كانت المجتمعات العربية وغير العربية تعتمد في مصدر رزقها على كرم الطبيعة إذا أرادت هي ذلك ,كان الرزق أيضا مرتبطا بالحظ وبالصدفة وليس بالعلم وبالمعرفة وحين كانت أيضا المزروعات تغل بالحظ وبالصدفة, وقد كتبت مرة عن المجتمعات العربية أنها مجتمعات حظ وصدفة تزرع أرضها وتسقيها السماء ماء بالحظ وبالصدفة فحين يزرع الفلاح أرضه كان يدعو ألله كي تمطر السماء على أرضه فإذا أمطرت كان ذلك رحمة من الله وإذا لم تمطر كان ذلك غضبا من الله أو أن إرادته ومشيئته لم ترد للأرض أن ترتوي وكان يفسر الجدب والقحط بسبب طغيان البشر وعدم امتثالهم لأوامر الله وشرائع نبيه.

وكانت هذه المعتقدات سارية المفعول لأن الإنسان كان يقع تحت رحمة الطبيعة وليس لديه آلات وتقنيات يسيطر بها على الطبيعة لذلك كان الإنسان قبل اختراع الآلة تحت يد الطبيعة وقسوتها ورحمتها لذلك أثرت هذه الحياة بمعتقدات الإنسان وخصوصا معتقدات وشرائع النصوص الإسلامية واستمر المتفيهقون يستنبطون أحكاما شرعية من نمط حياتهم الذي يعتمد في أغلب الأحيان على الحظ والصدفة وليس على العلم والمعرفة فأصبح الزواج والرزق حظ وصدفه ونصيب وأجل مكتوب وقدر محتوم وكذلك الموت والحياة كلها مكتوبة في كتاب عند ربك لا يظل ربك ولا ينسى .
ولهذا ولأننا كعرب متخلفين نعيش في مجتمعات سلفية لم نستطع حتى هذه اللحظة الخروج عن نطاق السلفية ولم نستطع حتى هذه اللحظة أن نؤمن من أن الرزق والثروة تأت بالعلم وبالمعرفة وبتحسين خبراتنا لذلك ما زلنا نؤمن بالتناقضات الدينية القديمة .

وبهذا تكونت للمجتمعات القديمة فكرة أن الله هو الرازق وهو وحده الذي يملك الخبرة والمعرفة والسلطة من هنا فإن الدينيين يقولون أن الله يرزق المؤمن وغير المؤمن وإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب , وهذا بسبب ضعف خبراتهم المعرفية وعجزهم عن امتلاك سلطة المعرفة والثروة!,وإذا رزق الله المؤمن فإنه يرزقه بسبب تقواه وصلاحه ونسكه ومحياه وعبادته !, وإذا رزق الله الكافر فإنه يرزقه لكي يمد له في كفره كي لا يرتدع عنه أو لكي يرتدع عن كفره !

وهذا الكلام كله متناقض يفسر عجز المسلم عن امتلاك أدوات المعرفة والسلطة ودعاية هدامة تهدم روح التنافس وتقلل من معنويات الفرد والعامل المسكين الذي يعمل عند رب العمل ولا يعطيه الله بقدر ما يعطي للمرابي الإسلامي رب العمل فإذا كان رب العمل غير مؤمن أو مؤمن غير صالح فسر ذلك الفقهاء أو المتفيهقون بقولهم :إن الله يريد أن يعطيه كي يمحقه في الآخرة وهو يمد له في طغيانه كي لا يرحمه يوم القيامة يوم يدخل العامل والحطاب المسكين في الجنة ويدخل الغني غير الصالح في النار جزاء من جنس العمل لكل منهما .

وإذا كان العامل يعمل عند رب عمل مؤمن بالله ويعمل عملا صالحا تجد المتفيهقون يفسرون ذلك بقولهم:
إن الله يرزقه لأنه مؤمن بالله ويعمل صالحا !وعلى الله أن لا يكيل للعمال والشغيلة بمكيالين بل بمكيال واحد .

فإما أن يستمر بقوله أن الله يرزق المؤمن بسبب تقواه فنتبعهم نحن ونتخلى عن علمانيتنا وكذلك يتوقف المفسدون في الأرض الذين لا يعملون عملا صالحا ويتبعون المؤمنون ويعملوا عملا صالحا يرتضونه لأنفسهم وبذلك نحصل على نتيجة إيجابية وغير مزدوجة.

وإما أن يتخلى الله عن فكرة أنه يرزق المفسد وغير المؤمن كي يمد له في كفره وطغيانه وليلقيه في النار يوم القيامة...فماذا سيستفيد المؤمن من تعذيب الكافر يوم القيامة هل ذلك يرضي المؤمن ؟

إذا كان ذلك يرضي المؤمن والإنسان الصالح فهذا يعني أنه ساذج وصاحب عقلية مهترئة
ما الذي سنستفيده نحن الفقراء من تعذيب الأغنياء يوم القيامة ؟وأنت أو أنا ما الذي سنستفيده من سجن إنسان لنا عليه ديون مالية؟إنه لا شيء إن الرزق يا مؤمنين ويا مسلمين قاعدته الشرعية مزدوجة لقد كان يقول الإمام الشافعي:

ولو كانت الأرزاق تجري على الحِجا

إذن لهلكن من جهلهن البهائم

والحجا هي العقول : أي أن الرزق ليس بالعقل وليس بالمعرفة ولا بقوته ولو كان بقوة العقل -على حسب الإمام الشافعي -لهلكت البهائم من الجوع , وهذا معناه أن الشافعي لا يستند إلى المعرفة كسلطة تنتجها النخبة وهذه دعاية هدامة تحث العقل المسلم والمتنور على عدم الاجتهاد وعدم التفكير بإنتاج المعرفة .

وقد حارب المسلمون طويلا الشيوعية بحجة أنها تبطل الاجتهاد وتدع الذي لا يعمل يأخذ أجرا متساويا مع الذي يعمل أكثر منه وبهذا فالشيوعية تعطي الكسالى نصيبا على حساب المجتهدين.
علما أن نظرية الرزق الإسلامية هي التي تجعل المجتهد والعامل النشيط في ضياع.



إن المتفيهقين الإسلاميين يدعون أن الإسلام مناسب لكل زمان ومكان وهو يشتمل على كل المذاهب وهذا غير صحيح ومما أثبتناه اليوم نستطيع أن نستنتج أن الإسلام نظام قديم نشأ في مجتمعات لم تكن لديه الخبرة والمعرفة لامتلاك السلطة بل تملك السلطة التي تسجن المعرفة وتعيق إنتاجها .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام ضدنا جميعاً
- فيلسوف من الشرق
- النزعة المسيحية
- من المسجد إلى الكنيسة
- لم أفكر بذلك
- العنف ضد الآخر
- أعياد ميلاد الزعماء العرب
- أنا على دين المحبة والمساواة
- الحرية الجنسية تنمية مستدامة
- المرأة المُستعمَلة
- لماذا أحب وفاء سلطان وتحبني
- المرأة هدف الرجل المسلم
- أنا رجل مشبوه
- النهضة العربية هي نهضة مسيحية
- هكذا يجب أن تكون الخُطب
- إلى من يهمه الأمر
- هل أنا مواطن أردني؟
- في حاره مليانه إبساس
- الكتب التي أكلتها
- إدعاء النبوة والكذب على الله


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...
- تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة ...
- الجامعة العربية تبحث مع مجموعة مديري الطوارئ في الأمم المتحد ...
- هذا حال المحكمة الجنائية مع أمريكا فما حال وكالة الطاقة الذر ...
- عراقجي: على المجتمع الدولي ابداء الجدية بتنفيذ قرار اعتقال ن ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - ازدواجية الفكر الاسلامي1