أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - دهشة ستذهب مع الريح














المزيد.....

دهشة ستذهب مع الريح


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نغير العنوان كما تغير اسرائيل الحقائق ، ففي زمن الشقلبة – على رأي احد الفنانين الاردنيين – يحق لنا ان نغير ونقلب العناوين ، واذا كانت الكاتبة الامريكية " مرغريت ميتشل " التي كتبت روايتها الشهيرة (ذهب مع الريح ) قد استطاعت ان تجعل من الريح وسيلة لكشف حقيقة الواقع الذي سرعان ما تحمله الرياح وتبعثره ، والآن الدهشة الدولية على اشدها واحمرار خدودها خجلاً من السلوك غير الانساني الذي قامت به طفلتها المدللة اسرائيل .
نرسل الضحكات عندما نرى الدهشة المزيفة وهي تشق طريقها في الفضائيات والخطابات الرنانة ، وكل مسؤول يغني على ليلاه – على دهشته – من التصرف العنجهي اللامبالي الذي قامت به اسرائيل اتجاه اسطول الحرية .
اتعجب من عهر قادة ووزراء دول العالم ، من ملامح الدهشة التي حاولوا رسمها على وجوههم عند وقوع عملية القرصنة ، كأن اسرائيل ترتدي القفازات البيضاء ومريول البراءة ويلاحقها الذئب الفلسطيني ، الذي سيأكل جدتها – تاريخها – ثم سيأكلها .
هذه الدهشة الملطخة بالتواطؤ والمساندة نعرفها والارشيف الفلسطيني والعربي متخم بصفحات الدهشة والاستنكار والادانة الدولية ، اصبحنا خبراء في معرفة النوايا والخبايا ، وخبراء في تحليل المواقف الدولية ، لذلك هذه الدهشة لن تمر علينا ولن نعتبرها الا مزيداً من الاستخفاف في تاريخنا وشهداؤنا وارواحنا واحلامنا .
ان حصار قطاع غزة قائم منذ اربع سنوات ، ويعيش سكانه بين النفق والنفق والمطاردة والقنص من الطائرات والدبابات والرصاص المسكوب من ذوي العقلية الاستعمارية ، حصار المرضى والاطفال والنساء والشيوخ والشباب ، حصار الروح والهواء ، حصار الضيق والموت الذي يقف وراء كل رغيف خبز ، وراء كل صياد يجرؤ على رمي شباكه في البحر ، وراء كل طفل يحاول ان يطير طيارته الورقية في الفضاء ، حصار كل شاب يريد ان يبني بيتاً ويحلم بمستقبله ، حصار كل اسرة تتوق لبناء بيت بعد ان دمر بيتها .
ان الحصار يقتل كل شيء في الانسان وتصبح المواجهة مع الحياة مريرة ، متعبة ، مسمومة ، يذوب في مياهها الراكدة الطموح الانساني وتعلو طبقة القهر لدرجة الانفجار .
ماذا تتوقع دول الدهشة المزيفة بعد ان مارست الصمت والتجاهل سنوات طويلة ، ها هي مرة اخرى تلف وتدور وتعلك تصريحاتها وتتغزل بحقوق الأنسان والحرية والديمقراطية ، حادثة اسطول الحرية قامت بتعرية الدول والاصابع بدات تشير وتقول – هذه هي الدول العارية – ولن نصدق دموعها ، والتماسيح رفعت شعارات رفض المتاجرة بدموعها ، لان تماسيح السياسة اكثر دهاءا من تماسيح الطبيعة . ان تماسيح الطبيعة يفترسون لأن قوانين الطبيعة خلقتهم هكذا ، اما تماسيح السياسة ينقضون ويفترسون وينافقون ويكذبون ، لا قوانين تحكمهم حتى قوانينهم الأنسانية مضبوطة على ساعات مصالحهم فقط .
حتى الرئيس المصري (المبارك) الذي لم يباركه التاريخ ، لبسته الدهشة الساذجة من تصرف القرصنة الاسرائيليه ، مع العلم انه قام بعملية اذلال سابقاً لسفن المساعدات بعد ان ارجعها واجبرها على العودة من العقبة الى ميناء اللاذقية ومن ثم الى ميناء العريش سمح لبعض قادة حملة الاغاثة من الدخول الى قطاع غزة بعد التنسيق مع اسرائيل وقد اشرفت بنفسها على ادخال مواد الاغاثة .
ها هو يقوم بعد القرصنة بفتح معبر رفح ، نخوة مصرية جاءت في الوقت الخطأ ، ظهرت كرشوة لشراء الصمت الجماهيري وعدم وضع مصر على مشرحة المواقف المذلة والمهينة .
كل مواطن عربي وفلسطيني يعرف ان دهشة الأستنكار والأدانة قنابل مسيلة للدموع تدوم عدة ايام ثم لاشيء ، يدخل النسيان على غرف نوم الرؤساء ، يرجعون الى رسم الخطط التي تسحب الفلسطيني من بيته وتلقيه في التيه .
ان اسرائيل قامت بمجازر ومذابح وحروب واستيطان واقامت الحواجز وقطعت اوصال المدن والقرى الفلسطينية وداست على جميع الاتفاقيات الدولية والعربية وما زالت شهيتها مفتوحة لقضم الأرض وقائمة الوجع الفلسطيني طويلة .
لا نصدق تصريحات الأدانة والأستنكار مهما تراكت وتكومت جبالا من عبارات الرفض ، نصدقهم فقط عندما يلاحقون القضية ويفك الحصار عن غزة .
كل شيء باطل الآن ، مجرد بالونات ادانة ملونة والشاطر الذي ينفخ بالون العويل والصياح اكثر ، لانريد ان نعاير بموقف تركيا الحازم وموقف نيكاراعوا القاطع ، بحاجة الآن ليس لأسطول الحرية ، نحن بحاجة الى (حصان طروادة )عربي مليء بعزيمة القرار ، ينزل في ساحة البيت الابيض ، يلقن اصحابه ، ان قراراً عربياً سيتصدى ، لكن ما دامت المطارات العربية تعانق التطبيع وبنيامين بن اليعزر مرحب به كباقي زعماء اسرائيل و يشارك هذه الايام في المؤتمر الاقتصادي في قطر وباق هناك رغم ازمة القرصنة ولم يتنازل ويرجع ،و لم توجه اليه أي كلمة تثير مشاعره بل الأعلام العربي حجب صورته من نشرات الاخبار خوفاً عليه .
ان الدعوة لقرار عربي موحد فيه القليل من الكرامة والكبرياء وحفظ ماء الوجه اصبح حلماً عربياً او نكتة مستحيلة .
اهالي غزة اليوم مثل (طائر الصد) ، الذي كان يعرف بالجاهلية ، هذا الطائر يخرج من جسم الميت التائه غير المعروف ، يقف على قبره ليدل الناس عليه ، ان هذه السفن الناشطة التي تتحدى الحصار والهيمنة الاسرائيلية هي الطيور التي تدل على المعاناة التي يعيشها اهالي غزة ، هل القطاع المحاصر ، القريب من مصر وباقي الدول العربية ، بحاجة الى سفن من ايرلندا وبريطانيا وتركيا لتدل وتشير وتثيرالغضب ؟ بئس العرب !!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتكلم من داخل برميل القمامة
- حكاية راس بصل فلسطيني
- ام الشهيد كعامود النار
- القضاء المصري يغازل العيون الاسرائيلية
- يا اهلاً بالمسخن
- كلب السفير سفير
- توأم سيامي هدية لضمير الملك
- خافوا على العار ان يُمحى
- علشان لحية ابو مازن
- بين عيسى العوام وانورالسادات شعرة من الكرامة
- من وين الملايين إلى كلب شعبولا
- حين يستكثر علينا الصراخ
- عندما ينهض الموتى
- امرأه من تمر هندي
- ثمن المطلقة الف دولار والزوجة الثالثة والرابعة خمسة الآف
- على كل عربي ان يحافظ على مؤخرته


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - دهشة ستذهب مع الريح