أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام الخطيب - السينما الاسلامية















المزيد.....

السينما الاسلامية


حسام الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3015 - 2010 / 5 / 26 - 12:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انتبه الكثيرون إلى أهمية السينما منذ ظهورها الأول على يد الأخوين لوميير عام 1895م وخطورة الدور الذي تلعبه في توجيه سلوك الناس والتأثير على قيمهم الاجتماعية والأخلاقية وبفعالية أكبر في تشكيل فكر ووجدان الجماهير ولكن الأثر الحقيقي في جعلها أداة للتوجيه والإرشاد والتنوير الثقافي . حيث ان للسينما تأثيرٌ واضحٌ في النواحي التربوية فشأنها شأن أي من وسائل الإعلام الأخرى وسائر مؤسسات المجتمع التربوية في الوقت الذي فقد فيه التعليم جزءاً من هذه المهمة ومما يزيد من التأثير التربوي للسينما أنها كما يقول أحد النقاد الإيطاليين ليست كالرواية تقدم لنا أفكارالإنسان فقط بل تقدم لنا سلوكه وتقترح علينا ذلك الأسلوب الخاص . والفيلم السينمائي أيضا وسيلة من وسائل الاتصال الثقافي والحضاري فالأفلام السينمائية بحكم انتشارها العالمي الذي تخطت فيه حدود اللغة بالترجمة باتت من أدوات الاتصال والنقل الثقافي الحضاري، ويعتبر الفيلم وسيلة من وسائل الترفيه بمعناها المطلق لكن البعض يختلف في أسلوب الترفيه الهادف والترفيه الفارغ الذي لا يحمل في طياته أي رسالة موجهه تخدم المجتمع وبعضهم يتجاوز إلى الترفيه المضر .
أما على الصعيد الاقتصادي فإنها إذا ما استخدمت في المسار الصحيح لها فقد توفر السينما فرص عمل للقوى العاملة الماهرة وغير الماهرة ومردورها الاقتصادي لا أبالغ إن قلت إنه قد يشكل نسبة غير قليلة من اقتصاد دولة ما أو إقليم معين كما نرى في أوروبا وأمريكا ومصر وإيران .
واذا تتبعنا تاريخ السينما لوجدناها قد بدأت السينما في البلدان العربية بعيد بدئها في فرنسا عام 1895، نتيجة لاستعمار تلك البلدان من قبل بريطانيا وفرنسا، وأن السينما حينما جاءت حملت معها معالم الثقافة الغربية وتأثيراتها إلى العالم العربي، بل حملت أيضا تأثيرات اليهود الذين وعوا لأهمية السينما منذ المؤتمر الصهيوني الأول في بال.
وكان دخول السينما لإلهاء الشعوب عن واقعها المرير ولدفعها لليأس والإحباط وكذلك تشويه حضارة الشعوب المستعمرة، وبث الإيمان بحضارة الغرب وضرورة سيادتها على غيرها من الحضارات، وفي سبيل ذلك يتم تشويه تاريخ الحضارة الإسلامية.
أن تلك الأخطار تسربت إلى السينما العربية التي ظلت حبيسة الاستعمار، فظل النموذج الهوليودي في السينما من أجل التسلية والحيلولة دون التفكير في تغيير الواقع ومن ثم التسليم بما هو كائن. والأخطر من ذلك أن السينما العربية والغربية على السواء لعبت دورا كبيرا في هدم وتخريب القيم وتشويه العقل، ودفع المشاهد للبحث عن قيم غريبة بعيدة عن تقاليده وقيمه. بعد ذلك يستعرض سريعا نماذج من تلك السينما العربية المشوهة والتي جعلت أماكن التصوير محدودة بالملاهي وأندية القمار وسباق الخيل، وحبيسة قصص الحب المكررة.
والأرقام تظهر وضع السينما العربية في مقابل الغربية، فيبتين ضعف الإنتاج السينمائي العربي ورداءته، في مقابل غزو الأسواق العربية بالأفلام الغربية، والأمريكية منها بصفة خاصة، حيث لم تتعد نسبة الإنتاج العربي ما نسبته 10% من حجم استهلاك الأفلام سنويا في المتوسط. ويكفي ان نعلم ان العالم الاسلامي كله ينتج 2000 فيلم فقط منها 1000 فيلم نيجيري وهي من قبيل افلام المقاولات قصص تافهة بميزانية ضعيفة
وباستعراض عدد دور العرض ومقاعدها ونسب حضور العروض السينمائية، يتبين منها أن دور العرض قد تصل إلى 1500 في العالم العربي، و2500 في كل العالم الاسلامي ونسبة من يشاهدون العروض إلى إجمالي السكان قد تصل إلى 30%، وهذا لا يعني أن الـ 70% الباقية بمعزل عن تأثيرات السينما، خاصة مع نقل التليفزيون (والفيديو والدش والسي دي والإنترنت) للسينما إلى المنازل، ومن ثم يصل إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن أن نترك تلك الجماهير نهبا للتأثيرات السلبية للسينما الأجنبية والعربية التابعة، وبالتالي فلا بد من وجود سينما إسلامية أصيلة لتحجيم تلك التأثيرات على الأقل، وأن تلك السينما لا بد لها أن تتجه للجماهير العامة وليس لجماهير السينما الخاصة التي فقدت الكثير من مستوى ذوقها ووعيها
والسينما علي مستوي العالم يجب علينا كعالم اسلامي مجتمع او كدول اسلامية منفردة ان نتفوق فيها فهي سوق مفتوح به الرابح والخاسر مثلا أن عدد الأفلام الروائية المُنتجة في الاتحاد الأوروبي (27 دولة) يتزايد خلال السنوات 2003 ـ 2007، بينما يتناقص في الولايات المتحدة، ويزدهر الإنتاج في اليابان حتى عام 2006، ومن ثم يتراجع بشكل طفيف. وبالمُقابل، يتناقص عدد الجمهور في الولايات المتحدة، ويحافظ على ثباته في دول الاتحاد الأوروبي، واليابان. وتزداد عدد الصالات في الولايات المتحدة، ويبقى الرقم ثابتا في دول الاتحاد الأوروبي، واليابان. وفي قائمة الأفلام الروائية الطويلة التي أنتجتها دول الاتحاد الأوروبي في عام 2007، يظهر أن فرنسا تتصدر القائمة مع (228) فيلما إسبانيا (172) فيلما. إيطاليا (123) فيلما. ألمانيا (122) فيلما. المملكة المتحدة (112) فيلما. بدون ذكرالأفلام القصيرة بكافة أنواعها، أو الأفلام التسجيلية، والتي تهتم بها أسواق مهرجانات، وهيئات، ووكالات أوروبية أخرى. ويمكن الإشارة، والتفكير بالقانون الجديد للسينما الذي وافق عليه البرلمان الإسباني في نهاية عام 2007، وتشمل أهم تعديلاته، بأن يكون مخرج الفيلم، إضافة إلى 75% من فريق عمله ـ على الأقل ـ من الجنسية الإسبانية، أو إحدى جنسيات الاتحاد الأوروبي، حتى يتم اعتباره إنتاجا إسبانيا. أما نحن العرب (مهرجانات، مؤسسات، صحافة، نقاد، ومعظم العاملين في الحقل السينمائي) فلسنا بحاجة لتعقيدات حكومية بيروقراطية، أو قوانين، وتشريعات،.. كي نمنح الجنسية العربية او الاسلامية لأفلام أجنبية الإنتاج، والتمويل (والصناعة) أخرجها مخرجون من أصول عربية او مسلمين، وهو إجراء لا يحدث في أي مكان في العالم. وفي الوقت الذي كنت أتوقع غزارة الإنتاج في تركيا، إلا أنه وصل في عام 2007 إلى 42 فيلما محليا فقط. ولا توجد إحصائيات عن الإنتاج السينمائي في الاتحاد السوفياتي السابق قبل تفكيكه لمُقارنتها مع معدل الإنتاج الحالي للاتحاد الروسي الذي وصل إلى (85) فيلما للعرض السينمائي، وتم تصوير (200) فيلم أطلق معظمها في أسواق الفيديو مباشرة. وبالطبع، وُفق إحصائيات عام 2007، تتصدر الولايات المتحدة أعلى الأرقام في كل شيء: عدد الصالات (38794). عدد الصالات الرقمية(4562). عدد الأفلام المُنتجة على الرغم من تراجعها عن السنوات السابقة (453) فيلما (بعد أن وصل الرقم إلى 699 في عام 2005). وفي عام 2007 وصل عدد الأفلام المُنتجة في جمهورية الصين الشعبية إلى (402) فيلم، استطاعت (105) أفلام محلية فقط أن تجد طريقها للعرض في صالات السينما. ما يُثير الانتباه في قراءة البيانات الخاصة بالهند: عدد السكان مليار، و148 مليون نسمة (أكثر من عدد سكان الاتحاد الأوروبي مجتمعين (495.1) مليون نسمة. عدد الجمهور في عام 2006 (3997) مليون نسمة. متوسط سعر التذكرة في الهند 16 روبية (0.40 دولار)، وهي أرخص تذكرة في العالم. في عام 2006 بلغ عدد صالات السينما في الهند (11183). بينما حصة السوق في عام 2006 في الهند 76.50% أفلام محلية، 1.9% أوروبا، 3.7% آسيا، 17.9% أميركا الشمالية. بينما حصة السوق في الولايات المتحدة 90% أفلام محلية، 4% من دول الاتحاد الأوروبي باستثمارات أميركية، 4.9% الاتحاد الأوروبي، 1% بقية دول العالم. حصة السوق في مصر85% أفلام محلية، و15% أفلام أجنبية. وهذا يعني بأن كلا من الهند، والولايات المتحدة، ومصر مكتفية بأفلامها المحلية، بينما حصة السوق في فرنسا 49.9% للأفلام الأميركية، 36.6% أفلام محلية، 13.5% بقية دول العالم. نوليوود النيجيرية «يُستخدم مصطلح نوليوود للإشارة إلى صناعة السينما في نيجيريا، التي تقدم أكثر من 1000 فيلم سينمائي في العام، وتُصنف في مرتبة متقدمة ضمن أكبر المُنتجين، السينمائيين، في العالم، من حيث أعداد الأعمال المُنتجة، ويستغرق الفيلم الروائي في نيجيريا عادة بين 10 و14 يوما للانتهاء من تصويره كاملا، وتتراوح تكلفة الفيلم الواحد بين 15 و20 ألف دولار أميركي، حيث يتم تصوير الأفلام بكاميرات الفيديو الرقمية، ثم تجري عمليات المونتاج على كمبيوتر منزلي، تمهيدا لإطلاق الفيلم في أسواق الفيديو..
وتحتل السينما الهندية مكان الصدارة على الصعيد العالمي إنتاجا ومشاهدة. قصصها تُخرج المشاهد من عالمه الضيق إلى رحاب عالم جذاب مليء بالرقص والموسيقى. المشاهد العربي يعرفها لقرب العادات والتقاليد والمشاهد الغربي يكتشفها أخيرا.
وتحتل السينما الهندية المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الأفلام كما في عدد المشاهدين، حيث تنتج حوالي 1000 فيلم روائي طويل سنويا إضافة إلى الأفلام الوثائقية، ويباع حوالي 800 مليون بطاقة للأفلام الهندية عالميا. ويبلغ عدد صالات السينما في الهند عشرة آلاف صالة، ويُقدر المشاهدون بحدود خمسة ملايين يوميا. انتشرت السينما الهندية في الآونة الأخيرة وأصبح لديها شريحة عريضة من المتابعين لأفلامها في مختلف بلدان العالم ومن بينها ألمانيا، ويهوى هذا الجمهور الأفلام الرومانسية ويعجب بالاستعراضات الشيقة والملابس الجميلة التي يرتديها الممثلون، حتى أن بعض عشاقها يقيمون حفلات خاصة يرتدون فيها ملابس هندية ويستمعون إلى موسيقى هندية.
لصناعة السينما في العالم عاصمتان هوليود الأميركية وبومباي الهندية، والتي يسميها أبناء المهنة (بوليوود) (بومباي/ هوليوود). ولا مبالغة إطلاقا في هذه التسمية، لأن بومباي لا توازي هوليود في الإنتاج السينمائي فقط بل تتفوق عليها بمعدلات عالية. إذ يعتاش حوالي العشرة ملايين هندي إضافة إلى الآلاف من كبار نجوم التمثيل والإخراج من صناعة السينما، حيث للنجومية مقاييس خاصة في الهند، أكبر بكثير مما في الولايات المتحدة أو أوروبا وإن كانت أقل منهما بمقياس الشهرة العالمية، ذلك أن السينما وتوابعها من تليفزيون وفيديو هي التسلية الشعبية الأولى على الإطلاق في الهند.

وقبل أن نحدد تاريخ ظهور السينما الإسلامية يجب أن نعرف ما هو الفيلم الإسلامي لكي نحدد متى ظهرت السينما الإسلامية مع تحفظي على المصطلح لأننا سوف نخرج كل الأعمال التي تدعو إلى الفضائل والأخلاق الحميدة ومحاربة الفساد ولكنها في الوقت نفسه لا تصرح بذلك .
فتعريف الفيلم الإسلامي هو كل عمل تتفق رسالته مع العقيدة الإسلامية أو جوهرها سواءً المقولات الخفية أو المباشرة دون التعرض إلى المحاذير الشرعية وهذا التعميم للتعريف لكي ندخل جميع المحاولات السابقة والمحـاولات المـعـاصـرة .
فتاريخ ظهور السينما الإسلامية التي تحدثت عن الإسلام صريحا كان في العقد الرابع منذ ظهورها في مصر عام 1896م أي في حقبة الأربعينات من القرن الماضي فكان أول إنتاج سينمائي إسلامي عام 1941م وكان الفيلم يتحدث عن شخصية إسلامية هي(صلاح الدين الأيوبي) للمخرج إبراهيم لاما.
وهناك العديد من الأعمال التي تحدثت عن قيم إسلامية قبل فيلم صلاح الدين وعلى سبيل المثال (وخز الضمير) للمخرج إبراهيم عمارة عام 1931م وأفلام بعد فيلم صلاح الدين الأيوبي مثل فيلم (الإيمان) لأحمد بدر خان عام 1952م و(يا رب توبة) لعلي رضا عام 1975م.
فمبررات ضرورة أن يكون هناك "سينما إسلامية"، نوعين مبررات وقائية وأخرى إيجابية، أما الوقائية فهي:
* أننا نوقف بها مظهرا من مظاهر الغزو الثقافي لأمتنا. من خلال ايجاد البديل القادر علي جذب المسلمين
* وطريقة لمواجهة حملات التشكيك والعداء الموجودة في جزء من السينما الأجنبية. من خلال افلام مضادة
* ووسيلة للحد من التأثيرات السلبية للسينما الغربية. من خلال عرض نماذج اخلاقية وقيم عليا في الافلام
* ومواجهة عملية تخريب وقتل المشاهد العربي. من خلال الطوفان الهائل من الافكار المغلوطة للافلام
أما المبررات الإيجابية فهي:
* اتخاذ الموقف اللازم إزاء كل الأدوات والوسائل والتقنيات والمجالات الجديدة، وهو موقف الاستيعاب والامتلاك والاستحواذ، ومن ثم توظيفها في خدمة قضايا الأمة ومشكلاتها.
* سعة التصور الإسلامي تجعل من السهل أن تتطرق السينما الإسلامية إلى جوانب ومجالات متعددة لا حصر لها في الماضي والحاضر والمستقبل، في الكون والحياة والإنسان.
* إمكانية توظيف السينما لصالح العمل الإسلامي السياسي بوجه خاص. من خلال عرض القضايا واثارة الحماس والتنوير
* تحقيق التواصل السينمائي والإعلامي بين مختلف دول العالم. من خلال المشاركة في مهرجانات واذاعة الافلام في القنوات التليفويونية ودور العرض
إلا أنه بعد تلك المبررات يجب وضع ضابط أن الضرورة تقدر بقدرها، وأن السينما الإسلامية ليست متقدمة في سلم الأولويات فهناك أولويات أخرى تسبقها.
وبالنسبة لمسأللة الحلال والحرام، فيقرر أنه لم يعد صعبا اليوم أن نقول: إن السينما مجرد أداة توظف لصالح الإسلام فتكون إسلامية، وتوظف لغير صالحه فتكون غير إسلامية، ومن ثم فإنها شأنها شأن غيرها من الفنون مرهونة بالوظيفة التي تؤديها.

الكن السينما الإسلامية اصطدمت بمعوقات حدت من انتشارها على مستوى العالم الإسلامي لسبب بسيط جدا ذلك أن المسلمين لم يدركوا أهمية السينما كما أدركها اليهود بعد ظهورها بسنتين في فرنسا أي عام 1897م في مؤتمر (بال) الذي عقد بزعامة ثيودور هرتزل زعيم الحركة الصهيونية آنذاك فقد أُدرج من ضمن التوصيات استخدام جميع وسائل الإعلام ومن ضمنها السينما لخدمة مشروعهم.
ولا حرج أن تقابل السينما بموجة من الرفض الديني لأنها دخلت في الأصل عن طريق الاستعمار الفرنسي و البريطاني ولكن الحرج في عدم استغلالها بعد انتشارها في المجتمعات العربية والإسلامية فأصبحت تشكل عنصراً هاما في تحديد الهوية (الثقافية_الدينية _ الإنتمائية _ الاجتماعية ....) .
ولكن الرفض الديني لم يكن العقبة الوحيدة التي وقفت أمام السينما الإسلامية ولكن هناك أسبابا جوهرية أخرى سوف أعرضها كالآتي :
1- النظرة السائدة عند أغلب العلماء حول السينما وما تعرضه من المشاهد الخليعة والأفكار المشوشة على العوام من الناس فصدر عن ذلك عدة فتاوى تحرم السينما وتحرم العمل بها أيضا.
2- عدم وعي الدعاة والمصلحين بالتأثير الذي تحدثه السينما وأنه من الممكن استخدامها كوسيلة دعوية ضمن نطاق الشريعة الإسلامية.
3- أن السينما تأتي في آخر سلم أولويات الإسلاميين وهذا يقلل من فرص دعمها.
4- معضلة المرأة: وهي المعضلة الرئيسية في سبيل ظهور سينما إسلامية، حيث أن الإنسان هو محور العمل السينمائي، والمرأة نصف الإنسان، وهي نصف محور العمل السينمائي، وحين يأخذ الإسلام بجد فينبغي أن لا تظهر المرأة أمام الآخرين إلا مغطاة الرأس ، محتشمة اللباس والممثلة المسلمة مهمة لهذا العمل لكن أي مسلمة ملتزمة تتقدم لهذا العمل؟ خاصة في ظل أجواء العمل السينمائي وما فيه من اختلاط غير أنه رغم ذلك يرى أن تلك المعضلة لا تستعصي على الحل فبالإمكان أن تمارس المرأة المسلمة السينما مع كامل الاحتشام وقد أفتى علماء معاصرون بهذا 5- التنظير : حيث إن التنظير خطوة أولى في أي نشاط إنساني يتطور مع مباشرة العمل و النزول إلى الميدان والسينما الإسلامية ليست استثناء وما كتب فيها حتى الآن لا يتعدى تعرضا في كتاب محمد قطب وبحثا لحسان أبو غنيمة وهذا لا يكفي للتنظير لهذا المجال .
6- التمويل : صناعة السينما تحتاج إلى تمويل برؤوس أموال كبيرة وبدون التمويل لا يوجد إلا إنتاجات مستقلة لا ترتقي لأن تعرض للجمهور لرداءتها في النواحي التقنية .

ولكني لا أستطيع أن أحدد أو أنقد واقع السينما الإسلامية لأنها لم تر النور بعد ولم تصبح تيارا فعالا تستطيع أن تحكم عليه بالفشل أو النجاح إلا من خلال اجتهادات فردية بعيدة عن النقد لأنها بعيدة أصلا عن الواقع وتعتمد في أسلوبها على المخاطبة الفئوية وكأنها لا تخاطب إلا فئة معينة وهي فئة المتدينين ودائما ما تتخذ الكوميديا الساذجة بعض الأحيان أسلوبا لها والفنتازيا غير الواقعية التي لا تلامس احتياجات الناس الحياتية.
ولكن لا ننسى في ظل هذا التشاؤم أنه كان من الممكن أن تكون هنالك سينما إسلامية عالمية لولا اغتيال الأيدي الإرهابية المخرج الراحل (مصطفى العقاد).
وقد يقول قائل منا انا لسنا بحاجة إلى السينما في هذه المرحلة لكن المبررات كثيرة لوجود سينما إسلامية ولو أخذنا على سبيل المثال أحد المبررات وهو الحملة التي تشنها وسائل الإعلام الغربية حول الإسلام فإننا لهذا السبب في حاجة ماسة للسينما كوسيلة فعالة من وسائل الرد على هذه الحملة .
وعندما تبدأ السينما الإسلامية في شق طريقها نحو التأثير فإننا لا نريدها أن تكون حكراً على المتدينين وأن لا يكون خطابها موجها إلى طبقة معينة وأن لا تكون متحيزة إلى مذهب أو طائفة ، نريدها أن تنظر إلى القضايا العامة التي تهم الأمة بعيدا عن الخلافات الفقهية والطائفية (الحزبية).
فإذا ما انطلقت سينما إسلامية على قواعد صحيحة وأوجدت لنفسها مساحة تستطيع التأثير من خلالها فإنها ستكون رقما صعبا في معادلة التنافس العالمي حول المفاهيم والتصورات والأفكار التي تعبر عن الإسلام



#حسام_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البدائل الاسلامية
- مشروع مصر المستقبل


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام الخطيب - السينما الاسلامية