أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خضر سلامة - يحتفون بريما، ويتآمرون على سميرة














المزيد.....


يحتفون بريما، ويتآمرون على سميرة


خضر سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 15:36
المحور: كتابات ساخرة
    


بغض النظر عن أي تقييم أو بعدٌ ساخر، فلنكن واضحين، حققت ريما فقيه خطوةً فارقة في حياتها الشخصية حين فازت بلقب ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية، السخرية كانت لا تتوجه إلى شخص ريما، الفتاة التي تقوم بعمل طبيعي جداً، وهو المنافسة على عرش جمالي تستحقه، السخرية كانت تستهدف هذا الإعلام الوطني المريض، والذي يحول أي لبناني في الخارج إلى بطل، سياسة من جهة هي نتيجة لتربية السيئة التي تستهدف إفهام الشباب اللبناني بضرورة الهجرة لأن الخارج هي بلاد الأحلام، ولأن ثروة لبنان الحقيقية هي في مغتربيه! أو من جهة أخرى، هي عبارة عن غباء سياسي وإعلامي ناتج عن عقدة نقص يعيشها الانتاج الثقافي المحلي، وأخيراً، نظرية مؤامرة قريبة من المنطق، تقول بسياسة معتمدة من قبل مديري الاعلام وهم يمثلون الاوليغارشية الاقتصادية المتحكمة أيضاً بالحكومات المتعاقبة، هذه النظرية تقول باتجاه الاعلام الطائفي دوماً لتحويل المواطن الى مستهلك، مستهلك لخبر الترفيه وخبر ابداع "الآخر" ومستهلك لجمالية الوضع اللبناني، واللعب على عامل اللا وعي من أجل تطويب السياحة، قطاعاً قديساً في نظامٍ ثقيل على القلب والجيب.

وطنٌ احتفى بريما، باعلامه وسياسييه وزقزقة جمهوره فرحاً وطرباً، يحق لريما أن تفخر بلقبها، ويحق لهذا الوطن أن ينتحر اليوم أمام وجهه الحزين في المرآة، امرأة كسبت لقباً شخصياً، فأقام النظام الأعور الدنيا، في هذه اللحظات، كان ثمة امرأة أخرى تخرج دامعة العينين، خسرت سميرة سويدان دعواها، أمام القاضية ماري المعوشي، من أجل حق أبنائها من زوج اجنبي، بالجنسية اللبنانية السيئة الذكر، لم يكترث الكثيرون، ثمة دائرة ضيقة من النخب المعنية مباشرة بالقضية لا أكثر، اكترثت وتحدثت وحاولت الصراخ، ولكن صوت التلفاز الذي ينقل آخر أخبار ملكة الجمال العشتارية في الولايات المتحدة كان أثقل، كان النظام اللبناني مشغول عن سميرة، بتسويق صور الانتصار اللبناني المذهل بتاج ريما.

ماذا جنى لبنان بفوز ريما؟ لا شيء.. إلا القليل من الأخبار السخيفة والتعليقات الأسخف، والاهتياج الجماعي على حمى التفوق اللبناني والوطن الفريد (الأطرش) وبذرة العبقرية التي تضعها كل أم في شنطة كل ولد مهاجر، عجت الصحف والصفحات بالتعليقات المهنئة لريما، والمشيدة بلون الأرز المائل إلى الأخضر، ولون الحمص المائل إلى الأصفر، ولم يتحدث أحد عن أحمر قانون موجود في المنطقة، قانون يطبقه قضاء يحميه الدستور الأعرج من أي نقد ونقض!
سقطت سميرة سويدان في امتحان القضاء، وسقط القضاء اللبناني في امتحان الحضارة والانسانية، وسقط الإعلام اللبناني، والنظام اللبناني، والسوق اللبناني، في مرحاض الاستهلاك البشع لأي شيء، وفي تهمة التآمر ضد شعبه، ضد أخلاقه، ضد أي شيء جميل يجعلنا بشراً، مواطنين، رسب النظام اللبناني رغم نجاح ريما، وانتصرت سميرة في لعبة الفضيحة، عرّتنا من ورق التوت، القضية ليست في تحرير المرأة، ولا في تحرير الرجل، القضية الأساس هي أن انساننا المحلي، أقل من مواطن، يعلقه النظام بين سندان الهجرة، ومطرقة الاستغلال البشع.

نظامٌ يحتفي بريما، ويتآمر على سميرة، نظامٌ حثالة.



#خضر_سلامة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين موسى الصدر وجورج عبد الله
- عن الطائفية الحزبية
- عن الطفّار: ما لهم وما عليهم
- الحكم الجديد على جورج عبد الله: معادلة المجد والعار
- Goal لاسرائيل!
- إلى الرفاق.. بالأحمر
- يا سنديانة حمرا
- تضامناً مع الشيوعي السوداني ضد الظلامية الدينية من الطيب صال ...
- الحدث الايراني: أكل العنب أو قتل الناطور؟


المزيد.....




- المفكر التونسي الطاهر لبيب: سيقول العرب يوما أُكلنا يوم أُكل ...
- بعد مسيرة حافلة وجدل كبير.. نجمة كورية شابة تفارق الحياة في ...
- ما الأفلام التي حصدت جوائز البافتا لهذا العام؟
- سفيرة الفلكلور السوداني.. وفاة المطربة آسيا مدني بالقاهرة
- إيهاب الؤاقد :شاعر يقتل الحظ والفوضى !
- الفنان وسام ضياء: الدراما عليها الابتعاد عن المال السياسي وع ...
- لون وذاكرة.. معرض تشكيلي لفناني ذي قار يشارك فيه نحو 60 فنان ...
- إطلاق الدورة الـ14 من جوائز فلسطين للكتاب
- وفاة المطربة آسية مدني مرسال الفلكلور السوداني
- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خضر سلامة - يحتفون بريما، ويتآمرون على سميرة