نادر عبدالله صابر
الحوار المتمدن-العدد: 3018 - 2010 / 5 / 29 - 00:07
المحور:
كتابات ساخرة
أحبتي كم يسوؤني ويحزنني أن انعي اليكم نفسي .. فلسوء حظي لقد توفاني الله قبل يومين واصبحت أنتمي لعالم ألأموات لا الأحياء ,, أنني الاحظ وكأن الدهشة اعتلت وجوهكم وأنتم تتسائلون كيف لميت ان يتكلم وينعي نفسه !!!؟؟؟
أسمحوا لي ان اضعكم في صورة الموقف والظروف التي احاطت بموتي .. فقبل مدة اصبت بمرض عضال استعصى على الشفاء وأصبحت ايامي معدودة في الحياة ,و أصبحت الاحظ نظرة الرثاء والشفقة في عيون اهلي واحبتي وهم يتحسرون على شبابي الغض والدموع تترقرق في اعينهم محاولين بكل جهدم كي يخفوها عني رفقا بحالي وتحفيفا عني !!! لكنني لم ابه بذلك ولم يكن يخيفني موتي القادم بتسارع الا انني كنت فقط مسكونا بكيفية تأمين مستقبل أطفالي وزوجتي !!! والحمدلله قد نجحت في ترتيب امورهم ( اقصد ترتيب مستقبل عائلتي الصغيرة ) بحيث لن يحتاجو لأن يمدوا يديهم لأي كان .
ولأكون معكم صريحا اصبحت في اواخر ايام حياتي أفكر مليا بما يقال لي عن اهمية الصلاة واهمية ان الاقي الموت وانا رافع اصبعي متشهدا لا الله الا الله ومحمد رسول الله !!! كانوا اهلي لا يكلوا ولا يملوا من الحديث حول ذلك حتى انهم اتوا بمقرء قرآن وشيخ ليلينوا ويرققوا من قلبي المختوم بالكفر ( هكذا كان قد قال اخي : اتركوه فلقد ختم الله على قلبه )..
بصراحة لقد راودتني افكار غريبة حول ملاقاة الملكين ناكر ونكير قريبا في القبر!!! ماذا لو كان الكلام عنهم صحيحا ؟؟؟ماذا لو صح وجود الله ؟؟؟ يا ويلتي يا ويلتي من احتمالية حدوث ذلك وخصوصا انني عشت اربعون عاما وأنا انكر وجود الله جملة وتفصيلا بل انني طالما استهزأت بوجوده وصفاته..... وبألأخير خطرت ببالي فكرة شيطانية ( كان الشيطان يهب لنجدتي دوما في الملمات )!!!! لماذا لا اغش في ذلك الأمتحان الرهيب ؟؟؟ يالطالما كنت محترفا في الغش في امتحاناتي المدرسية والجامعية حتى اصبحت مهندسا يشار لي بالبنان !!!! كنت امتلك جرأة غريبة عجيبة في الغش لا تضاهى
كنت أعرف ان الأجابة على اسئلة ناكر ونكير صعبة بل بغاية الصعوبة !!! قدحت زناد فكري وصرخت كما صرخ أرخميدس وجدتها وجدتها مما جعل زوجتي تهرع الي مرتعبة !!! فقلت لها: اتيني حالا بورقة وقلم ولا تساليني لماذا ؟؟؟ اريد ان اكتب وريقة, ووصيتي ان اضعها معي في القبر !!! لا تنسي ان هذا هو مطلبي الأخير في هذه الحياة .
بكت زوجتي حتى جف دمعها ووعدتني وعدا قاطعا بأنها ستنفذ وصيتي.
بذكاء خارق كتبت الأجابات على تلك الوريقة بأحرف لاتينية, لأانني كنت متيقنا بأن ناكر ونكير يعرفان الأحرف العربية.
امس عند الفجر زارني الملاك الكره عزرائيل وقبض روحي وكر راجعا بكل جبن !!! نعم .. لقد خرجت روحي لبارئها.... لكنني كنت استمع جيدا للعويل والصراخ والندب من عائلتي وأهلي وزوجتي
كنت استمع للحوار الذي دار بين اخوتي وزوجتي وهم يسألونها ان كنت انات قد شهدت ( أي شهدت لا اله الا الله ومحمد رسول الله ) فأجابتهم ( كاذبة ) ان نعم , فقالوا الحمد لله فلقد خشينا ان يموت كافرا كما هو دوما !! ,اخبرتهم زوجتي عن الوريقة التي أوصيت ان تبقى في كفني فلم يمانعوا وخصوصا انهم لم يفهموا منها شيئا بعدما قرأوها
لأول مرة في حياتي ( أسف اقصد بعد انتهاء حياتي ) استمع لأيات من الذكر الحكيم التي رتلت بشكل متواصل حولي والجميع يبكي ويترحم لكنني سمعت همسا من احد اقربائي يقول لشخص اخر من اقربائي ايضا : ان محمد الحلو لا يستحق أن يصلى عليه في الجامع وهو الذي لم يركع لله ولو ركعة واحدة !!! فقال له الأخر : دعه لربه الذي سينتقم منه شر انتقام( يا لطيف الطف !!! ) ولا تنسى ان ربك شديد العقاب
لا اريد ان اطيل عليكم يا احبتي بالتفاصيل الجانبية من لحظة حملي من البيت الى سيارة نقل الموتى التابعة للجمعية الأسلامية الى لحظة دفني ومواراتي التراب وخطبة الشيخ المقتضبة ( هذا الشيخ كان حاقدا علي لأنني كثيرا ما أستهزأت به وبدينه لكنه رضخ لأخوتي بعدما أخبروه بأنني قد تبت الى الله في اواخر ايامي ( ايضا هم كاذبون ) ... المهم بأنني داخل القبر اخرجت الوقة وبدأت بقراتها مليا وما هي الا لحظات حتى جائني شخصان كريهان يبتسمان بلؤم ( في تلك اللحظة تيقنت ان الله حق وموجود ) وصرخا بي بصوت كهزيم الرعد : من انت ؟؟
فقلت لهم وأنا اموت ( ما انا ميت فعلا!!!) خوفا : ألا تعرفان من أنا وأنتما جئتا مخصوصا لأستجوابي
نظرا الى بعضهما لبعض وأندهشا من جرأتي في الأجابة
فقال لي ناكر ( لقد ميزته من شاربه الكث ) : ويحك ايها التافه ألأ تعلم بأننا نحن الملاكان ( ملاكان !!!) المخولان بأستجوابك ؟؟؟
فقلت لهم ( منلعثما ) : لكن كيف لي ان أتأكد من شخصيتيكما !!؟ لو كنتما صادقين فأبرزا لي هويتيكما ؟؟
رأيت نكير ( لقد ميزته من صلعته ) يخرج ورقة مجلتنة مكتوب عليها التالي ( بأمر من صاحب ألألوهية الأعظم فلقد قررنا تعيين السيد نكير ملاكا لأستجواب البشر في القبر ...
التاريخ 200سنة بعد الميلاد أي ميلاد الله )
عندها بادرني زاعقا : ها هل اقتنعت بهويتي???
قلت : نعم سيدي سل ما تريد
قال لي ناكر بثقة وهو متأكد انني سأفشل في امتحاني ( ذكرني بضابط محابرات حقق معي عندما كنت حيا ارزق ): من هو ربك ؟؟
أخرجت الوريقة خلسة وأجبته : الله بالطبع
نظرا لبعضيهما بتعجب وتابعا : ما هو دينك ؟؟؟؟فأجبت بثقة: ألأسلام
لكنهما لاحظا انني انظر في تلك الوريقة فهجما علي وأنتشلاها مني وقالا : ويحك ايها المأفون ما الذي تنظر اليه ؟؟؟
أصابني رعب حقيقي بأنني سأفشل في ذلك الأمتحان الرهيب ..ز صارا يحدقان في الوريقة لكنهما لم يستطيعا ان يعرفان ما سرها مما جعلهما يسألاني : ماذا يوجد بها
فقلت لهم : انها مجرد رسالة من قرد( ليس هو وافي يا راند ) وجدته البارحة وأستحلفني ان أوصلها الى سيدنا سليمان عليه السلام ..
عنئذ اطمأنا وأرجعا الوريقة لي وتابعا أسئلتهما ( لغاية هذه اللحظة كنتا قد اجبت على سؤالين من أربعة حصلت على 50%)
لاحظت انهما اصبحا يسألاني بلطف بعدما عرفا انني على علاقة مع قرد يمت بصلة الى سليمان
قالا لي : من هو رسولك
أجبت بهدوء وبدون غش : محمد صلى الله عليه وسلم( بذكائي ربطت ما بين الأسلام ومحمد )
السؤال الأخير الذي فتح لي جنة عرضها السموات والأرض وحياة خالدة : ما هو كتاااااااااااااااااااااااااااااااااابك
فصرخت بكل فرحة الدنيا( أقصد فرحة جنان النعيم ) : القرأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأن
#نادر_عبدالله_صابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟