|
انتم نقيض الديمقراطية ايها السادة المحترمين
احمد عبد مراد
الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 21:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك الكثير من المتناضات في الكون والمجتمع ففي الكون على سبيل المثال لا الحصر‘هناك الليل والنهار والموت والحياة وهكذا.. وفي المجتمع هناك الخير والشر واالصدق والكذب والشرف والخيانة والكثير الكثير من المسلمات وبما ان الانسان ابن بيئته كما يقال فهو اذن يتطبع بطباعها ويشرب من معينها وتتكون خصاله وتتقولب وفق محيطه الذي نشأ وترعرع فيه ومهما حاول ان يتظاهر بغير التكوينة التي تربا عليها والعادات التى تشبعت بها شخصيته فهو لايستطيع ان يبرح بعيدا عن مواقعه الاصلية‘ وتراه سرعان ما يعود ادراجه الى مواقعه البيئية والاجتماعيه التى نشأ فيها ونهل من علومها وتطبع بطباعها عند اول المنعطفات والمواقف التي تتعارض وتلك التربية التي جبل عليها .واذا ما سلمنا ان لكل قاعدة شواذ فأن ذلك الشواذ لا يحصل مع فئة من المجتمع لها مدرستها الفكرية واصولها الاجتماعية ومصالحها الطبقية وروح التسلط والآمرية وتطمح ان تكون كلمتها الاخيرة والفيصل في نهاية المطاف‘ وانما قد ينطبق ذلك على مستوى الفرد او الجماعة الغير مستقرة اجتماعيا وطبقيا كفئة الطلاب مثلا حيث ان هذه الفئة ستتوزع بعد انهاء الدراسة على مختلف المراتب طبقا لنشأتها و سلم تطورها الاجتماعي والطبقي. ان الدراسات الملموسة وكذلك الاحداث التاريخية اثبتت ان هناك فئتان او مجموعتان في المجتمع لا تتطابق افكارها ولاتنسجم آ راؤها وسلوكياتها وتربيتها مع الحياة التي تعتمد الرؤى المتباينة والافكار المختلفة والتبادل الحر الديمقراطي لوجهات النظر التي تتعارض وطبيعة تكوين هاتين الفئتين ..وهما الجيش بتركيبته الآ مرية البيرقراطية التي لا تسمح بل لا تطيق المناقشة او المسائلة في الامور والقرارات والتعليمات التي تصدرها القيادة العسكرية‘ وكثيرا ما حصل وان وضع الضابط الاعلى رتبة عسكرية على رأس القيادات الثورية الانقلابية سواء كانت التقدمية او الرجعية التي اطاحت بحكوماتها بغض النظرعن توجهات وتطلعات تلك الحركات وكذلك بغض النظرعن المستويات السياسية والفكرية والطبقية التي يتحدر منها ذلك القائد اللهم الا انه الآمر الاعلى رتبة عسكرية والذي له حق الامر والنهي وتبؤ القيادة حتى لو كان حديث العهد بالجماعة . .كما حصل مع العديد من الحركات سواء في اسيا او افريقيا اوامريكا اللاتينية‘ وكما هو الحال مع الرئيس جمال عبد االناصر والنميري والبشيروعبدالسلام عارف و الزعيم الوطني المرحوم الشهيد عبد الكريم قاسم عندما انضم الى حركة الضباط الاحرار متأخرا ولكونه الاعلى رتبة تولى القيادة اما الفئة الاخرى في المجتمع هي فئة رجال الدين المعممين الذين يزعمون ان بأمكانهم تولي شوؤن الحكم والجمع بين الحكم الشرعي والحكم المدني في آن واحد ويطرحون الفكرة القائلة انهم كبقية المجتمع الذي تعرض الى الاضطهاد ولهم حقوقهم المدنية كبقية افراد المجتمع فلماذا يتم ابعادهم عن ممارسة السياسة ولهم اسوة حسنة في اسلافهم الذين حكموا من قبلهم...ولكن ماذا سيكون موقف رجل الدين المجتهد لو قامت جماعة من عامة الناس البسطاء المعدمين باالتظاهر والاحتجاج ووصل الامر الى الهتافات المطالبة بالتغيير بعد ان يأس الناس ووصلت الامور الى حافة الهاوية‘ فهل سيتنازل هذا الرجل المجتهد عن عرشه لاناس كان البارحة يخطب فيهم بالجامع ويعلمهم كالتلاميذ كيف يغتسلون وكيف يصلون وكيف يقومون وكيف يقعدون وكيف يؤدون التحية على بعضهم البعض لااعتقد انه سيفعل ولنا مثال حي في موقف المرشد الاعلى السيد خامنئي حيث عندما وصل الامر الى الحد الذي ينذر بسقوط احمدي نجاد تصدى من خلال موقعه كمرشد اعلى للثورة باحقيته الألآلهية في اعادت الامور الى نصابها فأمر قيادات المحتجين بالقبول بالامر الواقع وقبول نتائج الانتخابات التى جائت بأحمدي نجاد الى رئاسة االجمهورية. .ولكن هنا لابد من الوقوف عند الموقف الحكيم للمرجع الديني الجليل السيد علي السيستاني الذي اتخذ لنفسه وممثليه خطا واضحا من القضايا السياسية ووقف على مسافة واحدة من جميع السياسيين وتجسد ذلك بوضوح بالانتخابات الاخيرة واقتصرت مواقفه عند القضايا العقدية‘ كتابة الدستور واجراء الانتخابات وانجاز الاستقلال والسيادة الوطنية بخروج المحتل من العراق. اننا نلاحظ وبوضوح ان هناك مواقف متباينة من قضية زج الدين في المعترك السياسي كما سبق وان قدمنا المثال الايراني ومثال الموقف الحكيم والرصين للمرجعية في العراق والذي يصون الدين من شوائب السياسة ويحفظ له مكانته وهيبته وقدسيته . ان الذين يحاولون الترويج للفكرة القائلة بأمكانية بناء مشروع ديمقراطي قائم على اساس خلفية دينية ينشدون من خلاله دولة مدنية ديمقراطية فأنهم واهمون ‘حيث ان هذه الفكرة اوالمشروع سيتعارض مع الاساس الفكري والتربوي القائم بأحقية الافتاء والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتكفير الخصم السياسي‘وما الاحداث الاخيرة الني حصلت في الجمهورية الاسلامية الا خير دليل ومثال على ذلك فما ان رفضت الجماهير نتائج الانتخابات الرئاسية ونزلت الجماهير محتجة بعدم ديمقراطية الانتخابات حتى انصب عليها جحيم الملالي بالحديد والنار اوبالفتاوى التي كفرت كل من يحتج او يتظاهر او ينشر او يكتب واغلقت الاتصالات الدولية واتهم كل من يضبط متلبسا بالاتصال مع وكالة او جريدة او بالانترنيت جاسوسا للغرب ولم يتوقف الامر عند ذلك بل ذهب المرشد الاعلى السيد خامنئي الى الضغط وترهيب خصوم احمدي نجاد الى الحد الذي جعل هاشمي رفسنجاني وخاتمي يلوذون بالصمت والقبول بالامر الواقع واجباركروبي بقبول نتائج الانتخابات على مضض كما اعلنها على شاشات التلفاز. احمد مراد
#احمد_عبد_مراد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كفى ضربا فى الخاصرة
-
ليلة من ليالي انفال كردستان العراق
-
بين اللعبة لعبة الديمقراطية ولعبة الحية والدرج
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|