أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وهيب أيوب - قصّة النظام في سوريا مع الجولان المُحتَلْ














المزيد.....

قصّة النظام في سوريا مع الجولان المُحتَلْ


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد مُنتصف السبعينيات بداية توجه طلاب من الجولان المحتل إلى جامعة دمشق لاستكمال دراستهم هناك. ومع مرور الوقت، بدأوا بتلقي المفاجآت والصدمات؛ وأولها أن معظم السوريين لا علم لهم بوجود قطعة محتلة من أراضيهم اسمها الجولان وأن سكاناً سوريين، مثلهم، ما زالوا يعيشون تحت الاحتلال، ومن بين هؤلاء مسؤولون حكوميون؛ فقد تمّ تثقيف السوريين وإفهامهم أن الجولان قد تحرّر أثناء "حرب تشرين التحريرية" على يد الرئيس حافظ الأسد. والمُفاجأة الأعظم أن وزير التعليم العالي في حينه، المرحوم شاكر الفحّام، قد صُعق عندما سألَ طلاب الجولان عن القرى والمدن التي ينتمون إليها؟ فأجابوه: من الجولان المُحتل، وأبدى شديد استغرابه لوجود مواطنين سوريين ما زالوا تحت الاحتلال؟! وهنا نتحدّث عن وزير التعليم العالي وليس مجرد سائق تاكسي عمومي أو بائع ترمس. ولم يعرف العالم أصلاً، والسوريون خاصة، أن هناك مكاناً اسمه جولان مُحتل إلا بعد إضراب أهل الجولان الشهير عام 82 رفضاً للجنسية الإسرائيلية وما رافقها من نضالات مُستمرّة، أخرجت النظام في سوريا عن صمته، لا بل أخذ باستثمار الأمور وكأنه راعي النضالات والمناضلين! وهو الذي لم يكن له يد فيها.
ولن أعود هنا اليوم على قصّة سقوط الجولان والأسئلة العسيرة التي لا إجابة عنها من النظام حتى اليوم، خاصة وأن وزير الدفاع في حينه كان هو ذاته الرئيس الأسبق للوارث الحالي بشار أي، حافظ الأسد، صاحب بيان سقوط القنيطرة رقم 66، إبّان الهزيمة.
منذ اقتصر الأمر على ذهاب طلاب الجولان إلى دمشق ثم العودة إليه، مروراً بعام 82؛ مرحلة الإضراب الكبير والنضال العلني ضد الاحتلال الإسرائيلي، بعد قانون ضمّ الجولان المعروف، وحتى مطلع التسعينيات، كان أهل الجولان وحركته الوطنية بأحسن حال، وحتى حين بُدئ السماح بزيارات بعض الجولانيين ورجال الدين إلى الداخل السوري. ولكن ما أن بدأت أيدي الأمن والمخابرات السورية تمتد إلى الجولان تحت سمع وبصر الإسرائيليين حتى حلّ الخراب والصراعات والخلافات بين سكان الجولان ومناضليه، وتم تشتيتهم أيما تشتيت، عبر محاولة رمي الفتن والتشكيك بين الوطنيين أنفسهم، وبدأوا كعادتهم بمنح شهادات وطنية لجهة وتخوينية للأخرى، حتى ندمنا على الساعة التي تم فيها فتح الطريق شرقاً إلى دمشق، ويا لسخرية الأقدار...فمَنْ يمنحُ مَنْ!!!
وهكذا استطاعت مخابرات النظام في سوريا أن تُنجِزَ ما عجزت عنه مخابرات الاحتلال الإسرائيلي خلال أربعة عقود من الاحتلال.
لقد نهج النظام مع أهالي الجولان المُحتل، ما انتهجه أثناء دخوله لبنان من ضرب وتشتيت الحركة الوطنية فيها وضرب الفلسطينيين، وكما ينهج حيال المواطنين داخل سوريا نفسها، وبين فئات المجتمع وقواه، على غرار المثل المعروف "فرّق تَسُدْ".
ما بين المخابرات الإسرائيلية، والمفهوم أنها مخابرات احتلال، وبين مخابرات النظام في سوريا، والتي يُفترض أنها مخابرات "وطنية"، ذهب سكان الجولان المحتل بين الأقدام وباتوا بين كفي الرحى، أو المطرقة والسندان، وحق قول المتنبي:
وسوى الرومٍ خلفَ ظهركَ رومٌ فعلى أيٍ من جانبيك تميلُ
ولا يتعامل النظام في سوريا مع أهل الجولان بوجه ولسانٍ واحد، بل أنك تشعر أن هناك مجموعة عصابات كل واحدة لها رأيها وقرارها الذي يتناقض مع الأخرى، فضاع أهل الجولان في هذه المعمعة-اللوثة، وطبعاً لبعض أيادٍ من أهالي الجولان حصّة من الممارسات، لا تُغتفر، أساءوا بها لأنفسهم وللجولان معاً.
وآخر "طَب الكيل" كما يُقال، قام قبل أيام، ولا ندري أي من أفراد العصابات الأمنية والمخابراتية في دمشق أو نواحيها، المختصون طبعاً بالإلكترونيات ومهام الاستشعار عن بُعد!! بحجب موقعي إنترنت في الجولان إسوة بالمواقع السورية وصفحات الفيس بوك والمدوّنات. ليبقى الشعب السوري، شعباً واحدأً برأيٍ واحدٍ، حفاظاً على الأمن الوطني والقومي!!
مع أن المواقع الجولانية المذكورة لا تُقصّر بنشر أخبار وادعاءات للنظام السوري، لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، ومع ذلك فهي لا تروق لهم.
فلم يبقَ أمام الشعب السوري إلا صُحف البعث وتشرين والثورة وبعض الصحف والمجلات والمواقع التي تُطبّل وتزمّر للنظام أكثر مما يفعل هو، ناهيك عن الفضائية السورية التي تنقل ما يحدث في الصومال والعراق والسودان وكوريا والواق الواق، ولا تتحدّث عما يجري على الأرض السورية أو في معتقلاتها أو ما يجري من اضطهاد للأكراد السوريين وسائر الشعب السوري، فهذه كلّها أمور ثانوية!
قبل أسبوعين كان يتحدّث، على الجزيرة وفي برنامج الاتجاه المعاكس، الجهبذ الصحافي الذي تربّع على عرش النقابة في سوريا ربع قرن، الفطحل صابر فلحوط؛ وظننت في البداية أن بعض الأحرف قد اختلطت عليه وأنه يتحدّث عن حرية الصحافة والإعلام في سويسرا أو السويد، لا عن سوريا؛ وكان يُجيب عن كل سؤال بخطاب قومي مرير، لا تهضمه حتى التماسيح.
هذا غيضٌ من فيض، من قصّة النظام في سوريا في تعامله مع الجولان المُحتل، ولو طاوعني قلمي في ذكر بعض الأشياء الأخرى التي ستُشمّت الأعداء فينا، ولو أخرجت ما في بطني إلى حلقي لاحترقت الشفاه بنار الكلمات.

الجولان المحتل/ مجدل شمس



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقفْ الحرية منذ ما قبل وبعد سقيفة بني ساعِدة
- إسلام في خدمة العنصرية والفاشية
- إرضاع الكبير وصحن الحمّص والجلباب...فماذا بعد؟!
- عشتمْ وعاش الجلاء والاستقلال! / حَكي شوارِعْ
- في البدءِ كان الاستبداد
- -سوريا ألله حاميها-
- - ودَقَ العَيْرُ إلى الماء -
- صَدَرَ المرسومْ.. تعالَ واقبَضْ المعلوم!
- شيفرة المتنبي
- -شعراء- و -أدباء- و -كتّاب paste- (copy -
- فلسفة السلطة وعجز المعارضة
- الطائفية...تنوير أم تعصُّّب؟!
- مسافات.....
- الطائفية وضياع الانتماء والأوطان
- اليومُ الأَغَرّ
- إفسادُ الودِّ والقضية
- أصوات تعلو فوق صوت المعركة
- وسام استحقاق وبندقية رستم غزالة
- في ما خصَّ... احتقار النظام للشعب السوري
- بين -رأس المال- ورأس زغلول النجّار


المزيد.....




- سلطنة عُمان: مقتل 6 أشخاص و3 مسلحين خلال إطلاق النار في الوا ...
- السودان: هل يبدو المشهد متناقضا بين مؤتمرات السلام وحدة المع ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- ارتفاع حصيلة قتلى هجوم مسجد عمان إلى 6 بينهم شرطي
- عاجل| مراسل الجزيرة: 23 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفا ...
- 9 قتلى بهجوم -مجلس العزاء-.. تفاصيل جديدة عن الحادث الصادم ف ...
- روسيا.. تدمير 13 مسيرة فوق عدة مناطق
- بايدن يؤكد عزمه على مناظرة ترامب مجدداً -في سبتمبر-
- مصدر: انشقاق دبلوماسي كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية
- اليوم 284.. قتلى وجرحى بقصف مناطق في القطاع ومقتل شاب بالضفة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وهيب أيوب - قصّة النظام في سوريا مع الجولان المُحتَلْ