هل ندرك انفسنا وهل نملك القدرة علي الحكم علي انفسنا

داليا علي

الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 22:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

هو سؤال محير جدا هل يشعر من يقوم بالفعل بالفعل

هل يشعر ألحرامي انه حرامي وهل يعترف بأنه حرامي ام يجد لنفسه تبرير يقنعه بصواب الفعل

هل يشعر الكاذب بأنه كاذب ام يتولد بداخله تفسير لفعله يبرره لنفسه ليقبل نفسه

هل يشعر القاتل بأنه قاتل ام يجد في نفسه ما يصوغ الفعل ويبرره بحيث يشعر بأنه يخدم الإنسانية بقتله من يقتله

هل يشعر النصاب بأنه نصاب ام يحل لنفسه نتاج نصبه صابغا النصب بالقوة والقدرة والعقل
هل يشعر من يوقع بين الناس بأنه محتال ومخل بالأخلاق ام يقوم بما يقوم لاندثار معان الأخلاق من القاموس وتكون الوقيعة إعلاء لقيم وضيعه

هل يشعر الخائن بأنه خائن ام يجد لنفسه ألف عذر وعذر لكل ما يفعل ويصبغ الخيانة بكل قيمة وضيعه استبدل بها قيم الإنسانية والفطرة السليمة فما عاد يفرق بينهم وضاعت معالم الخيانة في دهاليزها


هل يشعر من يحقر غيره بأنه يحقره ام لأنه بالأساس حقير لا يشعر بمعني الحقارة ويعتبرها عمل مجيد وقد يصل به الفكر لان يعتقد انه منقذ البشرية

هل يشعر من يعتدي علي غيره بأي طريقة كان بأنه معتدي ام تسول له نفسه وتزين له الاعتداء علي انه خدمة لإعلاء ما لا يعلم عنه وما تخيل له نفسه منه علي انه أخلاق بينما هو انحطاط

هل يشعر ضعيف النفس بأنه ضعيف ذليل ام يصور لنفسه كل مهانة انتصار

هل يشعر المنافق والمرائي انه وضيع مفسد بين الناس ام يتغلب نفاقه حتى علي نفسه فيحيل النفاق والرياء إعلاء

هل يشعر من يفسد في الأرض انه مفسد ام يصبغ علي نفسه لبوس الرهبان والمصلحين وأصحاب صلاح

هل يشعر من تمكن منه المرض والهلاوس السمعية والبصرية انه مريض وبحاجة للعلاج ام توحي له خيالاته المريضة انه صاحب رسالة

الا نري ان

من ساقه غروره وركبه طيشه مضي لا يفكر ولا يتروى ملحقا بغيره الضرر والأذى

ويا ليت من يجاريه يدرك ان
التملق له أثره علي أولئك المعجبين بأنفسهم, ألا انه ينبغي لأقوياء الشخصية ان يحذروا ذلك التملق... فقط أقوياء الشخصية هم القادرون علي هذا
وتذكروا جميعا قول الشافعي

لا تمشين في مناكب الأرض فاخرا....... فعما قليل يحتويك ترابها
إن تجنبتها كنت سلما لأهلها.............. وإن جاذبتها نازعتك كلابها
فلم أراها غلا غرورا وباطلا............. كما لاح في ظهر الصحاري سرابها

ويا من لا تروا أفعالكم ولا تعوا أعمالكم عليكم ان تعلموا ان

دور العقل هو ان يحد من غرور صاحبه, لان الإنسان يولد وفي جبلته وهم بانه خير من سواه, والعقل يدله علي حقائق الدنيا المحيطة

فهل من عاقلا هنا ليعرف ان الكبرياء تاج الحمقاء وعرشهم الذي لا يتململ ولا تهزه الرياح

وان الشيء الوحيد الذي يمكن للإنسان ان يفخر به هو حبه للحق والإخلاص له سواء كان ذلك يسر البعض او يغضبهم ,,ووان الغرور سلاح التفهاء ... وتذكروا إنكم بغروركم تكونوا كما قال الحكماء المغرور كالديك... يظن ان الشمس تشرق لصياحه... فلا تتصايحوا تصايح البهاء وتعتقدوا بها انكم اعلم العلماء ولتعلموا بان التنوير هو تحرير الإنسان المغرور من حالة وصاية يفرضها علي نفسه

فقل لمن يدعي في العلم معرفة..... حفظت شيئا وغابت عنك أشياء

وليعلم كل من بغي بان من سل سيف البغي قتل به وان الشماتة تنفجر كبالوعة المجاري

وان كنا ندرك ان بعض الناس قد يعاديك لان ضوئك كشف عيوبه

وان الذين يعيشون بخيالات التآمر, يجيدون قذف الآخرين بالتهم ... فلا تلبس رداء وهميا من بطولات مزيفة

ولذلك في هذه الحالة نتبع سياسة من قال إذا حاولت الهجوم علي الأقزام فأنت بذلك تحولهم إلي عمالقة لأنه تشهرهم

وخاصة إننا نعلم كم الحقد بين ضلوعكم ونؤمن بمن قال تصفيه الحسابات مع الناجحين يعبر عن أحقاد مدفونة كأنها ورم خبيث لا يعلن عن نفسه إلا فجأة عندما ينجح شخص ما

ونحن مدركين تماما بان الضعفاء لا يستطيعون ان يكونوا مخلصين... و بان المتعصب يحمي ضعفه وهزال فكره بالصراخ والتشنج

ولتعلموا ان راس الذنوب الكذب. وذاك انه هو يوسوس لها وهو يؤيدها ويثبتها بالإيمان الفاجرة وبالجحود والمكابرة وبالجدال واللجاجة فيه

وان ثوب الرياء يشف عما تحته... فإذا التحفت به فانك عاري... التحفوا والتصقوا به فانتم بالنهاية عرايه

خاصة وأنكم تتبعوا قزم والقزم في الموهبة يقدر نفسه عملاقا,,, واحذروا مصادقة الكاذب فكما قيل إياك ومصادقة الكذاب فانه كالسراب يقرب لك البعيد ويبعد عليك القريب
وتذكر أصدقاء وأتباع الكذوب انه حينما يستطيع المرء ان يصدق كذبة افتراؤها, فانه سيكون ولا شك أكثر قدرة علي إقناع الآخرين بأنها حقيقة

واتبع الحكماء حين قالوا لا تصدق الكذاب حتى لو قال الحقيقة وان كل من تاجر بالكذب يدفع الصدق ثمنا مع ان الكذب ثمرة لا تثمر ولا رجاء في مجتمع – اي مجتمع – إذا تسامح في الكذب والغش

#داليا_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات