أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دهام حسن - أبيع نفسي..!














المزيد.....

أبيع نفسي..!


دهام حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3020 - 2010 / 5 / 31 - 01:02
المحور: الادب والفن
    




مرجان أحمد مرجان عنوان لفيلم مصري كوميدي، وهو أيضا اسم بطل الفيلم نجم الكوميديا الفنان عادل إمام، الفيلم يتعرض لواقع، الفساد المستشري في مصر على نطاق واسع، وأحداث الفيلم يمكن أن تنسحب على عالم واسع، الفيلم ينحو منحى انتقاديا، فيه جانب من الجرأة غير قليل، ومرجان أحمد مرجان هذا، تاجر عقارات كبير، وصاحب ثروة ضخمة، سطع نجمه كنار على علم، وطالت يده، حتى اصطبغت صورة البلاد بصورة أمثاله، فرغم أنه لم يكمل تعليمه برز على نطاق واسع في المجتمع، وعلى صعيد البلاد، كشخصية متنفذة، له حضوره واعتباره في مختلف الميادين، فظهر في الوسط الثقافي كشاعر، فصارت تعقد الحلقات لطلبة الجامعة للاحتفاء به، والإشادة بمجموعته الشعرية التي حملت عنوان (أبيع نفسي) رغم تدني مستوى نصوصه، وخلوّ المضمون من أي معنى، كانت مدعاة للسخرية وجلبة لهزء وضحك الطلبة..



لكن الشيء الملفت في هذه الشخصية التي ترمز إلى الفساد والإفساد، من أنها تفلح دائما في شراء الذمم، كما تتيسر أمورها في كل مرة، وهو الرجل الأول يشار إليه بالبنان في أي محفل يحل فيه، فهو الشاعر الأول في النظم، واللاعب الكروي الأول بتسجيل الأهداف، وهو عضوّ في البرلمان المصري بعد أن هزّم منافسته الدكتورة جيهان، رغم ما تمتعت الأخيرة من مؤهلات علمية، وما تميزت من قدرات ومصداقية واستقامة مع الصرامة في مهنتها، وأخيرا استطاع أن يشتري ذمة رجل مثقف عندما أطمعه بوظيفة مغرية مقابل أن يتخلى عن خطيبته الدكتورة جيهان، ليتركها فريسة في براثن مرجان أحمد مرجان، ليفلح في آخر المطاف بالقران منها..وينتصر أخيرا الفساد على القيم والمبادئ..فما هي ترى الدروس المستقاة من هذه المشاهد حيث ينتصر الفساد في جولات وجولات. .

بعد أن استعرضنا مشاهد كتابية من الفيلم، أقول هل الوقع حقا بهذه القتامة والسوداوية، حتى يأخذنا الإحباط وروح الاستسلام لأمثال مرجان.؟ وبالتالي أين عناصر النضال والتضحية والجراءة والاستقامة، حتى نعقد عليها الآمال.؟

علينا بداية أن لا نلقي باللوم على شخصية مرجان فهو نموذج للإنسان الذي يعبر عن نفسه من خلال مصلحته، ولا يمكن أن نتوقع منه غير ذلك، فهو ذاك الإنسان الذي يرمز إلى الفساد والإفساد، لكن اللوم يقع على هؤلاء الراكعين أمامه، لهذا فملاحظتي هي أنني أرى من أن ركوع الناس أمام المغريات، ربما يكون أقوى من صمودهم في وجهها، من خلال الفيلم وأيضا من خلال واقع الحياة، وأنا في هذي الحال لا ألوم الراكعين بقدر ما أحمل الظروف تبعية هذا الانحدار بالناس، وهذه السقطة لهم.. فلو تيسر لهؤلاء مستوى من العيش الكريم، لما تخلوا عن قناعاتهم ولما ضربوها عرض الحائط، لكن عندما يعم الفساد على نطاق واسع، وتضيق بهم الحيلة، ويفقدون الرجاء تراهم يستسيغون مرارة الواقع وكأنهم يمتثلون لقول المعري الشاعر عندما يقول:

ولمّـا أن تجهّمني مـرادي
جريت مع الزمان كما أرادا
إن القيم والمبادئ ترسم في مخيلتنا صورة للإنسان المثالي غير الموجود في حياتنا، وهيهات أن نلتقي به في الواقع المعيش، أو بالأحرى هو غير موجود في واقع الحياة..ولكن في الوقت نفسه نقول لهؤلاء الذين أفسدهم الدهر. إن البشر لا ينحصر فيكم وحدكم، فتدجين العشرات على أيدي هؤلاء التجار والمرابين من شاكلة مرجان أحمد مرجان وأمثاله يبقي بالتالي على الملايين في منأى من الفساد، وفي منجى من أمثال مرجان، وعلى هؤلاء تعقد الآمال، فإذا كنتم محط ازدراء الناس، فغيركم معقد الرجاء.. فمرجان وأمثاله يسهل عليهم تسويد صفحات الناس، لكن بالتالي من الصعب تبييض تلك الصفحات بعد لوثته مهما تلون الانتهازيون، وهم على مرأى ومسمع الجميع مهما تواروا خلف الأقنعة..! إن كثيرا من القيم والمبادئ التي ننشدها اليوم، تتطــلّع إليها أكثرية البشر، لأنها من مصلحتهم وبالتالي تقرّها الأخلاق النابذة للفساد والإفساد، فإذا كان للباطل جولة، فللحقّ ألف جولة.! إن ركض بعضنا وراء أنانيته فحسب، ووقوعه في فخ الإغراءات، واستهتاره بالآخرين الصامدين، يفقده جوانب إنسانية كثيرة، ومن هنا يتدنى مستواه الاجتماعي، ولا تروج بضاعته الثقافية، لأن صاحبها يفقد مصداقيته العلمية، ولكن بعض الناس لا يتعظون..



#دهام_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور القائد الفرد في الحركات الاجتماعية تاريخيا..!
- جمالك سيّدتي...!
- أموت حبّا..!
- إنني أهوى السياسهْ..!
- دالية الحبّ..!
- الحياة الداخلية للأحزاب - مثال الأحزاب الكوردية..!
- المتزوجة..!
- جارتي وفاء...!
- رحلة مع الحرية..!
- الحب المستحيل..
- التعددية في الماركسية..!
- أنا لن أعود إليه..!
- الأخلاق والعمل السياسي..!
- مرٌ علي العتب..!
- العالم العربي وتهافت الحركات السياسية..!
- حيرة الحبّ..!
- الثقافة والشرائح المثقفة..!
- ليتني .. ليتني عدت صبيّا ..!
- راكبة الباص..!
- الحب والسياسة (نص نقدي ساخر)


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دهام حسن - أبيع نفسي..!