فاهم إيدام
الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 17:57
المحور:
الادب والفن
لأنني أعطيتها الجهة اليسرى
لَم تظهر في المرآة
ألعظمة الصغيرة في زاوية المنقار!
ولا الجناح المخضّب بالخرافات المضحكة!
ولا خاتم التجّار في الإصبع الثالث!
كانت الصورة أجمل ممّا تصوّرت...
فالجناح الصقيل السواد
كمؤخّرة طفل زنجيّ،
تحرّكت ريشاته الداخلية بالضبط
عندما طرق صديقي الفشل
طرقته الأولى على الباب.
****
ـ سأقودكم إلى الخير...!
إلى الفراديس التي ترتع بها العاريات!
وستكونون أغبى من دجاج المزارع
لأنّكم لن تحتاجوا الحكمة ولا الشعر..!
في خضمّ الأمواج التي
بكثافة المنيّ للنعيم..!
هكذا
قال الحمام الوديع في عاصمة السلام،
أمّا أنا
فاختصرتُ مقالي
ومضيتُ لحالي،
مخلّفاً تحتي الكوارث بمختلف أحجامها
مثل دكتاتورٍ مُنكبٍّ على مساواة الظلم.
مضيتُ لحالي،
بعد اختصار مقالي
الذي لن أبوحَ بهِ.
****
طَرق الفشل الطيّب طويلاً على الباب،
هدّد بإيقاض كلّ من ثاروا على وجه الأرض.
وبرفع التلوّث البيئي الذي
أخرجَ السرطانات من مكامنها.
أزعجني احترامه المُبالغ فيه للوقت
فعانقته وطرنا معاً.
في الجهة الجنوبية من بلاد البساتين
قتل العميان جميع الفراشاة المضيئة،
ونقلوا البساتين من على الأرض
إلى جدران المستشفيات.
وحين فَزعتُ..، وصاحبي
وأطلقتُ صوتي بُغية اكتمال الخراب،
متصوّراً أنني بذلك قد حرّرتهم...
اجتاحتني قشعريرة الشفَقة، التي بلا معنى،
فانهار كلّ شيء.
#فاهم_إيدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟