أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الاسلام ضدنا جميعاً













المزيد.....

الاسلام ضدنا جميعاً


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 23:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا كنتُ أنا ضد الاسلام فهذا معناه أنني ضد سياسة الدولة والنظام , وإذا كان الاسلام ضدي وضدنا جميعاً فهذا معناه أن الدولة والنظام هم ضدنا وضد تحسين حياتنا الاجتماعية وسواء هيك أو هيك فهذا معناه أن الجميع ضدي بما فيهم زوجتي وأمي , وأنا لم أكتب بحياتي كلها كلمة واحدة ضد الإسلام , وإنما المسلمون هم الذين يكتبون عني كلاماً يقولون فيه أنني ضد الإسلام والمسألة بسيطة وليست معقدة ذلك أنني أدعو إلى الكتابة بلغة الحياة العصرية وليس بلغة بالية ومتعفنة , ويجب أن نشعر بالعار وبالخزي جميعاً حين نقرأ قصيدة من العصر الجاهلي ونفهمها وندرك معانيها وذلك يدلُ دلالة واضحة أن لغتنا لم تتطور بعد ولو أنها تطورت من شكل إلى آخر لكان من الصعب علينا أن نفهم كتب التراث دون عناء ولكان من الصعب علينا أن نتفهم النصوص الأدبية إن اللغة التي ما زالت حية منذ أكثر من 1500سنة هي دليل على أننا ما زلنا نحيا ضمن قوانين قديمة وقواعد أخلاقية قديمة لم تتطور بعد , ويا له من مشهد مضحك ونحن ما زلنا نحكم أنفسنا بلغات وقوانين قديمة وهذا يدلُ مرة أخرى أننا لم ندخل الحياة العصرية الجديدة ولم نخلع أثوابنا القديمة كما هي كل شعوب العالم التي تطورت لغاتها ولهجاتها بسبب تغير المفردات القديمة واستبدالها بمفردات عصرية حديثة بدليل أننا ما زلنا نقرأ النصوص الدينية الشرعية الإسلامية القديمة ونطبقها على مجتمعاتنا وهذه النصوص مكتوبة بلغة أكلاسيكية قديمة وغير عصرية ولو أننا مثلاً نعيش حياة عصرية لما اضطررنا لقراءة النصوص القديمة ولتلاشت معها اللغة القديمة وعلى رأس ذلك كلمة الحجاب , النقاب, المِحرم, التبرج ,وبالتالي لغتنا العربية سبب رئيسي لتخلفنا الاجتماعي والأخلاقي والثقافي ولو أننا نحيا حياة عصرية لحلت محل كل تلك الكلمات كلمات مثل : الحرية , المساواة, التعددية , مؤسسات المجتمع المدنية, الرأي والرأي الآخر, التطور , المجتمع الكتلي الصناعي...إلخ.

أنا يا أصدقائي لم أكتب بحياتي كلها كلمة واحدة ضد الإسلام وإنما المسلمون هم الذين يعادون الحياة العصرية وحرية المرأة وحرية تبرجها ويعادون المرأة التي تجلسُ وهي تلفُ الساق على الساق ظاهرة للناس جمالها الذي خُلق لكي تشاهده الناس وهذه هي الزينة التي من المفترض أن لا تُحرم على أحدٍ من الناس ويجب أن تخرج من داخل العباءة والجلباب والنقاب وأن تستبدل بملبوسات عصرية ظاهرة للعيان , إن الإسلام هو الذي يقفُ أيضاً ضد الحرية بكل أشكالها وألوانها فمثلاً الإسلام ضد كل مؤسسات المجتمع المدنية الحزبية والاجتماعية والثقافية بكل أشكالها وألوانها ولغته ضد اللغة العصرية التي من المفترض أن تكون مشاعاً بين الناس, ألا تلاحظون أن كل اللغات تتطور وكل الشرائع والمعتقدات في العالم تتغير وتتطور ما عدى عاداتنا وتقاليدنا التي ما زالت حتى اليوم موضع تقديرٍ واحترامٍ وتبجيل من قبل كل السلفيين الذين يقمعون كل تطور وكل حركة من حركات التمدن , لذلك كل الدول العربية تقفُ ضد نشر الكُتب والأفكار الجديدة وتتبنى كل الدول العربية مسئولية دعم منشورات الكاتب العربي وتضع عليه شروطاً مذلة ومهينة ومن المسموح في الأردن مثلاً أن تكتب في كل شيء إلا : الدين والجنس والسياسة وهذا معناه مرة أخرى أن الكاتب ممنوع من الكتابة في كل شيء.


ولو قامت مؤسسات المجتمع المدنية بدعم الكاتب والكِتاب لانتشرت الكتب والثقافة ولتغيرت حياة الناس ولكن مؤسسات المجتمع المدنية وخاصة في الأردن لا يدعمون الكاتب ولا الكتاب حتى النقابات المهنية الأردنية لا تنشر الكتب ولا تدعم الكاتب ولا الكِتاب والأدهى من ذلك أنها لا تشتري من الكاتب مؤلفاته والمسيطرون على النقابات المهنية شلة من دهاة الدين والمشايخ الذين يقفون وراء إحباط كل عملية تطور وتقدم على الصعيد العملي والنظري.
فمن هو الذي يكتب ضد الإسلام أو من هو الذي يقفُ خصماً في وجه الآخر أنا؟ أم الإسلام , إنه الإسلام بنظري هو الذي يقف خلف كل احباطاتنا وهو الذي شكل لجنة تحقيق سنة 1997م في الأردن من زعماء جبهة العمل الإسلامي وأسندوا لي حوالي 20 نهمة باطلة تستندُ إلى الأخلاق الإسلامية الحميدة التي لا أحمدُ الله عليها , فمن هو الذي يكذب ؟ ومن هو القزم ؟ أنا أم الدجاجلة والسماسرة وعملاء التخلف البيروقراطي والترهل الإداري .


أنا لم أكتب كلمة واحدة ضد الإسلام ولكن في قرآننا ألف كلمة تحث على قتل كل مفكر ومبدع وكل امرأة حرة وكل حركة من حركات الرفاهية والتجديد والتطوير والبناء وإعلاء صروح الحرية, إننا في الدول العربية بحاجة لأن تهدينا فرنسا تمثالاً للحرية وبحاجة من أمريكيا إلى قادة فكر أحرار يستلمون قيادة مؤسسات المجتمع المدنية والصحف الإخبارية والفنية لتصبح حياتنا حياة عصرية وبحاجة إلى تعديل كافة القوانين الخاصة بالمرأة فكيف مثلاً تعتبرُ شهادة امرأة طبيبة أو محامية أو مهندسة أقل من شهادة موظف مراسل أو فراش في مكتبها؟!هذا بحد ذاته عين الجهل ولو كانت حياتنا عصرية لكانت شهادتها تعادل شهادة 2 فراشين أو ثلاثة مراسلين في مكتبها لأنها تحملُ شهادة علمية متفوقة على نظام الذكورة المستدامة ولتغيرت أيضاً رؤية الشرع والدين بحقها .


أنا لم أكتب بحياتي كلمة واحدة ضد الإسلام وإنما الإسلام هو الذي يقفُ ضد كل أشكال الحياة ضد النبع والزهرة والحرية والمساواة وتطوير الأخلاق , فماذا تعني لنا جملاً قديمة من الأخلاق إلا أنها لغة الإنسان القديم الذي لم يكن قد دخل بعد إلى المجتمعات المدنية.

لقد نشأ الإسلام في وسط مجتمع بدوي له أخلاقه وعاداته وتقاليده واليوم تغيرت وسائل الإنتاج ولم يعد أحدٌ منّا يحيا حياة البداوة فنحنُ كلنا أصبحنا عُمال تقنيون وكل الناس اليوم دخلت الحياة العصرية وكل الشعوب نالت حقوق مدنية جديدة تنصص عليها الشرائع والدساتير وبالتالي فالحياة القديمة لا تتناسب مع المجتمعات الكتلية الصناعية وأصبح للإنسان قيمة أفضل من قيمته القديمة ولم تعد الرفاهية من حق البرجوازيين أنفسهم بل أصبحت مطلباً جماهيريا وشعبيا كبيرا ولم تعد الحرية للمرأة مقتصرة فقط على النساء الأرستقراطيات بل تعدت ذلك إلى المرأة العاملة في المصنع واليوم كلنا بحاجة إلى تغيير كبير في ثقافتنا لكي نصبح أكثر تمدناً وتطوراً وقابلية للحياة وهضم كل أشكال التعددية الفكرية والحزبية والثقافية
وقد إنعكس الإسلام على كافة ألوان الحياة بمجملها من فن وتصوير ونحت وحب وغزل حتى أن الغزل العذري هو عملية إجهاظ للذات وتفتيت للأعصاب فما فائدة الحب إن لم تكن له ممارسة عملية وهو ما أصطلح عليه بإسم :ألحب العملي .

ومع مرور ألأيام والسنين وانتشار الإسلام عمل على تعميم مظاهره في كافة المناطق الشرقية ومن المعروف جيدا أن ثقافة المجتمعات الزراعية تختلف في اللون والشكل والرائحة عن المجتمعات البدوية اختلافا كليا ولكن الإسلام عمم ثقافته البدوية وعقليته المتسلطة والمتشنجة في أنماط السلوك الذكري والأنثوي .

وقد كانت الثورات في العهد الإسلامي وحروب الردة أيضا ليست بسبب حب البدو للارتداد عن المنهج الإسلامي بقدر ماكانت عملية رد فعل تجاه تسلط قبيلة قريش على مصادر رزق الآخرين وقد قاد قادة الإسلام معاركهم من أجل تحقيق رغبة التسلط والقمع البدوي والعقليات البدوية .

ومع مرور الأيام تقدمت العقليات البدوية المتسلطة مع تقدم الإسلام الاجتماعي والسياسي ففرض الإسلام نظام الوصاية على الإرث السلوكي الإنساني وقمع مظاهر اختيار الإنسان لنمط الحياة التي يظن أنها هي السعادة الكريمة التي ينتشيها في حياته اليومية وعطلت الحريات العامة في البيوت والشوارع والأندية وحرمت الخمر وحرمت معها أطايب الحياة السعيدة وحين أو كلما تقدم مجتمع المجتمع الإسلامي وصار للمجتمع رغبة في التغيير في أنماط السلوك الأخلاقي زاد القمع والإرهاب الفكري لأن عملية التغيير ر لا تستهدف الأخلاق العامة والحياة العامة لوحدها بل تستهدف أيضا تغيير أنماط الحكم السياسي الثيوقراطي التسلطي والقمعي .

لذلك مجتمعاتنا العربية الإسلامية متخلفة حضاريا لأن المستبدين ما زالوا يحيطون بنا ويقمعونا قمعا سياسيا وأخلاقيا ولا يرغبون بالتغيير هذا عدى العقد الجنسية التي تسكن مشاعر رجال الدين لذلك فهم لا يرغبون في رؤية الآخرين وهم يستمتعون بأطايب العلاقات العاطفية حتى الأطفال لا يرغبون رؤيتهم يلعبون وهم مستمتعون بحياتهم العاطفية.


وإن أسلوب الحياة ة الجديدة والانفتاح يعتمد عل ى الاعتراف الكامل بالفرد وحريته والإسلام لا يقبل بحرية الفرد وإرادته أي أن الإسلام ما زال غير راغب بالتغيير الجذري لحياتنا وإذا بقينا متقوقعين على أنفسنا فإننا حتما سنموت ميتة السجون والمعتقلات السلوكية والفكرية
إن الإسلام لا يتفق مع الديمقراطية وهو ليس صالحا لكل زمان ومكان الإسلام يصلح للحياة العامة قبل ألف عام حين كان يتسم نظام الحكم بالقبضة الحديدية وحين كان نظام العمل عيبا للنخبة وحين كان الرجال في المجتمعات البدوية غير منتجين اقتصاديا ويعتمدون في أنماط إنتاجهم على النهب وسرقة المجتمعات الزراعية الفلاحية وحين كان الحكام يحكمون بإرادة الله وحين كانوا خلفاء لله على الأرض.

أما اليوم فإن الموضوع مختلف تماما لأن الحكام يستمدون شرعيتهم ألدستورية من الناس والشعب والجماهير العريضة من خلال انتخابات تشريعية وديمقراطية ودستورية ونزولا عند رغبة الجماهير بالتغيير تستجيب الحكومات لإرادة الشعب.
وأسلوب الحياة الجديدة لا يتناسب مع الأطروحات السلفية أو غير ذلك من الأطروحات وينتقد الإسلام السياسي بشدة اتفاقات السلام مع الغرب وإخواننا اليهود الذين لهم حق في الشرق والبلاد العربية حين هجّروا وقمعوا وطردوا من أراضيهم التي أحتلها الاستعمار الإسلامي وبنى عليها معابده في كافة أرجاء المعمورة .
وهذا ينعكس على عملية السلام ورغبة الناس في العيش يس لام ويؤدي إلى ولادة الإرهاب الفكري والسياسي



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلسوف من الشرق
- النزعة المسيحية
- من المسجد إلى الكنيسة
- لم أفكر بذلك
- العنف ضد الآخر
- أعياد ميلاد الزعماء العرب
- أنا على دين المحبة والمساواة
- الحرية الجنسية تنمية مستدامة
- المرأة المُستعمَلة
- لماذا أحب وفاء سلطان وتحبني
- المرأة هدف الرجل المسلم
- أنا رجل مشبوه
- النهضة العربية هي نهضة مسيحية
- هكذا يجب أن تكون الخُطب
- إلى من يهمه الأمر
- هل أنا مواطن أردني؟
- في حاره مليانه إبساس
- الكتب التي أكلتها
- إدعاء النبوة والكذب على الله
- اليوم عيد ميلادي


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الاسلام ضدنا جميعاً