أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكارم ابراهيم - مناقشة أقوال الاستاذ طارق حجي............















المزيد.....

مناقشة أقوال الاستاذ طارق حجي............


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 11:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ساتناول هنا مقالة الاستاذ طارق حجي نشرت في الحوار المتمدن العدد:3014-2010/5/25 بعنوان" ادبيات تحقير الاسلام الى اين" ولم يعطى حق التعليق للقراء للحوار معه الا ان الاستاذة الدكتورة وفاء سلطان ردت عليه بمقالة العدد:3018-2010/5/29 الى جانب ردود عدد كبير من القراء بصدد اتهامه للكتاب المهاجمين للدين الاسلامي بالسايكوباتية وهذا الجانب لن اناقشه هنا لانه وفى حقه بالنقاش في مقالة الدكتورة وفاء سلطان. ولكن ساتناول نقاط اخرى ذكرها الكاتب الاستاذ طارق حجي في مقالته هذه يقول

"ان اصلاح احوال المسلمين المعاصرين وحال المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة لا تأتى بتحقير واهانة الاسلام وانما (فقط) بتحسين الظروف الحياتية وتحديث التعليم بهذه المجتمعات"
هذا مؤكد وهذا يتم بتقليص فجوة الصراع بين المسلمين والمسيحين واليهود وذلك من خلال التحاور بعقلانية والمنطق بهدف التعايش السلمي بيننا.وهذا يتطلب مصلح اجتماعي وديني من المسلمين انفسهم و لا يكون من الغير المؤمنون بالاسلام والا فان اي جملة سيقولها المصلح سيهاجم بشراسة ولاعقلانيةلانهم يعتبروه (كافر او ملحد او عنصري) والخ من التسميات. ولكن اذا تكلم الامام المسلم بهدف الاصلاح الديني والاجتماعي سيكون كلامه مقبولا من قبل الجميع ولن يهاجم على انه كاره للاسلام لانه يتكلم من خلفية اسلامية متينة.
في الدنمارك يحاول بعض الباحثيين وعلماء الدين التدخل في الغاء بعض النصوص الدينية في التوراة والانجيل تلك النصوص التي تدعو الى القتل وذلك من خلال الاعتماد على المنطق العلمي العقلاني بهدف احترام مشاعر المتدينين من اليهود والمسيحيين كي يتقبل المتديينن الامر بعقلانية ورحابة صدر . فهم مازالوا يتذكرون الحروب بين الكاثوليك والبروتستانت التي دامت ثلاثين عاما في اوروبا وحروب دينية طويلة قديمة.ولقد كان موقف الاصلاحيين الدينين له تاثير كبير على عامة الشعب وعلى سلطة الكنيسة الكاثوليكية امثال الالماني مارتن لوثر (Martin Luther) 1483 - 1546، الذي كان من اشهر المصلحين الدينين المسيحين، وكان يعد الأب الروحي للإصلاح البروتستانتي. بدا كمصلحاً للدين المسيحي بعد ان سافر إلى روما سنة 1511 و وجد ان البابا في روما يبيع صكوك الغفران للناس ليغفر الله ذنوبهم. وهذا مااستنكره مارتن لوثر، فأصدر بياناً يحتوي على 95 قضية ضد صكوك الغفران. ولصق البيان على باب كنيسة فتنبرج،وصار لوثر يهاجم البابوية والكنيسة الكاثوليكية وكتب العديد من الرسائل الاصلاحية والقاء محاضرات في الكنائس لتوعية الناس. واسس لوثر الكنيسه البروتستانتيه التي تضم إصلاحات في الكنيسه الكاثوليكيه تتضمن إلغاء غفران القسيس للذنوب مقابل شراء صكوك الغفران و إلغاء تكسب الكنيسه من الشعب والمطالبه بزواج الكهنه والقسس.إلغاء القداس الإلهي وغفران القسيس لذنوب الميت حيث لا يغفر الذنوب إلا الله.والغاء تحويل القسيس للخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه.

وهذا الاصلاح كان مقبولا من عامة الناس المسيحين لانه جاء من قسيس مسيحي ولم يلغي الكنيسة الكاثوليكية بل اسس بجانبها كنسية اخرى هي البروتستانتية وترك للناس حرية اختيار الكنيسة التي يرغبون.

وحاليا برز على الساحة الاوروبية احد المصلحيين الديينين المسلمين البروفيسور طارق رمضان المحاضر في جامعة اوكسفورد في بريطانيا فهو مسلم ويدعو المسلمين المقيمين في اوروبا الى التاقلم مع المجتمع الاوروبي مع الاحتفاظ بدينهم الاسلامي ولكن بنظرة حديثة. ويركز في محاضراته على احترام الحرية الفردية والتسامح والتعايش السلمي مع الاديان الاخرى. http://www.orinst.ox.ac.uk/staff/iw/tramadan.html
وأود ان اشير الى نقطة رئيسية وهي ان مقالة الكاتب ذات الهدف الاصلاحي الديني والاجتماعي ليس من الضروري ان تكون موجهة بشكل خاص للمسلمين والمسيحين في البلاد العربية فاحيانا تكون موجهة للمسلمين والمسيحين المقيمين في اوروبا خاصة عندما يكون الكاتب نفسه مقيما في الغرب ولسنين طويلة فهدفه اصلاح الجالية التي ينتمي اليها في بلده الاوروبي وليس في البلدان العربية.

نعود الى مقالة الاستاذ طارق حجي يقول
"ان يهودية اليوم (فى القرن الحادى والعشرين) تختلف عن يهودية القرن العاشر الميلادي ومسيحية اليوم، جد مختلفة عن المسيحية التى قتلت علماء مثل غاليلليو وكوبرينيكوس وغيرهما"
هذا صحيح وسبب هذا الاختلاف يعود لان مفاهيم الاوروبيين للدين تغيرت فهم لايعتبرون التوراة والانجيل وحي الهي مقدس وحقيقة مطلقة لايمكن النقاش فيها بل يعتبرونها كلام بشر عادي يمكن الاخذ به او نقضه.لكن هل يمكن تصور ان يقوم الائمة المسلمون بذلك اي حذف نصوص من القران كونها تدعو لقتل الاخر لايمكن طبعا لان منزلة القران عند المسلمين تختلف عما هي عليه عند اليهود والمسيحيين. ولكن يظل الحوار العقلاني المنطقي هو مفتاح التعايش السلمي بين الاديان المختلفة والذي يقوم على اساس احترام حرية الفرد الشخصية باختيار الدين الذي يؤمن به مثل حقه في اختيار الملبس والماكل والمسكن مادام ذلك لايسبب في اذى الاخرين الذي يؤمنون بدين اخر او الذين لايؤمنون باي دين.

وهناك مسالة اخرى في غاية الاهمية ويجب الوقوف عندها وتوضيحها ذكرها الاستاذ طارق حجي في مقالته وكذلك يتداولها الكثيرين ايضا فقد ذكر في مقالته
"وبعض هؤلاء يزعم انه يتوخى اصلاح مجتمعات فر وهرب منها للمنافي عوضا عن البقاء في مجتمعه"

أعتقد أن علينا ان نتوخى الدقة في اتهام الناس المغتربين في الخارج لأن كثيرا منهم لم يهربوا من وطنهم الى الغرب وانما تم تسفيرهم قسرا من وطنهم على سبيل المثال الاكراد الفيلية او اليهود الذين تم تهجيرهم من اوطانهم وهناك من هرب لينجو بحياته بسب تعرضه للاضطهاد القومي أوالعرقي أوالديني مثل المسيحين في الدول الاسلامية أو الاضطهاد السياسي بمعارضتهم للحكم .وأن يهرب الانسان لكي ينجو بحياتهاذا توفرت له امكانية الهروب ليس عيبا أو مسالة غير طبيعية لأن الذي لم تتوفر له فرصة الهروب يقتل مثل الصحفي الكردي الشاب سردشت عثمان واخرين كثر. والمغتربين الذين جاؤا للغرب عايشوا الديمقراطية وحرية الكتابة والتعبير عن ارائهم الشخصية لماذا يعتبرها البعض مسالة غير صحيحة وليس من حقهم الكتابة بهدف التوعية أو الاصلاح لانهم فروا من وطنهم بدل البقاء فيها الى ان يقتلوا الا ترى ان من الافضل للشعب العربي أن يعطوا للمغتربين الفرصة للتعبير عن الحقيقة المرة التي يعاني منها الشعب العربي لانهم لايستطيعون التعبير عنها لانها تكلفهم حياتهم.

وذكر الاستاذ طارق حجي في مقالته "ما الهدف الذى يتوخاه كتبة هذه المقالات"
ان من حق اي فرد يعيش في المجتمع الغربي الديمقراطي ان يعبر عن رايه بالكتابة أوبالرسم والتصوير بغض النظر عن هدفه وهذه هي اهم ابعاد حرية التعبير فلايتفق جميع الناس مع الكاتب الفلاني او رسام الكاريكاتور الفلاني لكن جوهر المسالة ان لكل فرد حق حرية التعبير وعلى الناس اختيار الكتاب المناسب او المقالة المناسبة حسب وجهة نظرهم فليس بالضرورة ان الكاتب الذي يعجبني يعجب اخي على الرغم من اننا تربينا نفس التربية لان اختلاف الذوق الحسي الفني و اختلاف البيئة الثقافية والدينية والاجتماعية والاقتصادية هي التي تحدد المنهج الفكري للفرد وبالتالي لن يعجبه أي كاتب بل الكاتب الذي يتناسب مع كل العوامل الانفة الذكر. فالامام المسلم يقول مايشاء ولااحد يناقشه عن الهدف الذي ينشده في خطابه. فلندع كل امرء يقول مايشاء اذا كنا نؤمن بالديمقراطية.

مكارم ابراهيم
1/ يونيو حزيران/2010



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تكتب امرأة!..................
- المارثون في الدنمارك متى سيقام شبيهه في العراق؟
- الشخصية العراقية بين علي الوردي ومكارم ابراهيم
- مااسباب ازمة الرسوم الكاريكاتورية ؟
- احترام حرية الفرد يجب ان تشمل الجميع
- كم وصية جاء بها الاسلام ؟
- ظهور مجلة للمثليين بالمغرب
- الكاتب العراقي!
- مواجهة عامة مع الكتاب المقدس التوراة
- هل مبدا حرية التعبير هو حق فقط للدنماركيين؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكارم ابراهيم - مناقشة أقوال الاستاذ طارق حجي............